يواصل سعيد يقطين دراسته التي ينشرها في (الكلمة) على حلقات حول التغيرات العميقة التي تنتاب بنية الكتابة بسبب التحولات التي جلبتها التقنيات الرقمية الجديدة، كاشفا عن جدلية العلاقة بين النص والوسيط.

آفاق جديدة

كتابة المرقمة الكتابة الرقمية

فن الكتابة الرقمية (4)

سعيد يقطين

 


الكلمات المفاتيح: النص المُرقَّم ـ النص الإلكتروني ـ النص الرقمي ـ الترقيم الكتابة الرقمية.

الملخص: إنتاج الكتابة الرقمية وليد شروط إنتاجها. كما أن شروط الإنتاج وليدة الفضاء التي تتحقق من خلاله.

0. تقديم:

إذا كان النص المُعاين مختلفا عن النص المقروء بسبب الوسيط الذي يمكن استعماله في عملية تجلي النص، فإن سرعة انتشار الحواسيب الشخصية واستخدامها في طبع النص وتوزيعه جعلنا أمام ضرورة التمييز بين نمطين من استعمال الحاسوب، ومن ثمة التفريق بين نمطين من تجلي النص من خلاله. هكذا يمكننا النظر إلى الحاسوب باعتباره:

أ. وسيطا لإنتاج النص: إن الحاسوب هنا يعوض الآلات القديمة (الآلة الكاتبة، المطبعة، وهي تستخدم أجيالا في عملية الطبع) التي كانت توظف لتنضيد النص المكتوب. إن الحاسوب، في هذه الحالة، هو فقط آلة "إلكتروني " لإنتاج النص ليحول في ما بعد إلى الطبع، فتكون نتيجته عملا مطبوعا على شكل كتاب أو صحيفة.

ب. وسيطا وفضاء لإنتاج النص وتلقيه: في هذه الحالة، لا يكون إنتاج الحاسوب، كما في المثال السابق قابلا للتحول إلى عمل مطبوع، ولكنه يغدو فضاء للإنتاج والتلقي معا. وهنا فقط يمكننا الحديث عن "النص المعاين". إننا نعاين النص على شاشة الحاسوب، سواء تم ذلك من خلال الأقراص المدمجة أو في الفضاء الشبكي.  

بالنظر إلى خصوصية النص المتحقق من خلال الحاسوب وسيطا وفضاء للإنتاج والتلقي يمكننا الحديث فعلا عن "الترقيم" و"الرقمية". أما في الحالة الأولى التي وظف فيها الحاسوب وسيطا للإنتاج فقط فلا يمكن أن ينجم عنها سوى نص ورقي (كتاب ـ جريدة). كما أنه، في الحالة نفسها، يمكن تحويل النص إلى معاين إذا تم نقله إلى الفضاء الشبكي (الجريدة الإلكترونية مثلا).

 نود التوقف هنا أمام النص المعاين لتجلية الفروق التي يمكننا تلمسها، بناء على التقنيات الموظفة في إنتاجه وتلقيه. ونبدأ بالتمييز بين نمطين أساسيين من الكتابة "الرقمية" التي تتجلى من خلال شاشة الحاسوب. هذان النمطان هما: النص المرقم، والنص الرقمي. والتقنية الموظفة فيهما، هي تارة "الترقيم" (Numérisation –Digitalization )، وأخرى الكتابة الرقمية Ecriture numérique. إننا نميز بينهما لأننا نرى أن الالتباس يحوط بهما، ودفعا لأي إبهام نسعى لتأكيد التمايز بينهما على هذا النحو.

