تأتي القصيدة أشبه بالنداء من ثنايا الذاكرة وهي هنا، في قصيدتان للشاعر المغربي، تأتي محملة بالوجع، حيث مثقلة بالتفاصيل، مترعة بغياب يخطه الشاعر لغة ورؤى شعرية شفيفة.

سكرة عشق معطرة بالرحيل

محمد عماري

سكرة عشق قديم
يخرج
الماء
من دالية
ينساب
في الأمداء
من الوريد
إلى النشيد.
تلوح
قطوف الليل دانية
تفتح لي
من شرفة الذكرى
بقية رسم
توشحني بالصمت
هسيس يد
شردت
في ذروة النسيان،
يبللني
بياض الثلج
المعتق بالسؤال،
أتقمص شكل هلال
راودته
خلوة الأصيل
آهات
محبرة وكأس
وجع الماء
من بعض البكاء.
أرى جسدا
كقبضة ريح
طواها الظلام
أسبلت خيوطها
لفاتحة القصيدة
لخاتمة الهجيره.
أيا شمعة
في خلوة
ادخلي ليلتي
كي تري
سماءا بلا لون
قمرا في معبد
سكرة عشق
قديم
قديم..

رعشة معطرة بالرحيل
مساء
بلا لون
أجراس
بلا كنائس
الليل بينهما
يشرب نخب الهواء،
الحبر
ارتعاش مهجة
موصولة بزبد الموج
كعين سابحة
في سواقي الكشف،
يا أيتها النفس
احملي
فيض روحي
للأ شجار العارية،
للريح
تراقص نبتة
تحت الجليد
والدموع
تكحل احمرار الغيم.
أيا راويا
لا تلمني
إن ضاجعت
أجنحة الصفصاف
بفاس
أو عتقت بوحي
بطيف يبعث
من رماده.
يا امرأة
كانت هنا
إن جاءتك
آهاتي
على سعفة
مزينة
بعطر الرحيل،
بللي
سماء الموج
بدمع الصهيل.
ما الصبابة
إلا رعشة أفلت
كليل يلبس
عري النهار
ويبقى هذا الشدو الجميل
خلف حشرجة السؤال.

شاعر من المغرب