في هذا القسم الثالث والأخير من دراستها حول الاقتصاد السياسي للربيع العربي تقدم الباحثة السودانية المرموقة تحليلا لكيفية قفز الإسلامجية عليها وتشويهها، وكيف التقت مخططاتهم بمخططات الرأسمالية المالية والصهيونية لإجهاض الثورة، وتشويه احتمالات تبلورها الموضوعي منذ تجربة السودان وحتى تجربة مصر.

خندقي السراب السام والخزر الجهاديين العرب

العقيدة المسيسة وانيميا الفكر التنبؤي وافقار التنظيم

خديجة صفوت

مقدمة:
في محاولة تحليل ظاهرة الربيع العربي اجادل تلخيصا ان ظاهرة الرببع العربي كانت اولا نداعيا لخطة مشبوهة محكمة انسقنا جميعا ورائها دون تفكر او تأمل يذكر او ينسى, وان تلك الخطة تعينت على تحريض بعض الشباب الحضري المتعلم الذين تنتشر بينه طول العطالة وانسداد السبيل الى مسبقبل وظيفي او اجتماعي من اي نوع فعلى الخروج فيما يشارف الدينمو فى كل مكان فى المجتمعات العربية , وقد بقي معظمنا عاجر على مدي شهور ان لم يكن اكثر بكثير عن الانتباه لما يصار اليه الحال الماثل على شاشات التلفاز وشبكات التواصل الاجتماعي والصحف والثورة تدار بالالوان الطبيعية هكذا صباح مساء 24 ساعة 7 ايام فى الاسبوع 365 يوما فى كل عام منذ بداية 2010. ومع ذلك كله لم يكن ما يحدث ليؤلف صدمة.

و ثانيا والاهم بكثير والمثير للحزن ان الشعوب التى خرجت وراء تلك الجماعة من الشباب كانت عفوية وتعبر عن غبائن حقيقية كانت قد تراكمت سنين.و كان خروج الشعوب العفووي العارم حريا بان يحدث في وقته هو وليس بتوقيت مضمر او ساعة اندلاع الربيع العربي بالضرورة. وثالثا كان الربيع العربي مجعولا للاستباق أي ان الدومينو المحكم توقيته على غرار وفي سيناريو الثورات المشيوهة التي عمرت التاريخ غير المكتوب كان قد جعل بحيث يحبط الثورات الموضوعية التاريخية وكانت الاخيرة اتية لا محالة وكنا قد تنبأنا بها طويلا ومرارا. فهل كان الربيع العربي الذي كلف حتى الان ما قدر باكثر من 800 الف مليار دولار تكبدت منه سوريا وحدها اكثر من 300 الف مليار؟ وهل كان ذلك الربيع العربي يتسحق ذلك وما لم يحصي بصورة دقيقة من الأرواح؟ ومن المستفيد اذن؟

بعض الكلام الذي يقول شيئا: سؤال
احاول فيما يلي التعين على فرز بعض من المفردات الدارجة في خطاب الثورة والثورة المضادة معا. واجادل أنه ان تسطو الاخيرة على مفردات الاولي وحتى معظم خطابها وتحوره فانها بذلك تدعى مكتبسبات الثورة وتناجر بها وتزاود على الثورة بها outbid ومن اخطر ما تزاود به الثورة المضادة على الثورة التاريخية الموضوعية العقيدة. فيتهم الافانجليون الانجلو امريكان من عداهم بالتجديف بالرأسمالية فباليسارية واسوأ بالاشتراكية. ويصم الاسلام السياسي خصومه بالعلمانية فبالالحاد. ويقع الثوار احيانا فى فخ المزاودة الخبيثة تلك فيطرح بعضهم نفسه بوصفه علماني خشية تهمة الكفر.

و تلاحظ(ي) ان كلا الافانجلية الانجلو امريكية والاسلام السياسي يتظيران من الاشتراكية ويصمانها بالتجديف. ولا يصرح اي منهما بما يعنى بتهمة الاشتراكية. وتصدر تلك التهمة عن ان كلاهما رأس مالي مالي والرأسمالية المالية تصم الاشتراكية بالكفر بحق فيتشية المال. ولعل اخطر ما يمنى به مثل ذلك المناخ- من التقاتل الفكري وصولا الى التقاتل غير الفكري- انتفاء شرط التفكير والتنظيم الشعبيين. فذلك المناخ مجعول بحيث يأخذ بخناق خصوم الاصولية-المعادين غالبا للرأسمالية المالية-الضهيونية العالمية فلا يترك ذل كالمناخ-تقصدا- فضاءا لشي سواه. فالتقاتل بهذا الوصف يحرم المفكرين والمثقفين- وكان قد حرمهم باكرا وعلى مدى عقود طويلة -التفكير والتنظيم بمغبة الترويع والمصادرة والافقار المادي وغير المادي جميعا. ولا يعفي ذلك المناخ أغلبيات المنتجين للفائض والكفاف والحياة من الاستهاداف فيكريس تخلف تلك الاغلبيات ومجتمعاتها وخلق شرط الرنو الى الماضى والنظر إلى الوراء.

و اجادل انه ان تخلق العقائد الاصولية شرط انتفاء التفكير والتنظيم الشعبيين فغايتها ابلسة Demonizing خطاب خصومها واجندتهم مما يضيق معه فضاء التفكير والتنظيم مجددا وهكذا كما فى كل مرة. ذلك ان الاصولية بانواعها المعنوية والمادية حرية بان تروع من عداها فكريا وتنظيميا باحتكار الفكر والتنظيم فيما قد يشارف المكارثية منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية على الاقل في امريكا وفي اوربا الغربية نفسها في المقياس المدرج. فقد نشرت الاصولية بانواعها-خاصة اصولية السوق-مناخ التطير من النظريات الكبرى وابلستها واحلت مكانها اطرا فكرية موسمية اي براديمجمات موسمية Seasonal Paradigmsحتى تستبدل براديجما باخري حسب المقاس والطلب فى كل مرة ويعتذر (مبنى للمجهول)عن بعضها ان افتضحت. وقد احتكر صناعة تلك الاطر الفكرية ومفرداتها متنفذون ومتمولون من فلاسفة الاستخبارات العالمية خصما على من عداهم. ذلك ان تلك الراديجمات الفصلية تغدو يمثاية اناجيل (جمع انجيل) او مقولة خلق القرآن. ولا يصيب تخشب الاطراف المقكرين والمبدعن وحدهم كما ذكرنا اعلاه انما تمنى الجماهر باللامبالاة.

و لعل تلك البراديجمات كانت بدورها حرية بان تستدعي اصولية مجددة يصعب الخروج عليها او-و لا يبق لمن عدى متعهديها حول على مواجهتها سوى الازعان لما تقول فتردد في احتفال والا كفر من لم يفعل يصدر حكم بالاعدام المدني بحقه.

وعليه فان بار اطار فكرى يحل مكانه اخر مما لا يقيض معه للفكر الشعبي ان يراكم ما هو معتي بتنظيم المحكومين في مواجهة السوق وبخاصة تنظيم العمل ازاء المخدمين والجماهير الشعبية امام الهجمة الرأسمالية المالية. ذلك ان الاطار الفكري او البراديجما بقيت تتعين على تسويغ سياسات اقتصاد السوق التى ليست اقل اصولية من العقايد الاصولية بل ان اصولية السوق ام الاصوليات. .و لعله من المفيد تذكر ان الاخيرة ليست سوى عباءة يتلفع بها كل ما هو اصولي سواء فكريا او اقتصاديا ويستدعى ما يبرر العصف بكل من لا يتفق مع ممارسات اقتصاد السوق من تخفيض سعر التكلفة لحساب الربح وخصما على الاجور وتسريح 22 مليون عامل صناعي اوربي غربي وتصدير العمل الصناعي بعلاقات العمل العبودية الى الهوامش تيسيرا لحلول ما سمى اقتصاد المعرفة خصماعلى الاقتصاد السلعى. فقد بات المساس باقتصاد السوق في الثمانينات والتسعينات بمثابة العقيدة المنزلة المنزهة ما غدي معه نقد السوق او اي مساس بما يتصل به تجديف Anathema لا يغتفر.

و قياسا فقد خصم شرط اعلاء اقتصاد السوق على كل ما عداه. ذلك انه ان كرس الاقتصاد الاصولي للسوق Market Fundamentalism او اقتصاد السوق الاصولي بوصفه مكافئ synonymous للديمقراطية ما بعد الليبرالية او الجديدة فقد بات كل ما عدى اقتصاد السوق او لا اقتصاد الليبرالية الجديدة تجديف بالديمقراطية التى راحت الحروب تشعل من اجل احلالها مكان اي اقتصاد يحمل اي شبه من تخطيط مركزي او حتى خطة خمسية. ذلك ان الدفاع عن الديمقراطية الليبرالية الجديدة بهذا الوصف لم يكن سوى ذريعة لانعاش الصناعة الوحيدة التى تتمأسس فوقها الرأسمالية المالية الا وهي صناعة السلاح. وقد باتت الاخيرة عقيدة ما بعدها عقيدة.

الاصولية العقيدية
من تعريفات الاصولية اتخاذ العقيدة الاصلية ستارا لما هو بعيد كل البعد عن تلك العقيدة-المسيحية الغربية مثلا. وتتخد الافانجلية الامريكية المغالية من العقيدة ستارا للسعي الى تحقيق غايات الرأسمالية المالية والدفاع عنها الخ . وحيث تتماهي الافانجلية الانجلو امريكية المتطرفة مع الرأسمالية المالية ومع بيع المال كسلعة خصما على اعادة التوزيع فانها تنكر مسئولية العقيدة تجاه المفقرين بل تؤمن دون ان تعلن دائما بان المفقرين مسئولين عن فقرهم وانهم عالة على المجتمع وترفض خفض الضرائب على الموسرين وترفعها على من عداهم فيما تتطير من أي مشروع اقتصادي اجتماعى للكفالة فتسوغ العمل الخيري والاهم والاخطر ما تنفك تسن القوانين المقيدة لحرية التفكير والتنظيم بغاية ضرب فضاء الحركات الشعبية حتى لو كانت محض مظاهرات سلمية او اعتصام امام شارع المال وول ستريتWall street او مدينة لندن المالية City of London الخ(1) .

