تقدم "الكلمة" هنا ديوانا شعريا لناقد يبارح الخطاب الأكاديمي إلى المتخيل الشعري، ويستبدل بالنبش في فعل الكتابة تجريب سحرها وفعلها وأثرها، لذلك شكلت القصائد جزءا من سفر استقصائي في أروقة ما يسميها الشاعر نفسه بـ"طريق الضرير" طريق المفارقة والقلب حيث تسلك الكتابة الشعرية شكل الاحتمال والشك.

تغريبةُ الأعمى (ديوان العدد)

محمد الديهاجي

كأنّي أمشي صعودا

كيف لي،

أنا الأعمى المُتلمّسُ طريقه

أن أصعد مقام

الحال

وأفطم لك خُلوة

من شماريخ العزلة

ثمة..

من يُحرّض المعنى

أنثى الخيال أقصد

 

سيرة

حين يتوحّمُ

قلبُك الثُّلاثيُ الأبعاد

على السّاعة العاشقة صباحا

ساعة تخرسُ اللُّغةُ

حين،عبثا، تفركُ يدُك كفّ

المجاز الغنج

أيُّها الشاعرُ الأبنوسيُ

وخاطرُك المخمورُ

في طريقه اليومي

لكرنفال الريح ...

تبيضُ المعاني

مخلُوقات العتمة

بحجم الظّمأ

..... .... ...

تأخُذُك نزوةٌ

فيبدأُ القصفُ

من كُلّ الجهات

تأخُذُك غفوةٌ

فيفُوتُك موعدٌ مع حبيب

تدلّى من شوق بردان

بالكاد يتهجّى الطّريق

حينها...

لا العبارة تُسعفك

لا الكأسُ تُنصفك

وحدهُ فقط

طلقُ القصيدة

يُعيدُك

لنُقطة

البدء.

 

تغريبةُ الأعمى(1)

إلى أبي العلاء المعري الغائب الحاضر أبدا

1

كعادته،

بمقهى شعبي، يجلس الأعمى

ويرمي ، في بئر الفنجان، هضبة جسمه

دُفعة واحدة

يتخيل نفسه إلها يكفن ببياض الورقة

عقدة اللّسان

ما الذي يستطيعُه الميّت أمام غسّاله؟

هكذا..

كلّ صباح، كان يُمارس موته اليومي

على نحو مؤثّر

في المساء

يمضي إلى حانة الوجود

يفتح باب الثّمالة دون عينيه

ثم يوقظ فتن الشك والشّرر

قبل أن يستسلم لرجع وحشته

وشظف الوسادة..

2

مُبعثرا يتدافع الأعمى من شقوق الذاكرة

تلك التي يسُدّها قُفل أعور

فقط

كتب برؤوسنا الشّبيهة بعود الثّقاب

في سبّورة الوقت،خام رؤياه

(إني أرى رأسي تأكُل من رأسي)

لم نستطع حينها فكّ الخط

فيما جيفة اليقين تهرُدُ اللُّغة

3

بلا خطى

مضى يحفرُ في المعنى أخاديده

أيُّهذا الذي مذعورا يتبعه

كجرو سُرعان ما يلتهمُهُ دودُ الهواء

المُنتشر بإتقان في سماء الورقة

4

الألسُنُ مُعلّقة في السّقف بعناية

وأما نحن، فقد كان لنا أكثر من وجه

لا أحد منا استأمن الأعمى على وديعة

تتمرأى في منسُوب البشاعة

تركناه يذهب وحيدا عند سمسار بحثا عن قارئ فضولي

بينما الكلام يتعثّر في حبال الحُنجرة..

من المُؤكّد

أنه، باللّيل، شرب البلاغة كلّها

وسكر...

5

فجأة، أطفأت الريحُ شمعة

تُنير غار الفم

حين شرع الضريرُ في القراءة

كم كان رائعا

في ذاك الحفل الدّاعر

الذي لم يحضُره عدا جُعّة سكرانة..تُصفّقُ

بلا معنى

..............

يا إلهي

ولا مرّة نظرت إليه..