1. الكتابة المرقمة والكتابة الرقمية:

1. 1. الكتابة المرقمة:

 تتخذ الكتابة المرقمة طابعها " المعاين " من خلال تجليها على الشاشة وهي محملة بآليات النص كما يتبدى على الورق عبر عملية إدخالها بواسطة تقنيات برمجية خاصة بالحاسوب. ويمكننا تحقيق ذلك عبر اعتماد المسح الإلكتروني للنص المطبوع وتحويله إلى نص معاين إما عن طريق طبعه ببرنامج مثل pdf، أو القراءة الآلية التي تسمح بالتعرف الآلي على الخط (OCR). ويمكن التمثيل لذلك ببرنامج صخر "القارئ الآلي ". كما يمكن إنجاز هذا التحويل عن طريق إعادة طبع النص ورقنه من خلال إحدى البرمجيات المكتبية (الوورد مثلا).  بعد عملية تحويل النص هذه يصبح النص المرقم قابلا للمعاينة عبر شاشة الحاسوب بطريقين اثنين:

ـ اعتماد القرص المرن (الجيل القديم) أو الأقراص المدمجة أو الرقمية DVD أو أي قرص مستقل (مفتاح USB أو قرص صلب خارجي).

ـ إدماجه في الفضاء الشبكي من خلال موقع أو منتدى أو مدونة،،،

 يتم تلقي النص المرقم، بسبب كونه يتم من خلال البرامج الحاسوبية، عبر الشاشة خاضعا لمراغماتها الخاصة، لكنه يظل يحتفظ بكل مميزات النص غير الرقمي، وإن كان استعماله من خلال الحاسوب يوفر له بعض آلياته المتاحة والخاصة. وللتمثيل على ذلك، يمكننا استغلال تقنية البحث التي لا تتحقق، مثلا، في النص المطبوع، والتي تتيحها لنا أغلب البرمجيات. ف" لسان العرب " إذا كان معاينا كنص مرقم من خلال برنامج مكتبي، يكفي أن نفتح خانة البحث، وكتابة الكلمة المراد، ليعمل البرنامج على تصيدها حيثما وجدت، ويعينها لنا في مواقعها داخل جسد الموسوعة. كما أن عرض لسان العرب من خلال برنامج المساعدة أو ال pdf يمكننا أحيانا، إذا قمنا بوضع فهرست للكتاب، من جعلنا نتعامل مع النص المرقم عبر توظيف الربط بين النص ومُناصَّاته الفهارس. لكن هذه التقنية ليست متوفرة دائما في الكتب المرقمة عبر هذه الصيغة.

1. 2. الكتابة الرقمية:

 تختلف الكتابة الرقمية عن نظيرتها المرقمة في كونها أعدت خصيصا لتُتلَقى من على الشاشة، مستغلة في ذلك مختلف التقنيات والبرمجيات المستعملة، بكيفية خاصة، لإنتاج النص الرقمي وتلقيه. وتتعدد البرمجيات الخاصة بالكتابة الرقمية، وتختلف بحسب الجنس أو النوع الكتابي أو الفني. فبرمجيات تصميم المواقع الشخصية تختلف عن تلك المتعلقة بالمدونات أو المنتديات. كما أن برمجيات كتابة الرواية الترابطية تتباين عن تلك البرامج الخاصة بالمولدات الآلية للشعر مثلا (سنعود إلى هذا الموضوع في حلقات قادمة). كما أن هناك إمكانيات لمزج أكثر من برنامجين بحسب الحاجة التي تستدعيها هذه الكتابة الرقمية وخصوصيتها. ولعل أهم فارق أساسي بين الكتابتين المرقمة والرقمية، يكمن في أن الأولى يمكن أن تعود إلى أصلها (غير الرقمي)، إذ يمكننا إخراجها طباعيا. غير أن هذا الأمر متعذر تماما مع النص الرقمي لأن طبيعته الأولى والأخيرة هي أنه نص مُعاين بالضرورة. قد نفلح في طبع بعض شذراته، ولكن ذلك مستحيل بالنسبة للنص بكامله.