وكانت الافانجلية الانجلو امريكية وتنويعاتها قد ناصبت البرجوازية الصناعية او الوطنية العداء. ذلك انه ان جأر فرانسيس فوكوياما صبيحة سفوط المشروع الاشتراكي بنهاية التاريخ والايديلوجية تصور كثيرون انه كان يعنى الاشتراكية مع ان الاخيرة كانت قد اخترقت باكرا ولم يعد ثمة خشية كبيرة منها. الا ان فوكوياما كان فى الواقع يعنى نهاية البرجوازية الصناعية الغربية التى قال ماركس انها المرحلة السابقة على الاشتراكية وانتصار الطبقة الصناعية الغريية العاملة على الرأسمالية مرة واحدة والى الابد.

والواقع ان الحربين العالميتين كانتا قد اشعلتا فى مواجهة البرجوازية الالمانية الصناعية وكانت قد تمترست فوي رأس المال البرجوازي الصناعي السلعي ونظيره الايطالي وكان باذغا. وكانت مرحلة تطور البروليتاريا الصناعية بالاخيرتين قد راحت تنذر باستيلاء الطبقة العاملة على السلطة مما تطيرت معه الرأسمالية المالية. فقد كانت الاخيرة قد نضجت تباعا منذ سقوط الخلاقة العثمانية.

المهم ازعم انه ان كانت البرجوزاية الصناعية تتمأسس فوق التدبير والاقتصاد والادخار بوصف ان التدبير والادخار- حسب اشهر مقولات مسيحية القرن الثاسع عشر الرأسمالية- من التقوى. فالافانجلية الانجلو امريكية وكذا تنويعات العقائد المتطرفة -مثل الاسلام السياسي-تتعين على احلال الصدقة مكان اعادة التوزيع.. ذلك ان معظم تلك العقائد يعمل لحساب ويكرس مفهوما صفوويا لثروة ومن ثم للسلطة. .

ويعبر ذلك التعريف عن نفسه فى تمأسس الرأسمالية المالية فوق كراهية غير معلنة احيانا ومعلنة غالبا- للشعوب وتسخير الشعوب مع ذلك.في الحروب للدفاع عن ديمقراطية تتضور تلك الشعوب لها. وقياسا فان خروج الجماهير دفاعا عن الديمقرطية الملغمة السامة تلك غالبا ما تكون حركة ملتبسة مشبوهة تستدعى فيها الجماهير للخروج فيما لا يزيد على استباق الثورة التاريخية الموضوعية من اجل التحرر الوطنى.

وحيث تصدر الرأسمالية المالية عن التطيير من مفهوم الوطنية او الدولة الوطنية والحدود الوطنية –القومية-تحرض الرأسمالية المالية الافراد على الاستهلاك والاستدانة فترتهنه بالديون الفردية وتستعبد الدولة بالديون السيادية بوصف ان ذلك منتهى الوطنية فيما لا تؤمن الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية بالوطنية الا تخاتلا وانتهازا كما لا تؤمن بالرب ولا يالمسيح. وقياسا فان كانت الوطنية من خلق المسيح وان المسيح يجسد الوطن. فمعنى ذلك خروج الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية –المسيحية اليهودية عن المسيحية الغربية الىى نعرفها ونكران اهم ركائزها.

هذا ومن تعريفات العقيدة الاصولية ان تعبرالاصولية الاسلامية عن نفسها فى التطرف وصولا لاحلال صيغة مشوهة للعقيدة يصعب معها التعرف على الاصل مثلما فى الوهابية وتنويعاتها.و من الجدير بالذكر انه ان كان الاسلام يتمأسس بدوره فوق الدولة المدنية الا انه يناصب الاخيرة وكذا مفهوم الوطنية فهو فائق للحدود يتجاوزها الى مشروع الخلاقة.

هذا وان تشجع الرأسمالية المالية الاستهلاك تدعي ان في ذلك ازدهار الاقتصاد. وحيث ترتهن بالديون- ببيع المال كسلعة-الافراد والدولة للرأسمالية المالية مما يلاحظه الناس فى كل مكان. وتصدر المراكمة الرأسمالية المالية عن مفهوم للوطنية يعصف بكل مقومات الوطنية ويخلق شرط اشعال الحروب بغاية القضاء على الاوطان في كل مكان تحقيقا لاجندة قيامية.

والاسلام السياسي في ذلك مثله مثل الرأسمالية المالية-بوصفها تعبير عن اصل الانواع الاعرابية اي من اعرفهم باعراب الشتات الذين لا يستقرون فى وطن وان فعلوا فتنكلا By Default اذ ما ينفكون يخرجون تذرعا ومعهم اموالهم مثلما فعل ويفعل الرأسماليون الماليون على مر التاريخ غير المكتوب وصولا الى الازمة المالية الماثلة.و هذا بدوره تعريف للاصولية فى اكثر تنويعاتها فطرة.

و قياسا فان قيض التدبير والادخار-افتراضا-المراكمة الرأسمالية الصناعية سواء برجوازية او وطنية فقد كان ذلك من التقوى. وان استهلك الفرد واستدان حتى الموت وارتهنت الدولة بالديون السيادية حتى العبودية–و لك ان تلاحظي المصادرة على مطلوب السيادة التى تنتقصها الديون بهذا الوصف- فان الرأسمالية المالية تدعي ان ذلك من الوطنية بل من الايمان. ذلك ان الرأسمالية المالية احتلت مكان الرب-بوصف ذلك منتهى الاصولية.

تعريفات اجرائية
من تعريفات الاصولية تشويه العقيدة الاصلية ونكران العقيدة الا صلية واحلال صيغة متسيبة Promiscuous منها ومغايرة لها تماما ومن تلك العقائد عقيدة الشينتو, Shinto وتنكر التنويعة الاصولية لعقيدة الشينتو وهي الديانة اليابانية ذات الاصول القديمة قدم اليابان. ومع ذلك تكاد الشينتود تنكر نفسها الاصلية Denies its Pristine self او-و تطرح صيغتها الاصلية وكانها مصادرة على مطلوب العلاقة بين الجنسين بالتحديد الصارم للادوار والمكانات الاجتماعية مما ينفر الشباب منها فيخلفونها ورائهم الى عالم مغاير تماما. وقد يترتب على ذلك الخطر كل الخطر على المجتمع من حيث عزوف بل نفور الشباب من الزواج وتعرض الاسرة الى البوار والمجتمع للانقراض. وازعم ان اصل غايات تلك الاصوليات كافة هو القضاء بصور متننوعة وشديدة الدعاء على اكبر عدد من التراكمات العددية التى لا وجوه لها او لها وجوه لا يهم مما اكرر مرارا بمغبة الملالة.

وثمة تنويعات الاسلام السياسي التى لا تعبر عن نفسها فى صيغة واحدة فهناك الوهابية وتنويعاتها من العقائد المتطرفة وكل حسب تعريفه للتطرف او-و للوصول الى الغاية منه. ولعل ذلك عائد الى ان كل من تلك التنويعات- فيما خلا الاسلام السياسي- الذى ينتظم جماعات تنتمي الى تنظيم عالمي-ان ذلك عائد الى الاخذ عن البيئة وعن الاجندة والخطاب الذى ينتظم بعضها حسب الطلب حتى ان بعض تلك الجماعات قد يتصدى لبعضه كما تلاحظ(ين) فى سوريا الثورة والثورة المضادة. وازعم ان ثمة تعالق بين تلك الجماعات المتنافرة فيما يشارف التناقض غير المفسر قد يعود الى اصول كل جماعة مما اناقشه وجيزا في شرح على المتون ادناه.

وثمة عقائد اسيوية اخري كالكونفيوشية والهندوسية وتصب كافة تنويعاتها المتطرفة فى كما تصدر عن اقتصاد السوق وما هو اسواء واخطر اي فى لا اقتصاد الرأسمالية المالية التى يدفع فيها الفرد وكذا الدولة لانفاق واستهلاك ما لا يملك مثلما تمثل بصورة كافية ابان الازمة المالية التى جائت منذ انهيار مصرف نورثارن روك Northern Rock في صيف 2007 –شتاء 2008 وغيره من المصارف الهالكة تباعا جائت لتبقى. ولعله ليس اشد اصولية من المراكمة الرأسمالية المالية يوصفها تنويع على الصهيونية العالمية التى هى ليست سوى تعبير عن اقسى تنويع للاصولية بهذا الوصف.

العلمانية الايجابية والعلمانية الاصولية :
من الاصولية انتحال ما يسمى العلمانية وهي مفردة لم يتعين كثير من العرب على تعريفها بصورة كافية وموضوعية فيما اعتقد. بالمقابل كان الغرب التنويري -الرأسمالي المالي الصهيوني العالمي قد تعين تقصدا على تحريف العلمانية او-و رفض تعريفها وخلق تكاذبا بينها وبين الدين خصومة بائنة. وبعتقد كثيرون ان العلمانية التى نعرفها او لا نعرقها تعود الى وتنتهي عند التنوير الغرب اوربي افتراضا. ومع ذلك فليس مستبعدا ان تكون بعض ملامح التنوير الغرب اوربي او الحركات المساوقة له مثل المبدأ الانسانوي Humanist doctrine-الغربي قد جأءت من البندقية وقد اخذت البندقية عن العباسيين فعن ممالك المغول النبلاء وبخاصة عصر أكبر خان. ولعل ما أدعي التنوير الغرب اوربي من علمانية قد اصدر عن بعض الاديان الفطرية كعلمانية حركة الاديان في شبه الجزيرة الهندية على عهد اهم الاباطرة المغول النبلاء وثالثهم اكبر خان (1542-1605) وتباعا.

