تفاعل الشعر العربي مع ثورة الأحرار في مصر، كما سبق أن تفاعل مع ثورة الكرامة والتحرر لشباب تونس. هنا مختارات من قصائد لشعراء ينتمون لجغرافيات شعرية من مختلف أنحاء العالم العربي، اتفقوا أن تتوحد رؤاهم ونصوصهم الشعرية "في مديح الثورة". فشكلت ديوانا جماعيا يعانق قضاياه المصيرية.

ديوان العدد

تعالوا نحلم بالثورة! (ديوان)

ديوان جماعي لمجموعة من الشعراء

 

1. كأنك مفيش

 

أحمد فؤاد نجم

 

برغم إن صورك فـ كل الدواير                 وكل المداخل وكل المحاور

ومليا الشوارع على كل حيط                     مطنش علينا وعامل عبيط

             كأنك مفيش ..

***

يا فرحة قلوبنا رئيسنا ظريف                    فُكهي إبن نكته ودمه خفيف

فـ عهدك سيادتك فَرَشنا الرصيف                وآخر مُنانا غُموس او رغيف

وكل أمَّا تُخنُق ندوَّر ..

                       مفيش !!

***

مسيِّب علينا عصابة حبايبك              فضايح وسرقة ونهب بسبايبك

مابين حزب نجلك وهانم جلالتك         وجيش الغوازي اللي داير يجاملك

وناملك وقاملك .. وحارسك وأمنك       شبعنا مهانه .. شبعنا لطيش ..!

 

          وأنت يا ريس كأنك مفيش ..

***

باعونا فـ حضورك               ببركة عِبـيدك              وغالي وسرورك

باعوا الأراضي                     وكل المصانع                وباعوا البنوك ..

وقدَّام عِنيك  صوتنا إتـنبح         ننادي.. يا ريس           ده باعوا الحديد !!

وأنت مطننش وفكرك بليد !!

            .. كأنك مفيش !!

***

دوشتوا دماغنا " بجمال " طلعتك       ومن يومها وإحنا عَبـيد حضرتك

ما تزعلش إني مواطن أبيح               ورافض كلابك فـ شعبك تطيح

فسادهم يا ريِّس واضح صريح           قوم بينا صلّح وفتَّش .. وثور

ح نكتب تاريخك ياريِّس بنور            مش تبقى عايش كأنـَّك مفيش !!

***

ورحمة أبوك مادام أنت قاعد             عيب لمَّا عُصبة نَـوَر يسحبُوك

م تُقبض عليهم .. م تقطع إيديهم         م تعمل عليهم يا ريِّس شاويش

            بدل م انت ساكت وقاعد مفيش

*** 

ياريس علىّ الطلاق تعبانين !!          يا ريس علىّ الحرام كفرانين !!

صبرنا سنين سيادتك مسلطن             وشعبك وناسك بتآكل مسرطن

وتشرب مجاري وميت سم هاري ..    وهما غلابة ومش دريانين !!

ما تنهض يا ريس تلم الديابه ؟!!         ده شعبك غلابة ومليان طيابه ..

وهوَّ الشفاعة ف يوم الحساب            وهما البطانة الحثالة الكلاب

ما يملاش عنيهم غير التراب             وليهم ضوافر وميت ألف ناب

وواقفين لشعبك ورا كل باب              لإمتى ح تسكت وليه الغياب ؟

ده ياما ممالك طواها التراب              حياتنا ياريس تعب فوق عذاب

***

يا ريس " شريفك " ماهوَّاش شريف !!        " نظيفك " يا ريس ماهوَّاش نظيف !!

وحتى " حبيبك " ماهواش حبـيب  !!

        وأنا غصب عني    خلاص إستويت     بـغـُلبي إنحنيت

وطلعان عنيا وصعبان عليا                       بحسبة بسيطة ومن غير خريطه ..

وكونك مفيش .. لقيت متساويش                  ومش فارقه كوني اموت او أعيش .. 

***

نويت أشتكيك للِّي فوقي وفوقك           وأصلي الفرايض ..عسى يفـُك طُوقـك

قالولي إللي يسجد عدو النظام !!

حاولت أحكي حالي ..!!                   قالولي الحكاوي نميمة وحرام !!

فكرت أكتب ..                               لقيتكم سيادتك منعتوا الكلام !!

فقررت أحلم ..                              هاحلم سيادتك وأفُك اللِّجام

ولو مش هيعجب سيادتك يا فندم         وصِّي العساكر .. تاخُدني أمَّا انام !!

***

حلمت إني شعب ومصلوب بطولي              على أرض سمرا

ودمي بينـزف ومليان جروح                     وفوق صدري جمرة

يميني مربّط على أرض طابا             شمالي ممسمر فـ "أولاد علي"

ورجلي على جزع نخلة فـ "حلايب"   ومرتاح براسي على حِجْر مصر

وشوفتك ياريس ...كأنك نبي ...          فـ إيدك عصاية وليك معجزات

وشايل صليبي وبتفـُكني ..         وانا فـ جنَّه خضره ..      وتحتي جداول ..

ومن فوقي نور .. وريحة بخور ..

