رسالة فلسطين

الدورة الرابعة لمهرجان القصبة السينمائي الدولي برام الله

وأسبوع الفيلم التسجيلي الفلسطيني بغزة

زينب خليل عودة

افتتح مسرح وسينماتك القصبة برام الله، مساء الليلة، الدورة الرابعة لمهرجانه السينمائي الدولي، وذلك بحضور جمهور غفير تقدمهم رئيس ديوان الرئاسة ورئيس مجلس إدارة القدس عاصمة الثقافة العربية د.رفيق الحسيني وعدد من السفراء والقناصل، ورئيس مجلس إدارة القصبة مهدي المصري ومدير عام القصبة جورج إبراهيم وإدارة المهرجان.

وفى كلمته قال المدير التنفيذي للقصبة ومدير المهرجان خالد عليان :(أن المهرجان يشهد مشاركة 65 فيلماً من 24 دولة (53 فيلم روائي و12 فيلم وثائقي) تتنوع بين الأفلام الروائية والوثائقية وفيلم رسوم متحركة'، موضحاً أن عروض المهرجان وفعالياته تتوزع في مسرح وسينماتك القصبة برام الله والمسرح الوطني الفلسطيني في القدس ودار الندوة في بيت لحم وسينما سيتي في نابلس، إلى جانب مجموعة من العروض  في عدد من المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وهي: الدهيشة، وعايدة، والجلزون، وبلاطة، وجنين.

وأضاف عليان أن المهرجان الذي يستمر حتى الثاني والعشرين من شهر تشرين أول/ أكتوبر الجاري، نجح في استقطاب نجوم سينمائيين عرب وأجانب للمشاركة في فعاليات الافتتاح والختام وهم: الممثلة التونسية التي برزت مؤخراً في أروقة السينما المصرية هند صبري والمخرج المصري القدير يسري نصر الله (مخرج فيلم احكي يا شهرزاد وفيلم باب الشمس) والمخرجة المصرية نادية كامل، ومدير مهرجان كان الفرنسي تيري فريمكس، والمخرجة الفرنسية سيمون بيتون، والممثلة الفرنسية جين بيركن، ومن المغرب المخرجين سعد الشريبي ونبيل عيوش، والمخرج جنيد أحمد من جنوب إفريقيا، والمخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس والمخرج الفلسطيني إيليا سليمان.

وقال: يهدي القصبة مهرجانه هذا العام لروح المخرج السينمائي الفلسطيني الراحل مصطفى أبو علي مؤسس سينما الثورة الفلسطينية، والذي قدم مساهمات كبيرة للسينما الفلسطينية. كما يحتفي المهرجان باختيار القدس عاصمة للثقافة العربية 2009.

وقامت إدارة المهرجان بتكريم أسرة الراحل مصطفى أبو علي، وتكريم المؤسسات الداعمة للمهرجان، ومخرجة فيلم الافتتاح الفلسطينية شيرين دعيبس.

من جهتها عبرت المخرجة دعيبس عن سعادتها بالتواجد في فلسطين والمشاركة في مهرجان القصبة السينمائي الدولي من خلال عرض فيلمها في افتتاح المهرجان، شاكرة مسرح وسينماتك القصبة على الدعوة. كما قدمت شكرها للجمهور  الغفير الحاضر وطاقم الفيلم وأسرتها في فلسطين.

وقالت دعيبس أن فكرة الفيلم بدأت في العام 2003، وأخذ الموضوع كل تلك الفترة حتى تم تبني الفيلم ودعمه من قبل المنتجين كريستينا بايوفيزان وبول باركن.

وعن ظروف التصوير في الأراضي المحتلة، قالت: 'إن ذلك لم يكن سهلا، ولكننا تدبرنا الأمر بفضل مساعدة بعض الأصدقاء، كما أنني استفدت من تجربة سابقة، حيث قمت بالتصوير خلال إعداد أحد أعمالي الأولى'.

وتابعت دعيبس: 'لقد تطلب إنجاز هذا الفيلم الكثير من الجهد، من جميع العاملين فيه، وكان علي أن أبذل أقصى جهودي خاصة وأن معظم شخصيات الفيلم نسائية، فهذه المسألة حساسة جداً، وأظن أن جميع الممثلات قمن بعمل رائع.'

