ندوة حول الشعر الفلسطيني الحديث للشاعر محمد حلمي الريشة

انطلاقاً من حرصها على الرقي باللغة العربية، ومتابعة الشعر الفلسطيني، ورغبتها في التواصل مع المؤسسات الثقافية في الوطن، عقدت لجنة مبحث اللغة العربية في مديرية التربية والتعليم في محافظة نابلس ندوة أدبية حول الشعر الفلسطيني الحديث، حيث استضافت الشاعر والباحث والمترجم محمد حلمي الريشة من وزارة الثقافة- بيت الشعر الفلسطيني، بحضور مشرفي اللغة العربية ومعلميها في المحافظة، إضافة إلى جمهور غفير من المدعوين والمهتمين باللغة العربية والشأن الأدبي- الشعري الفلسطيني.

بداية، تحدث مُسيِّر الندوة د. خليل قطناني عن أهمية هذا اللقاء الأدبي والثقافي في آن، من حيث أنه تواصل عن قرب مع شخصية أدبية تتابع مسيرة الشعر الفلسطيني على وجه الخصوص؛ شخصياً وبحكم عملها، وبحث فيما وصلت إليه الشعرية الفلسطينية الحديثة- المعاصرة، ثم قدم الشاعر المحاضر، ذاكراً مختصراً لسيرته ومنجزه الإبداعي في الشعر والبحث والترجمة، حيث وصل منجزه في الشعر والبحث والترجمة إلى أربعة وعشرين كتاباً.

استعرض الشاعر محمد حلمي الريشة في محاضرته مسيرة الشعر الفلسطيني، حيث قسمه، لضرورة الدراسة، إلى مراحل طبقاً للوضع السياسي الفلسطيني، بدءاً من العام (1917) وحتى الآن، مشيراً إلى أنه اكتشف أثناء بحثه عن الشعراء الفلسطينيين منذ ذلك العام وحتى ما قبل العام (1948)، وجود أكثر من ثلاثين شاعراً، لم نعرف منهم سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وأنه بصدد دراسة أساب عدم ظهورهم وانتشارهم فلسطينياً وعربياً، ثم ركز على الفترات من العام (1967) حيث نكسة حزيران إلى العام (1987) حيث انتفاضة الحجر، ثم منها إلى العام (1993) حيث اتفاقية أوسلو، ثم منها إلى العام (2000) حيث انتفاضة الأقصى، وإلى الآن، مبرزاً بنقاط مكثفة أهم ما تميز به الشعر الفلسطيني من حيث المضمون والخصائص في كل مرحلة تاريخية تتعلق بالقضية الفلسطينية، إضافة إلى ذكر معظم الشعراء الذين ظهروا في كل مرحلة.

بعد ذلك، قرأ الشاعر عدداً من قصائده التي كانت أيضاً مثار نقاش ثوي ومتباين ضمن النقاش الذي دار حول محتوى المحاضرة، حيث طرح عدد من الحضور أسئلة ومداخلات لما للموضوع من أهمية كبيرة، وقد تباينت وجهات النظر والآراء بين الشاعر والحضور وبين الحضور أنفسهم ما جعل الندوة، والتي امتدت قرابة الساعتين، ثرية في مختلف جوانبها.

في نهاية الندوة، قام الشاعر محمد حلمي الريشة وأعضاء من اللجنة بتوزيع سبعين نسخة من كتابه (مرايا الصهيل الأزرق؛ رؤية. قراءات. حوارت) على الحضور هدية لهم.