هذه حفاوة يقترحها الشاعر السوري للموت، وهي أشبه بصورة تراجيدية لما يحدث اليوم أمام أعيننا حيث تداس وتهان كرامة الإنسان تحت أقدام سلطة العدم.

حفاوة الموت

غمكين مراد

ما كنا

إلا رائحة تمّر

ما كنا

إلا سكوناً يمتشق الصمت ويقطع النظرات

ما كنا

إلا عويلاً للعراء

كصدى خـِبب أدميّ لص

ما كنا

إلا معزوفة تؤجرنا الجنائز

ما كنا

إلا صورة معلقة ً في الشارع تظهرها الخطوات

كيف نولد من عدم؟

كيف لنا أن نفنى دون غناء؟

ما أبقاه القدر

يقينٌ يشرأب من حنا جر موتى قادمون

ما أبقاه الطريق

خطواتٌ زائرة لقبر محتفى به.

ما كناه

عبث ٌ لمنمنمة خوف غادرنا

ما كناه

جرسٌ مقيد بنغمة عسكرية

صرنا

نحبو في الفراغ المهيأ للانفجار

كبرنا

نمشي عراة الجسد بهيجان الروح للغد

نطقنا

نغرد بموتنا أغنية خلود وحيدة

معك أيها الموت

نجني ثمار حنا جرنا

معك يا موتُ

نغدق على اللحظة دم عذريتها

نطير في سماء تغتب أسماءً كانت لنا

دعك أيها الموت من شغفنا

دعنا نترجم الروح

هباءً في حضور غدنا

دعنا نترك مزار القبر

لأزاهير الزوار الموتى

دعنا نلعب مع الرصاص

رعشة حبنا

ما صرناه

منحوتةٌ هائمة لإعادة الخلق لشجون الحياة

دعنا نرحل يا يوم

عن جمودنا

دعنا نغيب في

أنفسنا

ونخترقها

ونترك الكلّ

و

الأشياء

ونهيأ للقدر، قدر إرادتنا

دعنا نبحر في الغرق

لينقذ البحر من نفسه

ونردي الجفاف بنبع للروح الغاضبة.

 

شاعر من سوريا

10/2/2012