وحصل فيلم 'أمريكا' (مدته: 97 دقيقة) على جائزة النقاد خلال عرضه في مهرجان كان السينمائي في فرنسا، وحازت المخرجة شيرين دعيبس على جائزة الإخراج ضمن العشر الأوائل في مهرجان Sundance في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتدور قصة الفيلم حول قدوم امرأة فلسطينية مع ابنها اليافع إلى الولايات المتحدة للإقامة فيها، بعد أحداث الحادي عشر من أيلول.  وتصطدم منى فرح (أداء الممثلة نسرين فاعور) القادمة من مدينة رام الله مع ابنها فادي، بثقافة وواقع المجتمع الجديد، وينتج عن ذلك جملة مفارقات.. يمكن وصفها بالكوميدية السوداء، ذلك أنها مضحكة في ظاهرها، مؤلمة في حقيقتها.

وتقيم منى عند عائلة أختها التي سبقتها في المجيء إلى الولايات المتحدة بستة عشر عاما، ولكن الأسرة التي تعيش أوضاعا سيئة، وظرفا ماليا محرجا، يزيد من مشكلة الأم التي تصمم على مواجهة الواقع بكل قسوته وفظاظته، زد على ذلك.. الأعباء الأخرى التي يسببها الابن فادي، الذي يعاني من مشكلة اندماج حقيقية في أوساط الطلبة في المدرسة.

ولا يبدو أن الواقع الجديد قادراً على منح الطمأنينة للعائلة القادمة من الضفة الغربية، العائلة التي اعتادت أن تواجه مصاعب جمة عند نقاط التفتيش الإسرائيلية، مضافا إليها المشاكل الحياتية الأخرى.. التي دفعت العائلة الصغيرة إلى القدوم إلى أميركا.والواقع نفسه.. لم تمنح أسرة الأخت رغدا (أداء مميز للممثلة هيام عباس) أي قدر من الطمأنينة، فالوضع الأسري مفخخ، وقابل للانفجار في كل لحظة، وهنا تسلل مقولة الفيلم الخفية، الحارقة واللاسعة: إذن.. أين يمكن أن يكون ذلك الذي يدعونه.. الوطن؟!

والجدير ذكره أن مخرجة ومؤلفة الفيلم شرين دعيبس، روت من خلال الفيلم قصة إحدى قريباتها التي أقامت في بيت عائلتها عند وصولها من فلسطين، ومنذ ذلك الوقت رصدت وخزنت في ذاكرتها مشاعر تلك الشخصية وأزماتها وداخلياتها والأفعال التي صدرت عنها.

ويشهد المهرجان نقلة نوعية على جميع الأصعدة، من حيث عدد الأفلام والدول المشاركة والضيوف المميزين الحاضرين من الدول العربية والعالم والذين سيعطون زخم أكبر لفعاليات المهرجان.

وتنقسم الأفلام المشاركة في المهرجان إلى عدة زوايا هي: بانوراما والتي تضم مجموعة من الأفلام العالمية من دول مختلفة، وعين على السينما الإيرانية الذي يسلط الضوء على أبرز انتاجات السينما في إيران، وزاوية 'ما بين سقوط جدار وبناء جدار' وتتضمن أفلام تتحدث عن سقوط جدار برلين من جهة، ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي بناء جدار الفصل العنصري على الأراضي الفلسطينية.

ويعرض المهرجان مجموعة كبيرة من الأفلام البارزة والحاصلة على جوائز عالمية وجوائز في بلدانها، ليشكل فرصة أمام الجمهور الفلسطيني للتعرف على ثقافات البلدان الأخرى من خلال مشاهدة احدث انتاجاتها السينمائية التي تعكس واقعها المعاش.وينظم المهرجان بدعم من الاتحاد الأوروبي بقيمة 50000 يورو ومؤسسة كونراد أدانور الألمانية والمجلس الإداري للقدس عاصمة الثقافة العربية 2009.

ويقام المهرجان بالتعاون مع القنصلية الفرنسية العامة، والمركز الثقافي الفرنسي، ومعهد غوتة، والمجلس الثقافي البريطاني، وممثليه المملكة المغربية، والممثلية اليابانية، ومكتب التعاون الاسباني، وممثلية البرازيل، وممثلية البرتغال، وممثلية الجمهورية التونسية، والهيئة الفلسطينية للشؤون المدنية، والمسرح الوطني الفلسطيني-القدس، وسينما سيتي بنابلس، وجامعة النجاح الوطنية، ودار الندوة الدولية في بيت لحم، مركز إسعاد الطفولة-مخيم بلاطة، ومركز إبداع بمخيم الدهيشة، ومركز الرواد للثقافة والمسرح بمخيم عايدة، ومركز الشباب الاجتماعي بمخيم الجلزون، ومسرح الحرية بمخيم جنين.

