مبادرة ثقافية جديدة شهدتها ألمانيا الأشهر الماضية وفتحت نوافذ حديثة لتداول الكتاب العربي على منافذ جديدة ضمن مبادرة معرض الديوان للكتاب العربي وهو أول معرض دولي للكتاب العربي في برلين الألمانية، شارك فيه ما يقارب 66 دار نشر تمثل مختلف الدول العربية والأجنبية وامتدت فعالياته على ثلاثة أيام، هنا تقرير يقدم أهم الفعاليات والفقرات الثقافية التي شهدتها والتي تسعى جاهدة الى تقريب الحوار الثقافي العربي الألماني.

برلين: معرض الديوان للكتاب العربي"

 

(برلين): أول معرض دولي للكتاب العربي في برلين، نظمه البيت الثقافي العربي "الديوان" في برلين.. وهو أول معرض دولي للكتاب العربي عرف مشاركة 66 دار نشر من مختلف الدول العربية والأجنبية وأقيم في الأول من سبتمبر واستمر على مدى ثلاثة أيام.

نظم البيت الثقافي العربي "الديوان" التابع لسفارة دولة قطر في العاصمة الألمانية برلين معرضا للكتاب بمشاركة 66 دار نشر من مختلف الدول العربية والأجنبية والذي أقيم في الأول من سبتمبر واستمر على مدى ثلاثة أيام.. بمشاركة أربعين ناشراً من العالَم العربي.

وتضمن فعاليات أول معرض دولي للكتاب العربي خارج العالم العربي إقامة مناظرة وحلقات نقاشية وفكرية بمشاركة عدد من الصحفيين والأكاديميين للحديث حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية، كما شهد المعرض توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز العلاقات بين الديوان ومؤسسات ثقافية مختلفة.

واشتمل البرنامج على عدة ندوات ومحاضرات؛ أولها ندوة بعنوان "ما بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني" يديرها مدير برنامج الديوان أحمد عرب، وثانية حول "دور المؤسسات الأكاديمية في تعزيز التفاهم الثقافي بين المجتمعات الألمانية والعربية" تتحدّث فيها الأكاديميتان ليسلي ترامونتيني ونيلز فيشر، وندوة ثالثة بعنوان "مخطوطات من الماضي ومخطوطات عربية في برلين من كتاب الديارات نموذجاً للتعايش الإسلامي المسيحي في الشرق الأوسط" بمشاركة الباحثَين هيلاري فاردنبورغ كيلباتريك وكريستوف راوخ، إلى جانب ندوتين عن دوافع الترجمة من اللغة العربية وإليها، وحول أهمية معارض الكتُب ونشر الكتب، وكيف يُسهم تعلّم اللغة العربية في انتشار الكتاب العربي.

تعميق الحوار الثقافي العربي الألماني من خلال الأنشطة الثقافية:

 جدير بالذكر أن البيت الثقافي العربي "الديوان" أنشئ في نوفمبر 2017 بهدف تعزيز التواصل والتفاهم بين العرب والألمان، من خلال نشر الثقافة العربية وإطلاع المتلقي الألماني والأوروبي بشكل عام على الدور الثقافي الحضاري والإنساني للعرب في مختلف العصور.

ومن المعروف أن البيت التابع لسفارة دولة قطر في العاصمة الألمانية استمدّ فكرة إقامته من كتاب الشاعر الألماني غوتة "ديوان الغرب والشرق" واتّخذ من فيلّا "كاليه" التي تقع في حيّ تسِهليَندُورف البرليني، ويعود بناؤها إلى عام 1904، مَقرّاً لَه، بعد أن أُعيد ترميم وتأهيل المكان.

ويعمل البيت الثقافي العربي "الديوان"، من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية، على خلق حالة من الحوار والتفاعل بين الجالية العربية والجمهور الألماني، حيث تغطي فعالياته جزءا كبيرا من عناصر التبادل الثقافي، من معارض فنية وفوتوغرافية ومسرح وموسيقى وأفلام.

