يظل الشعر الفلسطيني وهو يكتب مأساه الإنسان الفلسطيني المعاصر الواقع بين فكي تخاذل الأخوة وبربرية الأعداء، مشدودا بين الغناء والبكاء في واقع موئس تثقله التناقضات، ولكن إيقاع الحياة التي تتأبى على كل قهر يشده دوما لينشد للخلاص والحرية.

غَنّيْتُ رامَ الله

أحمد الريماوي

من جَرْسِ رام الله الوجود اهْتَزْ
أمٌّ تدثِّرُ صَبْرَها
أمٌّ تعطِّرُ جمْرَها
طفلٌ بسيف النّصر أزْ

أمٌّ وَلودْ
بذرَتْ على القِمم الصُّمودْ
زرعَت نخيل الصّدّ
بَرْعَمَتْ العُهودْ

غُصْنُ الطُّلوعِ... بِظِلِّهِ التَحَفَ الهُمامْ
ورق الشُّروعِ حَفيفه عَزَفَ النّشيد إلى الأمامِ
إلى الأمامِ... إلى الأمامْ
هزم الظّلامَ... أماطَ أوهامَ القتامِ
أعاد للذكرى مَهابة بَوحِها
جَدٌّ يُطالع في سجلّ الفَرْزْ
للغاب شَرْعُ الغَمْزِ... شَرْعُ اللّمْزْ
غَنّيْتُ رام الله الجمالِ
تُطَوّعُ "المَحْسومَ" سيفَ الاحتِلالِ
تُذيبُ ثَلْجَ الاحْتِمال
دَمْع المَنارةِ جَمْرُهُ أضْفى على جمر السؤال...
لم القصيدُ؟
لم الخَيالْ؟
هِيَ ذي المَسيرات اصطَفَتْ لحن الجَنائزِ
للرَّوائزِ... للحَوافِزِ
نكهة التّحرير من دُشَم الحَواجِزْ
غَنّيْتُ رام الله تُدَوْزِنُ عودَها
تَعِدُ الصّبايا والعَجائز
أن للأسرى الجوائز
أن للشهداء غِبْطَتَهم بطفلٍ هز سيف النّصر... أز
وعلى شذى إيقاعِهِ فَرِحَ الجَليلُ... اعْتَز

كاتب فلسطيني مقيم في السعودية