ويواصل مهرجان القصبة السينمائي الدولي فعالياته لليوم الثاني وسط إقبال جماهيري حيث انطلقت في مدينة القدس، مساء اليوم، فعاليات المهرجان في دورته الرابعة، وذلك بعرض الفيلم الفلسطيني 'أمريكا' للمخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس في المسرح الوطني الفلسطيني.

وفي رام الله، شهد اليوم الثاني من المهرجان عرض سبعة أفلام وسط إقبال كبير من الجمهور. وبدأت العروض بفيلم الرسوم المتحركة الأمريكي 'فوق' والذي يتناول قصة رجل عجوز يبلغ من العمر 78 عام والذي توفت زوجته دون أن تحقق الحلم الذي عاشت تحلم به طول عمرها، وهو أن تذهب في رحلة لاستكشاف الجبال وتسلقها.

وفي هذا العمر وبسبب ظروف طارئة تواجهه، يقرر أن يحقق حلم زوجته وأن يقوم هو برحلة استكشافية بمساعدة طفل يبلغ من العمر 8 سنوات.

وفي تلك الرحلة يواجهان العديد من المغامرات والمخلوقات العجيبة في الأدغال، والفيلم من إخراج: بيتي دوكتور وتمثيل: ادوارد اسنر، كريستوفر بلومر، جوردن ناجاي.

وعرض المهرجان الفيلم الاسباني 'لسوليداد' والذي تدور أحداثه خلال التفجيرات التي تعرضت  لها العاصمة الاسبانية مدريد.

ويروي الفيلم قصة أم عزباء تدعى 'عادلة' تبذل كل جهدها في تربية ابنها، و'أنطونيا' الأرملة التي لديها ثلاث بنات.

واستمتع الجمهور بمشاهدة الفيلم الروائي الياباني 'سوينغ غيرل' الذي يروي قصة مراهقات يابانيات وبالأخص فتاة تملك العديد من المشاكل وتفتقد إلى الدوافع ولكنها عندما تكتشف موسيقى الجاز، تكتشف العديد من الأمور الهامة التي تعطي معنى لحياتها.

وتواصلت الفعاليات بعرض الفيلم الفرنسي-البلجيكي 'راشيل' والذي يتحدث عن حياة المتضامنة الأمريكية راشيل كوري والتي قتلتها جرافة إسرائيلية في قطاع غزة.

وعرض الفيلم بحضور مخرجته الفرنسية 'سيمون بيتون' والتي عبرت عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان القصبة السينمائي الدولي الرابع.

ونجح الفيلم وبطريقة احترافية في تسليط الضوء على حكاية 'راشيل' المأساوية، وكيف انتقلت إلى فلسطين للدفاع عن الإنسان الفلسطيني، رافضة ما تقوم به الجرافات الإسرائيلية من هدم للبيوت الفلسطينية في رفح، فكان ثمن رفضها حياتها، تاركة خلفها ألف حكاية و حكاية.

وعقب عرض الفيلم، فتح باب النقاش بين الجمهور الحاضر والمخرجة سيمون بيتون التي ردت وعلقت على أسئلة واستفسارات الجمهور، حيث أدار النقاش علاء جرادات.

وقام مدير عام مسرح وسينماتك القصبة جورج إبراهيم بتقديم درع تكريمي للمخرجة الفرنسية بيتون، والتي عبرت بدورها عن سعادتها بعرض فيلمها في فلسطين وضمن فعاليات مهرجان القصبة السينمائي الدولي.

وعرض المهرجان الفيلم الجنوب إفريقي 'سمائي السرية' والذي يتناول قصة طفلان في الثامنة والعاشرة من عمرهما، تموت والدتهما وتتركهما بلا سند، وتأتي عمتهما للعناية بهما، لكنها بدلاً من ذلك تبيع ممتلكات العائلة المتواضعة وتختفي دون أن تترك للطفلين سوى سجادة كانت أمهما تحيكها حين ماتت.

