فرقة قلالي للفنون الشعبيّة تستعيد الزّمن الجميل

بلحنٍ شعبيّ جميل، ومحاكاة لسيرة الأوطان وتفاصيلها، الأغنية البحرينيّة التراثيّة صارت تسير إلى خارج مواقعها، إلى الفضاءات التّراثيّة ونسجِ الأمكنة التاريخيّة، حيث أحيت مساء اليوم (الجمعة الموافق 6 سبتمبر 2013م) فرقة قلالي للفنون الشعبيّة أمسية غنائيّة أصيلة، استرّدت فيها الإرث الاجتماعيّ والسّماعيّ البحرينيّ بقلعة الشيخ سلمان بن أحمد آل خليفة الملقّب بالفاتح في منطقة الرّفاع، وذلك كجزء من فعاليّة أغنية بجهات خمس، التي أطلقها صيف البحرين، والتي تتّجه فيها الأغنيات إلى خارج خشبات المسارح وصالات العرض إلى حيث المواقع الاجتماعيّة والحيويّة، في حرصٍ على أن تتواجد نهاية كلّ أسبوع في إحدى محافظات المملكة الخمس.

وقد قدّمت فرقة قلالي جميل أغنياتها وأعمالها الموسيقيّة في قلعة الرفاع، منسجمةً في صوتِها مع التراث الإنسانيّ العمرانيّ الذي يلفّ صوتها، وسط حضور جماعيّ كبير، تفاعل مع ما قدّمته من سماعيّات وأعمال موسيقيّة تراثيّة. مثل هذه الفعالية خلقت متوازيات تاريخيّة وحضاريّة جميلة وملحوظة كان فيه المكان قبالة الصّوت البعيد المرتبط به، في الوقت الذي كان الخطاب الغنائي يبدو وكأنّه قد عاد إلى بيئته الطّبيعيّة والمرتبطة فيه ذاكرةً وشعورًا. كلّ ذلك شكّل توليفة مألوفة أخذت مناطق بعيدة منها فنون السّامري والفجري.

تأتي هذه الخطوة في سعي من وزارة الثّقافة لنشر الأغنية التراثيّة والملحون الشعبيّ، في الوقتِ الذي تخلق فيه مناطق جذب سياحيّ وتهتمّ بإحياء المناطق الأثريّة القديمة عبر تجمّعات عفويّة ومفتوحة يمكن للمارّة من كلّ مكان الانضمام إليها. وقد اتّجهت الأغنيات في المرّات السّابقة إلى مواطن عديدة بدأت مع فرقة محمّد بن فارس لفنّ الصوت بالقرب من بيت الشّيخ عيسى بن عليّ آل خليفة في محافظة المحرّق، أتبعتها فرقة شبابيّة حداثيّة في منطقة سوق باب البحرين في محافظة العاصمة، كما اتّجهت مرّة أخرى فرقة محمّد بن فارس لفنّ الصوت إلى ممشى مدينة عيسى في المحافظة الوسطى، قبل أن تتوقف أخيرًا هذا المساء فرقة قلالي للفنون الشعبيّة في المحافظة الجنوبيّة لدى قلعة الرفاع.

وتعتبر فرقة قلالي للفنون الشعبيّة إحدى العلامات الغنائيّة في البحرين، حيث قال عنها مستشار الموسيقى في بيت ثقافات العالم ببرلين عندما استمع إليها أنّه يشعر أمام الفنّ الرّاقي الذي تقدّمه فرقة قلالي للفنون الشعبيّة أن هذه الفرقة جزء من مسؤوليّات كل بيوت الثقافة في العالم بوصفها تراثًا موسيقيًّا ثقافيًّا جديرًا بأن يتعرّف عليه البشر عن قرب.