6

وإذن

من أين كلّ هذا العبث الوجودي؟

عيون لبعضها ناظرة

الحانةُ انشقّت وبلعت كلّها

والأعمى-غير مبال-

يبحثُ بأصابعه المقطوعة عمّا تبقّى من الأوراق في ذاكرته

أحيانا يُخرجُ عُنقه من ثُقب في الظّلمة

ليُطلّ خلف المشهد

وحدهم الشعراء

يجتمعون على مرق هذا اللّا شيء

7

من المؤكد

أنه كان يلزمه عكّاز كهربائي

ليبلُغ آخر قصيدة..

الشاعر الأعمى مثلما الغريب

حين يتعبُ

يرتكب أيّ مُخالفة

وينام أبدا.

 

ما أقربني .. ما أبعدني

على ذمّة السنة الكبيسة

كانت وما زالت

هذي البلاد

أشدّ من الماء غُربة

كانت نكاية بشعرائها

تتنفّسُ عدوى المجاز

برئات مُستعارة

البلاد التي،سهوا،

سقطت

من

قمة القلب

إلى قاع الظن

تلك التي،برجّاتها،

كانت تعبثُ، غير آبهة، بمزاج الكأس

أكلّما أهديتُ

واحدا من رعاياها

طريقا سالكا

هجاني بالمجان ؟

هيهات .. هيهات

بالبداهة كنتُ أعرف أن المدح

بالمقابل

.....................

عبثا تصرُخ

أيّها الواهمُ الباكي

ليس ثمة في الوجوه

ما يدعو للرثاء

ثمة

على المنابر زناة أتقياء

.....................

النظريةُ تقول

منزلُ الفرح أحوج ما يكون إلى قط..

وخطأ النّظرية في صوابها

وإذن،

نظريةٌ خاطئة

أن أقف الآن مذعورا

على خاصرة البلاد التي..

وأتبوّل على حائط مبكاي

تواتر الهزيمة

البلادُ التي تُقاومُ حيادها

بخجل جدا

ولا تردّ التحية

نظرية خاطئة

أن أضع فوق الحروف النقط

 

اسمُه طه

صغيري اسمه طه

اسمٌ شفيفٌ

تماما...

كشجرة توت

تُثمرُ طيورا مُغرّدة

في ربيع المطبّات

هو يرضعُ

جُملا اعتراضية

بحذر نادر..

أمي تقول

إنّ الشمس

تُشرقُ من عينيه اللّوزاويتين

مثلما كانت تفعلُ معي

قبل أن أكبُر..

وتكبُر معي

لتختفي-أبدا-

في سحالي الدّروب...

طبعا،

زوجتي تُغيظها

تقول إنّ وجهه

من وجهها، كاستدارة شمس

لحظة الشروق

الشمسُ إيّاها، ربما،

.. تقصد

كرويّ الشكل

زوجتي لا تعرفُ- طبعا-

أنّ الكرة .. كرتان ...

كرةٌ أرضية

وشيكةُ الفداحة

وكرة، في دعة،

تتقاذفُها أرجلُ الوقت

في مرمى الأشقياء.....

أمّا أنا

فاكتفيتُ بالنّظر

إلى وجه صغيري

.................

لم يكن يُبالي بالأمر

فقط

كان ينظرُ إلى وجهه

في المرآة

ويبتسم..

 

مجرّدُ تمرين

حُروبٌ صغيرةٌ

نشبت،في جمجمة الرّأس

ظهيرة هذا العام

ليس ثمة

سوى نيران صديقة

بلا غالب أو مغلوب

فيما كان عليّ

تخصيب الحُلم

باشتراك في الانترنيت

حتى أظفر بفشل أقلّ

في أثناء هذا العام

حاولتُ أن أهدم

نُصبا في يسار المُفكّرة

وأن أقيم عيدا وطنيا

للنّسيان...

حاولتُ أن أقلي

هذي الأرض المُكوّرة

كبيضة بمحّين

كذلك في أثناء هذا العام

جرّبتُ أن أكون إنسانا غيرني..

