تستبين الباحثة السورية مفهوم الحراك الاجتماعي في آراء جلال أمين. تمرّ على التاريخ المصري منذ ثورة تموز إلى راهن الآن، وتضيف بأن التغيرات الاجتماعية الحاصلة ترافقت مع إزاحة مادية وثقافية لمقومات الأنا. لتصل إلى لقاء أمين مع "التأصيليين".

نظرية جلال أمين في تفسير التغيرات الاجتماعية

رغداء زيدان

اشتهر جلال أمين بكتاباته التي تصف التغيرات الاجتماعية التي حدثت في مصر، ومحاولاته في تفسير أسباب هذه التغيرات، من ذلك ما كتبه في كتابه "ماذا حدث للمصريين" الذي نال شهرة كبيرة وطبع أكثر من مرة، وكتابه "وصف مصر في نهاية القرن العشرين"، وكتابه "مصر في عصر الجماهير الغفيرة"، بالإضافة إلى مذكراته بجزأيها: "ماذا علمتني الحياة" و"ورحيق العمر"، وكلها كتب يصف فيها التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري، محاولاً رصد هذه التغيرات ووصفها وتحليلها. وقد شرح في كتبه ومقالاته نظريته التي ركن إليها في تفسير وشرح أسباب هذه التغيرات، والتي أعادها إلى عامل واحد اعتبره أهم بكثير من الأسباب الأخرى التي لا ينكر وجودها أصلاً، إلا أنه يميل لاعتباره العامل الأهم والأكثر فاعلية في أداء مهمة تفسير تلك التغيرات، هذا العامل هو "الحراك الاجتماعي".

معنى "الحراك الاجتماعي"

مصطلح "الحراك الاجتماعي"، هو ترجمة لتعبير انجليزي مستقر في علم الاجتماع هو (Social Mobility)، وهو يعني الوضع الذي يشير إلى إمكانية تحرك الأشخاص أو الجماعات إلى أسفل أو إلى أعلى الطبقة أو المكانة الاجتماعية، في هرم التدرج الاجتماعي. وقد استخدم جلال أمين هذا المصطلح بمعناه الاجتماعي المشهور، ولم يعطه معنى جديداً أو مغايراً فقد وجده صالحاً لتفسير تلك التغيرات التي شهدها المجتمع المصري خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وقد كتب عن الظروف التي جعلته يركن لهذا المصطلح دون سواه فقال: "منذ بدأت أقضي فترات طويلة خارج مصر أنا وعائلتي، ابتداء من سنة 1971م، كنت ألاحظ كلما عدت لمصر، لفترات قصيرة أو طويلة، تغيرات اجتماعية مهمة وسريعة نسبياً، إذا قورنت بما كان يحدث في صباي، بل حتى إذا قورنت بالعقدين التاليين مباشرة لثورة يوليو، على الرغم من كثرة ما اتخذته حكومات الثورة من قرارات مهمة، أحدثت بدورها تغيرات مهمة في المجتمع المصري. ابتداء من السبعينات بدأت ألاحظ تسارع هذه التغيرات، وظهور أعراض جديدة وغريبة في سلوك المصريين، وفي مختلف جوانب الحياة الاجتماعية. مما جعل الكثيرين من الكتّاب والمعلقين يقولون: إن الإنسان المصري قد تغير، ويتأسفون لما أصاب القيم والأخلاق من انحطاط. وكانت أكثر التفسيرات شيوعاً لما يحدث هو "الانفتاح الاقتصادي"، إذ كان من الواضح ما أدى إليه فتح الأبواب فجأة على الغرب، وتدفق سلعه وشركاته وسيّاحه وأفلامه على مصر، من آثار على سلوك المصريين، فاعتبره الكثيرون هو المسؤول عما بدأ يطبع سلوك المصريين من مادية وجشع وابتعاد عن المروءة...إلخ. وهو تفسير ليس خاطئاً بالطبع، وقد ملت إلى التأكيد عليه لعدة سنوات شعرت بعدها بأنه لا يصيب كبد الحقيقة، وأنه غير كاف، ولكني لم أقتنع بإضافة عوامل أخرى إلى الانفتاح الاقتصادي، بسبب نفوري الطبيعي من هذا المسلك، وظللت أبحث عن عامل واحد حتى وجدته، وكان هذا العامل الذي فسرت به ما يحدث في مصر هو الحراك الاجتماعي"(1).

