تقرير من مصر

سلطة الثقافة أمام ثقافة السلطة

المائدة المستديرة حول مؤتمر المثقفين المستقلين الأول

عقدت في نقابة الصحفيين يوم الاثنين الموافق 9- 8- 2010 في السابعة مساء مائدة مستديرة حول هذا الموضوع، حيث لا يكمن التقويم الصحيح للسياسات الثقافية للدولة في أثرها المادي من أبنية، ودور، وهياكل إدارية وغيرها، ولكن يكمن في أثر الإنفاق الثقافي على الواقع الاجتماعي، أما أخطر ما يهدد مشروع مصر الثقافي الآن فهو قيام سياسات الدولة الثقافية على أفراد، لأنها بذلك سوف تخدم مصالح فئات بأعينها، وهذا تناول يمسّ مفهوم المواطنة في أوسع معانيه. وقد ازدادت في السنوات الأخيرة، وعلى نحو غير مسبوق، أصوات النقد اللاذع الموجه إلى سياسات المؤسسات الثقافية القائمة، وقياداتها، في الصحف اليومية، وفي مجالس المثقفين وتجمعاتهم، بالإضافة إلى مقاطعة نشاطات المؤسسات الثقافية الرسمية من عدد كبير من المثقفين، والأدباء، والمفكرين، على نحو يعبر عن اعتراض رمزي واسع لا يمكن تجاهله، وهو اعتراض يعبر بقوة عن أزمة يشعر بها الجميع.

وفي ظل هذا الوضع، زاد الانقسام بين المثقفين، وتحولت الجماعة إلى جماعات، ونشأت تشكيلات وتجمعات ثقافية عديدة، مناهضة للسياسات الثقافية القائمة، لكنها كانت عاجزة عن بلورة رؤية ثقافية جمعية قادرة على المبادرة، وترك رِدّة الفعل إلى الفعل الذي لا يمكن إنجازه إلا من خلال جماعة ثقافية واسعة، تقبل بالاختلاف، وهي تعي مساحة المشاركة. من أجل هذا بادرت مجموعة من المثقفين إلى الإعلان لبدء الإعداد لمؤتمر المثقفين المستقلين الأول، الذي يعقد تحت مظلة نقابية، هذا المؤتمر الذي نحاول من خلاله مجاوزة ما يسمى ثقافة الأزمة القائمة، إلى طرح ثقافي نقدي، يعي أهمية العلاقة المتبادلة بين الثقافة والمجتمع من جهة، ويتيح الفرصة لجُمّاع القوى الثقافية، باتجهاتها وتياراتها كافة، كي تطرح رؤيتها إلى السياسات الثقافية القائمة من جهة أخرى.

يعبر مقترح هذا المؤتمر عن إيماننا بقدرة المثقف على التفاعل الإيجابي والنقدي مع واقعه، وبمقدرته على طرح الرؤى والبدائل، وذلك في غياب رؤية استراتيجية فاعلة وواضحة للثقافة، عند واضعي السياسات العامة للدولة، حيث يشهد أداء المؤسسات الثقافية في ظل السياسات الثقافية القائمة معدلات عالية من الارتباك والتخبط.  ويسعى مؤتمر المثقفين المستقلين الأول إلى مجاوزة دوره بصفته طلقة كاشفة إلى التأثير في القرار السياسي، وما قد يترتب على ذلك من تغير في رؤية الدولة لأهمية الثقافة، ولأوضاع الكُتّاب المأزومة ماديًّا ومعنويًّا، وذلك في ضوء تنامي الشعور العام بعدم الانتماء -بين فئات ثقافية وعلمية كثيرة- إلى المجتمع القائم، وهو موقف يشير فيما يشير إليه إلى الإقرار بغياب أهلية هذا المجتمع ومؤسساته!

لا يشكل مقترحنا لهذا المؤتمر مؤتمرا بديلاً، فمن المفترض انعقاد المؤتمر بصرف النظر عن مؤتمر الوزير، ولسنا مؤتمرًا موازيًا لأن المؤتمر قد يتلاقى -على الرغم من اختلاف الأهداف- في عدد من محاوره مع مؤتمر الوزير، نحن نسعى إلى إقامة مؤتمر مستقل يتسم بالحوار والتعدد. ويسعد اللجنة التحضيرية لمؤتمر المثقفين المستقلين الأول، أن تقدم لحضراتكم مقترحًا لورقة عمل المؤتمر، ومحاوره، لإقامة الحوار البناء حوله، وذلك في إطار ثقافي رحب، يعبر عن طيوفٍ واسعة من مثقفي مصر، بتياراتهم الفكرية والأدبية كافة.