يَتخّذ الديِوَان – البَيت الثَقَافِي العَرَبِي من فيلا "كاليه"، المَبنيَّة عَلى الطِرَاز الكلاسيِكّي الجديد، في حيّ "تسِهليَندُورف" في بِرلّين، مَقرّاً لَه. حَيثُ يُتيح المَكَان، مَساحّةً وَاسِعَّةً للقَاءَات الثَقَافيّة، والتَبَادل والحِوَار الثَقَافي المكثّف. ويَتم العَمل على قَدمٍ وسَاقٍ لمِلْأ هذا المَكَان بالحياةِ خلال السَنَوَاتِ القادِمَةِ.

يُولّي فَريِق الديِوَان – البَيت الثَقَافِي العَرَبِي، اهتِمَاماً بالِغَاً لشَريحَةِ الشَبَابِ، وكذلك للغة. ولِذا يُنظّم الديِوَانُ، بَرَامِجَ لتَشجيِع الحِوارِ بَيَن الشَبَابِ، عَلَى مُستويَاتٍ مُتَعدّدةٍ. إضافة إلَى البَرَامجِ العَديدَةِ والمُتَنَوّعة، التَي تُلَبّي اِهتمَاماتِ مُختَلَفِ الشَرَائِحِ العُمريّةِ الأُخرَى.

تَتَمَثّلْ رُؤيَة الديِوَان – البَيت الثَقَافِي العَرَبِي، فِي تَقْرِيب الثَقَافَتيِن العَرَبِيَّة والأَلْمَانيّة مِن بَعضِهِمَا البَعض، وَمَّدِ جِسوُر التَوَاصُلِ والحِوَارِ بين الشَرِقِ والغْرب. يَهدُف الدِيوان مِن خِلال الأَنشِطَة التَي يُقدِّمها، إِلَى تَسلّيِطِ الضَوِءِ عَلَى الثَقَافَة العَرَبِيّة دَاخِل ألمانيا، في مَجَالاَتِ الفَنِّ، والموسِيقَى، والأَدَبِ، والأفْلاَمِ، واللُغّة، وفِنونِ الأَدَاء المَسرَحّي. إِضَافةً إلَى تَعمِيقِ الحِوار الثَقَافّي العَرَبِي-الألمَانِي مِن خلال الأنشِطة الثقَافيِّة.

اُفتِتِحَ الديِوَان – البَيت الثَقَافِي العَرَبِي، عَاَم ٢٠١٧، مِن قِبَل معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نَائِبِ رَئِيس مَجلِسِ الوُزرَاءِ وُزير خارجِيّة دَولةِ قَطَر آنذاك، ونَظِيرِه، سَعَادة السَيِّد زِيغمَار غابرِييل، وَزِير خارِجيّة جُمهوُرِيّةِ ألماَنيّا الاتحَادِّيّة. وتَمّ أِستِقَاء الاِسمِ، مِنَ العَمَلِ الأدبي الخَالِد، لأَديبِ ألمانيا الأشهَّر، يُوهَان فُولفْغَانغ فُوْن غُوُتِه.

يَرَى الديِوَان دورَهُ، كحَلَقَةِ وَصّلٍ، وجِسْرٍ للتَبَادُل والحِوَارِ بَينَ الثقَافَتيّن الشرقيّة ِ والغربيّة. ويَعملُ الديِوَانُ على تَدعيمِ أواصُرِ التفَاهُمِ، ومحاربَةِ الصُورةِ النمطيّةِ، ويتلقّى الدعمَ المالي من دولةِ قَطَر.

ويتكوّن فَرِيقُ الديوان من مجموعةٍ من الشبابِ مِن مُختَلَفِ دُوَلِ العالَمِ، ويَعمُل على تَحْوِيل المكانِ إلى ملتقىً حقيقي. يتمثّل الهَدف الأسمى للقَائِمِين علَى هَذَا المَشرُوع، في مّدّ الجِسُورِ، وهَدمِ الجدرانِ من خِلال التواصُلِ الثقافي، وتشجيِعِ التفَاهُمِ والاحتراَمِ المُتَبَادَلِ، والتصدّي لجَمَيع صُوَر الأحكام النَمطيَّة المُسبَقَة والتَطرّف.