وكان عصر اكبر خان زاهرا بالعلم والفن والمعمار وفن الادارة والمكتبات والاساطير والحكايات المحكية عن السلطة والحكم والعشق والغناء وقد اصدر عن ثروة شبه القارة الهندية ومحيطها عبر فارس وافغانستان وما حوالي الاخيرات. والهند مثلها مثل السودان من اقدم الحضارات فى العالم فعمرها 100 الف عام قبل الميلاد وعمر السودان 200 الف عام قبل الميلاد. وفيما تحفل الهند بالفلسقات والعقائد فقد نضب السودان ولم يعد يشبه سوى نسخة مشوهة منه. المهم فحيث نشأت كل من الهندوسية والبوذية متعاصرتان فى القرن السادس قبل الميلاد وتشابهتا في الكثير فقد تعلمت الهند التاسيح الدين باكرا وكرست ما اعرفه بالعلمانية الايجابية. وقياسا فالهند مجتمع علماني ايجابي وانساني رغم بعض ما ادخلته عليه شركات الهند الشرقية من تشوهات وانقسامات طبقية واثنية.

و مع ذلك فقد أبقت علمانية اكبر خان للهند من بعده وحتى اليوم على تسامح الاديان فيما بينها. فلا تعنى علمانية الهند الالحاد او نكران العقائد بعضها بعضها مما نافشته في بحث اخر. المهم فورا من المفيد تذكر ان ثمة علمانية اصولية او سلبية تلك التى تعادي الاديان كافة فى اصولية مغالية. فالعلمانية السلبية عدوانية ودفاعية واصولية فيما تجد ان العلمانية الايجابية سمحة وانسانية ولا تحارب الدين. ولعله من المفيد تذكر ان ظاهرة ما قد تزدهر وتنمو وتينع فى زمان الرخاء والنشوء وقد تنكص فتتحور فى زمان القحط الفكري والاقتصادي فتنمي لها شوكا وتكشر عن انياب الاحباط والاقتهار.

خندق السراب السام او الخيبة الفكريةToxic Mirage: أزعم ان المحافظين الجدد تعينوا على خلق خندق سراب العولمة والثراء والنجاح والحلم الامريكي الدارويني الفاشي. واعرفه بخندق الصهيونية الافانجلية المسيسة. وقد عبر ذلك الخندق عن نفسه -على غرار كافة العقائد المسيسة مثل البروتستانتية الافانجلية المسيسة والاسلام السياسي المسيس والكونفيوشية المسيسة الخ- فيما يشارف الحلم الامريكى او-و في الجنة.

وبالمقابل تعين المحافظون الجدد واليبراليون الجدد على محاصرة الشعوب بالقوانين المقيدة للحريات. فان وعد الولاء للمحافظين الجدد والليبراليين الجدد-تكاذبا- بمفتاح النحاح والثروة مما كانت الافانجلية السياسية قد وعدت المؤمنين به بوصف ان الافانجلية المسيسة عقيدة النجاح والثروة والشهرة ايضا فقد انخرط بعض المثقفين فى عبادة الاستهلاك والثروة والنجاح باي وكل شكل بوصف ان الاخيرات من اصنام السوق والمال.

و قياسا لم ينفك حتى اشد المثقفين والمقكرين سواسية والتزاما لجهة الثورة او لوهم انهم كذلك ان راحوا ينفقوا وقتهم ما بين تسميع مقرراتهم المدرسية وسراب التوق السام لما لا اسم له لان معظمهم لم يكلف نفسه مرة مشقة تعريف مفهوم واحد اجرائيا Operationally ناهيك عن ان ينحت له مفرده تخص واقعه هو او هي- وانما اخذ معظمهم يسمعون ما بات وكانه منزل فلم يزد مثل ذلك النضال الموهوم في افضل الشروط عما يشارف الرياضة الاكاديمية.

 ذلك ان المفهومات المنزلة تلك تصدر عن وهم او احبولة ان مطلقات مفاهيم غير قابلة للتطبيق على كل واقع فى كل زمان وكانها لكل مقاس All size. وحتى ان حدث فقد كان جرامشي قد انذر بان الاعتقاد بان مفصلة مبادئ واضحة نظريا تكفي وحدها ليتبدل او يتغيير الواقع The belief that it is sufficient to formulate clear theoretical principles for reality to be transformed

و من المفيد جدا تذكر ان معظم الاحزاب السياسية الطليعية وغير الطليعية كانت قد درجت على انتقاء اعضائها وبخاصة مفكريها ومثقفيها من اؤلئك الذين يتعينون على وظايف تنظيمية. فالحزب- في افضل الاحوال-يجند الاعضاء من كادر وظيفته المعلاة هي التجريب فى الفلسفة. Functioning as experimenters in philosophy. ويعنى ذلك ان المفكرين والمثقفين غالبا ما يبداؤون وينتهون مشغولين باختبار فرضياتهم الفلسفية فبالتهويم فى سماوات ما لا يزيد على الرياضة الاكاديمية Academic Exercise. ولعل الواحد منهم قد ينحو بطبعه الى ما يشارف الرياضة الاكاديمية في زمان المصاردة وكفى الله المؤمنين اوالعلمايين القتال.

وقياسا فغالبا ما قد يعجز المفكرون والمثقفون الحزبيين بهذا الوصف عن الابداع في الواقع المعاش او-و يكرسون تكاسلا اقل ما في الفكر علاقة بالواقع المعاش واليومي للناس العاديين. ذلك ان الرياضة الاكاديمية قد تغدو بهذا الوصف بديلا للنضال او ما قد يسميه جرامشئ الخييبة الفكرية. وكان جرامشي قد تعرف على مكونات الخيبة الفكرية التنظيمية تلك فيما اسماه منهج التيلورية الفكرية The method of intellectual Taylorism او ما يسمى المسيحيانوية الثقافيةCultural Messianic .. والتيلورية احدى ادواة تخفيض تكلفة الانتاج وبالاقتصاد فى وفت الانتاج الرأسمالي السلعي خصا على الاجر والعامل مما انتج ومثل شارلي شابلين في 1936 فيلما عن معانات العمل فوق الالة الطاحنة ابان الازمة ااقتصادية الكبرى في ثلاثينات القرن العشرين بعنوان الازمنة الحديثة Modern Timesو ذلك قبل صدور كتاب جورج اورويل الاخ الاكبر Big Brother بوفت.

 ولتعريف التيلورية الفكرية من المقيد تذكر ما ذكرنا بشأن الاطر الفكرية التى انتشرت خصما على النظريات لكبرى, اجادل ان شيئا لا يخترع في الفكر التنظيم خارج الصناعية و–او المراكمة وتوفير الوقت خصما على العامل والمتج والمستهلك. وتصدر التيلورية او الفوردية Fordism الى مفهوم التعنيت او الوقت والحركة Time and Motion بالانتاج على السير المتحرك. وهو مفهوم الانتاج بالقطعة وقد انتشر منذ بداية القرن الماضي في صناعة السيارات فوق السير المتحرك Conveyor belt. وهنا لا ينتج العامل سلعة كاملة ولا يرى سلعة كاملة وانما ينتج قطعة او جزء من السلعة ويجيد صناعة ذلك الجزء فلا يرى ذلك العامل سلعة كاملة ساهم فى انتاجها مثلما يجيد الباحث منهج التخصص الدقيق فلا يرى من الحقيقة كاملة أبعد من تخصصه الدقيق.ومن تعريفات التخصص الدقيق يخصصة موضوع التخصص بين المتخصصين وجعل حواشات منها باسوار عالية لا يقربها غيرهم مثلها مثل المستعمرات وتكريسا للفكر الاستعماري الذى يصادر معرفة كل من عداه. ولفد ورثنا نخن تلك ألاحابيل واوقعنا(مبني للمجهول) فيها وجودناها تجويدا واحتفلنا بها كثيرا

ومع ذلك فالمثقف حتى لو امتلك جسارة الفؤاد فانه قد يجد نفسه محاصرا بمحازير ذاتية واخرى موضوعية قد تعود الى الولاء لدولة او ما هو في مصاف الدولة او ما هو نظير لها, وكانت الاخيرة قد اوقفت نفسها في مرتبة قدس الاقداس مما يغدو معه الولاء للدولة وتظيراتها يهذا الوصف وفاءا للعديد من الناس ولما مضى والحنين الى السلف, وقد لا يقل الاخير عن ان يعرف غالبا في المخيلة الشعبية ب"الصالح. فان حرم الناس طويلا من العشم فى المستقبل يستبدل الكثيرون توقير الحكام بالولاء لرفاق النضال فالى نوع من الكف Inhibition الذي يشبه الخشية من تعريض الاقارب والجيران او عدم احترام مشاعر قبيلة مشجعى كرة القدم وصولا الى مشاعر بواب العمارة.

 وقياسا فقد تثقل ضمير مثل ذلك المثقف حمولات من الجمائل نحو ما لا يحصى من المعارف والاصدقاء والاقارب ونحو تاريخ الاف السننين بل الاموات من الملوك والملكاتينبغى التنبه على ان الخزر هم الجماعة التى يطلق عليها القبيلة الثالثة عشر. . وهكذا نحن ندجن ونتدجن ذاتيا بما وراء لفافات المومياوات وبما ببطن تابوت sarcophagus قد يكون فارغا سوى من الاساطير. ومع ذلك لابد ان اؤكد اننى لست من انصار التهوين من المقدسات او اشاعة اللا توقير Irreverence أو عدم الاحترام ابدا بل العكس طالما شاركت فى فهم ما يحيط بي وما يتملكنى من خشية لا معرفة كتهمة الكقر من قبل من هو اقل ايمانا وفهما لعقيدتى بما لا يقاس.