أن أكون مثلا

قدّيسا في قدّاس الشعراء

وأن أعمّد المجاز

بجريدة تعطسُ

من شدّة قُرّائها

جرّبتُ أن أغمز القصيدة

بالعين اليُمنى، هذه المرة

وأن أدعوها إلى مأدُبة الألم

تيمّنا بالوسيم "فاجنر "

في هذا العام

جرّبتُ

وجرّبتُ

فكان أن اكتشفتُ

أني كنتُ هذا العام

مجرد تمرين روتيني

 

نيرانٌ صديقةٌ

شيزوفرينياي

تخدشُها نُميمةٌ تمُرّ مرورا خفيفا

فيما القافية

تلثغُ ما تبقّى من لُغة

الأسداف في حاشية المعنى

ربما سأستلذّ بامرأة

لم تورق بعد

(هذا ما قالته الكأسُ الفارغ))

امرأة تُهدهدُ العزلة على مهل..

العزلةُ أجمل هذه الليلة

لتكن شفيفا...

يا قدح الثّمالة

لتكن يا ليل السّحالي أحنّ

من شُبهات الفؤاد

ثمة نيران صديقة

تقصفُ آخر عواصم الشّك في أناي

أقول لنفسي

لا شك أنّ دخان الحرب

أشهى من نُثار التّبغ

أنا الذي طويتُ النيكوتين

في فوطة أهديتُها لرفّ مخمور

أنا الذي طالما كرهتُ

علبة الثّقاب بلغة ركيكة

وإذن

لن تبلع ذاكرتي

مُضغة الوقت

دفعة واحدة

ففمي يترنّحُ كاندفاعة ثور

ومن بين أسناني أخرجُ طفلا بردانا كنتُني يُصالحني

 

وأنا تعبٌ

لي جسدٌ يخلعُني .. تخلعُه أشياؤه

بهجةُ الصّداقة في دعة، نبضُ اللّغة المنفلت،

كوجيطو الريح حين يهُرسُ اليقين

جسدي.. نطفة العشق والغياب

والجنين تسكّع كأس في المهب

جسدي

وجعٌ منقوع .. يُصارعُني .. يعاندني..

يرفسني. يا الجسدُ المشتعل

هل أنت وحدك

من فطمته الرياح؟

أنت وحدك

من غرّدتهُ العصافيرُ الفادحة؟

هل جئت وحدك

من غير هذا الماء والتراب؟

جئت من كوكب تنثُر

حروبا بدائية في حضرة الغياب

يا جسدي..

يا أيّها الصديق

يا أيها الرفيق

خفّف وطأك مثل نسيم

يصعدُ شلال البوح

خفف وطأك..خفف

فأنا مجرد شاعر

يحملُ رؤوسا نووية

ولا من يحلقها

خفف وطأك خفف..أو

لاتخفف

فأنت أشهى الليلة

من فضيحة يتعذّرُ معها النوم

 

قصائدٌ وشيكةٌ

 

1 - قصيدة

بهبّة من فخاخ مجازك

كما العادة،

تجعلين الشعراء

بمكر، يستنطقون

حياد القمر

 

2 - فكرة

ما لرأسك، يا هذا،

مُنتفخةٌ بهذا الحجم؟ قُلتُ

قيل .. إنّها تحملُ فكرة في شهرها التاسع

وقيل توأما

 

3 - خيانة

أيّها النوم

مادُمت خنتني،ليلة البارحة،

مع شجر الأرق الخريفي

قرّرتُ ترقية القهوة

من حارسة للصّحو

لسكرتيرة النّعاس

 

4 - فرصة

النومُ سالكٌ

في المرفق العام

فليسرع الشخير

 

5 - حكاية

ذات حكاية

هبّت الريحُ على الذّاكرة

فأثقلتها بالوحل المُقلّم

حتى تورّم شغافُ الحلم

وانهمر..

 

Coller-6

مُحجّبة حداثية

ترجُمُ شاعرا أعمى

بالورد.

حذار..

فللورد نُعومة تُجرّحُ الفؤاد

 

7 - احتمال

مُحتملٌ جدا

أن نكون مجرّد احتمال

يشتغل ببطّاريات القرف

 

8 - انتظار

كانت

دائما لا تأتي

وحين أتت،على عجل،

كإسفنج الصباح

كنتُ أضعتُ ملامحها

في مضايق الاحتمال

 

9 - أوتوبيس

كان الجوّ ممطرا جدا

وهو لا يزال ينتظرها بالمحطة

يعدّ نبض قلبه

قطرة

قطرة..

