ظل الزعيم الفلسطيني الراحل، رمز الكفاح الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني الغاشم، شخصية مركبة لم تحقق إجماعا حولها بقدر ما كانت دائما عرضة لقراءات متعددة سواء لقراراته أو لآرائه السياسية التي تهم تطور القضية الفلسطينية، في رحيله اكتشف نقاده وأصدقائه تلك المكانة الرمزية التي نسجها ضمن مساره الطويل من النضال.

عرفات ... اسم بحجم وطن

وليد ظاهر

كان وسيبقى الشهيد الرمز الخالد فينا ياسر عرفات (ابو عمار) عنوان فلسطين وبوابتها، بكوفيته عرفت فلسطين في انحاء العالم، وان الشهيد الرمز ياسر عرفات هو وطنيا لحركة التحرر الوطني، وعربيا لحركة التحرر العربي، وعالميا لحركات التحرر العالمية، فمن يكون حمامي المدعي الذي تطاول على الشهيد ياسر عرفات، انه كالذي وقف ينفخ باتجاه قرص الشمس لكي يقال عنه ذلك، دعوا ذلك اللا شيء يعوي وينبح كعادته، فهو ينتمي الى فصيلة النباحين، ونحن الآدميون لا يمكن ان نبادل النباحين نباحهم، أما ياسر عرفات وأمثاله، سواء من قضى نحبه أو من ينتظر، فهم أكبر من أن ندافع عنهم أمام (كلب) ينبح...

ولد إبراهيم حمامي في طرابلس الغرب عاصمة ليبيا في 2/8/1964 لأبوين فلسطينيين، ولم يدخل فلسطين قط، مع العلم انه غير ممنوع من دخول فلسطين.

وهو اخصائي في طب العائلة ويعمل في بريطانيا منذ عام 1991 ولم يعمل بشهادته، و يترأس ما يسمى ب" مركز الشؤون الفلسطينيه " في لندن أيضا يكتب حمامي مقالات وتقارير مشبوهة تمس قيادات فلسطينية وتتهمها بالتخوين.

يلهث حمامي وراء الفضائيات التي تنتقد عمل القيادات الفلسطينية وتعمل على احباط الشعب الفلسطيني، يهاجم حمامي المصالحة بين حماس وفتح  التي يسعى لها كل مناضل في الشعب الفلسطيني لتوحيد الصفوف للوقوف في وجه الإحتلال الغاشم .

يفاجئنا حمامي دائماً بوثائق سرية لا يعلم بها إلا هو عن القادة الفلسطينيين ويدعي انها وثائق مسربة (مسربة مِن مَن ؟ ومتى ؟ وكيف ؟ ) لا احد يعلم غير ابراهيم حمامي، ودائما يفاخر حمامي بان مصادر حديثه ومعلوماته بأنها أمريكية و بريطانية و اسرائيلية ومعارضين للقومية العربية ويجاهر بها بكل وقاحة، وعند اقتراب نجاح المصالحة  بين فتح وحماس يقدم ابراهيم حمامي وثائق حسب رأيه تكشف القيادات الفلسطينية في محاولة غريبة منه لتشويه تاريخ  شخصيات فلسطينية يشهد الشعب الفلسطيني اجمع لها بتاريخ نضالي عظيم  في سبيل فلسطين.

يتكلم حمامي عن معاناة الشعب الفلسطيني في حين لم يذق اي منها طوال عمره ، فهو يعيش حياة الزهد في لندن، ويعاني ويلات الاحتلال، فالحواجز والتهويد والاستيطان والاعتقالات وقصف الطائرات وانقطاع الكهرباء، ان حياة كاتبنا تدعو الى الشفقة.

حمامي يملأ الدنيا صراخاً ولسان حاله يقول بأن تحرير فلسطين سيتم من لندن، لعل كاتبنا قد سقط من كتاباته سهواً، بأن هذه العاصمة الاوروبية هي اس البلاوي، فهي التي قسمت الوطن العربي والإسلامي، وكذلك تتحمل المسؤولية التاريخية عن ما حل بشعبنا الفلسطيني من ويلات وكوارث ، وهل نسي كاتبنا حينما استدعاه الشهيد ابو اياد رحمه الله في ليبيا ف"سلخه" كف!!! وعن السبب نترك الاجابة لحمامي!!! وما هي طبيعة الخدمات التي كان يقوم بها حمامي للانظمة!!! ولماذا تم طرده من عمله ولم يعمل بشهادته!!!