همست ف ودانك بآخر وصيّة

إنسى إللي فاتك ..           هننسى الأسية .. !!           أمانه عليك ..

حُط الوطن جُوَّه نِنِّي عينيك       كرامة عيالنا أمانة ف إيديك

بحق إللي بينّا يا ريِّس وبـينك     وحَق اليَمِين و" ألكتاب " فى يمينك

بحق الشهيد .. إللي رافع جبينك 

وجيش إنتصارك فى يوم العبور وجيل حُر طالع .. وعدته بدور

لملم عيالك .. وجمَّع فـ مالك

              وإسحب " جمالك " وسيبنا وغور..

 

شاعر من مصر

 

 

2. فجر ميدان التحرير

 

صلاح عليوة

 

ماذا قال الفجرُ لميدَانِ التحرير؟

ماذا ؟ ..

و حشودُ الشهداءِ تشقُ الليل

و ظلُ الموت يرفرفُ مشدوهاً

ما بين شهيقٍ و زفيرْ

 

ماذا قال الفجرُ لميدان التحرير؟

قال الظلم يزولُ .. يزولُ

و ليل الظالم مهما اشتدّ

و مهما امتدّ قصيرْ

قال : الثوارُ يديرون الدفةَ ..

يختارون الوجهةَ ..

ينسون كلامَ الصمتِ

و يطوون نعاسَ المقهى

و يسوقون نهاراً سحرياً

و يشقون طريقاَ براقاَ

و يصوغون شروقاً

من مجدٍ و سرورْ

قال: قلاعُ الظالم تهوي 

و الشعبُ يرجّ بروجَ التاريخِ

و جيلُ الثورة يطلق فوق عروشِ الظلمِ

أعاصيرَ التغييرْ

ماذا قال الفجر لميدان التحرير؟

قال سيهوي السورُ وراء السورِ ..

و يومُ الظالم آتٍ

رغم أقاويلِ الحراسِ

و أحجارِ المتراسِ

و أبراجِ حديدٍ و نحاسٍ

و خداعِ حُمَاةِ الطغيان المقبورْ

قال بأن اليأسَ خرافيٌ 

يهتزُ كأحجارِ الوهمِ 

و حين يحينُ الوقتُ

يصير الخوفُ حشوداً و صموداً  

ورعوداً

و هديراً يتهاوى

في صمتِ القصر المهجورْ

 

ماذا قال الفجرُ لميدان التحرير؟

قال سيبقى الشهداءُ نجوماً

و يصير الدمعُ غيوماً

و يصير الثوارُ شموساً 

و يصير الغدُ مدائنَ أملٍ

و تصير الأيامُ ضفافاً

لبريقِ الدرِ المنثورْ  

قال: ندائي أعلى من برج اليأسِ

و أمضي من حد الفأسِ .. 

و أقوى من موج الخوفِ

و أنقى من صوت العصفورْ

قال: الشعبُ يعودُ لمنبعهِ ..

ينقشُ مجدَ ملامحهِ ..

يلقي فوق الريح وصاياه ..

يقول إذا أصبحتُ غضوباً

تتهاوى حممٌ من غضبي و تطيرْ

قال: سكتُّ ..  سكتُّ.. سكتُّ

و عاثَ الذئبُ و ماجَ الضبعُ

و مرّ الثعلبُ مَزهوّاً  

و أنا الأسدُ الصامتُ

أقعي في قفصي و أدورْ

قال : الشهداءُ يطوفونَ الأرجاءَ

يصيرونَ لآلئَ نبلٍ و وفاءٍ

و يصوغونَ على مهلٍ أسماءَ الأشياءِ  ..

و قال: الثوارُ يزيحونَ الأصفادَ ..

يمرون كنهرٍ أزلي يتأرجحُ

في كف النورْ

قال سمائي غطاها الحزنُ

و طال الليل ُ, و كنت حزيناً

أتأمل أمجادي , أحزن عبثاً

أرزحُ رهنَ القاتلِ و المتآمرِ

أعبرُ بين سماسرةِ الطغيانِ

و أبواقِ السلطانِ

و سيفِ السفاحِ المأجورْ

قال :سأفتح أبهى أبوابي  

أخرجُ من ليل غيابي

أجعلُ كفي مأوى المجد ..

و صوتي ورقاً ذهبياً

يتألقُ في شجرِ النورْ 

قال الشهداءُ وجوهٌ تبقى

هم أقمارُ الذكرى ..    

هم مدوا أطواقاً للغرقى

مدوا الغد سماءاُ و غناءاً ..

جعلوا الأفقَ فضاءاً   

لرفيف الطيرِ المأسورْ

ماذا قال الفجر لميدان التحرير؟

قال ثقيلاً كان القيدُ ..