ننتظر حواركم البناء، ومشاركتكم الفاعلة، كي تصدر ورقة عمل مؤتمر المثقفين المستقلين الأول بشرعية جماعة ثقافية واسعة، ومتعددة، وذلك في ضوء ما تضيفونه من آراء، ومقترحات، من أجل مستقبل أفضل، تستحقه الثقافة المصرية المعاصرة، في ظل التحديات التي يفرضها علينا ظرفنا الحضاري المعيش..

المنسق العام للمؤتمر د. علاء عبد الهادي

مقترح لورقة عمل

(مؤتمر المثقفين المستقلين الأول)

سلطة الثقافة أمام ثقافة السلطة

أولاً: أهداف المؤتمر:

- استعادة المثقفين إلى دورهم الفاعل في مواجهة الفساد، وتردي الأوضاع الثقافية والاجتماعية.

- تقويم أداء السياسات الثقافية للمؤسسات القائمة، وتقويم تأثيرها على الواقع الاجتماعي.

- طرح البديل الثقافي.

- السعى إلى صوغ جديد لمعنى الثقافة المصرية يمثل مجمل عناصرها فى شمول وتكامل.       

ثانيًا: التصور العام لمحاور المؤتمر

1:  نقد السياسات الثقافية القائمة:

- موقع الثقافة في برامج الأحزاب الحالية: قراءة حالة.

- الثابت والمتغير في استراتيجيات المؤسسة الثقافية القائمة. رؤية مقارنة. –

- اقتصاديات الثقافة: والأثر الاجتماعي للإنفاق الثقافي.

- تداول الإدارة في المؤسسات الثقافية، وسلطة التكريس: إحصاءات، وقراءة حالة.

2:  نقد أداء المؤسسات الثقافية:

- المجلس الأعلى للثقافة.

- هيئة قصور الثقافة.

- الهيئة العامة للكتاب.

- المشروع القومي للترجمة.

- مؤسسة السينما والمسرح.

- قطاع الفن التشكيلي.

- الآثار المصرية، وقضاياها الكبرى.

3: حول تدجين المثقف وسياسة العصا والجزرة:

- المثقف والسلطة.

- الرقابة، والمصادرات، وحرية الإبداع في المجتمع المصري.

- الثقافة والتعليم، وطبيعة الرسالة الثقافة المضمرة.

- الثقافة والسياسات الإعلامية القائمة.

- التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني، وآليات المقاومة.

4: في المسار البديل:

- الثقافة السلبية وسبل الخروج.

- هويتنا الثقافية وثقافات المقاومة.

- مستقبل الثقافة المصرية سؤال قديم يتجدد.

- المثقف ومستقبل التغيير في مصر.

- بين سلطة الثقافة وثقافة السلطة: رؤية مستقبلية.

5: التوصيات:

- وتبدأ بحلقة نقاش عامة حول مفهوم شامل للثقافة المصرية ومستقبلها المأمول، تليها التوصيات، ثم حفل الختام.

ثالثًا: المشاركون فى المؤتمر:

- مشاركون بأوراق بحثية، وبشهادات.

- شخصيات عامة.

- كتاب ومبدعون من الاتجاهات الأدبية والفكرية كافة.

- ممثلو أحزاب سياسية.

- فنانون تشكيليون، وفنانو مسرح وسينما، وإعلاميون.

- صحفيون من الصحف القومية –الرسمية منها وغير الرسمية- والصحف العربية، والغربية، ووكالات الأنباء.

- منظمات غير حكومية.

- جمهور عام.

رابعًا: اللجان المقترحة للمؤتمر:

- رئيس المؤتمر: تقترح اللجنة المفكر (سمير أمين).

- اللجنة التحضيرية: (علاء عبد الهادي، رفعت سلام، عمار علي حسن، محمود قرني، سهام بيومي، أحمد بهاء شعبان، أبو العلا ماضي، أمين إسكندر، جمال فهمي، سيد البحراوي، علاء الأسواني).

- لجنة الأبحاث والتوصيات: (سيد البحراوي، وعمار علي حسن، وأبو العلا ماضي، وأحمد بهاء شعبان، وأمين اسكندر)..

- اللجنة الإعلامية: (رفعت سلام، ومحمود قرني، وجمال فهمي، وسهام بيومي)