في الوقت الذي تتواصل فيه أصوات القذائف ولغات الموت، يصدح صوت شاعر سوري من هول الفاجعة يحاول لملمة صورة وطن، وهمس الحياة الذي اختفى خلف صياح الموت.

همس يقطع أوصال الصيحات

ياسين عبد الكريم الرزوق

بدأت تغرز سكين الهمس في قلب الصوت النابض بالحقيقة،

كي يخفت عن رشق الأمس الزائف

بكلماتٍ عاليةٍ في الرأس، كي ينسى صيحة الحاضر المكلوم..

حينما تُنزَع منه لغة الحناجر الصدَّاحة كي ينام عن صرخة المستقبل

عندما يموت على يدها الغادرة

حيث أردوه بطعنة الخلف الصامتة الحاقدة

قبل أن تنهش في جسده المنهك

             *****

الصوتُ طفلٌ ترضعه الحياة بوجهيها

الصدى أصواتٌ تكررها الجدران

             *****

سكينٌ هامسة ٌ حتَّى الصمت

بدأت تجرح الصرخات المسالمة

تجري فيها سموم الصمت و الخوف

علَّها تثنيها عن إشعال الضمائر

فللضمائر عيونٌ نائمة ٌ

لا تستفيق إلَّا برشَّة الحقيقة الصاحية الصادحة!!

فهل من ضمائرٍ تصحو من سباتها العميق؟!!

و عندما يُشيَّع الصوت فهل من ولَّادةٍ له في أرض الهامسين؟!!

              *****

الخير صوت الله

الشرُّ صوتٌ الشيطان

الخير و الشرُّ أصواتٌ تحارب بعضها في دنيا الصدى

             *****

الهمس كلماتٌ عابرة على جسر الخوف

و بسرعة الصمت

             *****

و بقيت تلك السكين الجارحة بحدِّها الهامس

تدمي النبرات المتعالية

خاصة ً منها التي تصدح للحبِّ تصدح للزمن

زمن ٌ حائرٌ

حبٌّ ما زال تائهاً

يبحثان عن صوتٍ حرٍّ

يبحثان عن صدى !!

                          

الأحد 17/3/2013 ـ  لعاشرة مساءً

 

حماة