نجاح ندوة «همزة وصل حول المسرح المغربي»

مقاربات نقدية جادة واقتراحات موضوعية

بشرى عمور/ غنام غنام

تعاونية الإعلام الإلكتروني المسرحي العربي

 

أقامت الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة في المغرب وضمن فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف في مدينة مكناس من 7 إلى 17 يونيو / حزيران 2013 ، الندوة الفكرية الكبرى (نقد التجربة - همزة وصل) الثانية، حيث كانت الأولى قد عقدت في ذات المهرجان عام 2012.

وتستهدف الهيئة العربية من سلسلة ندوات (نقد التجربة - همزة وصل) دراسة التجارب المسرحية المهمة التي أثرت وتركت بصمتها في المشهد المسرحي في البلد العربي المحدد للندوة ، والتي تخطط الهيئة لعقدها في كافة الأقطار العربية.

وقد تناولت الندوة الأولى التي عقدت العام الماضي ثماني تجارب مسرحية مغربية (الطيب الصديقي، أحمد الطيب العلج، عبد الكريم برشيد، محمد الكغاط، ثريا جبران، عبد القادر البدوي، عبد السلام الشرايبي وفرقة الوفاء المراكشية، حسن المنيعي) وقد صدرت كل الأوراق البحثية التي تناولت هذه التجارب في كتاب صدر عن الهيئة العربية للمسرح بعنوان(المسرح المغربي - المسالك والوعود)  لعدد من الباحثين هم (حسن اليوسفي، عز الدين بونيت، حسن المنيعي، محمد أديب السلاوي، خالد أمين، محمد بهجاجي، سعيد الناجي، محمود بوحسين، عبد الواحد بن ياسر، ومصطفى الرمضاني)

أما ندوة هذا العام فقد تناولت بالبحث ثماني تجارب أخرى لشخصيات مسرحية مؤثرة وهي : (محمد تيمد، عبد الصمد الكتفاوي، محمد قاوتي، المسكيني الصغير، محمد شهرمان، عبد الحق الزروالي، محمد مسكين، محمد حسن الجندي). وكان ثلة من الباحثين قدموا الدراسات (عبد الرحمن بن زيدان، شكير عبد المجيد، أحمد أمل، سعيد الناجي، ابراهيم الهناني، حسن اليوسفي، سالم أكويندي، عبد المجيد فنيش)، وستصدر هذه الدراسات في كتاب خاص بها عن منشورات الهيئة العربية للمسرح.

ما يُحسب لهذه الندوة من إيجابيات أنها تقوم بإعادة تمثل المشهد المسرحي المغربي تقديما رصينا، وعميقا يعتمد على مقاربة التجارب، والتحولات التي أنجزها المسرحييون المغاربة، والذي يشهد على هذه الإيجابيات نوع المداخلات، والنقاشات، التي سادت أجواء الندوة التي ساد فيها الدرس النقدي بأساليب مختلفة، وساهم فيها العديد من النقاد والدارسين، والمتابعين للحركة المسرحية في بعدها المحلي وفي بعدها العربي.

 بعض الأسماء الحاضرة عادت إلى الجو الثقافي المغربي الذي كان مثار أسئلة النقاد والمفكرين في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وفي هذا السياق حضر الدكتور المفكر (محمد مصطفى القباج) الذي كان له دورا هاما في الكتابة المسرحية وفي النقد، وفي الدرس الفلسفي والتربوي، كما تابع هذه الندوة العديد من الباحثين، والإعلاميين الذين عملوا على تقريب القارئ من الجو الثقافي الذي عرفته هذه الندوة.

كانت المداخلات، والطروحات التي قدمها المشاركون في تناول تجارب بعض المسرحيين المغاربة أرضية معرفية أثارت النقاش حول بعض الجوانب المضيئة في المسرح المغربي، كما أنها كانت حافزا للمناقشين كي يقدمون اقتراحات منهجية، وموضوعية حول أشغال هذه الندوة.

ركزت الاقتراحات على ما يلي:

·        إضافة كل النقاشات التي واكبت المداخلات إلى الكتاب الذي ستصدره الهيئة العربية للمسرح لأن بعض هذه النقاشات كانت إغناء لما قدمه الباحثون.

·        ترويج هذه المداخلات في أقراص مدمجة تفيد الباحثين، والمتابعين للحركة المسرحية المغربية، ونشرها في الموقع الإلكتروني الخاص بالهيئة.

·        المطالبة بالانفتاح على الباحثات، والناقدات المسرحيات وإشراكهن في هذه الندوة بشكل إيجابي وقوي.

ومن الجدير بالذكر أن الحسن النفالي قام بمهمة تنسيق هذه الندوة ، ومثل الهيئة العربية للمسرح الدكتور عبد الرحمن بن زيدان، ومثل وزارة الثقافة مدير مديرية الفنون الأستاذ عبد الحق أفندي، وقام بتقديم التقرير التركيبي  في نهاية الندوة الدكتور بن زيدان. 

نجاح هذه الندوة في دورتها الثانية دليل على اهتمام الهيئة بهذا التواصل المعرفي مع الثقافة المسرحية، وأعلام المسرح المغربي، ودليل على أنها تسير بمشروعها وفق الانفتاح على المسرح العربي، يكفي أن ندوة (همزة وصل) في دورتها الثانية قد عرفت نجاحا لافتا تمنى الحاضرون أن تبقى هذه الندوة نافدة  يطلون من خلالها على ذاكرة المسرح المغربي للتعرف أكثر على التجارب، وعلى رواد المسرح المغربي.