طويلاً كان الليلُ

قصياً كان المرسى

و بعيداً كان الأملُ .. بعيداً 

يتلوي كسرابٍ خدّاعٍ

يترحّلُ في الأفقِ المغدورْ

 

ماذا قال الفجرُ لميدانِ التحرير؟  

قال سيبقى الشهداءُ نجوماً

و يصير الدمعُ غيوماً

و يصير الثوارُ شموساً 

و يصير الغد مدائنَ أملٍ

و تصير الأيامُ ضفافاً

لبريق الدر المنثورْ 

 

شاعر من المغرب

 

 

3. قصيدة الميدان

 

عبدالرحمن الأبنودي

 

أيادي مصرية سمرا ليها في التمييز
ممدودة وسط الزئير بتكسّر البراويز
سطوع لصوت الجموع شوف مصر تحت الشمس
آن الآوان ترحلي يا دولة العواجيز
 
عواجيز شداد مسعورين
أكلوا بلادنا أكل .. ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل
طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع
وحققوا المعجزة .. صحّوا القتيل من القتل
اقتلني! قتلي ما هيعيد دولتك تاني
باكتب بدمي حياة تانية لأوطاني
دمي ده ولّا الربيع؟ الاتنين بلون أخضر
وبابتسم من سعادتي ولّا أحزاني؟
تحاولوا ما تحاولوا .. متشوفوا وطن غيره
سلبتوا دم الوطن وبشيمتوا من خيره
أحلامنا .. بكرانا .. أصغر ضحكة على شفة
شوفتوشي صياد ياخلق بيقتله طيره؟
السوس بينخر وسارح تحت إشرافك
فرحان بهم كنت وشايلهم على اكتافك
وأما أهالينا من زرعوا وبنوا وصنعوا
كانوا مداس ليك ولولادك وأحلافك
 
ويامصر قام العليل رجعتله أنفاسه
وباس جبين الوطن .. مال الوطن باسه
من قبل موته بيوم صحوه أولاده
من كان سبب علّته محبته لناسه
 
الثورة فيضان قديم محبوس ماشافوش زول
الثورة لو جت ماتبنش في كلام أو قول
تقلب وتعتل في سرية
تفور في القلب وتنغزل فتلة فتلة في ضمير النول
متخافش على مصر يابا.. مصر محروسة
حتى من التهمة دي اللي فينا مدسوسة
ولو انتا أبوها بصحيح وخايف عليها قوي
تركتها ليه بدن بتنخره السوسة؟!
 
وبيسرقوك يالوطن قدامنا عيني عينك
ينده بقوة الوطن ويقولي: قوم.. فينك؟!
ضحكت علينا الكتب.. بعدت بنا عنك
لولا ولادنا اللى قاموا يسددوا دينك
 
لكن خلاص ياوطن صحيت جموع الخلق
قبضوا على الشمس بإديهم وقالوا لأ
من المستحيل يفرطوا عُقد الوطن تاني
والكذب تاني محال يلبس قناع الحق
بكل حب الحياة خوَّط في دم أخوك
قول إنت مين للي باعوا حلمنا وباعوك.. أهانوك وذلّوك
ولعبوا قمار بأحلامك
نيران هتافك تحرر صاحبك الممسوك
يرجع لها صوتها.. مصر تعود ملامحها
تاخد مكانها القديم والكون يصالحها
عشرات سنين تسكنوا بالكدب في عروقنا؟
والدنيا متقدمة ومصر مطرحها
كتبتوا أول سطور في صفحة الثورة
وهما عُلما وخٌبرا مِداورة ومناورة
وقعتوا فرعون هرب من قلب تمثاله
لكن جيوشه مازالوا يحلمه ببكره
صباح حقيقي.. ودرس جديد قوي في الرفض

أتاري للشمس صوت.. وأتاري للأرض نبض
تاني معاكم رجعنا نحب كلمة مصر
تاني معاكم رجعنا نحب ضحكة بعض
 
مين كان يقول ابننا يطلع بنا من نفق
دي صرخة ولّا غنا؟ وده دم ولّا شفق؟
أتاريها حاجة بسيطة الثورة ياخوانّا
مين اللي شافها كده؟ مين أول اللي بدأ؟
مش دول شبابنا اللي قالوا كرهوا أوطانهم؟!
ولبسنا توب الحداد وبعدنا قوي عنهم؟!
همّا اللي قاموا النهارده يشعلوا الثورة
ويصنّفوا الخلق مين عانهم ومين خانهم
يادي الميدان اللي حضن الفكرة وصهرها
يادي الميدان اللي فتن الخلق وسحرها
يادي الميدان اللي غاب اسمه كتير عنه وصبرْها
ما بين عباد عاشقة وعباد كارهة
شباب.. كإن الميدان أهله وعنوانه
ولا في الميدان نسكافيه ولا كابتشينو
خدوده عرفوا جمال النوم على الأسفلت
والموت عارفهم قوي وهمّا عارفينه

