حملة تكفير وتحريض تطال الشاعر التونسي أولاد أحمد

شنت صفحات محسوبة على حزب حركة النهضة الاسلامية في تونس حملة شعواء على الشاعر الصغير أولاد أحمد بعد أن ألقى خطابا أمام حشود معارضة تظاهرت يوم مساء الثلاثاء أمام المجلس الوطني التأسيسي، للمطالبة برحيل الحكومة وحلّ التأسيسي.

وتلا الشاعر المعروف بمواقفه المعارضة للجماعات الدينية رسالة تحت عنوان "رسالة الى رؤساء وملوك العالم"، أثارت حنق الاسلاميين بشقيهم النهضوي (الاخواني) والسلفي المتشدّد.

وشملت الحملة ضدّ الشاعر أولاد أحمد التكفير والشتم والتخوين والدعوة لمحاكمته، في حين طالب متطرّفون باغتياله.

وتقود الحملة على الشاعر، صفحات محسوبة على حركة النهضة، لكنّ الحركة رسميا لا تعطي مواقف –عادة- عندما يتعلق الأمر بأحداث مماثلة.

والشاعر محمد الصغير أولاد أحمد هو من مواليد 1955 بمحافظة سيدي بوزيد التي تعتبر مهد الثورة التونسية، وهو صاحب الأبيات الشهيرة:

نحب البلاد

كما لا يحب

البلاد أحد

نحج إليها

مع المفردين

عند الصباح

وبعد المساء

ويوم الأحد

ولو قتلونا

كما قتلونا

ولو شردونا

كما شرّدونا

ولو أبعدونا

لبرك الغماد

لعدنا غزاة

لهذا البلد

سجن أولاد أحمد فترة قصيرة فيما يعرف في تونس بـ "أحداث الخبز" عام 1985، وذلك بعد توقيفه خلال اعتصام نظم للدفاع عن الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يعتبر النقابة الأكبر في البلاد.

ومنعت سلطات الرئيس الراحل بورقيبة ديوانه "نشيد الأيام الستة" في 1984، وبقي محجوزا حتى 1988.

كما طرد من عمله كمنشط ثقافي مدة 5 سنوات. ثم عاد دون الحصول على تعويض عن الضرر، ليتولى إدارة "بيت الشعر" من 1993 إلى 1997.

وقال في حوارات صحافية أجريت معه سابقا: "مورست عليّ الرقابة طوال سنوات فحذفوا مقاطع من قصائدي قبل نشرها وغيروا حتى الكلمات، فكتبت "هذا أنا لا يقرأ البوليس نصي في الجريدة ناقصا، بل يقرأ المخطوط حذو مديره في الليل قبل توجعي وصدورها، وإذن سأكتب لمن أريد وما أريد".