قصيدتان

نوّارة لحرش

قلب

ها القلبُ غرفةٌ من طراز العـَناءْ

والنهارُ في حضرةِ الغيابِ

فرحٌ شحيحْ

يجهشُ بالإنطفاء .

ويفتحُ الحزن 

خيمةً واسعة للريحْ .

إنطفاءْ

ينطفيءُ حمامُ النهارِ في عيني

فتذوي أزاهيرُ الأماني

في معاطف الشحوب .

صهيل

يصهلُ ثلجُ الحزن

في القلبِ

 في الأوردة

تتوعكُ في خاصرةِ الأفقِ

نجمةُ المباهجِ

تعطلُ جيادُ الدمعِ

حاسة الفرحِ

فيصرخُ القلبُ المشردُ 

في الملأ : " ها أنا من كل حالاتِ

السرورِ معافى ، وها نبضي

 سريرٌ للأنينِ /  وسادة للقلق .

قلق

لا مزاهر في شرفاتِ العمق

لا حمام على سطوح الصوت

يخمدُ حرائق الأنينِ

بالهديلِ المفترض

ويرشُ السرور في النبض

***

لا صيف في صيفي

لا فواكه دندناتٍ تتدلى

من أفنانِ القلبِ.

لا حدائق تلوح بالنور

أو تهيء أهداب الليل

لبسمة من زهور

لا صيف في نبضي

لا مساء يجلسني على

ركبة المواويل

ويغسلني بحنان ولو صغير

لا مساء  يلبسني فرو الطمأنينة

أو يقيني برد التفاصيل

 لا مساء يطرزُ بالأمنيات

مناديل ألأفقِ 

أو يرمم ملامحي الغائرة في الذبول .

لا مساء .

لا حدائق .

لا صيف .

لا أنا .

غير أشواك القلق

تغمرُ سمائي ،  تنخر أرضي

تغدو  لموتي وسادة وسرير

تغدو إلها صغيرا يبشر لجرحي المقبل .

وقت

وقتٌ آيلٌ للغروب

عمرٌ آيلٌ للخريف /  للشحوب

يا ناي التنهدات

يا جرحي / يا تعبي

أجلسُ على أريكةٍ

من هيكلِ الأنينْ

ويجلسُ الليلُ البليدُ

الى جانبي .

حالة تشرد

الوقتُ غزالةٌ شاردة

إنفرطت من جيدِ الحياة

فلبدت جيد السمواتْ

وأنا دمعةٌ مسهدة

وقلبي المكتظُ بالكدمات ْ

قال عنه العرافون : " إنهُ في  حالة غيبوبة

والأرجحُ في حالة وفاة ."

سقفي دمعة أمي

(1)
سقفي عراء
وقبرة معطوبة النور
سقفي غيمة
ترتشفني على مهل
ثم تركنني على حافة الشتاء
دمعة مكسورة السرور.

(2)
سقفي شتاء فاخر الشتاء
وغيمة تطرقني بإلحاح
تسكنني / توقظني
توقظ في أجنحتي عتمة الغرباء
ثم تترك رغيف بردها على شفاه الليل
كي تكرمني كثيرا، كثيرا بالعراء.

(3)
سقفي دمعة أمي
ورغيف حنانها الطازج
فهل يكفي رغيف الحنان
ليدحر العتمة عن شفاة الصباح؟
هل يكفي؟؟
كي يستوي القلب قوس قزح
أو شال فرح؟
أو سقف أمان
هل يكفي رغيف الحنان؟

(4)
سقفي موال خجول
أحواله في منتهى الأنين
يحتفل بدمعة
بحجم الهطول
يعلقها قمرا
باذخ الأفول
على سطوح الغد المجهول!

(5)
سقفي نهار يستدرجة النعاس
فينسى ملامحه
على طاولة الغروب!

(6)
سقفي ليل طويل الأظافر
يستدرجه البرد
إلى سرير من قشعريرة
فتركن تفاصيله
في قميص الذبول
تبلله، تقضمه، تطرزه بالغياب الغريب!.

انـكسارات

(1)

مذ هوت العصافيرُ من مواويلي
تلبدت المرايا
واستفحل الغيمُ في عراء الأوردة
مذ أخطأ النهارُ عيني
ذرفتني الحكايا
أرخبيل شحوب
ودمعة راعدة
 وها ... يجوبني الجليدُ
ترتشفني غصص النشيد
تنشرني على طاولة الغروب
قهوة شاردة
وقطعة حلوى تعجُ
بالمرارة الباردة
أنا مذ هوت العصافيرُ من مواويلي
فقدتُ بكارة المسرات
نسيتُ ملامحي
على مشجب النوافذ الغائمة
فغدت شجرا آهلا بالغمغمة.

 (2)

مذ ذرفتني الغيوم المتكئة على غروبها
أردتني صلاة في مهب العويل
واردت القلب الشاهق الأنين
قميصا لليل الطويل .

(3)

مذ ذرفتني الغيوم المتكئةُ على غربتها
دحرجني الوقتُ إلى سدرة المتاهات
شهر بردهُ
قشر لي فاكهة اللا جدوى
فاكهة اللا أمان
وأشعل في حضرة قشعريرتي
موقد الذكريات . 

(4)

أنا من زمان ... من زمان
أنثى تتبرجُ للحزن
عطرها / دمعها
آدمها / جرحها
وسريرها ليلٌ
معطوب الحنان .

(5)

أنا من زمان . .. من زمان
أنثى يرتشفها الوهم
فتتحقق يقينا من خيبات.

(6)

سقفي شاهق العراء
في حضرة الهطول
يصير طفلا
قبعته دمعة السموات.

(7)

أنا من زمان ... من زمان
أنثى شاهقة الأنوثة
شاهقة البهاء
عمرها المعصوم من المسرات
طازج ... طازج بالكدمات .


(8)
 الحبُّ خبز القلب
التعب خبز القلب
الحزن خبز القلب
الجرح خبز القلب
وأنا خبز لهذه الحالات
تقتاتني فتهنأُ بما تقتات .


(9)
أنا الدخيلة على الحياة
خبز لشفاه الانكسارات
من زمان  ... من زمان
صرتُ خارج مجال الحياة .

(10)

يا الدخيلة على الحياة .
يا المتوجة بالطعنات .
هل ستسأل عنك العصافير
 التي تشتهي البياض في المسافات
والمواويل التي تقطر
من حنجرة النبض
ومن حنجرة النهار الذي
ترك سهوا ملامحه
على أهداب الليل الضرير.
هل ستسأل عنك الأغنياتُ والمفرداتْ ؟
وهل تتذكركِ يا(التي)
خارج مجال الحياة .

الجزائر                                                             nouarala2@hotmail.com