 
لا الظلم هين يا ناس ولا الشباب قاصر
مهما حاصرتوا الميدان عمره ما يتحاصر
فكرتني يالميدان بزمان وسحر زمان
كرتني بأغلى أيام في زمن ناصر
شايل حياتك على كفّك.. صغير السن
ليل بعد يوم المعاناة وإنت مش بتئن
جمل المحامل وانت غض
باتعجب إمتى عرفت النضال إسمحلي حاجة تجنّ
أتاريك جميل ياوطن مازلت وهاتبقى
زال الضباب وانفجرت بأعلى صوت.. لأه
حرضتنا نبتسم ودفعت إنت الحساب
وبنبتسم بس بسمة طالعة بمشقة
فينك يا صبح الكرامة الّا البشر هانوا
وأهل مصر الأصيلة إتخانوا واتهانوا
بنشتري العزة تاني والثمن غالي
فتح الوطن للجميع قلبه وأحضانه
الثورة فيض الأمل وغنوة الثوار
الليل إذا خانه لونه يتقلب لنهار
ضج الضجيج بالنِدا إصحى يافجر الناس
فينك ياصوت الغلابة وضحكة الأنفار؟
واحنا وراهم أساتذة خايبة تتعلم
إزاي نحب الوطن وإمتى نتكلم
طال الصدأ قلبنا ويأسنا من فتحه
قلب الوطن قبلكم كان خاوِ ومضلّم
 
أولنا في الجولة. لسّه جولة ورا جولة

ده سوس بينخر يابويا في جسد دولة
أيوة الملك صار كتابة
إنما أبدا لو غفلت عينّا لحظة هيقلبوا العملة
لكن خوفي مازال جوة الفؤاد يكْبِش
خوف اللي ساكن شقوق القلب ومعشش
يقوللي مش راح يسيبه
ولسه هيقبّوا وهيلاقولهم سكك وبِبان متتردش
وحاسبوا قوي من الديابة اللي في وسطيكم
وإلّا تبقى الخيانة منّكم فيكم
الضحكة عالبُق بس الرك عالنيات
فيهم عدوِّين أشد من اللي حواليكم

 

شاعر من مصر

 

4. خمسة وعشرين

(عامية مصرية)

 

إيهاب عزت

 

حلمك علم افرحي يا بلادي

نيلك و الصحر و الوادي

انسي امبارح و ابدئي بكرة

وابني وعلي مصنع وادي

*******

خمسة و عشرين قامت ثورة

احنا فداكِ تعيشي حرة

شهدائك أرواحهم حامت

عدت بيننا ايامنا المرة

*******

الأبطال شبانك عبروا

للحرية لما صبروا

قالوا ع الفيس بوك الكلمة

صدقوا بالإصرار انتصروا

*******

في التحرير الشعب الواعد

عد العدة بمليون ساعد

زاد الهِمَّة كان مش هَمُّه

نوَّر مستقبلنا الصاعد


شاعر من مصر

 

5. اليوم الذي انتظرنا

 

نورالدين عزيزة

 

إلى أرواح شهداء ثورة الشعب العربي التونسي الرائعة وأرواح جميع الأدباء الذين لم يكتبوا إلاّ من أجل هذا اليوم ولم ينحن صوتهم لحظة منذ خروج جيوش الاستعمار الفرنسي وما بعد الاستعمار إلى اليوم...

 

هذا هُوَ اليومُ الذي انتظَرْنا

هذي هِيَ الشمسُ التي رَسَمنا بالحُروف ضَوأَها

وتحتَ ضَوئِها سَهِرْنا                                 

هذي هي الرّياح

هذي هِي الرّياح فارْكبُوها ..

سَقَطَتِ السّدودُ كلُّها.. وفوقَها عبرنا

هذا هو الصّباح

هذا صباحنا الذي كدنا نشُكُّ في مَجيئِه يَجيء

ومَعَهُ يعودُ عنفوانُنا وإنْ كبَرْنا

تَجاوزَ الصّبرُ الجميلُ كلَّ حدّ

لكنَّنا صبَرنا

هذا هو اليوم الذي عشنا له بالأمس

نسيرُ في رحابِهِ إلى الهَواء وضِياءِ الشّمس

 وكان في اعتقادِهم أنّا بليلِهم قُبِرْنا

وأنّنا صرنا تُرابًا فوقَه يمشُون

وأنّنا حِبرٌ به التاريخَ يكتُبون.. بل يُزَوّرون

وأنّنا الدُّمَى.. وأنّنا الصّدى..

وأنّنا.. وأنّنا..

لكنّنا ثُرنا على الجَلّاد والسُّراق.. ثُرْنا

قالوا انتَصرْنا من سنين... كَذِبُوا

وإنّما اليومَ فقط، بشعبنا، انتَصَرْنا

 

شاعر من تونس

 

 

6. حين قلتِ يامصر "لا"، زغردتْ أمي ...

 

حمّودان عبدالواحد

 

أمّي

يامصر

اسمُها أمّ كلثوم

وأصلها أندلسي...

غرناطيّه

موريسكيّه

حرّموا عليها أن تكون

 فأبت إلا أن تقول

 " لا " أبدا لن أخون

خطى المهاجرالرسول

الإنس والجن وكل الكائنات شهود

سأخلع عني معطف الليل

ولن أترك الظلام يطول...

سجنوها

عذبوها

قتلوها

شرّدوها

طردوها

عابوا عليها أن تكونْ

ذات فؤاد ودين ولسان ووجود

عابوا عليها أن تدوم

أن ترى وجهها في مرآة الخلود

بعيون الحرية والحياة...

 

مصر ... يامصر !

