القاص المغربي يكتب عن توابع الثورة سواء التونسية أو المصرية وكيف بدلت أوضاعا كانت قد ترسخت وقلبتها رأسا على عقب ومازالت لا تكف عن إثارة دهشتنا وخيالنا.

قصص قصيرة جدا

محمد فاهي

ميدان.com  "1"

 

شيريهان " تطل من النافذة"

الرجل يحمل كرسيا، خطفه من مكتب ما، في أوج الثورة.رأته شيريهان. لم تستطع كبت ضحكتها. فكرت أخيرا في فوازير لرمضان آت. سجلت العناوين على الورقة:

-مدير لمرة واحدة في حياته.

-الكرسي الذي كان تحت ربطة عنق.

-ياعالم...أنا متعب...متعب...

-...............

 

"الواد" يحكي

قالت الثورة:

-  ياولدي،هات من الآخر...أو دعني.

قال الولد:

-... حين جمع الشعب باقة فل وياسمين، لم ينلها الحاكم أبدا.

ردت الثورة:

-ياللتعاسة...

 

 رأسا على عقب

الحاج مراد لم ير شيئا مما يحدث في ميدان الثورة. كان مسنا طريح الفراش. زاره أولاده البعيدون. لم يخبروه بشيء. قال في نفسه: ( يعتقدون أن الأمر لن يعنيني في كل الأحوال). أشار عليهم بالجلوس،وقال لهم:

-(الظاهر أن العالم انقلب رأسا على عقب.لما يتكلم الحاكم يضحك معظم الناس...ولما يتكلم عبد المولى صاحب العربة ،لايضحك أحد...قبل هذا الوقت،كان عبد المولى يضحك لمجرد...لمجرد أن يتصور نفسه أمام الكاميرا).

 

عربة سمير

كان المصور الصحفي يقول: الكاميرا هي عيني وخبزي.

أرسل أمس في مهمة كالعادة. عندما اطلع الرئيس على التقرير المصور،تجمد كتمثال...كانت الكاميرا مثقلة بصور الهامش، حتى إنها غاصت في القاع...لم يفتها أن تسجل آخر الكلمات التي قالها الرئيس:( يظهر أن هذه الكاميرا أصبحت بالية،مثل عربة...وأنت؟ هل أصبحت حمالا ياسمير؟).

 

صباح الفل

أصيبت هيئة التحرير بالهلع. كان الأعضاء قد صمموا العدد وانصرفوا. عندما فتحوا الحاسوب لسحب الجريدة،وجدوا مايلي: قصائد تزاحمت في الصفحة الثقافية.كانت تحمل لافتات:منسية...مهملة...منبوذة...موؤودة...أما عنوان الصفحة فقد تغير:صباح الفل والياسمين.