إذا اتضح لنا هذا الفرق، نؤكد أن قصد تقديم نص رقمي وراء إنتاجه بالكيفية الرقمية التي لا تتحقق بدون توفره على البعد الرقمي. تماما كما أن كتابة نص غير رقمي ليستقبل من خلال الكتاب، وإن رُقِّم يظل محافظا على أصوله غير الرقمية. ومعنى ذلك أن إنتاج الكتابة، كيفما كان نوعها وليد شروط إنتاجها. كما أن شروط هذا الإنتاج وليدة الفضاء التي تتحقق من خلاله. لتعميق هذه الفكرة نسوق الأمثلة التالية:

2. الكتابة بين شروط الإنتاج وفضائه:

لنفرض أنه طلب مني تقديم محاضرة شفوية لتلقى في مدرج، وكتابة دراسة علمية لتنشر في دورية متخصصة في موضوع محدد بالتركيز على محور خاص. عندي بخصوص هذا الموضوع أفكار معينة سأعمل على تقديمها في كل منهما. فهل سأهيء نفسي لإعداد "نص" واحد أتلوه أمام الطلبة، وبعد الانتهاء منه أسلمه للهيئة المكلفة بجمع المادة لنشرها في الملف الخاص؟ أم أنني سأهيء محاضرة، ودراسة لكل منهما حيثياتها واشتراطاتها؟  قد تتعدد الأجوبة عن هذين السؤالين، لكني وبناء على الفكرة التي ندافع عنها هنا، أرى أن الصورة المثلى تتمثل في ما يلي:

 

2. 1. المحاضرة الشفوية:

إنني عندما أطالب بتقديم محاضرة لتلقى في مدرج في كلية، أتهيأ لشروط ومقام التواصل اللذين سأقدم فيهما هذه المحاضرة، وذلك عن طريق التفكير في:

 

ـ تحديد الموضوع / تحديد زمان تقديم المحاضرة / تحديد نوعية الجمهور.

 هذه التحديدات تسهم مجتمعة في عملية تفكيري في المحاضرة (النص) الذي سألقي في هذا المحفل.

2. 2. الدراسة العلمية:

أما عندما يطلب مني كتابة دراسة علمية لتنشر في مجلة متخصصة، فإنني افكر في الموضوع والمحور بناء على ما يلي:

 

ـ عدد الصفحات / كيفية ضبط المصادر والمراجع / كيفية بعث الدراسة (مرقونة بشروط خاصة، أو على قرص مدمج بمواصفات معينة).

 إنني في الحالتين معا أمام ضرورة إعداد وكتابة "نص" في موضوع ومحور واحد. لكن الاشتراطات التي يفرضها كل مقام وسياق، يحتم علي نمطا من التفكير والإعداد يتطابق مع نوع الكتابة التي سأقدم في الفضاء الملائم. أي أنني مدعو، إذا كنت حريصا فعلا على تحقيق تواصل دينامي وخلاق مع الذين أتوجه إليهم بالمحاضرة أو الدراسة، إلى الالتزام بكل المقومات التي يفرضها علي المقام الذي أوجد فيه للقيام بعملي على النحو الأمثل، على النحو التالي:

أ. إن المحاضرة التي سألقيها شفويا وأمام جمهور مباشر تفرض علي شرطين أساسيين: امتلاك تقنيات التواصل الشفوي من جهة، ومراعاة المقام الذي أوجد فيه من جهة ثانية.

أ. 1. التواصل الشفوي: ـ القدرة على الارتجال.

 ـ وضع خطة للحديث.

 ـ التدرج في تقديمها.

 ـ الربط بين الأفكار.

 ـ تجنب الاستطراد.

أ. 2. مراعاة المقام: ـ تكييف الخطاب بحسب الجمهور (الملاءمة الموضوعية: فهناك فرق بين محاضرة تلقى على طلبة الإجازة أو على طلبة الدكتوراه وإن كان الموضوع واحدا).

 ـ احترام الوقت والالتزام به.

 ـ تجنب القراءة المسترسلة للنصوص.

ب. لكن إعداد دراسة " علمية " للنشر في المجلة يتطلب شروطا أخرى وفضاء آخر مختلفا عن المحاضرة. إن المطلوب هو تقديم نص مكتوب وفق الشروط العلمية المحددة:

ـ تدقيق المعلومات وتوثيقها.

ـ صياغتها بشكل مضبوط يحرص على أداء المعنى بكيفية واضحة.

ـ مراعاة علامات الترقيم وتوظيف العناوين الفرعية الدقيقة والموحية.