حبّذا لو بلغكِ هذا الصوت المسكين  ،

هذا الحبر المهين !

هل تصدّقينني إن همستُ

بهذا السرّ الالهي المبين... ؟

 

أمّي ، ما من أحد يعرف مثلها

كم من نار ودم ودمعة وعرق عليكِ

كم من ماءٍ وبرعومة وبسمة وظل من يديكِ

كم من أنوثةٍ وطفل وغد في عينيكِ...

ستزهر الآمال والأحلام على ضفاف شفتيْكِ !

 

لا يعرف أحدٌ مثلها

معنى أن تكوني مُهانةً مظلومه ...

*******

حين انتفضتِ

يامصر

في وجه الليل الطويل الطويل

وقلتِ " لا ، لا "

عن وعي ويقينٍ

ساعة الفجرِ

زغردت أمّي في قلبي

بالطلوع ، بالشعب...

فأشرقت روحي

أنا العربي المتدثر بالنوم في الظلام

بنور الجرأه

بصوت الثوره

بأمومة الأحرار...

....................

أمّي

يامصر

رأيتُها

على سُلّم منزلنا

تتطلع نحو الأفقِ

وتستعدّ لرفع صوتها...

رأيتُها

تقف على أصابع رجلها

تضع يدها على فمها

تشرئبّ بحَلقِها

وترمي بألفٍ من الزغاريد في الهواء

كأنما تتحدى في تسلّ متكبر عنيف

تعنّت الخواء

وخوَر الغباء...

رأيتُها

مبتهجه

بظهور الهلال

منشرحه

بحلول العيد في فصل الربيع

هي زقزقةُ ملايين الخُطّاف

هي جنون النحل بالرحيق

هي هذيلُ الحمام فوق الأغصان

هي مناجاة البلابل للورود

هي خروج النيل من سريره...

........................

أمّي

يامصر

سمعتُ السطوحَ تردّ عليها بالبشاراتْ

والمآذنَ بالتكبيرْ

سمعتُ مواكبَ الطبول والغيطانْ

ترسل إليها التهاني والتحيات

يتقدّمها النفيرُ

يتصدّرها الصفيرُ

يتخللها التصفيقُ

والرقص والتحليقْ...

ما مرّت ثانيةٌ ، وبابها ليس عليه زحام

كل الجيران يريدون الدخول

وحتى المجهولين والغرباء

قد وفدوا من كل مكان...

*******

حين انتفضتِ

يامصر

وقلتِ " لا ، لا "

عن وعي ويقينٍ

ساعة الفجرِ

رأيتُني

بعد تغريدة أمّي

أجري في الحاره

مع الصغار

نقهقه

نكركر

نتسابق ونصيح :

من يصل الأوّل ... من يصل ؟

من يعبُر على السور ؟

من يرسي قدميْه

في جنان العسّاس " البَرْبروس " ؟

من يتسلق الشجره

من يقطف التفاح ؟

من يكون الأول... من يكون ؟

هذا الفارس

هذا العصفور ؟

*******

حين انتفضتِ

يامصر

وقلتِ " لا ، لا"

عن وعي ويقينٍ

ساعة الفجرِ

نظرتُ إلى السماءِ

فرأيتها جميلةً مضيئه...

سألتُكِ يامصر

عن سرّ هذا السناء

عن لغز هذا البهاء...

فجاءني من أبناءكِ

الشيب والشبان

إيمانٌ وغليان

هذيرٌ ونفيرٌ

وزفير كثير:

" أنظروا إليها هذه النجوم

وهذه الأقمار والشموس...

إرادتها في التألق جمعاء ،

حلة زفاف خافق بالأفراح...".

*******

يامصر

مصريّةُ أمّي ربيعٌ وعنفوانْ

أبديّانْ

وأنا في ذاكرتي

قابعٌ إلهٌ رقيبْ

لا غفلةٌ ولا نسيانْ

………..

يامصر

أمّي أنتِ

سلام عليكما في العالمين

أنا ابنكما

البارٌ المخلص لكما

نحن أسره

ضد كل ظلمة ومحنه

نحن ثوره... وأي ثوره !

 

شاعر من المغرب مقيم في فرنسا

 

 

7. طوبى لمصر

 

بهيجة مصري إدلبي 

                              

وقفَ الكلامُ بكلهِ متأملا

فحروفهُ عجزتْ بأنْ تتشكلا

فكأنه في حيرةٍ من أمره

يسعى ليكشفَ عن مداه ويسألا

ليرى و ينهض كي يعانق بوحه

فمضى إلى رؤياه حرفا أعزلا

وسعى الخيالُ فضاق عنه خيالُه

فتلا من الآيات نصراً ما تلا

وطوى منازله وطاف مفتشا

عن منزل ليرى بمصرَ المنزلا

وأتى ليشهد آية مصرية

لتعينه من بعدُ أن يتخيلا

هي ثورةٌ وقفَ الوجودُ مرددا

آياتها وسعى إليها مرتِلا

فإذا الجهاتُ تبدلتْ أسرارُها

وتشكلتْ في مصرَ سراً مُنزَلا

هي لحظة لم أستطع تأويلَها

شعرا ولا نثرا جميلا مرسلا

حلم تجلى واستوى بجلاله

مصرٌ دعته مع الشباب فأقبلا

هذا زمان العاشقين لحلمهم

شعبٌ أراد فصاغ نصرا مذهلا

فتزلزل التاريخ في أعماقه

والكون من صوت الشعوب تزلزلا

فكأنما الأهرام عانق نيله

والنيل فاض على الزمان مكللا

طوبى لمصر بشيبها وشبابها

ونسائها . كل الوجود بها انجلى

شعب مشى والحلم طوع يمينه

مذ قال ( لا ) وجهُ الحياة تبدلا

 