بينما هي

اعتُقلت برفقة

سعادة الأوتوبيس

بتهمة السّكر المدني

وخدش العياء العام

 

موناليزا

امرأةٌ

مُقفلةٌ، تماما،

كباب معبد عتيق

تُطلّ من شُرفة

شاخت في

ثبج

...

امرأة

تحمل حديقة مزدانة

بشجر الكبرياء

عبثا تحاول

إعادة الغرباء لأنفسهم

عبثا

تفتح الأبواب

لمكائد الشعراء

وتتأهّبُ

دون توقف

للسّقوط

أرضا

كتفاحة .

 

على المقاس

ذات صباح

بمقهى شعبي،

كان بإمكانك أن ترمُقها

وهي تمرّ

خفيفة

شفيفة

كطيف في الطّريق

بين الخيال

وفنجان قهوتك المُرّة

كان بإمكانك

أن تتحسّس مؤخّرتها

المُكوّرة كوهم ثلجي

على جنبات جريدة المقهى

الشّبيهة بخرقة

وأن تقرض

من أبناك السّهو

اشتباكا رائعا على المقاس

فيما كانت جيوبُك الشّاغرة

تستغيث

بدروس

النّادل

 

سماءٌ أقل

مثل سماوات خفيضة

الصباحات

لا أفق لها

هذا المساء

 

في القلب

مُتّسعٌ لألف ضربة طائشة

فيما الغياب يهرُدني

بفم مهدومة

تماما

كجدّة

 

مثل كلّ الشعراء

أتيتُني اليوم متأخرا

كي أروّض وحش الفداحة

ربما كان لي ألف جذر

ينبُت في ذاكرة ماء

جئتُني بعد أن تركتُ الحُبّ ،النّصب

الكتب، حانة الأسئلة

وغيبوبة السماء

 

أولى بك

أيّتها اللّحظات المرشّحة للنبض

أن تنامي في غياهبي

برئة مُشبعة بالتّلصّص

غُرفتي لا تتّسعُ

سوى لتنهيدة

لفظتها مائدة الظّلُمات

 

ياه ..

يبدو أني سكرت

والسّفرُ لا زال-على نحو ثمل-

يُدغدغني

كلّ الزّواحف

في شاشة العين توحي بالخريف

القصائد اليابسةُ في الحناجر

عُيونُ المارّة المُحنّطة بعناية

رائحةُ الفصل المنذورةُ للرّسوب

حليبُ تيفيناغ اليقطرُ

من سقف ضالة،المقرّراتُ الشبيهة بحروب في الرّأس

كلّ شئ يوحي بالخريف

ولا وجهة للطّريق

لا سماء

 

أحيانا(...)

أفكر في الانتحار

بالاختباء في فجوة نسيتُها

بقلب ما

كأيّ خائن

أحيانا يكون النوم أجدر

من الرّاتب الشهري،وأحيانا أخرى

تكفيني دمعةٌ

لهزيع المهبّ

كلّما أزهر شوقٌ في العراء

هكذا(...) 

مثل المعنى

أصبحتُ بلا معنى

أدهسُ كلّ هاوية

كانت

فقط

معبرا للغرباء..

..................

ما أحوجني اليوم لعُكاز

 

من فعل هذا بجماجمنا

إلى محمد السرغيني

كان كُلّما حرّقته شمسُ فاس

بالقدر الكافي

لاذ بالقمر

مُستجديا سماء

ما بها قمر

...

كان ..

كلما حاصرته الفخاخُ

واجهها بالصمت الرهيب

تيمّنا بمحنة مُرتقبة

وعارية من أبجديتها

كانت تأتيه اللّغة، على عجل،

تدعوه لمأدُبة الحياد

...

كيف له أن يتقوّت

من وليمة مُسرفة

في تبرّجها

كيف له أن يتورّط

على نحو مؤثّر

في مسامرات المُغالطة الشهيرة

بمساءاتها الواثقة

وأن ينجو بأعجوبة،

من هزيعها الهائم

...

