يعتبر "مؤتمر الناشرين" الذي تستضيفه الشارقة سنويا بالتزامن مع الاستعداد لانطلاق فعاليات معرضها الدولي للكتاب فرصة لمناقشة آخر المستجدات في عالم نشر الكتب الذي ما انفك يتطور في شتى أصقاع العالم، متجاوزا التحديات وجامعا بين روافد حضارية هامة، بدءًا من الصناعة الثقافية وصناعة المعرفة والحراك الاقتصادي، ويسعى المؤتمر يسعى للوصول بالكتاب والصناعات الإبداعية إلى أسواق جديدة.

الدورة الـ13 من «مؤتمر الناشرين» في الشارقة

 

الشارقة - أعلنت "هيئة الشارقة للكتاب" أن فعاليات النسخة الـ13 من "مؤتمر الناشرين" ستعقد من التاسع والعشرين من أكتوبر المقبل حتى الحادي والثلاثين منه في مركز إكسبو الشارقة بحضور ومشاركة ناشرين ومتخصصين في صناعة الكتاب من 101 دولة.

ويأتي المؤتمر قبل انطلاق الدورة الـ42 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، حيث استقبلت الهيئة مشاركات من سبع دول تشارك للمرة الأولى في المؤتمر هي: بنين وموريشيوس وبوركينا فاسو وباراغواي والجمهورية التشيكية والكوت ديفوار والكونغو الديمقراطية.

ورشات وجوائز

أوضحت الهيئة أن مؤتمر هذا العام سيناقش على مدى ثلاثة أيام مستجدات وتحديات صناعة النشر والحلول والتجارب المبتكرة للوصول بالكتاب والصناعات الإبداعية إلى أسواق جديدة، وسيسلط ضيوف المؤتمر الضوء على الفرص والآليات التي تبلورت خلال السنوات الماضية وعلى صعيد النشر الرقمي وإنتاج الكتب الصوتية وغيرها من المحاور.

وبينت الهيئة أن المؤتمر طور أنماط التواصل والحوار بين الناشرين، حيث اعتمد تحويل الندوات والجلسات الحوارية إلى ورشات عمل مهنية وذلك بهدف تحقيق المزيد من التفاعل بين المشاركين والتركيز على تناول القضايا الأكثر حيوية، بما يحقق الفائدة للناشرين والوكلاء الأدبيين ويعزز جهودهم في خدمة قطاع النشر والارتقاء به.

ويشمل برنامج المؤتمر توفير الفرص أمام المشاركين للاستفادة من خبرات كبار المتخصصين والمدربين في مجالات النشر المستقبلي المستدام، حيث يستثمر المؤتمر في حجم وعدد المشاركين لتنسيق لقاءات تجمعهم بأصحاب التجارب الناجحة والملهمة، بالإضافة إلى اللقاءات غير الرسمية التي تعزز الحظوظ أمامهم للنهوض بصناعة النشر في بلدانهم وتدارس الأساليب التي تضمن نجاح وتطور أعمالهم.

ويفسح المؤتمر للمشاركين مجال عقد صفقات تبادل شراء حقوق النشر والترجمة وتعزيز التعاون بين الوكلاء الأدبيين في التعريف بالإنتاج الأدبي والمعرفي في مختلف البلدان واللغات، واكتساب خبرات التسويق وبيع الحقوق الأدبية وتطبيق رؤى خبراء النشر وتوصياتهم في هذا المجال لتنعكس بصورة إيجابية على مختلف أطراف عملية النشر من الكتاب والناشرين والمترجمين والوكلاء الأدبيين ومجتمع القراء.

ويشهد "مؤتمر الناشرين" الإعلان عن الفائزين بجوائز الدورة الثانية من "جائزة الشارقة لحقوق النشر" التي تكرم من خلالها هيئة الشارقة للكتاب أبرز المساهمات التي تميز بها خبراء حقوق النشر ممن لهم جهود مبتكرة وكبيرة في حماية الحقوق الفكرية للمبدعين وحصولهم على حقوقهم القانونية.

وكانت الجائزة قد فتحت باب التسجيل أمام الراغبين في الاشتراك بدورتها الثانية حتى الحادي والثلاثين من أغسطس الماضي، وتتكون من فئتين؛ الأولى مخصصة لخبراء بيع وشراء حقوق الترجمة في دور النشر والفئة الثانية للمهنيين المستقلين والعاملين مع وكالات متخصصة في بيع حقوق الكتب للناشرين ومانحي التراخيص.