2 - خندق التنويع على العقيدة المسيسة:
عندما فاز الرئيس المصرى السابق محمد مرسى العياط عن الاخوان المسلمين برئاسة الجمهورية المصرية في 2012 لم يرفع الاخوان شعارات تذكر تنادي بالديمقراطية او بحرية التعبير والتنظيم ناهيك عن استقلال الوطنى والتحرر الوطي. وكانت الشعارات واللافتات التى رفعها الاخوان تركز على "كلنا مع الشريعة": و"الاسلام هو الحل" وبغض النظر عن المناخ والسياق وعن حقيقة ان الاخوان المسلمين المصريين لم يمارسوا السلطة سوى على مستوى اتحادات الطلاب ونقابات المحامين الخ عكس الاخوان المسلمن السودانيين الذين تشاركوا والنظام العسكري الثانى السلطة عدة سنوات قبل ان تسقط سلطة نميري اثر ثورة شعبية فى 1984-5.

ورغم ان الاخوان المسلمين المصريين ناضلوا طويلا من اجل ودفعوا الكثير للوصول الى السلطة ولعلهم عندما فازوا بالسلطة لم يصدقوا انهم فعلوا-مثلما لم يصدقوا عندما فقدوا السلطة انهم فعلوا. ولعل الامرالاكثر اهمية الذى لم يتوقف بعضهم ولاغيرهم عنده كثيرا هو ان الشريعة لم تطبق مرة بهذا الوصف في مجتمع اسلامي بعد ولا من قبل. كما ان الجميع لم يتفقوا عليها مرة فلم يكن ولعله ليس ثمة اجماع بعد على ما هو المقصود بذلك. والى ذلك فان مقولة ان الاسلام الذي ينادون به هو الحل لم تختبر كون اسلام معظم الجماعات الاسلامية لم يكن ابعد من النسخة المفسرة اخوانيا أو سلفيا الخ. وحتى ان وجد مثل ذلك التفسير فلم يكن من الواضح انهم يتفقون عليه كتفسير.

ولعل الترجمة السلفية والجهادية والوهابية للاسلام السياسي او-و تداعيات الضغط الذي ما تنفك تمارسه الحركات السلفية والجهادية والوهابية علي الاسلام السياسي جراء التحالفات والنحالفات المضادة لم تكن سوى بمغبة المساومات والمساومات المضادة من اجل البقاء فى السلطة. وقد اتضحت تلك التداعيات اكثر ما اتصحت مثلا في موقف مصر الاخوان من محنة سوريا وهي تواجه ما يشارف حربا عالمية ممحللة Localised world war . بمال الخليح نيابة عن الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية وقد بدى مع تلك المحنة ان رئيس الجمهورية المصرية بات وكانه العوبة مثيرة للشفقة في يد المرشد او-و بيد أعداء المشروغ الاسلامي العربي معا.

فان كان اخطر تفسير للضغوط السلفية والجهادية والوهابية يصدر عن غاية تلك الحركات النهائية وهي القضاء على الاسلام المعافي لحساب خلافات مشبوهة فان ما هو اخطر من ذلك هو ان تلك الحركات كانت قد وظفت باكرا بوعي او بلا وعى من اجل تحقيق غاية فائقة على غاية تلك الخلاقات المشبوهة وهي غاية الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية. فرغم وربما بسبب ان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية كانت قد وعدت بعضهم –تكاذبا-بخلافات اسلامية سلفية جهادية وهابية باكرا فذلك لان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية كانت مدركة او كانت تأمل في ان يوقف مشروع تلك الخلافات المسلمين في مواجهة المسلمين مثلما تتعين مشاريع غير الاسلام السياسي على التخلص من الاعداد الزائدة عن حاجة الرأسمالية المالية الخ . .

وقياسا فان يقضى (مبني للمجهول) على اكبر عدد من المسلمين في كل مكان كما يلاحظ الناس فى كل مكان فان ذلك من شأنه الا يبقي من المسلمين من يملك المثابرة على المطالبة بخلافة تذكر او تنسى والاهم فان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية تدرك تماما ان الاسلام ليس دين دولة وانما دين امة. فان لم يبق من الامة الاسلامية ما يعتد به عددا وعدة وعتادا فلا يعود على الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية الالتزام بالايفاء على وعد لمن لا وجود له.

أ-كيف تخصم امارات متنازعة على من عداها
وقياسا فان لم يكن الاسلام (السياسي !!) دين دولة وانما هو دين امة(3). اي دين جماعة بلا حدود قومية او سيادة قومية الا ما خلا حدود الامصار والامارات الا ان امارات تخلق على تخوم الدولة القومية السورية والدولة القومية التركية وربما اليمنية السودانية والتونسية والمالية –من جمهورية مالي- مما قد يؤول الى خراب سريع مثلما تفكك ديكورات مشاهد مدن الاستوديوهات الهوليوودية. ويلاحظ الناس فى كل مكان كيف تتراكم تلك الامارات مابين جبهة النصرة ولواء الحق ولواء الفتح ودولة العراق والشام الاسلامية-داميش-وحركة احرار الشام وحركة الفجر وجماعة الطليعة الاسلامية ولواء التوحيد ولواء الشام وكتائب الايمان المقاتلة ولواء التمكين واحفاد الرسول واحفاد الفاروق وتنويعات اخرى وكلها يتهيأ لانشاء امارة اسلامية شمال سوريا علي حدود تركيا-مما قد يغدو كيانات ما بعد واحدة من الخلافات المرجوة اما التركية او السعودية. او القطرية مثلا. اي كلها مشاريع خلافة ابعد من الخلافة المرجوة, الا ان مثل تلك الخلافات تبق غير قابلة للوجود اصلا جراء كل تلك الامارات التى تحدو كل منها السلطة والثروة وقد شارف التضور للسلطة والثروة ما هو حري بان يودي بالمشروع الاسلامي السياسي بكامله.

ب-القصور عن الابداع في ممارسة السلطة.
ان من اشد ما اضر بمشروع الربيع العربي هو غياب الفكر التنبؤي والتنظيم . فكأن الربيع العربي فاجأ الجميع الا الشباب الذي خرج معلنا الثورة ومعظم غيرهم نيام. ولم يختلف في ذلك من يطلق عليهم العلمانيين ولا الاسلاميين. فان عجز من يسمون انفسهم بالعلمانيين عن تكوين حزب او جبهة او خندق يخصهم فلعل ما اضحى باكرا اشد وضوحا بشأن طبيعة الاسلام السياسي. فيما يتصل ببعض الامور المحورية هو قصور معظم المحدثين الاسلاميين سلطويا عن الابداع فى ممارسة السلطة. وكان الاسلام السياسي قد عبر عن نفسه فى تردده ان لم يكن عجزه عن الابداع في الفكر والسلطة كما فى التفسير. ذلك فان سئل الاخوان مثلا "هل الفائدة محللة فى كل حالة؟ فقد يقول البعض نعم ويقول البعض الاخر لا وهكذا في معظم القضايا الهامة.

و قياسا لا يصدر التفسير الذي قد يعود الى التنويع السلفي والجهادي والوهابي الخ عن ما هو افضل من نظيره الاسلامي السياسي. وكذا الحال مع المشروع الجهادي السلفي الوهابي الاشرس اندفاعا نحو التسلط والعنف في مواجهة بعضه البعض مثلا وفي مواجهة المعارضة السورية الداخلية والخارجية معا وفي مواجهة شعوب المناطق التى يسمونها محررة جميعا. ولعل الذين يتصورون انهم اخطاؤا بالتردد في القضاء على الجيش او-و احتوائه او-و تجنيد قوات من عناصره بدلا عن تلك التى لا يضمنون ولائها قد يتأملون فيدركون ان تجارب قريبة جدا منهم سارت على ذلك النهج فتعينت على احتواء سلطنة كانت زاهرة قوية بجيش كان قوامه ايام عز السلطنة الزرقاء 25 الف مقاتل من افضل الجند وكان اعداء السلطنة يعترف بقدراتهم القتالية قبل حلفائها- فلم يلبثوا ان اصبحوا ليجدوا انفسهم لقمة صائعة للاستعمار الكلاسيكي-الر جوازية الصناعية- فالاستعمار الجديد الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية تباعا.

سجال الاسلام والجيش القائم فى العاصمة:
ليس سجال الاسلام السياسي المعاصر والحيوش القومية العنيف ظاهرة حديثة. فقد كان اول ما فعلته الحركة الصوفية التجارية السودانية منذ بداياتها في القرن السادس عشر وكانت تلك الحركة تشارف تنويع باكر وفطير على الاسلام السياسي كان اول ما فعلته هو محاولة فتكريس القضاء على الجيش القائم فى العاصمة سنار. فان كان الجيش بهذا الوصف يتبع السلطان فى سنار فقد انشأت الطرق الصوفية ماليشاتها التى تعينت فيما تعينت على الاستيلاء على الابار على طول طرق تجارة القواقل العالمية. وكانت الاخيرة محتكرة للسلطان ومصدر من اهم مصادر قوته وعز السلطنة. فان احتكرت الطرق الصوفية حراسة تلك الابار واستولت على عائد جباية الخراج وضرائب العبور وغيرها فلم يعنيها حماية الحدود او-و حتى العاصمة الا ما خلا بلدات ومدن التجار الصوفيين.

