نجران تحتفل بالسيرة الهلالية

في إطار  مهرجان قُس بن ساعدة  ،في دورته الثانية، والذي تُقيمه مدينة نجران من خلال النادي الأدبي والثقافي هناك  ، بمشاركة عدد من الأدباء العرب ، التأمت أشغال ندوتين بهذا المهرجان ؛ الأولى كانت حول الشاعر النجراني في الفترة ما قبل الإسلام ، عبد يغوث الحارثي بمشاركة مراد عبد الرحمان مبروك (مصر ) وابراهيم النعانعة ( الأردن )  وتقديم عبد الناصر عبد الحميد ( مصر) .

أما الندوة الثانية فقد كانت  في موضوع ' السيرة التاريخية لبني هلال بين القيمة والأسطورة ' سير اشغالها  د/ نايف الرشدان ، وشارك فيها د/ شعيب حليفي ( المغرب ) وعبد الرزاق حسين ( فلسطين) .

وقد تمحور اللقاء الأول حول الشاعر الجاهلي عبد يغوث  شاعر جاهلي يماني وفارس شجاع وسيد لقومه من بني الحرث بن كعب وكان قائدهم في يوم الكُلاب الثاني. وهو من أهل بيت عريق في الشعر في الجاهلية والإسلام منهم: اللجلاج الحارثي، ومسهر بن يزيد بن عبد يغوث، وجعفر بن علبه.  وهو صاحب القصيدة التي مطلعها: ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا. .ويقال أنه أسر يوم الكلاب الثاني وخير كيف يرغب أن يموت فاختار أن يشرب الخمر صرفاً ويقطع عرقه الأكحل، فمات نزفاً.

كما تم تشخيصها في مسرحية شارك فيها 130 شخصا ، بعنوان ملحمة "شيخ العرب.. ملوك الشعر والدماء"من أداء : الفنان السعودي نايف خلف في دور "عبديغوث الحارثي"، والفنان السعودي خالد الحربي في دور "نوفل"، والفنان الأردني زكريا المؤمني الذي يجسد دور "البراء بن قيس ملك كندة".  وهو العمل الذي كتبه صالح زمانان، وأخرجه مسرحيا سلطان الغامدي، وتم تقديمه في  لوحات بالمسرح الروماني بحديقة الملك فهد بنجران على خشبة تزيد مساحتها (500 متر مربع) يقف خلفها 12 عمودا رومانيا ترتفع في السماء 5 أمتار لكل عمود. وحضر المسرحية أزيد من 2500 متفرج.

الندوة الثانية والتي حضرها جمهور غفير من المثقفين وشيوخ القبائل بمنطقة نجران  قدم خلالها شعيب حليفي ( الدار البيضاء – المغرب ) محاضرة مفصلة عن بني هلال في العصر الجاهلي ثم المرحلة الإسلامية داخل الجزيزة العربية وارتحالاتهم الداخلية ثن الخارجية ، قبل أن ينتقل للتفصيل في مسار رحلتهم في القرنين العشر والحادي عشر الميلاديين إلى مصر ثم شمال إفريقيا بتونس والجزائر والمغرب . وقارن شعيب حليفي بين المادة التاريخية لدى المؤرخين في تلك الفترة والفترة اللاحقة عنها ، وبين النص الشعبي التخييلي الذي يختلف كثيرا عن التاريخ  ليخلص في النهاية إلى اعتماد السيرة الشعبية باعتبارها  تخيلا تاريخيا يروي محنة الهلاليين في سياق تاريخي وثقافي عربي موسوم بالكثير من الجروح .

واستكمل عبد الرزاق حسين ( فلسطين) الحديث عن السيرة الهلالية مستعيدا البطولات الهلالية من خلال فرسانها ، حتى وإن كانت أسطورية، يشير إلى (حالة اليأس وانتظار البطل المخلص). وكشف عن أن من أهم ميزات السيرة الهلالية أنها كانت تؤكد على مكانة المرأة وإشراكها في كل القرارات.