لكن ما هي العوامل التي ساهمت في إحداث هذا الحراك الاجتماعي الذي سبب كل هذه التغيرات في قيم المجتمع وسلوك الناس؟ إنها حسب رأي جلال أمين عوامل اقتصادية في الدرجة الأولى.

محركات الحراك الاجتماعي

الأسباب اقتصادية التي ساهمت في إحداث الحراك الاجتماعي حسب رأي جلال أمين يمكن تلخيصها بما يلي:

1 ـ ثورة يوليو وما قامت به من إجراءات وتأميمات وتوسع في التعليم... إلخ، حيث كان لها دور مهم في صعود شرائح من المجتمع وهبوط أخرى، وقد فتحت الثورة الطريق لفئات كانت محرومة من فرص الارتقاء الاقتصادي والسياسي، وكان من أهم نتائج هذه الثورة إحلال طبقة محل طبقة في الامتيازات الاقتصادية والسياسية. بالإضافة إلى مجانية التعليم وفرص العمل الجديدة التي أفادت فئات من الناس وفتحت الباب أمامهم للصعود الاجتماعي.(2)

2 ـ بالإضافة إلى تأثير الهجرة إلى دول النفط وتدفق الأموال في أيدي فئات من الشعب، ارتقت اقتصادياً واجتماعياً، بعد أن كانت في طبقة أدنى، حيث أتاح لها الحصول على المال فرصاً أفضل في التعليم والاستثمار والحصول على السلع والخدمات التي لم تكن لتحصل عليها لولا العمل في الخليج. بالإضافة إلى الأثر الذي أحدثته الهجرة في نوعية العمالة المحلية وشكلها وأجورها... إلخ، وصار الحصول على عقد عمل في دول النفط حلماً يسعى لتحقيقه الجميع.

3 ـ الانفتاح الاقتصادي: الذي لم يكن ليُحدث تغيرات في الحراك الاجتماعي لو لم يصاحبه تغيرات اقتصادية داخلية، حيث كان للسياسة الاقتصادية التي انتهجتها الحكومة المصرية منذ عصر السادات أثر كبير فيها. فقد كان السادات يفخر علناً بأن عهده شهد تضاعف ثروة الأغنياء، وأخذ يقرب إليه ويضم إلى حكومته أشخاصاً حديثي الثراء، استفادوا هم وأمثالهم من التضخم الذي أضر بأصحاب الدخول الثابتة. وقد ازداد الحال الاقتصادي للدولة سوءً فيما بعد وكان له انعكاسات واضحة على الحراك الاجتماعي في المجتمع(3).

مظاهر الحراك الاجتماعي ونتائجه

يقول جلال أمين: "شهدت مصر منذ أوائل الخمسينات ارتفاعاً ملحوظاً في "معدل الحراك الاجتماعي" لم تشهد مثيلاً له من قبل لعدة قرون، بل ربما في تاريخها كله، وأقصد بذلك صعود شرائح اجتماعية كانت في مستوى متدنٍ من السلم الاجتماعي فارتفعت إلى مكانة أعلى وبسرعة غير معهودة بينما تدهورت شرائح اجتماعية أخرى، وكان لا بد لهذا أن يُحدث آثاراً بالغة الأهمية والوضوح في سلوك المصريين وأفكارهم ونظرتهم إلى مختلف العلاقات الاجتماعية. مرّت بذهني صورة عمارة عالية شرع سكانها فجأة في تبادل الشقق التي يسكنونها، فإذا بسكان البدروم والأدوار الأولى يصعدون بأولادهم وأثاثهم إلى الأدوار العليا، بينما أخذ سكان الأدوار العليا في الهبوط، وتقابل الفريقان على السلم، فعلاً الضجيج والصراخ، واشتبكت الأيدي وعمّت الفوضى، وبدا لي أن هذا الضجيج وهذه الفوضى يشبهان ما أخذ يظهر في مصر ابتداءً من السبعينات. بدا لي أنه من الطبيعي جداً أن يكون لهذا الحراك الاجتماعي السريع آثار مهمة على السلوك والأفكار، إذ إن مما يجب الاعتراف به أن من أشد العوامل أثراً في نفسية المرء مركزه النسبي في المجتمع، أو تصوره هو لهذا المركز ولنظرة الآخرين إليه. وكأن احتفاظ المرء بمركز "لائق" بين أقرانه هو أقل أو أعلى منه يكاد أن يكون "حاجة بيولوجية" تتعلق من قريب أو بعيد، بالمحافظة على الحياة، وتشبه حاجة الطفل ولو كان لا زال رضيعاً إلى لفت الأنظار إليه، وإلا انفجر بالبكاء والصراخ"(4).

