يختصر الشاعر المصري الكثير من تفاصيل المعنى في تكثيفه البليغ والذي يختصر الكثير من الثيمات في تعريفات شعرية قصيرة وبليغة الدلالة، بل على قدر شذرية المقاطع على قدر محاولة القصيدة تعريف الأشياء وفق تدرج يراعي صياغة التركيب الشذري.

كأنه قمري يحاصرني

(مقاطع)

شريف الشافعي

حائرٌ أنا

فيما لا حيرة فيه

 

لَمْسَةُ كَفِّكِ

أبْرَعُ تفسيرٍ لكفِّي

..

العبيرُ

حيثُ تَعْبُرينَ

 

والنَّدَى

فطيرةٌ جيِّدةٌ

ليس لها سوى أن تُؤكَلَ جيِّدًا

 

أما الكذبُ،

فلمْ يقلْ شيئًا

ورغم ذلكَ،

هو الصَّادقُ الوحيدُ

هذا الصباح

..

ليسَ بالنَّفيرِ وحده

تُقادُ الحافلةُ

 

جنَّ جنوني

إذْ رأيتُهمْ

يتقاتلونَ بجنونٍ

على المقعدِ الأماميِّ الخالي

 

لا أحد منهم يدركُ

أن النومَ مركبةٌ لم تعد صالحةً

للسَّيْرِ على طريقِ الحُلْمِ

..

حاولي أن تُبصري بشفتيْكِ

حاولي مرةً واحدةً من أجلي

 

أنتِ لا تتصوَّرينَ كم قاسَيْتُ

كي أذيبَ صُورَتي في كأسِكِ

..

النورُ: عالمٌ يسكننا

والعالمُ الذي نسكنه: الظلامُ

..

هم مجانينُ فعلاً

أولئك الذين يُطالبونَ المجانينَ

بالتوقُّفِ عن جنونهمْ

 

لو أن رُمَّاناتِكِ ملغومةٌ

لانفجرتْ عندما ارتميتُ عليكِ كطفلٍ

ولطار رأسي في الهواء

وهو يضحكُ

 

لا يشتهي الرِّيشُ المتناثرُ

أنْ ينعمَ بالطمأنينةِ في وسادةٍ ناعمةٍ

ولا أن يعودَ مَرَّةً أخرى

إلى الطيور المحبوسةِ في قفصِ السَّماء

 

لا يعرفُ القنَّاصةُ أين أنتِ

والمفتِّشونَ إذا فَتَّشوني، سأبكي

..

بقدرِ ما يزعقُ الفارغونَ

يهزأُ بهم الفراغُ

..

الحقيقةُ سجَّادةُ صلاةٍ

تمتصُّ أنسجتُها الظَّمْأَى دموعَنا

لكنْ لا يزولُ عطشُها تمامًا

لأنها متشوِّقةٌ

إلى ما لا تستطيعُ عيوننا أن تسكبه

..

ينزفُ السِّكِّينُ دمًا

مَنْ جَرَحَهُ يا ترى؟

..

الأرضُ للشمسِ:

"متى ينقضي كُسُوفُكِ؟"

 

الأرضُ للقمرِ:

"مَنْ أنتَ؟

 متى تخلعُ قناعَكَ؟"

 

الشمسُ والقمرُ للأرضِ:

"تساؤلاتُكِ فصوصُ العتمةِ"

 

====================

(*) مقاطع متفرقة من ديوان (كأنه قمري يحاصرني). يصدر قريبًا عن دار "الغاوون" في بيروت

 

(**) شريف الشافعي، شاعر من مصر

sharifjournal@hotmail.cm

http://www.sharif.50megs.com