ـ استعمال الخطاطات والأشكال مع مراعاة الشروط العلمية في إنجازها.

 نتبين من خلال هذه المثالين أن إعداد المحاضرة والدراسة يختلف كل الاختلاف لأن لكل منهما شروطا لا بد من توفرها على الوجه الأمثل. فالمادة المعرفية، يمكن أن تكون واحدة، لكن شروط الإنتاج المختلفة تؤدي إلى ضرورة مطابقة المادة مع هذه الشروط، فينجم عن ذلك: "نص" واحد ولكن بمواصفات تختلف باختلاف المقام والفضاء الذي يقدم فيه هذا النص.

 يمكننا إعطاء مثال آخر، يؤكد ما نذهب إليه بصورة أوضح وأبين، من الحياة اليومية: إنجاز المكالمة الهاتفية. إنها تتحقق من خلال "جهاز" وسيط للتواصل. هذا الجهاز يفرض علي مراغماته وشروطه الخاصة. فهو يجعلني أتحدث مع مخاطبي وأنا أراعي شروط المخاطبة الهاتفية: أضع في الاعتبار كل الشروط المحيطة بها، وأخاطبه في الموضوع نفسه بكيفية مختلفة عن تلك التي أستعملها لو كتبت إليه أو تحدثت إليه مباشرة.

ما يسري في هذه الأمثلة التي أتينا بها، يجري على الكتابة الرقمية. فعندما أنتج نصا ليكون مكتوبا على الورق، فهو سيخضع بالضرورة لشروط الكتابة العادية. وهذه الشروط مختلفة جذريا عن النص الشفوي. إننا لا نتكلم كما نكتب. وتبعا لذلك فالنص الذي نرقمه ليغدو قابلا للمعاينة من الشاشة، ليس رقميا لأنه ببساطة لم يتم إنتاجه وفق شروط الكتابة الرقمية.

 يمكن قول الشيء نفسه عندما أريد إنشاء موقعي الشخصي في الفضاء الشبكي. إنني سأعمل على اختيار البرنامج الذي بواسطته سأصمم هذا الموقع، وبمقتضاه سأراعي الشروط الضرورية للصفحة الأساسية، وما يمكن أن تتضمنه من مواد وأركان وزوايا، وأحرص على جعل كل الروابط نشيطة لتسهل عملية التنقل في الموقع. إننا، بكلمة أخرى، عندما نفكر في إعداد صفحة شخصية سنكون في موقع مختلف لو فكرنا في إعداد محاضرة أو دراسة أو كتابة رواية أو إعداد ديوان شعري،،، إن إنتاج كتابة نص:

ـ يخضع لشروط تختلف باختلاف نوع الكتابة.

ـ ما يحدد نوع الكتابة هو الوسيط أو الفضاء الذي يستوعب هذا النص أو تلك الكتابة.  

يتناسب مضمون هذه الفكرة مع ما ذهب إليه مارشال ماكلوهان الذي أولى الوسيط مكانة خاصة إلى حد أنه اعتبره هو الرسالة (The medium is the message). ورغم كون هذه العبارة أثارت نقاشا واسعا بين المهتمين والمختصين، فإني أراها، تؤكد الصلة الوثيقة بين الوسيط والكتابة.

 بناء على ما رأيناه إلى الآن، يمكننا استنتاج ما يلي:

النص

المقروء                         المعاين

                                            المرقم                 الرقمي

1.        إن النص بحسب الوسيط الذي نوظف هو إما مقروء (قابل للقراءة على الورق مثلا) أو معاين (قابل للمعاينة على الشاشة).

2.        إن النص المعاين نوعان: مرقم، وهو ما استعملنا فيه الحاسوب (أداة)، ولهذا فنحن لم نتجاوز البعد الإلكتروني للجهاز، لذلك نسم هذا النص المرقم بـالإلكتروني تمييزا له عن النص الرقمي الذي أعد من خلال الحاسوب باعتباره أداة وفضاء في الوقت نفسه.

3.        إن التمييز الذي أجريناه على النص المعاين يتحقق من خلال عمليتين مختلفتين: الترقيم أي تحويل أي نص ليغدو " مرقما " والكتابة الرقمية أي أي إنتاج نص خاضع لشروط ومراغمات الرقمية.