هذه الفوضى التي وصفها جلال أمين كان لها تأثيرها الكبير، حيث تخلخلت البنى الاجتماعية، وتزعزعت القيم، وفقد كثير منها أهميته ومكانته في المجتمع، وشيئاً فشيئاً اتجه المجتمع نحو تسليع كل شيء وصبغه بصبغة مادية فجة. وقد تحدث جلال أمين بإسهاب عن مظاهر الحراك الاجتماعي في المجتمع المصري، ووصف في كتبه ومقالاته هذه المظاهر بتفصيل كبير، وكرر هذا الوصف في أكثر من كتاب ومقال، كون هذه المظاهر كانت عامة وشاملة لكل مناحي الحياة في المجتمع، فمن السياسة إلى الاقتصاد إلى الثقافة وصولاً إلى الإعلام والتعليم حتى الخطاب الديني... إلخ كلها أصابها تغيرات كبيرة وعميقة بل ومزلزلة أيضاً.

ولعل الظاهرة التي كانت شديدة الوضوح في العالم عموماً وفي المجتمع المصري خصوصاً وكانت مرتبطة بالحراك الاجتماعي وتعتبر جزئياً نتيجة له هي ظاهرة "الجماهير الغفيرة"، التي تتعلق بالحجم الفعال للسكان، أي الحجم المؤثر والحاكم لنمط الحياة ومظاهر السلوك.

الجماهير الغفيرة والحراك الاجتماعي

لا يعتبر جلال أمين أن ظاهرة "الجماهير الغفيرة" هي نفس ظاهرة "الحراك الاجتماعي"، لكنها وثيقة الصلة بها، وتعتبر نتيجة لها، لكنها ليست نتيجتها وحدها، فهي ظاهرة تدعمها الزيادة في حجم السكان، الذي تدعمه السياسات الاقتصادية والاجتماعية وخصوصاً ما قامت به ثورة يوليو، ليتحول إلى حجم مؤثر وراسم لنمط الحياة بجوانبها المختلفة.

ظاهرة "الجماهير الغفيرة" ليست مساوية لظاهرة الحراك الاجتماعي، لأن الحراك الاجتماعي يحدث أثره نتيجة التغير في المراكز النسبية للطبقات الاجتماعية، وما يصاحبه من إحباطات وارتفاع للطموحات بمضمونها المختلف، وكل ذلك يؤثر على مختلف الجوانب الاجتماعية. لكن الآثار التي ينتجها التغير في الحجم الفعال للسكان بغض النظر عن التغير في مراكزهم النسبية له آثار مهمة. ورغم اختلافها عن آثار الحراك الاجتماعي إلا أنها ترتبط بها ارتباطاً وثيقاً، وكمثال على ذلك فإن جلال أمين تحدث عن التغير الذي طرأ على الخطاب الديني في مصر بسبب ارتفاع معدل الحراك الاجتماعي، حيث نتج شعور بالإحباط لشرائح واسعة في المجتمع وهي ترى صعود كثيرين ممن كانوا ضمنها لطبقات أعلى وفشلها في اللحاق بهم، وربط بينه وبين بعض مظاهر التطرف والعنف، بينما وجد أن الخطاب الديني نفسه الذي كان يوجه لمجموعة محدودة من الناس المتعلمين يقوم به خطيب مثقف يختلف عن الخطاب الديني الموجه إلى ملايين من الناس يقدمه داعية إسلامي بتعليم متواضع.