ومن المفيد ملاحظة ان اؤلئك الصوفيين كانوا تجارا هبطوا منطقة ابو حراز بجزيرة ما بين نهري النيل وغيرها من شمال افريقيا فتحوروا الى صوفيين يطببون بنات المكوك والسلاطين وامراء فيما تزوج بعضهم من هاتيك الاميرات. وحيث كات سيادة اؤلئك الرجال الآتين من الصحراء على المجتمع المضيف قد راحت تصدر عن الاسلام الصوفي فقد تمأسست فوق امرين مهمين هما احتكار ادارة العدالة-اي الشريعة التى اتوا بها لمجتمعات سابقة على الاسلام وعلى ظاهرة ما اسميه الهزيمة بالزواج. ذلك ان الوراثة التى كانت للخال شقيق الام ف مجتمع شبه امومي لم تلبث ان تحولت الى وراثة عن طريق الاب فورث الصوفيون كل من الثورة والسلطة عن طريق ادارة العدالة وجباية التجارة ثم احتكارها وبالزواج

و لعل تعالق صعود الصفويين المذكورين والسيطرة على ابار طرق القوافل واحتكار الخراج الخ جراء الهيمنة على ادارة العدالة واحلال ماليشيات تخص اؤلئك الصوفيين التجار مكان الجيش القائم فى العاصمة لعل كل ذلك او بعضه قابل للاسقاط على علاقة الاسلام السياسي باحتكار المتاجرة في المال كسلعة وبالسيطرة على الطرق المائية وبمحاولة تدجين الجيش او الاحرى قيادة الجيش وبخلق ماليشيات فائقة على القوات المسلحة.

و من المفيد ملاحظة ان الاخوان المصريين مثلا والجيش بقيا في حالة سجال لم ينقطع في شأن كل شئ تقريبا حيث الف دور الجيش واحدة من القضايا الخلافية المفصلية بصورة تبدو بل هي فى الواقع بقيت غير قابلة للتصالح عليها أو حولها. فان لم يعلن ذلك صراحة فان كثيرين يعتقدون ان الاخوان كانوا حريون بان يصبروا على الجيش شراءا للوقت Buying time او-و بغاية تطويعه أو-و استبداله بجيش على مقاسهم مثلما حاول الاخوان المسلمون السودانيون. وحيث لم ينجح الاخيرون دائما أوتماما بخاصة امام الشعب فقد استبدلوا دور الجيش بدور ما هو فائق للجيش من الماليشيات العسكرية او الشرطة العسكرية.

ذلك لان قواعد الاخوان المسلمين السودانيين لم تكن سوى قواعد الطائفتين الكبيرتين. وكانت الطائفتان بدورهما طريقتين صوفيتين أهتم الاستعمار باحتوائهما وجعل لكل منهما حزبا سياسيا يقوم بدور بعينه وقد شكلت كل منهما بحيث تتقابلان الواحدة والاخرى. ولعل ذلك قد يفسر كيف ان حلول الاسلام السياسي السوداني لم يواجه بعنف شعبي كبير مرة جراء طبيعة قواعده وكان معظمها قواعد الحزبين الكبيرين الريفي الرعوية. الا ان الاسلام السياسي السودانية نحج في حصرنتها اي خلق شرط هجرتها التى كانت غالبا عنيفة الى المدن فريف المدن. ومرة لان زعامات تلك الجماعات لم تكن غريبه عن بعضها. فقد تصاهر حزب الانصار(الصادق المهادي) و( حسن الترابي)حزب المؤتمر قبل انقسام الاخير الى المؤتمر الشعبى والمؤتمر الوطنى فى ديسمبر 2004- تماما على الطريقة السودانية فى تبادل وتوزيع الادوار علي مر التاريخ. وثمة بالطبع اسباب اخرى تعينت عليها فى بحث حول الطرف الصوفية والاحزاب الحديثة نشر عام 2007. .

المهم ي فان حاول الاخوان السودانيون استبدال دور الجيش النظامي بدور ما هو فائق للجيش من الماليشيات العسكرية او الشرطة العسكرية فلعل دور الجيش فى القيام على حماية الحدود القومية بقي مثيرا للجدل. ومع ذلك فالاسلام السياسي المصري مثلا قد لا يري ان على الجيش حماية الحدود وانما الاحرى ان على الجيش حماية الاسلام السياسي. هذا ولعل عداوة الاسلام السياسي المصري والجيش قد بقيت كامنة او ماثلة منذ واقعة المنشية ومحاولة اغتيال عبد الناصر واعدام عبد الناصر لسيد قطب فهل تننهي عداوة الاخوان المصريين للقوات المسلحة المصرية؟

لعل اشد ما يحنق الاسلام السياسي على الجيش القائم هو ان الجيش النظامي مشروع قومي له دور وطنى ويعبر عن نفسه بوصفه حام للوطن والحدود الوطنية. وبالمقابل فالاسلام السياسي ليس له مشروع قومي وهو ليس معنى بالدفاع عن الحدود القومية فحدوده غير معرفة مثله مثل جدود الحلافة العبرية الا بقدر تعريف حدود الخلافة الاسلامية. اي خلافه منها؟ وقياس فهو ليس حارسا لوطن بعينه. فالاسلام السياسي مشروع فوق قومي عابر للحدود القومية كما ذكرنا ومن ثم فعلى جيش الاسلام حماية الخلافة.

واجادل ان اخطر ما يراه الاسلام السياسي في الجيش هو منافسة الجيش للاسلام السياسي على الولاء الاقتصادي الشعبي Economic allegience اذا ضح التعبير. ويلاحظ ذلك في كيف ان شباب الربيع العربي ادرك في وقت قياسى ان عليه ان ينقذ نفسه سريعا من الوقوع فىي خندق الرأسمالية المالية. فقد فهم الشعب بفطنته ووعيه الحفيقي فورا انه سيكون افضل حالا ان ربط كفاحه بالرأسمالية السلعية-الجيش- من التحالف مع الرأسمالية المالية-الاخوان المسلمين سواء فى سوريا او في مصر.

 ذلك انه ان تشعل الشعوب حركات شعبية قومية فان تلك الحركات قد تعبر عن نفسها بهذا الوصف احيانا وفي غياب حزب المشروع الجماهيري الاشتراكي تعبر عن نفسها في حركات الاحزاب الرأسمالية الصناعية كما في التحالف الشعبي العسكري المصري. وقياسا تقف تلك الحركات فى تضاد مع حركات الاحزاب عابرة الحدود القومية واحزاب حركات الخلافة المعروفة وغير المعرفة والغامضة والمعلنة والمتساررة جميعا بوصف ان الاخيرة حركات واحزاب رأس المال المالي. .

 فمهما كان امر الجيش فانه يعيد انتاج المجتمع. فالجيش المصرى مثلا يتعين على مفهوم الانتاج الصناعي في عمليات الاتتاج-التوزيع–التبادل –الاستهلاك–الانتاج عائدا الى نفسه مجددا the infinite concept of production being= production-distribution-exchange- consumption- production going back to itself anew

التقية بديلا للمشروع القومي:
حيث تلفعت الحركة الاسلامية منذ بداياتها بعباءة الرأسمالية المالية فان الحركة الاسلامية عامة لم تعن بابداع مشروع اقتصادي اجتماعي فكري يخصها. وقياسا فقد تخصصت الحركة الاسلامية كما ذكرنا فى الاجتهاد في ومفصلة وانتاج واعادة انتاج المزوقات والممفصلات والمجاز والكناية والتقية والاستعارات المجازية والاسوة وصناعة الكلام كما عرفها الفارابي باكرا اي تدوير الكلام والعلاقات العامة Spinا الخ.

و من المفيد تذكر ان الاحزاب بعامة كانت تاريخيا قد نشأت مجازا بوصفها احزاب الملك الفرعون السلطان الغازي الاستعمار ومن يقوم مقام الاخيرين حتى نشأت القومية وجيزا مع نشوء البرحوازية الصناعية والرأسمالية الوطنية. ويلاحظ كيف تعاصر نشوء القومية وجيزا منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى ما ببن الحربين على الاكثر وضمورها وبداية نهاية فسقوط البرجوازية الصناعية والوطنية فتدهورالاحزاب السياسية تباعا وصولا الى عجزها عن استقطاب القواعد الجماهيرية عمالية وزراعية ومعها الطبقات المتوسطة الوسيطة في كل مكان فى المقياس المدرج. ذلك ان الاخيرة كانت غالبا ما تقود اهم واكبر الاحزاب السياسة الاقرب الى الشعب الا ما خلا احزاب ملاك الاراضى والحكام, بل بات بعضها يقود الاخيرة. وكان معظم احزب الوسط حضري وسطى.

المهم فورا ما ان انقضى زمان البرجوازية الصناعية او الرأسمالية السلعية الوطنية حتى تعين مشروع الاسلام السياسي وغيره من العقائد المسيسة على تبرير وتسويغ سيادة مواضعات العولمة كون تلك العقائد في حقيتها تنويع ملفق على ورائات صناعية- قابلة لاستغناء عنها حسب حاجة او-و طلب-العولمة الرأسمالية المالية.

و قياسا فما ان حلت الرأسمالية المالية مكان البرجوازية الصناعية السلعية حتى انقضى زمان القومية بل باتت القومية تجديفا بالرأسمالية المالية.بالنتيجة فبالصهيونية العالمية بالضرورة. ويلاحظ الناس في كل مكان كيف ان الرأسمالية المالية تماهت بصورة غير مسبوقة-و ان بقيت غير معنلة- مع الصهيونية العالمية. وقياسا فقد غدت القومية-اي قومية- تنويع على الفاشية.مما اشعلت معه وجراءه حروبا على القومية بوصف ان الاخيرة فاشية فكانت الحروب على الحركات الفاشية-المانية-هتلر-وايطالية-موسيلينى-و فرنسية- ليون بلوم Leon Blum رئيس حزب العمال الفرنسي وزعيم حكومة الجبهة الفرنسية الموحدة في 1936.

