سلّمتُ على الشواهد كلّها
ناديْتُ يا صاحبي 
ضجّ المكان بصَاحبي
مدّ ذراعه يحْتمي بالغريب
مَـدّ صوته صادِحا:                       
تعلّمْ أن تنادي وعدْ
وعاودْ نداءكَ
يسمع الموتى نداءكَ
تعلّمْ أنْ تنادي وعد
سلّمتُ على المقابر كلِّها
ناديتُ يا صاحبي
كيف تخونُ ؟
يشيّعكَ الغريبُ
وأنتَ الوصيّةَ 
أودعْتها في جيوبي
كمن يدسّ في التراب العرقْ
عَفّر قلبَه في التراب يقول:
لستُ أخون
وافتحْ وصيّتي
تراني أقول:
ـ نحتمي بالوصايا
من ساعةِ العمْر
منْ نساءِ الهوى
منْ رفاقِ الشّتات
من التفاهةِ والقلقْ
ولكيْ يقولوا:
( كان هنا ...
ضاحكا
أو ساخرا
أو مرْتبكْ ) 
شاعر تونسي