شاعرة من سوريا

 

8.  سلم الطاغية

 

عامر الدبك

 

درجة ( 1 )

هو هكذا

في البدء يصعد سلّمهْ

بخطىً يحكّمُ وقعها لتحكّمهْ

يأتي على كتف انقلابٍ

أبيض أو أحمرٍ

أو بين بينْ

ولربما يأتي كقائد ثورة

من خلفه جمع يصفق

بالشفاه وباليدينْ

أو وارث للعرش

يأتي عين عينْ

ليقول : يا شعبي أنا

لا طامع بالعرش لا

أو بارتداء الأوسمهْ

ولسوف سوف

وسوف سوف وسوف سوف

وعودُه ملأت فمهْ

في مطلق الأحوال

يأتي زاعما

أن الزعامة لم تدر في خلده يوما

ولكن الإرادة والمشيئة

كانتا شعبا

أراده فاصطفاه وزعّمهْ

 

( خلوة )

في خلوة أولى له بعد الجلوس

بالضبط فوق سريره

في غرفة النوم الجديدة

قرب زوجته يقول محدثا ظلا له :

" لو تدري ياشعبي العزيز

بما يخبئه الغدُ

لو تدري ( يضحك)

ما هتفت

ولم تصفق لي يدُ

نم ياحبيبي

فالكلام مخدِرٌ

من قبلُ جربه الذين تأبدوا

كلْ من حلاوة ما وعدتك

ما وعدت سوى لأصعدَ

بعدها فليأت ( يضحك )

ياعزيزي الموعدُ

وعدٌ على وعدٍ على وعدٍ

وتسكنك الوعود وأصعدُ

 

درجة ( 2 )

عام

وتحتفل الجموع وتهتفُ

عامان

تحتفل الجموع وتهتفُ

ويمر عام إثر عام إثر عام

والكل ينتظر الوعود ويهتفُ

 

( قناع )

حرية

وفضاء أحلام بوسع الأفق

أفقٌ شاسع لن نلجمهْ

رأيٌ

يوافق أو يعارض أو يجادل

لا رقابة لا قيود ولاسجون ولا شفاه مكممهْ

أنا واحدٌ منكم

أبي من نسل فلاح وأمي ربما كانت أمهْ

أنا لا أرى إلا بأعينكم

سنبني

ما استطعت وما استطعتم

لا إرادة إلا ما أنتم تريدونَ .. الإرادة للشعوب محتمهْ

 ( حقيقة)

حرية .... !!!

لن تعرفوها

لن تذوقوا طعمها

فلكم طريق واحد

أن تهتفوا لي

دون ذلك فالدروب محرّمهْ

رأي.... !!!

هنا لا رأي إلا ما أريد وما أشاء

ومن يحاول أن يفكر

بالقضايا المبهمهْ

فوعزتي

فوعزتي

لن أرحمهْ

أعددت منذ البدء

ياشعبي العزيز لك السجون المعتمهْ

 

( درجة 3 )

عشرون عاما أو تزيد

والحاكم الفرد الوحيد

يراوغ الشعب الحزين

بخطبة عصماء

قيل بأنها من فيض حكمته

التي قالت صحافته بأنها ملهمهْ

 

( قناع )

ياشعب أنت الحاكمُ

أن الحكيم الملهَمُ

وأنا بكل أرادتي لك خادمُ

ولسوف سوف

وسوف وسوف

وهذا وعد حاسمُ

سأقيل من عاثوا فسادا في البلاد

ليعلموا

أني ابن هذا الشعب

يرٌ بالعهود وبالوعود

وإذا تألم واحد في قرية منسية

أتألمُ

 

( حقيقة)

أنا مذ صعدت إلى هنا

أقسمتُ لن أتزحزحا

ولسوف أطحن من يعارض

بالرحى

ستصفقون برغمكم

وستهتفونْ

بالجوع ألجم غدركم لأطوحهْ

أنا لا أرى غيري وحاشيتي

وأنتم ممسحهْ

حولي رجال يسبحون بنعمتي

ويسبّحون بسطوتي

دججتهم بالأسلحهْ

أنا لا أخاف فكل ملكي آمن

وإذا تمردتم قليلا أو كثيرا

لا أبالي أن تكون المذبحهْ

 

( درجة 4 )

في كل زاوية له عينٌ وجندُ

تحصي له أنفاس من يتنفسون

ساحاته نصُبٌ

شعارات

ووعدُ

خوف ورعبٌ مستبدُ

والناس حيرى لا تصد ولا تردُ

 