 بهذا التمييز، نفرق بين مصطلحين شائعين في الأدبيات الغربية والعربية معا، وهما النص الإلكتروني والنص الرقمي، ونعطي لكل منهما دلالة مختلفة، تجنبا للالتباس الواقع بينهما. كما نفرق في الوقت ذاته بين الترقيم والكتابة الرقمية.

3. عملية الترقيم: النص الإلكتروني والنص الرقمي

 3. 1. إن عملية الترقيم عملية تحويل النص المقروء (المطبوع) أو المسموع (الشفوي) ليصبح قابلا للمعاينة أو السماع من خلال شاشة الحاسوب. ومن ثمة في الفضاء الشبكي. فعندما أقدم على كتابة نص أو تسجيل صوت شاعر أو قطعة موسيقية، وأقوم بتحويل كل ذلك إلى الحاسوب بواسطة برامج خاصة أعدت لذلك، أكون عمليا أضطلع بعملية ترقيم لأجعل النص قابلا للتداول في الفضاء الشبكي أو من خلال أقراص محددة.

3. 2. أما عندما أنتج نصا ليتلقى على الشاشة موظفا كل الإمكانات التي تجعله مستجيبا للمعاينة، نكون أمام كتابة رقمية، لأنني منذ البداية، فكرت في إنتاج نص رقمي، ووفرت له كل الشروط الملائمة لذلك.

 إن الترقيم لا يقدم لنا إلا نصا إلكترونيا قابلا للمعاينة. أما الكتابة الرقمية فتجعلنا أمام نص رقمي يتوفر على كل الشروط التي تمنحه هذه الصفة.

النص

 الترقيم                  الكتابة الرقمية

    النص الإلكتروني             النص الرقمي

4. تركيب:

 إذا اتضحت لنا هذه الفروق والتدقيقات التي أعتبرها ضرورية ومبدئية، نقول إن معظم الإنتاج النصي العربي الموجود في الفضاء الشبكي إلكتروني وليس رقميا. لذلك يمكننا القول على المستوى الثقافي والأدبي إننا ما نزال في المرحلة الإلكترونية، ولما ندخل بعد المرحلة الرقمية، حسب التصور الذي أتبناه وأدافع عنه، لأن الذهنية الورقية ما تزال مهيمنة، في التصور والممارسة. ورغم استعمالنا الحاسوب والفضاء الشبكي في "إنتاج" النص العربي وتلقيه، ما نزال نوظفه إلكترونيا لا رقميا. ولما كان النص العربي نصين:

أ. النص العربي القديم بغض النظر عن جنسه أو نوعه (يدخل في نطاق الملكية العامة).

ب. النص الذي يؤلفه الكتاب في هذا العصر (ما يزال يخضع لحقوق التأليف)، نرى أن الانتقال إلى المرحلة الرقمية يمر عبر مسارين اثنين:

1. نقل النص العربي القديم (أي ما نجده عادة في المواقع العربية تحت خانة: المكتبة العربية أوالإسلامية) من النص الإلكتروني (المرقم) إلى النص الرقمي، وذلك عن طريق عملية "ترقيم" متطورة، لا يمكن تحقيقها إلا بشرطين أساسيين:

 ـ علمي.

 ـ  تقني.

2. تفكير الكتاب والأدباء العرب في امتلاك العدة المعلومياتية لإنتاج النص الرقمي، لا الاكتفاء بترقيم نصوصهم ما قبل الرقمية، أو كتابة نصوصهم وفق شروط وفضاء النص كما اعتادوا كتابتها لتقدم للطبع في كتاب، ثم يقومون بتحويلها. إن هذا التحويل يجعل نصوصهم إلكترونية لا رقمية. وشتان بين شروط الترقيم والكتابة الرقمية.

 وسيكون هذا موضوع دراستنا القادمة الذي نخصصه لـ"ترقيم النص العربي" وما يطرحه من قضايا علمية وتقنية.

Said@wanadoo.net.ma