الملتقى: تواصل ثقافي وفرص

إبراهيم الحميد

تشكل استضافة منطقة الجوف ممثلة بالنادي الأدبي لملتقى الجوف للفن التشكيلي العربي المعاصر2007م ، وللفعاليات المصاحبة له حدثا جميلا تزدان به المنطقة تتكرس من خلاله الصورة التي تشكلت على مدى سنوات عن قدرة منطقة الجوف وأبناءها على احتضان مختلف الفعاليات الثقافية والوطنية ، بالرغم من الصعوبات التي يواجهونها نتيجة لقلة الموارد و انحسار التنمية عن المنطقة.
فبالرغم من كون المنطقة إحدى مناطق الأطراف في المملكة والتي تبعد عن المدن الكبرى مئات الكيلومترات الا أن تواصلها مع حواضر المملكة والعالم لم ينقطع أبدا ، وكانت للمنطقة ريادتها الثقافية والتي أدت إلى بروز عدد من أبناءها في مختلف جوانب الفكر الإنساني والعلمي والذين أثروا بدورهم مختلف المواقع التي شغلوها في وطننا الغالي.
وما إقامة ملتقى الفنون التشكيلية اليوم إلا امتداد للملتقيات والأسابيع الثقافية التي دأبت المنطقة على رعايتها بدأ من معرض السجاد والنسيج الأول الذي بدأه معالي الأمير الراحل عبدالرحمن السديري رحمه الله قبل أكثر من 35 عاما ، لتشجيع صناعة النسيج والحرف واليدوية الى أسابيع الجوف الثقافية التي شهدتها المنطقة في حقبة التسعينات الميلادية برعاية مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية وكان لها أثر بالغ في إثراء المنطقة وصورتها الثقافية ، ووصولا إلى مهرجان الجوف الصيفي الذي بدأه صاحب السمو الملكي الأمير عبدا لإله بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف السابق و دعم ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف للمهرجان .وبهذه المناسبة الجميلة أرى أن في إقامة هذا الملتقى فوائد عديدة منها ثلاثة فرص :
الأولى أن إقامة هذا الملتقى فرصة لأمانة منطقة الجوف للنهل من أفكار الفنانين والمبدعين السعوديين و العرب لتحسين الذوق العام لاستدراج الموهوبين منهم ودعوتهم لإقامة أعمال فنية جميلة ، كتلك التي تزدان بها مدن مثل جده و الدمام من مجسمات فنية رائعة.
والثانية أن إقامة هذا الملتقى فرصة لتجديد تواصل فناني منطقة الجوف ، مع فناني المملكة والعالم العربي من خلال مشاركتهم في عرض أعمالهم . والثالثة انه فرصة لشحذ همم رجال الأعمال والجهات المسئولة لتبني فناني منطقة الجوف ودعم حراكهم الثقافي والفني وذلك بإقامة معرض ومتحف دائم للفنون التشكيلة ، يتم من خلاله عرض إبداعاتهم الفنية و تخصيص مساحة مناسبة للترويج لمختلف المدارس الفنية وتاريخ الفن ليكون المعرض في النهاية متحفا لأجيال الفنانين وحماية لأعمالهم من الاندثار.
                                            
ibrahimalhumaid@gmail.com