فيقرر الطفلان تولي زمام المبادرة حين تقنع الأخت أخاها الصغير بالبحث عمّن ينقلهما إلى مدينة 'دوربان' الكبيرة. وهناك، يجدان نفسيهما تائهين في زحام المدينة وفضاءاتها المرعبة، حيث تكشّر المدينة عن أنيابها وتهدد العلاقة التي تجمعهما، وتوشك أن تقضي بقسوتها عليهما.

كما عرض الفيلم الهولندي الوثائقي 'باباجي، قصة حب هندية' الذي يتناول قصة رجل هندي يبلغ من العمر 107 سنوات، مهنته معالجة البشر من الأمراض، حيث انه استطاع أن يعالج الجميع ما عدا زوجته التي توفيت، الأمر الذي دفعه إلى حفر قبره بالقرب من قبر زوجته بانتظار الموت!

واختتمت العروض بالفيلم البرازيلي 'لينها دي باس' والذي يروي قصة أربعة أشقاء من آباء مختلفين، يتعرض كل أخ إلى خداع مختلف عن الآخر، الأمر الذي يحثهم على صراع البقاء. وحاز الفيلم على جائزة السعفة الذهبية وأفضل ممثلة في مهرجان كان 2008.

ويشهد المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، مشاركة 65 فيلماً من 24 دولة (53 فيلم روائي و12 فيلم وثائقي) تتنوع بين الأفلام الروائية والوثائقية وفيلم رسوم متحركة، حيث تتوزع العروض في مسرح وسينماتك القصبة برام الله والمسرح الوطني الفلسطيني في القدس، ودار الندوة في بيت لحم، وسينما سيتي في نابلس، إلى جانب مجموعة من العروض في عدد من المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية هي: الدهيشة، عايدة، الجلزون، بلاطة وجنين.

ونجح المهرجان في استقطاب نجوم سينمائيين عرب وأجانب للمشاركة في فعالياته وهم: الممثلة التونسية التي برزت مؤخراً في أروقة السينما المصرية هند صبري والمخرج المصري القدير يسري نصرالله (مخرج فيلم احكي يا شهرزاد وفيلم باب الشمس) والمخرجة المصرية نادية كامل ومدير مهرجان كان الفرنسي تيري فريمكس والمخرجة الفرنسية سيمون بيتون والممثلة الفرنسية جين بيركن ومن المغرب المخرجين سعد الشريبي  ونبيل عيوش، والمخرج جنيد أحمد من جنوب إفريقيا، والمخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس والمخرج الفلسطيني إيليا سليمان.

وينظم المهرجان بدعم من الاتحاد الأوروبي ومؤسسة كونراد أدانور الألمانية والمجلس الإداري للقدس عاصمة الثقافة العربية 2009، ويقام بالتعاون العديد من الممثليات الأجنبية والمؤسسات الوطنية.

والجدير ذكره أن القصبة يهدي مهرجانه هذا العام لروح المخرج السينمائي الفلسطيني الراحل مصطفى أبو علي مؤسس سينما الثورة الفلسطينية والذي قدم مساهمات كبيرة للسينما الفلسطينية. كما يحتفي المهرجان باختيار القدس عاصمة للثقافة العربية 2009.

أسبوع الفيلم التسجيلي الفلسطيني بغزة

مشهد جديد يعكس وجع القطاع المليء بالدم والحصار والفقر والبطالة

يشكل أسبوع الفيلم التسجيلي الفلسطيني بقطاع غزة الجاري حاليا مشهدا جديدا وتعبيرا للظروف الصعبة وللواقع المليء بالدم والحصار والفقر والبطالة، وذلك عبر أفلام جريئة ومتنوعة تناولت الواقع الفلسطيني في غزة بكل جوارحه، وعكس وجع القطاع وجرحه المفتوح على الدوام.

 وكان أسبوع الفيلم التسجيلي الفلسطيني بقطاع غزة، قد انطلق بحفل افتتاحي وعروض أفلام، بقاعة مركز المسحال الثقافي بالمدينة. وشارك في أسبوع الفيلم التسجيلي، الذي تدعمه لجنة احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، برعاية الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عدد من مخرجي وصناع الأفلام من أفراد ومؤسسات وشركات إنتاجية، وبحضور حشد واسع من جماهير غزة، وممثلين عن القوى والفصائل الفلسطينية والشخصيات الاعتبارية.

