نكتشف من خلال هذا النص الشعري صوتا إبداعيا مغربيا جديدا، يعيش لحظات اغترابه القصي. في علاقة بالمكان والذات المتشظية، تخط الشاعرة بلغتها فسحات للمكان بصيغة الجمع، ومن خلاله تكتمل أقصى لحظة للغياب حيث تتوحد الذات بالكتابة في اللانهائي.

Rio De Janeiro

نسيمة الرّاوي

بِـ "الرِّيُو" عِنْدَ آخِرِ الْحُلُمِ
تَطْلَعُ الشَّمْسُ مِنَ الْقَصَائِدِ الْبُرْتُغَالِيَةِ
تَجْلِسُ الشَّمْسُ الْمُسْتَحِيلَةُ الْقُرْفُصَاءَ
عَلَى أَرِيكَتِهَا الزَّرْقَاءَ

بِـ "الرِّيُو" عِنْدَ آخِرِ الْحُلُمِ
يَتَسَلَّقُ الْعَاشِقُ ظِلَّهُ إِلَى شَجَرَةِ الْمُنْتَهَى
يَقِيسُ أَبْعَادَ رُوحِهِ بِحَاسَّةِ اللَّمْسِ

بِـ "الرِّيُو" عِنْدَ آخِرِ الْحُلُمِ
يَمُدُّ الْغَرِيبُ أَضْلُعَهُ إِلَى قَعْرِ الأَشْيَاءِ
لِيَصْعَدَ دَرَجَاتٍ إِلَى الأَسْفَلِ

بِـ "الرِّيُو" عِنْدَ آخِرِ الْحُلُمِِ
يُنْهِي الْبَحْرُ مَخَاضَهُ
يَقْذِفُنِي جُثَّةً طَالِعَةً مِنْ قَاعِ الصَّمْتِ
إِلَى سَمْبَا جَدِيدَةٍ
حَافيَةً أَنْحَتُ رَقْصَتِي
حَافِيَةً كَيْ لاَ تَسْتَيْقِظَ الرِّيُو مِنْ نَوْمِهَا الْخَفِيفْ

بِـ "الرِّيُو" عِنْدَ آخِرِ الْحُلُمِِ
تَتَدَحْرَجُ ذَرَّاتِي فِي اللاَّشَيءْ
تُرَمِّمُ شُقُوقَ الْبَحْرِ بِالأُغْنِيَاتِ

بِـ "الرِّيُو" عِنْدَ آخِرِ الْحُلُمِِ
يُدْرِكُ الْغِنَاءُ مَوَاقِيتَ الرَّحِيلِ بِالْحَاسَّةِ السَّادِسَةِ
فَأَصْلُبُ صَوْتِي

بِـ "الرِّيُو" عِنْدَ آخِرِ الْحُلُمِِ
تَصِيرُ قَصَبَاتِي الْهَوَائِيَّةُ نَايات
تَصِيرُ زَفَرَاتِي عَزْفاً مُنْفَرِداً
تَصِيرُ شَهَقَاتِي صَدَى لِعَزْفِي

بِـ "الرِّيُو" عِنْدَ آخِرِ الْحُلُمِ
أَفْتِقُ أَنْسِجَتِي
فَمَا حَاجَتِي لِثَوْبٍ يَكْسُونِي
إِذْ أَلْبَسُ الْبَحْرَ

بِـ "الرِّيُو" عِنْدَ آخِرِ الْحُلُمِِ
تُغَرْبِلُ الْبُيُوتُ الْبَحْرِيَةُ ذَاكِرَتَهَا
تُخَبِّئُ بِالضِّفَةِ الْيُمْنَى مِنَ الْقَلْبِ
حِكَايَاتٍ لِلْخَرِيفِ
تُخَبِّئُ بِالْيُسْرَى
صَدَى صَمْتِي
لِتَتَذَكَّرَ دَائِماً
أَنَّ صَمْتِيَ أَصْوَاتٌ مُنْهَكَةٌ بِاللاَّغِنِاءْ

بِـ "الرِّيُو" قَبْلَ انْتِهَاءِ الْحُلُمُ ـ هَذِهِ الْمَرَّة ـ
يَبْتَلِعُنِي الْغِيَابُ فَاكِهَةً صَيْفِيَّةً
أَصْعَدُ إِلَى غُرْبَتِي الْمُطِلَّةِ عَلَى الرِّيُو
الَّتِي تُكْمِلُ سَمْبَاهَا الأَخِيرَةَ تَحْتَ الْمَاءِ

شاعرة مغربية مغتربة في ريو دي جينيرو