تطوير القطاع

قال منصور الحساني، مدير إدارة خدمات النشر في الهيئة، “نفخر بتنظيم مؤتمر الناشرين للسنة الثالثة عشرة على التوالي ونسعى إلى تقديم برنامج غني ومتنوع يلبي احتياجات وتطلعات الناشرين من مختلف بلدان العالم لنعكس رؤية "هيئة الشارقة للكتاب" في دعم وتطوير قطاع النشر وإثراء المحتوى الثقافي والمعرفي في المنطقة والعالم، إيمانا بأهمية تبادل الأفكار والحلول والفرص بين الناشرين وضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية التي تؤثر على صناعة النشر".

وأضاف أن "مؤتمر الناشرين" يمثل فرصة للتواصل والتعارف بين الوكلاء الأدبيين والمتخصصين في حقوق الترجمة والملكية الفكرية لتحفيزهم على بذل المزيد من الجهود في هذا القطاع، من خلال تكريم الفائزين بجائزة الشارقة لحقوق النشر وتقديم تجاربهم كنماذج يحتذى بها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

وأكدت الشيخة بدور القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، في تصريح سابق على حاجة قطاع النشر إلى روح التعاون والتكاتف لمواجهة التحديات التي تقف أمام نموه وتطوره.

وقالت "أصبحت الاستدامة موضوعا رئيسيا في مناقشاتنا، لسبب واضح؛ فالعالم يتغير أمام أعيننا وعلينا جميعا أن نقوم بدورنا في حماية مستقبل الأرض".

وأشارت إلى أنه ليس من السهل على الناشرين التراجع عن عمليات ونماذج أعمال ظلوا يمارسونها منذ مئات السنين، مشددة على أن هذا التغيير بات ضرورة؛ فإن لم يكن من الداخل وفقا لشروط الناشرين فإنهم سيضطرون إلى التغيير بسبب التطورات الخارجية.

ووجهت الشيخة بدور القاسمي رسالة إلى كل فرد في مجتمع النشر تقول فيها "دعونا نتعلم من أخطائنا الماضية ودعونا لا نتحرك بسرعات مختلفة عندما يتعلق الأمر بالاستدامة، فلنعمل كفريق عالمي لإنشاء حلول مستدامة معا حتى نتمكن من المضي قدما معا، دعونا لا نترك أحدا وراءنا فهناك قوة في وحدة الرؤية، كما توجد قوة في وحدة العمل".

ويشهد قطاع النشر في العالم ثورة حقيقية وتطورات سريعة تتطلب من الناشر العربي إدراكها عبر التفاعل المستمر والنشط مع الناشرين الدوليين ومؤسسات واتحادات النشر الإقليمية والعالمية والمنظمات الدولية ليظل طرفا مهما في الحوارات العالمية حول حاضر ومستقبل صناعة النشر. وهذا ما ينتبه له المؤتمر الذي يوفر للناشرين العرب فرصة للانخراط في آخر ما توصل إليه القطاع وعقد شراكات جديدة.

ويؤمن القائمون على المؤتمر بأن قصص النجاح المهمة في صناعة النشر كانت ثمرة من ثمار التعاون الثنائي الإقليمي الفعال بين الناشرين المنتمين إلى نفس المنطقة، خاصة تلك التي تتشارك اللغة أو القيم الثقافية، ما يتطلب من الناشرين العرب الحرص على تعزيز التعاون الثنائي الإقليمي العربي لاستثمار الموارد المشتركة من أجل الوصول إلى المزيد من القراء في العالم وتعزيز فرص النمو.

ويجمع المؤتمر ناشرين وخبراء من الولايات المتحدة والعالم العربي وأفريقيا وآسيا، موفرا فرصا كبيرة أمام مؤسسات النشر لتنمية حصتها في سوق النشر العالمية وزيادة إيراداتها عبر تبادل بيع وشراء حقوق أشكال جديدة ومتنوعة من تراخيص المحتوى.

ويركز المؤتمر على التحديات التي تواجهها صناعة النشر، مثل تأثير التطبيقات الذكية وانتشار الهواتف النقالة على زيادة معدلات القراءة في العالم وإسهام الاستثمارات التي تقودها شركات النشر الكبرى في نمو سوق القصص المصورة وتزايد اعتماد القراء على النسخ الإلكترونية والصوتية، وغيرها من المباحث التي تساعد على النهوض بصناعة الكتاب.