 وقد تعاصرت الاخيرة والثورة الاسبانية 17 ابريل 1936 يوليو-اول ابريل 1939 .و لعل تلك الحركات كانت اخر العهد بالقومية الاوربية الغربية وباحزابها كما نعرفها. وحيث ان مشروع الاسلام السياسي الاقتصادي لم يزد عن التلفع بعباءة الرأسمالية المالية فان الحركة الاسلامية لم تملك ابعد من ان تغدو حزبا من احزاب الملك او-و احزاب الاوليجاركية المالية.

و تتماهى العقائد المسيسة مع الرأسمالية المالية بهذا الوصف فى موقفها من القومية. فقد احلت العولمة والكوننة وحركات الخلافة كما ذكرنا فى الجزء الاول واحزاب الحركات عابرة الحدود القومية مكان الحركات القومية واحزابها تباعا. ولم تنفك معظم تلك الاحزاب --فيما عدى الاحزاب الشيوعية (انظر(ي) أعلاه)-ان تحورت الى يمين الوسط توددا للرأسمالية المالية. ثم لم ينفك بعضها ان طوح الى اليمين المتطرف عندما تسلم زعماء العقيدة قيادة احزاب السلطة.

ومع ذلك لم تكن الاخيرة فى الواقع تعبر عن حزب وانما عن جماعة تستغل الحزبية والادواة والاساليب الديمقراطية للوصول الى السلطة. ذلك فان كانت الديمقراطية الليبرالية تسلم مكانها للديمقراطية ما بعد الليبرلية فى افضل الشروط ان لم تتخلى عن الاخيرة بدورها لحساب الانظمة الاستخباراتية البوليسية –فلعل شئيا لا يبقى سوى واجهة الحزب الذى يغدو تباعا محارة فارغة لوجود مظهرى لا حقيقة له الا لاسباب نفعية.

و قد تعينت تلك الاحزاب على الوقوف وراء راية الديمقراطية ما بعد الليبرالية تكاذبا كما فى الولايات المتحدة.و في تركيا قبل احداث بستان اوميدان تقسيم. وقياسا فان تحورت الاحزاب وتآكلت eroded الديمقراطية بهذا الوصف لم يبق في الساحة السياسية سوى الجيش والشعب لمواجهة هجمة الرأسمالية المالية–الصهوينة العالمية وتنويعاتها المحلية من الاحزاب العقيدية في كل مكان.في المقياس المدرج.

و لما لم يكن الاسلام السياسي بطبعه يؤمن بالقومية كون الاسلام السياسي كغيره من العقائد المسيسة بالنتيجة والضرورة مشروع عابر للحدود القومية يتجاوز الدولة القومية والسيادة القومية فان الاسلام السياسى ونظائره وتنويعاته من العقائد المسيسة المذكورة اعلاه.لا يملك سوى ان يعبر عن نفسه بوصفه مشروع عابر للحدود القومية الا ان الاسلام السياسي وتنويعاته من العقائد المسيسية تحتاج ان تتخفي وراء مسيميات ومزوقات لا متناهية. بل يلاحظ ان تلك الكيانات تعيد اختراع نفسها تباعا فيقول المحافظون الجدد انهم ترتسكيون وثوريون ويدعي الاسلام السياسي انه يعيد التوزيع بل ينكرانه يتطير من مفردة الاشتراكية. فبعد تحربته الفاشلة ينتحل الاسلام السياسي-مثلما انتحل المحافظون اليسارالجديد وادعاء انهم ترتسكيرون وثوريون-تنتحل بعض تنويعات الاسلام السياسي قيم ومعايير وصفات اليسار التقليدي وغير ذلك مما لم يعرف به ابدا فيقول مثلا ببرامج العدالة الاجتماعية وبكل ما نادت به الثورة ومعظم ما لم يعمل الاسلام السياسي على تحقيق اي منه ابان سلطته القصيرة.(4)

جيش الشعب الكافر وجيش المؤمنين
قياسا ينبغي التأكيد على ان الجيش الوطني لا يعبرعن نفسه بهذا الوصف الا بقدر ما يبقى قومي وطني وناذرا نفسه للوقوف الى جانب الشعب وفي معاداه كل ما يمس المشروع القومي والا بات الشعب وحيدا منفردا فى مواجهة الرأسمالية المالية-الصهونية العالمية, وحيث تحاول الاخيرة اما تدمير الجيوش القومية كما فى حالة العراق ومحاولة تدمير الجيش السوري او-و تسعى الى عزل الجيش عن الشعب احيانا مثلما فى بعض الحالات كليبا والجزائر واليمن وكما يحاول الاسلام السياسي في تونس نيابة عن الرأسمالية المالية.و قد حاول وما يلبث فى سوريا بلا امل فلعل ذلك قد يفسر كيف ان عزل الجيش عن الشعب والشعب عن الجيش من شأه ان ييسير فى المقياس المدرج تجويع وترويع وتحجيم والعصف بالشعوب في كل مكان بغاية ابادتها تباعا.

و قياسا لا يبق من مفهوم الشعب كما نعرفه –في كل مكان في المقياس المدرج-الا "مؤمنين" بمشروع فوق قومي وفائق على الدولة القومية والسيادة القومية, وعليه يغدو الشعب عبارة عن اتباع مستقطبة فى مشروع فوق قومي فائق على الاوطان القومية. فان تعينت العقيدة المسيسة –التى قد تكون عقيدة السوق وفبيشية Fetishism او عقيدة المال وعقيدة الحرب على الارهاب وعقيدة محاربة الكفرة وكل من وما هو مختلف (مبني للمجهول) معه –فان تعينت العقيدة المسيسة على مشروع كذلك .فان الاخير قد لا يبعد عن خندق المحافظين الجدد وانغالهم الليبراليين الجدد.

وكان الاخيرون قد تمأسسوا في امريكا الشمالية وامريكا الجنوبية وفي جنوب شرقي اسيا وفي استرالاسيا ويحاولون في شبه القارة الهندية وفي الصين والتبيت وماكاو وماندناو والفيليبن مثلا- التمأسس فوق الافانجلية الانجلو امريكية المسيسة والكونفيوشية المسيسة والشينتو المسيس الخ. وقياسا فقد استقطب خندق الافانجية انجلو امريكية فوق كل شئ المؤمنين بالثواب في جنة.انتقائية بامتياز كما استقطب الاسلام السياسي الاتباع والمؤمنين في حظيرة الايمان الاعمى والولاء لامير المنطقة والبيعة والتمكين. وعليه يغدو على العضو الصالح والتقي الثواب في بالجنة والعضو اللائق بالاسلام "الصحيح" اللا يعبر عن ائ شئ قد يشتبه فيه الاصدار عن اليمين التقليدي او اليمين الوسطي ناهيك عن اليسار او العلمانية. فالاخيرين يشارفان التجديف وعقوبتهما الاعدام المدنى او حتى البدنى. ذلك ان العلمانية قد تطوع (مبنى للمجهول) وتتقبل افتراضا او تكاذبا ما يجد فيها وما حولها تباعا الا ان العقيدة المسيسة غالبا ما لا تقبل بل ترفض بشدة وتحرم وتستبد.بالرأي

وليست العمانية اقل استبدادا بالرأي بدورها وذلك جراء تجرتها الفطيرة المبتسرة حتى فى المجتمعات المتقدمة. فقد قال ريتشارد دوكين زعيم وعراب الانسانويين Humanist انه لن يضع يده فى يد متدين ابدا حتى يلحد. ويدعي انه بذلك يناهض الاصولية. هاهاها فمن يسمون انفسهم علمانيين مسئولين بدورهم عن الالتباس غير اللائق منهجيا بشأن العلمانية واجتزائيتها Being Reductiveالاصولية في ابيض واسود بدورها. ويعبر ذلك عن نفسه ايضا في لا قابلية العلمانية التى كانت قد بدأت مع المشروع التنويري الشمال غرب اوربي متخاتلة كما ذكرنا اعلاه وفي بحث اخر- يعبر ذلك عن لاقابلية العلمانية للتعريف وفوق كل شئ وتتسيطيتها الفائقة Over-simplification

و قد كشف ما يسمى الربيع العربي تواجه العلمانيون والاخوان المسلمون سواء فى السلطة او في المعارضة المسلحة فى كل من مصر وتونس.و سوريا دفعة واحدة. وكانهم الفرقاء اللذين لا سبيل الى التصالح بينهم. كما أتضح كل ذلك دفعة واحدة وبصورة غير مسبوقة من تجربة الاخوان المسلمين فى سوريا وما يبرحون فى المعارضة وكذا الاخوان المسلمين فى سلطة مصر حتى عشية أحداث 30 يونيو 2013. وقياسا فان الف ما كشفت عنه الخديعة المذهلة للشباب المصرى ما اسلم ذلك الشباب الى صحوة مرعبة وملهمة معا فلعل زمان الخديعة يكون قد انقضى. فقد انتاب الشباب الوعي الحقيقي مرة واحدة والى الابد

3 - خندق النخب والمثقفين والخديعة:
هناك المثقفون الجدد وقد راحت كل جماعة صغيرة اوكبيرة منهم تخلق –مثلما تفعل جبهة النصرة ولواء الفتح ولواء التمكين وتنويعات الجماعات الجهادية-راحت كل جماعة من المثقفين الجدد والنخب الجدد تمفصل لها دورا بتكوين جمعية او منبر او مركز بحوث (استراتيجية بالطبع no less ) وغاية كل من تلك الجماعات ااولا تقاسم مال الرشاوى الحرام المتدفق من فرنسا وقطر والسعودية وبريطانيا وان كنت اشك فالاخيرة مفلسة حتى اخر جلباب. والى ذلك تسعى تلك الجماعات والافراد على العمل على حجز مقعد على طاولة التفاوض بغاية تقاسم السلطة والثورة غب النصر الموهوم.