( قناع )

خمس وعشرون انقضت

وأنا بهمي مثقلُ

من أجلكم ليلا نهارا أعملُ

ووعدتكم

والوعد دين عنه يوما أسألُ

خبز وفير في البلادْ

ولا مكامن للفسادُ

لا للبطالة

لا تسول في الشوارع والأزقة للعبادْ

ولسوف سوف

وسوف سوف

حياتكم تتبدلُ

فابني الوحيد

على خطاي يسير لا يتحولُ

أعددته صلبا قويا

يسعى لا يتململُ

كونوا كما كنتم معي

من خلفه وتأملوا

فلربما يوما تسلم موقعي

كي يكمل الدرب الطويل

وتكملوا

 

( حقيقة)

ستصفقون وتهتفون ْ

وعلى الرغيف تفتشونْ

فالعرش عرشي

والبلاد ورثتها

وإذا رحلت

فخلف إبني تركعون

وتسجدونْ

فلقد زرعت جلودكم بالمخبرينَ

وفي أسرتكم

زرعت لكم عيونْ

ليلي وليل ابني مجون في مجون

فنسائكم مشغولة بالترهات

شيوخكم متنسكونْ

وشبابكم بمخدراتي مدمنونْ

أنا آمن

فالكل لا يتنفسونْ

أرهبتكم

فرقتكم

ألبتكم

وجعلتكم  من بعضكم تتوجسونْ

فالإبن يخبر عن أبيهِ

وعن أخيهْ

وأبٌ يخبّر عن بنيهِ

لأصطفيهْ

كلٌّ يخبّر عن ذويهْ

لكي يكونْ

 

( درجة 5 )

هو هكذا يمضي ليصعد سلمهْ

يطأ الثرى ويداه تقطف أنجمهْ

هو سيد فردٌ تفرد بالبلاد وبالعباد

لكي يتم الملحمهْ

 

( خلوة)

وبلحظة غاب الزعيم بقصره

خلف الغموض

باب تغلق خلف بابْ

لم يحتفل بالأربعين على تسلم عرشه

قال ابنه :

 هي خلوة ويعود مكتمل الإهابْ

قال الدعاة الآكلون الشاربون العاكفون على إطاعة أمره :

هو سيدٌ وخليفةٌ في الأرض

قد يوحى إليهْ

لا تقلقوا أبدا عليهْ

لا شك يخرج والرسالة في يديهْ

 

( حقيقة )

شعب غبيٌ

سوف يعرف من أنا

ولسوف يعرف

من تمرد أن ظهري ما انحنى

 

( درجة 6 )

صمت على كل البلاد مخيمُ

والكل يسكن في الحداد ويلطمُ

قُتلَ الذين تمردوا

وتشرد الباقون حيث تشردوا

قتل الغدُ

 

( الرسالة )

أنا سيد الأرض الذي لا يقهرُ

المجد الذي فاق الخيال

أنا الزعيمْ

وأنا التجبر والمقدَر والمقدِر والمعمر والمعلم والعليمْ

وأنا المدبر والمحرر والمصور والحقيقة والمجاز أنا المعظم والعظيمْ

وأنا المذل أنا المعز أنا الجليل أنا البداية والنهاية والجديد أنا القديمْ

وأنا البعيد أنا القريبُ أنا السمع أنا المجيب أنا المحكم والحكيمْ

وأنا العنيد أنا العتيد أنا المقيم اللامقيمْ

وأنا الإله

فيا عبادي سبحوني واعبدوني كالصراط المستقيمْ

 

(درجة 7)

(إيقاع مختلف)

ستسقط يا أيها المستبدُ
سقوطك حتمٌ وما منه بدُ
ستسقط مثل جدار قديم
يكابر والريح للريح غمدُ
ستسقط من شاهق الوهم وهما
وكالظل خلف ظلالك تعدو
ستسقط مهما تجبرت حتما
لأنك مذ كنت للروح قيدُ
ستسقط والعرش يصبح قبرا
كقبرك أنت وقبرك حقدُ
ستسقط قد لا تصدق لكن
ستسقط يا أيها المستبدُ
فلست إلها لتبقى وحيدا
ولا شعبك الحر في الأرض عبدُ

شاعر من سوريا

 

9. إلى ثورة شباب مصر العربية


عبدالعزيز المقالح

 

(1)

تمهلي ... ولتأخذيني من متاهة اليباب يا ثورة الشبابْ .
ولتمنحيني عبقاً مقدساً
من عطر أولادك
هؤلاء .. الطيبين
ياثورة النيل الذي ضاق به المجرى
فآثر الخروج للميدان
وغادر النجوع والقرى
وانطلقت من ضفتيه صرخةٌ دفينةٌ
أرعشت الشوارع المشدودةَ
النفوس والأعصابْ
يا ثورة الأزقة المطفأة الجوعى
ياثورة الشباب .

