هذا الكائن الهلامي القادم من اللامكان يخطه الشاعر الكردي بألوان دمه لأنه "الوطن" الساكن فيه حد الثمالة، ولأنه يتلمسه من بعيد ولأن "الساسة" اختاروا أن يجعلوه في اللاممكن، يكتب الشاعر شذرات مثقلة في محبته.

كائنٌ بسبعة أطراف

مصطفى سعيد


( 1 )

صندوقٌ عتيق

فوّهةٌ مغلقة 
وحجرٌ منقوشٌ بمنقار نسر.
تنزُ بعوضة الكتمان دماً...
يمتد عمر يرقاتها 
أربعين عاماً.

( 2 )
تدير الكرة الأرضية بإصبعها
تُوقفها عند القارة الملعونة...
أنت الآن 
رب المكان والزمان.

( 3 )
يتكىء شابٌ على كتف عجوز
يلتقط صورةً عابرة
معبدٌ..
أصنامٌ من الملح
وهياكلٌ تستيقظ.

( 4 )
ثلجٌ يتساقط
دمٌ يتخثر..
وامرأةٌ تلدُ ديداناً.

( 5 )
مهرجانٌ صاخبٌ 
حديثٌ متعثر.
وزوجي الملك يعاني صعوباتٍ ميكانيكية 
في الخطاب.

( 6 )
فيلمٌ تكلفته خمسة عشرة مليون دولار...
طفلٌ يلتقط خمسة عشرة ساقاً وجثة
بأصابع منزوعة الأظافر
وجرحٍ لا زال ينزف..

( 7 )
الحرية أنثى
والأنثى منقبة.

(8)
في وجهي بعض الزوائد
عينان
لسانٌ
وأذنان.

(9)
الوجوه الغارقة في الضباب
لكماتٌ مباغتة.

( 10 )
ينجلي الليل..
ونحنُ 
نمضي على مسافةٍ واحدةٍ 
من الفقدان.

( 11 )
للشعلة جذع شجرة...
ضبابٌ بكثافة حساء البازلاء
وشمسٌ تشرق 
في وعاء.

( 12 )
أفتش عن قوة الأرض في الفلسفة
سأسمّمها وأتخطّاها 
قبل أن تتبخر.

( 13 )
الوحدة تخلق صخباً 
عاصفاً.

( 14 )
الوقت برتقالة...
عليك أن تأكلها بقشورها.

( 15 )
وطني 
كائنٌ 
بسبعة أطراف

 

Mustafa.saeed1976@gmail.com