و يبق اقسى ما تتعين عليه تلك الجماعات كل على طريقتها هو نشر الجهل والتجهيل يخطاب المحافظين الجدد- وكذا الليبراليين الجدد بالتماس- بتسويق_و صناعة الكلام الفارابي لاجندة الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية خصما على الشعوب. قان راحت الصهيونية العالمية تطرح مشروعا يعبر عن نفسه فى ثورة عالمية مضادة على الثورات التاريخية الموضوعية فان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية ما تبرح تستبق الثورات الشعبية التاريخية الموضوعية بامتياز. فان غدت اليات ذلك الاستباق تعبر عن نفسها فى الثورات المضادة فان الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية تتعين على تحوير الثورات الشعبية الي حروب اهلية وصولا الى حروب عالمية ممحللة Globalised world wars هي في الواقع تنويع متستر على حرب عالمية ثالثة كما فى سوريا.

ذلك ان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية ادركت ان الوعى الشعبي الحقيقي كان حريا بان ينضح بل انه نضج فع رغم التجهيل والترويع والتجويع وصناعة الكلام من فوق هضبة ثورة المعلومات وتدفق المعلومات على نواصي الطرقات خاصة جراء الازمة المالية الاخيرة والتى كانت قد جاءت منذ صيف 2007 لتبقى. وقياسا ققد اخذت معظم تلك العصابات سواء المثقف المزيف السطحى والانتهازي برتبة جنرال أو الجهادي على نفسها التعبير عن كراهيتها للشعوب بالوكالة عن الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية.

ولا يعدم المرء ان يتهم معظم المثقفين والنخب خاصة اؤلئك الذين ما ينفكون ينقضون كعهدهم على كل واي سانحة تقيض لهم ركوب الموجة بعد الموجة فى سعي معظمهم المحموم وراء مستقبله البرجوازي وغابته الحقيقية-من وراء ما يدعى من النضال-هي تقاسم السلطة والثروة كما فى كل مرة. وتدرك الرأسمالية المالية ذلك كله فتعدهم بالسلطة فيما تتعهد بتعويضهم مسبقا بجعول معتبرة الا ان تجربة ليبيا وغيرها قد تجعل الحصيف منهم يفيق الى نفسه قبل ان يصفى كما هي عادة الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية مع عملائها.

فكل فرد يتوسمون فيه او-و يهيئونه لزعامة مؤقتة عشرات الملايين ولكل جماعة ذات حيثيات فكرية-مشبوهةغاليا-او قتالية جهادية مئات الملايين. والى ذلك فان كان لكل فرد وجماعة ثمن يبق لكل فرد منهم وجماعة وجميعة عمر افتراضي او عمر الارفف Shelf life تنتهي مدة صلاحيتةsell by date بتوقيت معلوم.

وقد يعيد معظمهم انتاج التوالي الذى اخضعت له الطبقات المتوسطة والوسيطة من قبلهم. ذلك ان الرأسمالية المالية تتخلص من الطبقات المتوسطة والوسيطة تباعا فمن الطبقات السياسية Political Classes الى الطبقات الثرثارة Chattering classesفالطقات الاجرائية Categorical Classes. فقد تخلصت الرأسمالية المالية من طبقتها الوسيطة في 2008 بفقاعة الائتمان العقاريProperty Crunch وستتخلص الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية من طبقات المجاهدين والمثقفين والنخب الوسيطة بفقاعة الربيع العربي.

 فان كان بعضهم يدرك انه قابل للبوار وان مدة ضلاحيته توتوشك على الانتهاء ترى معظمهم يتقل ما بين دفع المشروع السلفي الوهابي-السعودي الامراتي الاردنى المغربي- ومشروع الاسلام السياسي-القطري التركى-بمال النفط والغاز على التوالي .على ان معظهم او كلهم يعمل بوعى او بلا وعي على تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد متمأسسا فوق ما يسمى فريق الاعتماد نيابة عن الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية.

ولا اتردد فى نعت الاخيرين بكافة النعوت التى تليق بهم وتلك التى ما يبرحون يثبتون جدارتهم بها تباعا. وفيما يتهم معظم المثقفين وكافة النخب باتهم اخلوا بالشعوب وفرطوا فى شرف الدور التاريخي الذى كانوا قد ادعوه منذ ان نشأ مفهوم المثقف والنخب-و خيبوا ظن من ادعوا تمثيلهم والدفاع عنهم والخديث باسمهم مرة بعد مرة - فمعظم المثققين والنخب خاصة مسئولين عن خديعة الجماهير الشعبية وسوقهم الى خندق المحافظين الجدد والاحرى الى خندق الليبراليين الجدد او ما بعد الليبراليين-انغال المحافظين الجدد- وليس ما بعد الشئ تطوير او نشوء عليه-أو-و الى خندق الاسلام السياسي ونظائره في كل مكان- وكافة خنادق ما يشارف الباطل مقابل جعول ما كان معظمهم ليحلم بها. فمعظمهم عاطل عن اي موهبة او ابداع الا ما خلا تجارة الزمم-و ادعاء تمثيل الشعوب ناهيك عن محترفي سرقة اعمال غيرهم فى وضح النهار فيما يدعون الثورية وحسبنا الله ونعم الوكيل.

شروح على المتون:
هل يفسر التالي كيف ان مشروع الاسلام الجهادي مجعول لان يواجه بمصادرة على مطلوبه وصولا الى خراب اماراته وهلاك امرائه؟

سوغت العقائد المسيسة للمثقفين والنخب والشباب خاصة طاقم قيم المحافظين الجدد وتنويعاتهم فيما اغوت العقائد المسيسة فئات بعينها كان معظمها حريا بان يكون تاريخيا مستقطبا في مشروع جهادي خزري صهيوني. ومن المفيد تذكر ان الخزر جماعات انحرطب بين قوات الاسكندر الاكبر فهاجرت معه شرقا ثم استقر معظمها على تخوم وبين ما يعرف باوربا الشرقية. وهناك رواية تقول بانهم جماعة بدوية مترحلة اطلق عليها صفة الخزر وقد انشأت لها امبراطورية يهودية(5) عرفت مؤقتا بامبراطورية الخيام لانهم بقوا يترحلون رغم انهم انشفهم ليسوا يهود الجزيرة العربية ولا هم الذين هاجر منهم الى شمال شواطئ البحر المتوسط ولا الى الاندلس. فتلك ينبغى التنبه على ان الخزر هم الجماعة التى يطلق عليها القبيلة الثالثة عشر. الروي David el Roi (1160) المولود بالعراق عام 1160 ميلادية. وداود الروي هو الداعية الذي طرح نفسه بوصفه مسيح الصهاينة وكان مشروعهكانت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية حرية بان تدرك ان الاحتقان الشعبي ينذر بالتفجر في اي لحظة وان بعضه كان قد بدأ بالفعل وكانت الرأسماية المالية الصهيونية العالمية حرية بان تتحسب لذلك. فكيف كان ذلك؟ ازعم انه لان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية كانتقد ثابرت على رشوة وشراء خصومها وقد نجحت فى رشوة وشراء كافة القوى الاجتماعية في كل مكان فى المقياس المدرج الا ما خلا شعوب المجتمعات المفقرة بالضرورة والنتيجة. فان كانت الرأسمالية المالية قد رشت واشترت وجيزا معظم فئات الشعوب الغينة فقد كان ذلك بمغبة افقار من عداهم من الشعوب.

ذلك ان رشوة الشعوب او شرائها ليس سوى مصادرة على مطلوب الربح والمراكمة الرأسمالية المالية كما انها تناقض عاطفة الصهيونية العالمية التى استقرت منذ العهد القديم فى مسام الاخيرة وهى كراهية الشعوب. فان تعينت رواسب باقية بعد الحرب العالمية الثانية في الرأسمالية البرجوازية الصناعية على رشوة شعوب المجتمعات الغنية فقد كان ذلك مرة وجيزا جدا وانتقائيا حتى نهاية سبعينات القرن العشرين وحلول الرأسمالية المالية علنا. وقياسا ما كانت الاخيرة لتعيد التوزيع ان فعلت الا بثمن افقار وتجويع وترويع شعوب العوالم الثالثة والرابعة, وخصما على الاخيرة

هل اجهضت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية جنينها؟
اجادل ان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية كان عليها اجهاض الجنين الذي كانت مراكز البحوث الاشتراتيجية والاستخبارات العالمية ذلك المسمى الربيع العربي وقد فوجأ الرأسمالية امالية وكاد يتفجر في وجهها بما لم تحسب له حساب. فان ايقنت انها عاجرة عن التحكم فيه بمغبة اندلاع ثورات حقيقية من قلب ثورات مشبوهة فقد راحت تحتوي الثورات التاريخية الموضوعية بعد ان كانت تقف متفرجة ايام الثورة المصرية الاولي كما ابان الثورة السورية وقال البعض انه التردد وقال اخرون ان امريكا مفلسة لا تملك اشعال حرب عالمية ممحلة أخرى رغم ان السعودية كانت قد تبرعت علنا بانها تحمل تكلفة الحرب الساخنة وليس التكلفة البشرية -على سوريا.