(2)
تمهلي ...
لا تخلعي ملابس الميدانْ
لا تتركي الميدانْ
فما يزال الفجر في البدايةْ .
والليل في عنادهِ
لم يعلن النهايةْ .
وما يزال الدّم في الشوارعْ
والحزن في الشوارعْ .
والخوف في الشوارع
وما يزال حاملوا الهراوات هناك
عند المنحنى .
لا تتركي الميدانْ
حتى يختفي الطواغيت
وتستعيد الكلمات طهرها
وتنتهي أصابعُ الضوء الجديد
من كتابةِ البيان .

(3)
تمهلي ...
لا تغلقي الصفحةَ ،
مصرُ - ياسيدتي -
لماَّ تزل عند سطورها الأولى
ولم تلدْ نظام الفقراء .
الهائمين في الدروب والنجوع
الباحثين في 'النفايات '
عن الفتات مما يترك 'الكبار' المتخمون
'
أمراءُ السلم'
أثرياءُ 'حرب السوق والمناقصات'
لم يزل طريقُ القدس خالياً
إلاّ من اليهود
والمتاجرين بالاسمنت والحديد
'
غازُ مصر' ما يزال يعبر الحدود
موجعاً منكسراً
لكي يضيء رغم أنفهِ
مضاربَ الأعداء .

(4)
تمهلي ...
ياثورة ناصعةَ الجبين
فما يزال الحلم شاحباً
ورغوة الضوء
التي ترسم وجه الصبح
ما تزال في مراحل التكوين .
فلتدعي أولاَدك الفرسانْ
يرابطون في الميدانْ .
قولي لهم :
أن يقرأوا في حب مصر
آياتٍ من الإنجيل والقرآن .
أشهد أن الله حق .
أن المجد والخلود للشهيد
أن الخزي والنكال للطغاة
والطغيان .

 

شاعر من اليمن

 

10. رِسَالَةٌ  مِنْ غُبَارْ

 

نجاة الزباير

 

إلى الطغاة في أوطان تنزف حجارتها

 

سَيِّـدِي

لاَ تَعْرِفُ مِنِّي غَيْرَ إِهَابِي

وَغَيْرَ عِطْرِ اُلْأَرْضِ يُدَثِّرُ أَهْدَابِي

لَكِنِّي أُعَرِّفُكَ بِأَنِّي

قَصِيدَةٌ تَتَلَوَّنُ بِجُرُوحِ بِلَادِي.

 

سَيِّـدِي

كُلَّمَا غُصْتُ فِيَّ

رَأَيْتُكَ مَلْعُونًا يَقِفُ بِاُلْبَابْ

تَسْفِكُ اُلدِّمَـاءَ

وَتَتَوَارَى خَلْفَ اُلْحُجَّابْ

فَكَيْفَ تَدَّعِي اُلْعَدْلَ

وَأَنْتَ مِرْآةٌ لِلْإِرْهَابْ؟

 

سَيِّدِي

يَفْرِشُ اُلضُّعَفَاءُ أَجْسَادَهُمْ لِلْقَنَابِلْ

كَيْفَ تَحْصُدونَهُمْ مِثْلَ اُلسَّنَابِلْ ؟!!!

 

سَيِّدِي

الْغُرْبَةُ تَسْكُنُ اُلشَّـوَارِعْ

الْفَقْرُ يَطْرُقُ كُلَّ اُلْمَسَامِعْ

تُرَى مَتَّى سَتَجِفُّ اُلْمَدَامِعْ؟


سَيِّدِي

يُبْحِرُ اُللَّيْلُ فِي يَدَيْكْ

مُثْقَلًا بِاُلْحُرُوفِ اُلنَّازِفَةْ

هَلْ قَرَأْتَـهَا ؟

هَلْ هِيَ دَرْبٌ غَرِيبٌ

كَمَا اُلْأَرْضُ  اُلرَّاعِفَةْ

كَمَا اُلْأَحْلاَمُ اُلضَّائِعَةْ ؟

 

سَيِّدِي

الرَّحَى فِي كُلِّ رُكْنٍ تَدُورْ

وَاُلرُّعْبُ يَخْنُقُ اُلْقُصُورْ

تَلَمَّسْ رَأْسَكَ قَدْ يَنْشُدُ اُلرَّحِيلْ

فَلَا يَجِدُ غَيْرَ اُلرِّيحِ تَعْصِفُ بِاُلنَّخِيلْ.

 

سَيِّـدِي

مَا أَكْبَرَ اُلْمَنَافِي دَاخِلَ اُلْوَطَنْ !!

وَحْدَهُ اُلْحِبْرُ يَنْفُضُ عَنْهَا اُلْكَفَنْ

فَهَلْ رَأَيْتَ كَمْ حَرْبَةٍ فِي اُلذَّاكِرَةْ

وَكَمْ أُغْنِيَةٍ لِلْحُرِّيَّةِ تَرْقُصُ عَارِيَةْ !!!

هَلاَ نَطَقْتَهَا أَمَامَ  اُلْعُيُونِ اُلْجَائِرَةْ

حُرِّيَّةْ....حُرِّيَّةْ

مَا أَرْوَعَهَا طَلْقَةً تُمِيتُكَ يَا طَاغِيَةْ !!!

9ـ 1ـ 2011

 

شاعرة من المغرب