في ملهاته القصية، يشكل الشاعر والمبدع العراقي صورا للغياب وألم الفراق. وهو الوجع الذي يؤطر ألم وانكسار الذات وولع البحث عن ما يملأ مساحات..ظلت تبحث عمن يسكن وجع الغياب.

يالعينيك تتركني في المرافئ

جاسم العبيدي

لمن تتركين قصاصات أوراقي السمر

شوق الرسائل

تمتلكين من العمر أحلامه الوارفات                  

تنتشرين كرائحة العطر

تعصف بي

كحفيف الستائر

تخفين نصفك ما بينها

تلك فخذاك تنتظران اشتهائي

وعيناك تحملني للسرير

فأبصر فيهن لوعة روحي

وأبصر فيك الرجاء الأخير

فمن أين أبدا فيك التصدي

وفي أي لحن تكونين

غنوة عمري

وبوح المصير

***

الم تسأليني

أما قد توقد فيك الحنين

إلى امرأة تشتهيها

تضمك ما بين أضلعها

جسدا تحتويه

أقول بلى ياحنيني المفاجئ

أشتهي أن أكور

 منتصف الليل عمري

الثم نهديك إذ تتعرين

أشم اشتهائي

فتندفع الشهوة المستقرة في القعر

مابين لمس الأصابع والصمت

نبصر أنفسنا

 نتعرى

 أمام المرايا

كظلين نبقى

وأنتظر اللحظة التي تصمت الروح فيها

-          تعال اطفيء الضوء

     ألهبني البعد شوقا إليك

تقولين ياللقساوة ما بين سحر ونحري

وأنت تعاقر كأسك

ترسمني صورة لاشتهائك

ثم تتركني  للسرير

عصارة زانية في مساء حقير

***

إنه الليل يدفعني نحو قبوك

أشعر أني على الباب أطرق رأسي

فيرتعش الباب

تخفت أضواء غرفتك الآن

من ياترى

يتوكأ في آخر الليل

يسكن أنفاسه بين نهديك

يطبع قبلته على شفتيك

من يغمض الآن عينيه

من سيؤدي صلاة الهزيع الأخير

ويسجد منتظرا

أن تمس أصابعه قدميك

ليقضي الركوع الأخير 

***

في الحديقة

ما بين ظل الشجيرات

أبصر نفسي وحيدا

يالتلك النهاية

حين أجاري بقائي

أتسلق أعماق روحك

ابحث عنك

وهذا أنا المتوقف

اهمس في ظلمة الليل

باسمك مرتعدا

آه، هل تشعرين

باني أصارع موتي

أعمدة النور ترهقني

 وفي سقف غرفتك الآن

حيث تنامين وادعة

اترك روحي تدور

***

كل ما كان بيني وبينك

أكذوبة

هل اصدق انك أغمضت جفنيك

 فوق وسادتها

هلا تطلعت للألم المتسمر في القلب

للروح تنشج باسمك

للقبلات تطبع أحلامها

للشفاه التي تركت حسرتي فوقها

للوجه إذ يتبسم

للصورة التي رحت ارسمها

بين ظلي وظلك

وجهان تنزف عينيهما

بدل الدمع دم

وأغمض ليت الذي صار

لم يأت بي

نحو بابك

أيتها المستقرة في القلب

دمعا بكائي ودم

***

يالعينيك تتركني في المرافئ مستوحشا

الشوارع قد أغمضت عينها

ونامت على وجهها الريح

وانطفأت نار وجدك

ها قد تحطم حلمي وحلمك

هل أغلق الباب ما بيننا

وأنت مع الروح تسرين في جسدي

يالتلك السويعات

إذ تسلب الروح من جسدي

وفي لجة البحر تغرقني

كي أموت

 

البصرة / 2009