 فان اصيبت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية بالزعر وقد اوشك الامر ان يخرج من يدها راحت تطلق على تلك الحركات مسميات مشبوهة. فمرة هي ثورات ومرة انتفاضة ومرة حراك وبعضهم يطلق عليها تحركات (!!). كما اطلقت فى اعقابها اعلام ماجور علنا تسلط على تلك الحركات فتعين ذلك الاعلام الاشد شبهة من الثورات المشبوهة على تلميع الاخيرة بوصفها حركات تحريرية تقاتل من اجل الحرية ,و الديمقراطية متهما الثوار الحقيقيين بالتجديف بحق النموذج الامريكى للتنمية والديمقراطية ما بعد الليبرلية-و تعريفهما الحقيقي الرأسمالية المالية والصهيونية العالمية تباعا .

حرب الاعلام الضارية: .
تعين الاعلام المشبوه ذلك على الانتصار للثورات المضادة واستضافة معظم العاطلين عن الموهبة والازلام والوصوليين والمرتزقة.و قياسا لم ينفك كل من لم يسمع( مبني للمجهول) به او عنه وممثل الرقاعة والهوان بامتياز لم ينفك معظم هؤلاء ان اصبح بليل فيلسوفا ينظر للثورات ومتعهدا للثورات واختفي كل من ناصر الثورات الشعبية الموضوعية التاريخية أواختلف مع الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية من شاشات الفنواة وصفحات الصحف واثير المذياع..

 وقياسا فد راح ذلك الاعلام يتعين على تقطيع اوصال كل ما هو اصيل وموضوعى وخصم وما ومن يخيب امل الرأسمالية المالية الصهوينة العالمية.

استيراد الثورات المضادة من البوادي والمنافي:

لم يكن يجدي الاعلام وغيره وحدهما فيما يبدو مع مفأجئات المطالب الشعبية وتصميم الشعوب الموضوعية على قول كلمتها وعلى دفع الثمن كما فى كل مرة فلم تنفك الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية ان راحت تستورد ثورات بالجملة من الاطراف من افغانستان وهندوكشوش والقفقاز وتيسر هجرة قوى الثورة المضادة من المحاور ومن اوربا الغربية نفسها- وتفتح سجون محكومين في البلاد العربية.

فالى الطالبان والقاعدة وكلاهما بدأ حياته بوصفه انتاح واخراج للرأسمالية المالية- الى هاتيك فثمة من اسميهم الخزر العرب زيادة على المتثاقفين الوصوليين والمرتزقة من درجة جنرال وفارس مؤتمرات ما وراء البحار ما بين فنادق واستقبالات رسمية على اعلى طراز وبتدريب ومال النفظ ولوجيستات الغرب–و لك ان تعرف مفردة لوجيستي تلك كما تشاء(ين) فهي تعنى كل شي ولا شي وقد باتت مفهوما لكل ما هو غير قابل للتعريف وكانها فيروس يعنى اي عدوى او مرض غير قابل للتشخيص-و تمدهم بالسلاح وتوفر لهم اعلام يوميا وليليا لا يفتر وقد اخذ الاخير على عاتقه محاصرة الثورة التاريخية الموضوعية لحساب الثورات المشبوهة فيما راحت ا لاخيرة تخلق شرط ابادة قوى الثورة اى الشعب الذي يناصبه ذلك الاعلام العداء ويكن-نيابة عن ممولي مثل ذلك الاعلام واسياده-يكن كراهية تاريخية مرة للشعوب في كل مكان..

و بالمقابل فقد وجدت الثورات الشعبية الموضوعية التاريخية نفسها عزلاء من المال والتدريب واللوجيستات والاعلام والاهم من الفكر والتنظيم وليس امامها سوى خندقي باطل يعبران من ناحية عن باطل السلطة القائمة ومن ناحية اخرى عن باطل العقائد المسيسة او-و الجهادية التكفيرية. لم ينتبه معظما جراء صعقة الاحداث المتلاحقة التى اخذت بخناق معظمنا مرة ومرة ان تنبه بعضنا فقد كان عليه (عليها) مواجهة طوفان اتفاق الكل الجمعى الذي كاد يشارف التواطؤ وقد عمت الاحتفالية الطافحة بالربيع العربي على خلفية فقدان الذاكرة الجماعي.

وهكذا وجدت الثورة الشعبية التاريخية الموضعية نفسها يتيمة مشردة متهمة مجرمة بلا خندق يخصها وراح الشباب على جانبي الثورة والثورة المضادة معا يذهب ضحايا موازية كما فى كل مرة تشعل فيها الرأسمالية المالية الصهونية العالمية حربا معلنة او ممفصلة مزوقة.على الشعوب. فقد راح من الجانبين فيما يشارف القصاص مئات الشباب الغض الذين كانت اسرا مفقرة ودولا مفقرة قد استثمرت فيهم. اليست في الطرق الغامضة التى استشهد بها معظم الثوار ما يستلفت النظر حقا؟ لماذا تقتلع العيون وتشق الصدور وتلتهم الاكباد وتجز الرؤوس؟ الم يحرم الله مثل ذلك التشفي القبيح ناهيك عن نهي اللانسانية عن مثل تلك البربرية؟ وباسم ماذا؟ اباسم الحرية والديمقراطية يستباح دماء الاطفال والنساء والشباب والشيب؟ هل سمعتم او فرأتم عن مثل ذلك ابدا في اي ثورة او حرب منذ الصليبيات الاولي؟ سؤل طويل عريض ة في الاجابة عليه دليل كراهية-من يروم ابادة الشعوب- للشعوب.و ابادتها بكل اشكال الابادة وبكل انواعها.

ردد كثيرون ان احباط الثورة من طبعها الثورات مستدعيا مثال الثورة الفرنسية. واجادل ان الثورة الفرنسية كانت قد منيت بالاختراق مثلها مثل الربيع العربي وازعم ان بعض اليعاقية كان بمثابة الخزر الجهاديين اذ تعينوا على اختراق الثورة الفرنسية التاريخية الموضوعية.

و قياسا فان لم تخترق الثورة البلشقية فقد كان ذلك راجع الى ان البلاشفة الذين انتجوا وتزعموا الثورة كانوا قد عملوا بالخارج طويلا ونظموا انفسهم بصورة جيدة وانشأوا لهم منابر مثل اسكرا ونشروا البيانات والمانيفيستوهات وكتبوا في الثورة وعقدوا الاجتماعات والمؤتمرات وعاصروا اولي الحركات المطلبية وبين صفوف البروليتاريا البريطانية الصناعية مثلا على تخوم مصانع النسيح ابان ما يسمى الثورة الصناعية. والى ذلك كان اغلبهم من لينين وتروتسكي ولارا زيتكين اينيس ارمان وروزا لوكسمبيرج وكروبسكايا الخ كان يهودي.قياسا على المناشفة الذين لم يكونوا مكافئين لهؤلاء تماما. ذلك ان المناسفة لم يكن من حظهم مثل تلك الكوكبة من فرسان الشيوعية التى انتجها ماركس نفسه لا اقل No Less..

شئ واحد فاتنا جميعا وهو ان الثورة البلشفية كانت قد اندلعت في مواجهة البرجوازية الصناعية لحساب البروليتاريا الصناعية التى خرجت من رحم الاخيرة. الا ان البرجوازية الصناعية كانت- مع تصفيةالامبراطوريات السابقة على الرأسمالية الصناعية نهاية القرن التاسع عشر-قد راحت تخلي مكانها تباعا للرأسمالية المالية. ولمتنفك الاخيرة ان اخذت تستبدل البروليتاريا الصناعية -التى لم تغفر لها ثورات منتصف القرن التاسع عشر-برقيق الالة فوق ادواة انتاج عالية التقنية بصورة غير مسبوقة وبعلاقت انتاج عبودية. كيف ما نبرح نحن نسمع ولا نصغي ونقع من فخ لفخ بين خندقي الباطل دون ان نبدع لنا خندقا يخصنا؟

 

المراجع:
(1)انظر(ي) قانون الامن القومي National Defence Authorization Act of 2012 (NDAA) والذي صدر فى مواجهة حركة احتل شارع المال Occupy Wall Street. ويتيح ذلك القانون للشرطة اعتقال وتعذيب وقتل من تراه يهدد الامن القومي الامريكي. وكذلك قانون حماية الاماكن العامة National Authorization Act(NAA) ويحرم على المحتجين على السياسات الاستبدادية التجمع في اي فضاء حضري دون اذن مسبق مما قد لا يمنح اصلا..

(2) فقد عثر في مقبرة حتشبسوت عند الجانب الاخر من النهر قرب اسوان علي رسومات عمال يثرثرون على الحجر في اوقات فراغهم من العمل المضنى وهم يستجمون داخل مقبرة الملكة-يرثرون بعلاقة الملكة بمهندس المقبرة. وقياسا اغلقت السلطات المقبرة دفاعا عن سمعة ملكة هكسوسية ماتت منذ الاف السنين.

(3) انظر(ي) جمال البنا:الاسلام دين وامة وليس دين ودولة: (بلا تاريخ.)

(4) شاهدي حديث مع القيادي الاسلامي ابراهيم منير وعضو مكتب الارشاد الساعة الثانية عشر مساء الاربعاء 25 سبتمبر على قناة الحوار.

(5) انظر(ي),ارثر كويستلر Koestler, Arthur: 1967: The Thirteenth Tribe: The Khazar Empire Tents and its Heritage ص: 62-3 والوكيبيديا الحرة ودليل كسوزموغرافيا القرون الوسطى.,

(6) كان أعضاء جمهورية الخيام – الخزر قد هاجروا باكرا إلى الخلافة الأموية وبخاصة العباسية. والأهم ما ينفك الخزر يهاجرون من الجمهوريات الاشتراكية السابقة ومن الاتحاد السوفييتي السابق، ما يبرحون يحطون تباعا كمهاجرين اقتصاديين أكثر من أي شيء آخر في فلسطين المحتلة ومنهم أمثال أفيجور ليبرمان مثلا.