وتضمن افتتاح الأسبوع العديد من الكلمات الترحيبية والافتتاحية، وعرض لفيلم بانوراما مدته 58 دقيقه هو عبارة عن مشاهد من جميع الأفلام المشاركة بالأسبوع، وعددها أكثر من 44 فيلم تسجيلي لمخرجين ولمؤسسات، يجسد الحالة الفلسطينية بأكثر من مشهد، ويصور فظائع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والاستيطان والتهويد في الضفة الغربية والقدس العربية، والحصار الظالم على غزة، والذي شلّ كافة مناحي الحياة، وتطرق إلى الانقسام الفلسطيني وتقطيع شطري الوطن، والذي أضر بالمصلحة الوطنية وبالمواطن الفلسطيني وشوه صورته دولياً.

وبدأ عرض الأفلام بشاشة LCD كبيرة، وإطفاء للأنوار، وحشد جماهيري واسع، وتصفيقات للكلمات المرحبة بالاحتفالية، وأغانٍ وطنية.

من جهته اعتبر الكاتب الفلسطيني، رجب أبو سرية، منسق فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009 في قطاع غزة ، أن احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، شكلت فرصة لمبدعي وفناني غزة، لتجاوز حالة اليأس والبؤس التي يعيشونها لخلق واقع جديد يصور إبداعاتهم وما يجول بخاطرهم من اجل التخفيف من معاناة شعبهم، باعتبارها توحد ولا تفرق.

وأكد أبو سرية أن مدينة القدس تعتبر مدخلاً للخروج من حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، بالرغم من اختلاف الرؤى والوجهات الفلسطينية في مواجهة التهويد العنصري الإسرائيلي. داعياً إلى تفعيل المشهد الثقافي.

وتأتي فعالية الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية 2009، بالتزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية العدوانية والاستيطانية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومدينة القدس والمسجد الأقصى على وجه الخصوص، ومحاصرة قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه بوابات المسجد الأقصى بغية اقتحامه وسط مظاهرات تجري بين الفينة والأخرى، وتحذيرات إسرائيلية باقتحام باحات المسجد الأقصى، والتي احتشد بداخله أكثر من 200 مصلي

ويشار إلى أن فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، بدأت في 21/3/2009.

مدير أسبوع الفيلم التسجيلي فايق جرادة، عبر عن سعادته بالأعمال الفنية المشاركة في الأسبوع، مشيراً إلى انه الأكبر والأول من نوعه في قطاع غزة من حيث الكم والنوع.

وتخلل الاحتفال الافتتاحي كلمة للامين العام للجبهة الديمقراطية نايف حواتمة في تسجيل صوتي، خص به الأسبوع، شكر فيها القائمين على الاحتفال، وحيا الحضور، مؤكداً أهمية هذا الأسبوع، والتي تأتي في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة على مدينة القدس، مطالباً بضرورة إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني، والتوجه إلى الحوار الوطني الشامل بالقاهرة في أواخر الشهر الجاري، لمواجهة التعنت الإسرائيلي.

وقال حواتمة:'الآن يعانق الشعب الشعب، في الوطن والشتات، في قطاع غزة الصمود والمقاومة، الشهداء والدم الطهور، الكل مع الكل مع اللجنة المنسقة لمهرجان القدس عاصمة الثقافة العربية ـ غزة والمبدعين أبناء فلسطين. القدس زهرة المدائن، يا قدس، يا مدينة السلام، من أجلك نصلي، نضالاً، خُشوعاً، احتراماً، للمسجد الأقصى، لكنيسة القيامة، لكل مربع وزاوية في عاصمة الآباء والأجداد، عاصمة فلسطين.. بالبندقية والشاشة والقلم والفيلم والعدسات الوثائقية، بالعقل والبرنامج الوطني الموحد، برنامج تقرير المصير والدولة والعودة، بهذا تزهر القدس المقدسة رغم الجراح، رغم المواجع والدموع'.

وشكر عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية بغزة، طلال أبو ظريفة، القائمين على هذا الأسبوع، وأكد أن هذه الفعالية تشكل بداية خلق حالة مبشرة في الوسط الفني الفلسطيني.