وظاهرة "الجماهير الغفيرة" لها تأثيرات كبيرة أيضاً على جوانب الحياة كافة: السياسية والثقافية والاقتصادية والعلاقات الاجتماعية. فكل ما كان يُقدم سابقاً لمجموعة محدودة العدد من الناس من الخدمات والامتيازات كان يحمل بين طياته ميزات خاصة تناسب هذه الفئة منهم، لكن تقديم هذه الخدمات لفئات واسعة ستكون ذات سوية مناسبة لذوق وإمكانات وخصائص هذه الفئات الواسعة، والتي لا تتمتع بميزات خاصة. وللتوضيح فإن نوعية المقالات التي كانت تُنشر في الصحف قديماً مثلاً، حيث كان عدد المتعلمين قليلاً، وكمية الصحف المطبوعة قليلة أيضاً، كان له سوية معينة تناسب هذه الفئة من المتعلمين تعليماً مميزاً ومختلفاً عن التعليم الذي أصبح متاحاً لفئات واسعة من الناس، لذلك فقد انخفضت سوية المقالات المنشورة وتغيرت متطلبات النشر لتناسب ذوق الإنسان العادي الذي تحكّم ذوقه ومستواه التعليمي في سوية ما تنشره تلك الصحف ونوعه.

طبعاً فإن هذا الوصف الذي يقدمه جلال أمين لعصر الجماهير الغفيرة هو وصف صحيح ويحتاج لتحليلات أكثر عمقاً، فظاهرة الجماهير الغفيرة لم تقتصر على المجتمع المصري، كما بيّن جلال أمين، لكنها كانت ظاهرة عالمية، أطلق عليها جلال أمين وصف "سيطرة العصر الأمريكي"(5)، حيث أثرت هذه الظاهرة على الشكل العام للحياة البشرية ككل، ووجهت العلوم والاختراعات والخدمات باتجاه يتوافق مع متطلبات الجماهير الغفيرة وما يناسبها، وكان لهذا أثره الواضح والمؤلم في أحيان كثيرة على العالم ككل وليس على مجتمع بعينه. 

وقفة مع آراء جلال أمين

يبدو الحديث عن الحراك الاجتماعي والجماهير الغفيرة عند جلال أمين حديثاً هاماً جداً، لكن هناك حلقة غائبة برأيي في الموضوع، فصعود طبقات في السلم الاجتماعي وانخفاض أخرى سيؤدي لتغيرات في المجتمع ولا شك، لكن نوعية هذه التغيرات ليست مرتبطة فقط بموضوع هذا الحراك الحاصل. ورغم أن جلال أمين يكره الحديث عن وجود أسباب أخرى ويميل إلى إبراز السبب الأهم بينها إلا أنني أرى أن التفسير سيكون ناقصاً لو تم الاعتماد على عامل الحراك الاجتماعي وحده، إذ لا بد من توضيح العلاقة بين نوعية هذه المتغيرات التي حصلت في المجتمع والحراك الاجتماعي الحاصل فيه. وجلال أمين نفسه أشار في أكثر من موضع إلى ذلك رغم أنه لم يربطه بكلامه السابق عن الحراك الاجتماعي، وذلك عندما تحدث عن "العصر الأمريكي" الذي صبغ العالم بصبغته الواضحة، حيث سيطرت نمطية النموذج الأمريكي في نواحي الحياة على أنها النموذج الأكمل والمسيطر سيطرة شبه مطلقة، كانت لها آثار واضحة على نمط العلاقات الاقتصادية والاجتماعية وتغير القيم. وقد كانت هذه الآثار موضوع دراسة مهمة لمفكري التيار التأصيلي، الذين سعوا لمناقشة تلك المسلمات الفكرية المسيطرة، والتي ترى في ذلك النموذج الأمريكي النموذج الطبيعي والصحيح.

