تمديد المعرض الشخصي الأول لروان قاقيش "المدينة – بعدها الثالث"

 حتى 18 آب في جاليري رؤى32 عمان - الاردن

  في معرضها الشخصي الأول في مركز رؤى 32 للفنون، تتابع الفنانة التشكيلية روان قاقيش الخط الذي اشتقته منذ سنوات لوضع اسمها على الخارطة المعاصرة للفن التشكيلي الأردني، وتعني به البحث في قسمات مدينتها- عمان. حيث تعرض خمس وعشرين عملاً، تتراوح أحجامها ما بين الكبير (2 متر× 60 سم) والصغير (30 × 60 سم) وما بينهما، تتمحور معظمها على قراءات خاصة في ملامح عمان، اضافة إلى أعمال أخرى مستمدة من فضاءات المدن العالمية الكبرى.

فبعد مشاركات لها في عدد من المعارض الجماعية، وآخرها "سلام في مدينتي" الذي أقامته صالة رؤى 32 للفنون في شهر آذار/ مارس الماضي، عرضت خلالها أعمال لافتة مستمدة من البيئة الحضرية لعمان، تقيم روان قاقيش معرضها الشخصي الأول الذي يتناول الموضوع نفسه. هنا نجد مشاهد بانورامية حافلة بالتفاصيل للمدينة ذات الجبال المتعددة والأبنية الحجرية والاسمنتية التي تتسلق سفوح التلال والجبال وصولاً إلى قممها. كما نجد إلى جانب ذلك لوحات تقتطف مقاطع مختارة من أحياء وشوارع بعينها، منها لوحات طولية، لادراج عمان أو لأبواب مشرعة على أدراج داخلية لمنزل ما، فضلاً عن ذلك تذهب روان قاقيش خطوة أخرى نحو تصفح ملامح الناس، ولاسيما من خلال "الاسكافي" العتيق الذي يقبع وراء ماكينته في أحد زوايا شارع المهاجرين، من أجل إصلاح أحذية متهالكة وإعادة الحياة إليها بعد طول استعمال.

لا تعيد روان قاقيش إنتاج عمان القديمة أو وسطها القديم فوتوغرافياً أو توثيقياً، وإنما تعيد تركيب مشاهدها المألوفة عن طريق القص واللصق والحذف والإضافة، من خلال أسلوبها المعتمد على الكولاج، فتنتزع الرتابة عن الصورة المألوفة وتُدخل عليها دهشة الاكتشاف. فهي لا تكتفي بمادة واحدة هي الصور الفوتوغرافية في تركيب بناء أعمالها، وإنما تلجأ إلى مواد متناقضة في طبيعتها مثل الصفيح المعدني والخشب وقصاصات الصحف والورق المزخرف بالنقوش الشرقية والإسلامية، فتضفي على لوحتها نوعاً من المفاجأة الصادمة التي تجمع ما بين الواقعي والخيالي على سطح واحد.

في معرض" المدينة – بعدها الثالث" أكدت روان قاقيش بصمتها الخاصة كفنانة تشكيلية من الجيل الشاب، ليس فقط من خلال تحريك عواطف المشاهد تجاه الماضي القريب لعمان، بعمارتها وأسواقها وأدراجها ومهنها الآفلة، وإنما أساساً من خلال التوليفات المناسبة بين المواد المستخدمة، إضافة إلى التكوينات الخاصة بأعمالها، مستفيدة من خلفيتها المعمارية ودراساتها المتنوعة للفنون البصرية.

يندرج معرض روان قاقيش ضمن سياق عالمي ومحلي آخذ بالاتساع، يعمل على الفضاء الحضري للمدينة ورموزها وثقافاتها وبشرها. ولقد وجدنا خلال السنوات القليلة الماضية ترجمات عديدة للاهتمام بالمدينة وبعمان، حيث أعاد التشكيليون وغيرهم من ممارسي الفنون البصرية والأدباء والشعراء للمدينة اعتبارها، ليس بوصفها مجرد مكاناً للعيش وإنما بصفتها مختبراً وفضاءاً لأنواع مختلفة من التدخلات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.

يُذكر أن الفنانة روان قاقيش هي من مواليد عمان، عام 1983. تخرجت من جامعة العلوم والكنولوجيا عام 2006، بدرجة بكالوريس هندسة المعمارية والتصميم، والتحقت عام 2008 بكلية الفنون البصرية (SVA) بنيويورك، إضافة إلى جامعة نيويورك، حيث تلقت المزيد من الدراسة الفنية، وقد شاركت مؤخراً في عدد من الورش الفنية والمعارض داخل الأردن وخارجها، ما أسهم في صقل تجربتها.

هذا، وقد تم تمديد معرض روان قاقيش في مركز رؤى 32 للفنون، شارع ابن الرومي، فيلا 32، أم أُذينة الجنوبي، خلف أبراج إعمار، ما بين الدوار الخامس والسادس، حتى 18 آب 2011، ويمكن زيارته في أيام الأسبوع، ما عدا يوم الجمعة، ما بين التاسعة صباحاً وحتى السادسة مساءا