وان لكاتبنا صولات وجولات، من اجل استعادة الحق الفلسطيني، فانه لا يوفر فرصة الا وبث سموم قلمه، لزرع الفتنة بين ابناء الشعب الواحد، فلا نسمع منه الا تهجمه وتهكمه على كل ما له علاقة بفلسطين، وان كاتبنا قد لعب الدور الرئيسي في قلب الرأي العام في بريطانيا لصالح القضية الفلسطينية، فلقد تمكن من اجبار الحكومة البريطانية على اعتقال الصهاينة، الذين يرتكبون المجازر والجرائم اليومية بحق شعبنا، ولا يسعنا هنا الا ان ندعو الله الهداية له ولامثاله، فان المقولة الصهيونية قد بنيت على اساس "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض"، ولكن شعبنا وقيادته بصمودهما وثباتهما وتمسكهما بالارض، اثبتوا بان الاحتلال الى زوال والحق سيعود الى صاحبه مهما طال الظلام، فان شعبنا قد فرض نفسه على الخارطة الجغرافية بعد ان فرض نفسه على الخارطة السياسية.

ولن ننسى بان لندن هي العاصمة الاوروبية التي تحاك فيها المؤامرات والدسائس، من اجل تقسيم المقسم، فهي التي فتحت اذرعها باسم الديمقراطية والحرية للعديد من الشخصيات، التي هدفها الوحيد هو الطعن والتآمر على الوطن العربي والاسلامي، والتاريخ يشهد على ذلك، اليست بريطانيا صاحبة مقولة "فرق تسد" ؟؟؟

وعادةً ما يظهر حمامي على قناة الجزيرة، لينتقد الجهود الفلسطينية، وكانت وثيقة لموقع ويكليكيس قد كشفت عن تعاون وضاح خنفر المدير العام لقناة "الجزيرة" مع المخابرات العسكرية الأمريكية في عام 2005، وكانت تقدم تقريرا شهريا تعرض فيه أخطاء الجزيرة في تناولها الإعلامي للقضايا الأمريكية وقدم على اثرها استقالته من العمل في الجزيرة فوراً، ويعد خنفر من أكثر الإعلاميين المقربين من ابراهيم حمامي حيث كشفت وثيقة اخرى أنها تتعامل مع العديد من الكتاب الغير رسميين الذين يستجيبون للتعليمات الأمريكية الموجهة في كتابتهم، وكان على رأس القائمة ابراهيم حمامي.

ابراهيم حمامي الذي يقدم نفسه بانه من المعارضين لاتفاقية اوسلو وما افرزتها الاتفاقية، والغريب بالامر في نفس الوقت لا يعارض صديقنا حمامي علم فرنسا الذي رسمته للسورين ايام الانتداب ... وميوله دائما للاسلاميين وناطق باسمهم حتى لو باعوا القدس والوطن العربي وعلى مايبدو بانه لا يجيد الا هذه المهنة فقط مهنة المعارض "الثائر" الاسلامي. وحتى لو كانت معارضته لجلب جيش الناتو للارض العربية وتدمير امكانيات جيوش العرب، وهذا ما تريده اسرائيل وامريكيا وهو ما يسعدهم. واتعجب من الذي ينكر تؤامر اسرائيل وامريكا على الوطن العربي. فكيف ذلك والناتو افضل مثال على ما حصل في ليبيا وبالتاكيد لاننسى النفط الليبي الثمين ولكن من يدري ربما الناتو هو اخوان مسلمين متنكر بالوجه الاشقر كصديقنا حمامي؟

اليس غريبا ان يكون حمامي معارض لاتفاقية اوسلو وما افرزته ولا يعارض حماس التي صعدت على ظهر اوسلو وصارت من افرازات اوسلو وقبلتها وتخون كل من يطلق صاروخ على اسرائيل من غزة، ووقعت على اتفاقية مع اسرائيل برعاية اخوانية – تركية بالكف عن "الاعمال العدائية"، والتي دأبت حماس على تسميتها بالمقاومة.

حمامي و من هم على شاكلته ( و اكثرهم من رواد و زبائن و زبانية فضائية الجزيره ) لهم هدف واحد : هو تدمير المشروع الوطني الفلسطيني و رموزه الوطنيه و التاريخيه و ضرب الشرعيه الفلسطينيه ..وتبرير ضرب و احتلال الاجنبي للبلدان العربيه مهما كان الثمن.

اخيراً نقول لحمامي وأمثاله، لا نريد منكم لا عوناً ولا سنداً، ولكن قل خيراً او لتصمت، وكما يقول المثل الصيني " خيراً لك ان تضئ شمعة في الظلام، من ان تلعن الظلام الف مرة".

 

* رئيس تحرير المكتب الصحفي الفلسطيني – الدنمارك "فلسطيننا"