جلال أمين نفسه عمل على دراسة تأثير هذه السيطرة النفسية على مجتمعاتنا وقال: "أخطر ما في الانفتاح الاقتصادي على النحو الذي كان يجري تطبيقه في مصر ليس مجرد أنه يؤدي إلى طرد عناصر الإنتاج التي تملكها من ميدان إشباع الحاجات الأساسية إلى إشباع (حاجات) ما كانت لتخطر على البال، ولا مجرد أنه يطرد القوة الشرائية المحدودة من سوق الحاجات الأساسية إلى سوق السلع التي يقوم الأجنبي ببيعها، بل إنه يؤدي بالأجنبي إلى أن (يغزوك داخل نفسك)، وليطرد منها أي رغبات أو ميول أو قيم تتعارض مع الرغبة في استهلاك السلع التي يعرضها عليك. ذلك أن الدول الصناعية في علاقتها بالدول الفقيرة لا تصادف فقط مشكلة انخفاض الدخل في هذه الدولة الأخيرة مما يضعف من قدرتها على شراء ما تريد الدول الصناعية بيعه، بل تصادف أيضاً مشكلة ضعف الرغبة لدى سكان الدولة الفقيرة في شراء هذه السلع. هذه المشكلة لا تحل بمجرد جعل توزيع الدخل أكثر سوءً فالأمر هنا لا يتعلق بالقدرة على الشراء بل بالرغبة فيه. ومن ثمّ لزم القيام بعملية طرد أخرى ميدانها الآن ليس ميدان عناصر الإنتاج ولا القوة الشرائية بل ميدان النفس البشرية ذاتها. فكما أن عناصر الإنتاج والقوة الشرائية محدودة بطبيعتها فالنفس البشرية هي ذات طاقات محدودة أيضاً بحيث لا يمكن أن ترغب في الشيء ونقيضه في نفس الوقت. فإذا أردت أن تعلم العربي استهلاك أشرطة الموسيقى الغربية الحديثة فعليك أن تصرفه عن الاستمتاع بالموسيقى العربية، وإذا أردت أن تعلمه استهلاك المعمار الغربي الحديث فعليك أن تعلمه كراهية المعمار الإسلامي. بل إنك لكي تلقنه الرغبة في اقتناء السيارة الأمريكية الفارهة عليك أن تعلمه العديد من الرغبات والميول التي تتعارض مع عادة استهلاك السيارة الخاصة. وبكلمة واحدة إذا أردت أن تخلق مستهلكاً جيداً ومضموناً للسلع الغربية فعليك أن تخلق أولاً شخصاً غربي الفكر وغربي الثقافة"(6).

إذاً فجلال أمين يعي تماماً تلك الحقيقة التي تظهر أن الحراك الاجتماعي لم يكن ليحدث كل هذه التغيرات في المجتمع لو لم يرافقه ذلك الانهزام الداخلي، إن صح التعبير، أمام النموذج الأمريكي المميز بخصائصه المادية الواضحة وخططه المدروسة، التي هي في النهاية نابعة من فكر مادي استهلاكي، يقيّم كل شيء وفق معيار تسليعي نفعي، ويصبغ العالم بلون حضاري واحد، أصبح هو المسيطر والغالب على العالم ككل. وهنا يلتقي جلال أمين مع التأصيليين الذين يعملون ضد النماذج الحضارية المفروضة.

 

الهوامش

(1) جلال أمين: رحيق العمر، القاهرة، دار الشروق، ط1، 2010، ص372-373.

(2) جلال أمين: مصر في عصر الجماهير الغفيرة، القاهرة، دار الشروق، ط3، 2009م، ص156.

(3) جلال أمين: مصر في عصر الجماهير الغفيرة، ص160ـ161.

(4) جلال أمين: رحيق العمر، ص374.

(5) جلال أمين: مصر في عصر الجماهير الغفيرة، ص14 وما بعدها.

(6) جلال أمين: رحيق العمر، ص288.