تقرير من بغداد

بيت الشعر العراقي يحتفي بأبرز التجارب الشعرية الجديدة بمشاركة الناقدين حاتم الصكر وياسين النصير

مصطفى حسن

أقام بيت الشعر العراقي في بغداد فعالية شعرية نقدية بعنوان (الشعر تواً) خصصها لأبرز التجارب الشعرية التي ظهرت في العراق بعد نيسان 2003 شارك فيها الناقدين المعروفين د. حاتم الصكر وياسين النصير بورقتين نقديتين إضافة إلى الشعراء المحتفى بهم والذين قرأوا قصائدهم في مرفىء دجلة قرب تمثال المتنبي في شارع المتنبي الشهير. التجربة كانت مميزة جداً، هذا ما اتفق عليه الحضور، تجارب جديدة ومشاريع جديدة وأسماء صنعت لها عوالم ومديات مختلفة رغم فوضوية الحياة العراقية وتناقضاتها المريرة.

الجلسة قدمها الشاعر محمد ثامر يوسف الذي افتتحها بكلمة جاء منها (ان جيل هذا الوقت في محنة كبيرة تشبه محنة البلاد نفسها... الشعر وكأنه غارق في عتمة مكانه،... لكن لولا الأمل بأن الشعر العراقي ينبض في الركام ويحيا في أحلك الظروف، لما رفعنا السؤال نفسه، حتى لو كنا لا ننتظر اجابة عن ماهية شعر هذه اللحظة).

وفي ورقة قرأها الشاعر زعيم النصار بالنيابة عنه، ذكر الناقد ياسين النصير، لن تغيبوا بعد اليوم، ستشكلون المشهد الشعري الجديد باخطائه وتصويباته، لأنكم شعراء حقيقيون، رؤيتكم ليست ذاتية بل صنعتها محن الشعب وتجاربه، حسكم التقدمي لن يهزم، ثابت كما كان حس الشعراء الكبار... انتم جيل الحروب، ولدتم من رحم التجارب المريرة، كل واحد منكم يحمل صليبه، ومن حقكم ان تعيدوا بعد هذه المحن صياغة جديدة للمشهد الشعري ووفق ما ترونه.

"بينما تابع الناقد حاتم الصكر في ورقته المعدة للفعالية" هذه القصائد مناسبة نادرة للدخول إلى عالم جيل نشأ في أتون هذه التحولات وكان قدره إن يرى خراب كل شيء ويبدأ من النهاية. وذلك سيحدد صلته بالشعر كخطاب، وبمظاهره النصية أعني القصائد. ويضيف: هنا سنعثر على اختيار واضح وانحياز تام لقصيدة النثر. "لم تعد الوزنية وغنائياتها الملازمة لخطابه أي مجال. الترسل والإسترسال والسرد والحواريات والتأمل داخل الذات لرؤية ما يحصل خارجها هو السبيل"

ويؤكد في مكان اخر "قصيدة النثر إذن بمحصولها العراقي القائم على التعين والتجسد والملموسية هي الغالبة على تجارب الشعراء التسعة وتقنياتها المستفيدة من السرد هي الشائعة في ثناياها، واللغة المنزاحة عن القاموس هي لغتها والإيقاعات المتبسطة مع القارئ والمسترسلة في فضاء نثري حي هي موسيقاها".

بعدها بدأت القراءات الشعرية للشعراء والشاعرات المحتفى بهم فقرأ أحمد عبد السادة وعلي محمود خضير قصيدتين مميزتين باجواءها الخاصة، إضافة إلى هنادي المالكي، هيثم جبار عباس، زاهر موسى، حسام السراي، مؤيد الخفاجي، علياء المالكي، صادق مجبل الموسوي

اما المداخلات، فكانت لرئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الناقد فاضل ثامر الذي قال ان الأصوات الشعرية بعد العام 2003 تحمل جنينا إبداعيا مهما، ادعوها لدراسة منجز الشاعر العراقي منذ بدء حركة الحداثة مع السياب ونازك وبلند الحيدري، "وانا متفائل لإن الشعر هو اكثر الاجناس تفاعلا مع الأحداث والمتغيرات".

اما الشاعر زاهر الجيزاني فقال "ان الشعراء الحاليين تحولوا الى كتابة قصيدة النثر بالإفادة من السرد وهذا امرفيه تعقيدات، اذ ان البعض خلط السرد بالكثافة الإستعارية، لتنتقل القصيدة من صنف القصة الى صنف آخر بين القصة والشعر... الجيل الجديد متوفر على تجربة واضحة معروفة ومكشوفة...". وفي ختام الاصبوحة تناوب على توزيع الشهادات التقديرية على الشعراء المشاركين كل من الناقد فاضل ثامر، الشاعر زاهر الجيزاني، الشاعر أحمد عبد الحسين.

يذكر ان بيت الشعر العراقي مؤسسة ثقافية مستقلة يرأسها الشاعر والصحافي احمد عد الحسين.