في إضاءته الأخيرة

قال "من فعل هذا بجماجمكم"

 

تغريبة الأعمى(2)

 

1 - سركون بولص وليشربوا الآبار

(الموت

هذا سيّدٌ

من أمريكا

جاء ليشرب

من دجلة

ومن الفرات )

اليوم فقط

آمنت كركوك

بالقطف المُباغت

اليوم

فقط

بعيدا عن السّيّدة أمريكا

يُشيّع الشُّعراء

حرفا

جلالا

يرعى المسافات

حضر مراسيم الدّفن الفُرات

ودجلة تأخّر، بعض الوقت

...

الموت

ذاك السّيدُ من أمريكا

لم يحضر، بالطّبع

فقط

ظلّت عينُهُ على النّفط

ومع ذلك

الذّئابُ،

أبدا،

تُخطئُ سمكة الأبديّة

 

2 - في رواق محمد القاسمي

أقوى من سادية اللّون

أراك تلجُ صالة الظّلّ

لترشُف، كإسفنج الصّباح،

بلل أسود وشيك...

...

أقوى من سهو الرّيشة

تُرتّبُ

غُرفة المعنى

وبجدارة

تستوعبُ ذاكرة الضّوء

...

أقوى من هذا.. وذاك

تكتُبُ،

بعناية أكثر،

نصّ الأزل

.............

يا حفاوة العُنفوان

شُرُفاتُنا

لروعة المرأى

 

3 - على مائدة محمد الماغوط

على مائدة البُكاء

يتزاحمُ شُخوصٌ محتملون جدّا

الذين أمطرت عيونهم قمما

والذين استدرجوا الحزن المُعتّق

لمخدع الفتنة

أولئك الذين خزنوا شجر العُزلة

والذين ما شابوا

يا إلهي..

كيف يُهرّبُ هذا الراحل

أسطورة الأبد

في جنازة مُصابة بالجمال

حدّ البذخ

.................

 سببٌ كاف...

لكي نمرض بالكتابة ولا نموت

 

4 - في ضيافة نجيب محفوظ

على غير عادته

وفي غفلة من الكلاب

تسلّل اللّص

لشُقّة الروح

كانت الساعةُ دخلت في غيبوبة

حين دقّ جرسُ الحكي

ما أكرمه ..

اللّص يفرّ بالجسد

تاركا صاحبه في دولاب المجوهرات

......

المشهدُ الثاني

في مخفر المونطاج

 

5 - زيارة لمحمد الطوبي

انبشوا قبر هذا المتشاكس

وانظروا في جيب معطفه

ثمة قصيدةٌ مهرّبة

كظهيرة الأحد

...............

القصيدةُ المُثلى

أغنية مسلية في استوديو العدم

 

6 - بمفرده مصطفى العقاد

كيفما اتفق

اقتحم الظلامُ غرفتنا

لم يكترث

للقمر المشعّ خلف النافذة

فقط

أفرط في الانتفاخ حتى انفجر

دون أن يسقط القمرر ...ر

................

الحرية قهوة الإبداع

 

7 - أقوى من النسيان محمد زفزاف

الحكواتيُ الوسيم الذي

جرحت كبريائه

نعومةُ وردة كردية

باغته القطفُ

هب

أنه مال كالسّاتيليت

جهة الفزّاعة

بلا كبير تردّد

هب أنه باع ضيعته

تلك التي يمرّ بها نهرُ الكتابة

واكترى ، في ثلاجة البعد

إقامته الصّقيعية

من المؤكد أن القرف سيستبسل من شدة الافتراض

الحظّ ليس على ما يرام هذه المرة

لذا سنضع نقط الحذ...ف

ونرجعُ للسّطر

كأني به ميّتٌ حيّ

..............

الموتُ، هو ابن المعنى

بالرّضاعة، وابن الغياب

بالتبنّي

 

8 - من أعلى قمم الغياب أحمد بركات

عشقُك لوردة تُوبّخ العالم

سببٌ كاف

كي تفرّ إلى سماء أخرى

...

كنت الورد في عزلته

يلُوك الصّفير المُزلزل

شفاعة لتفاهتنا

كنت هبة وجع،حافية،تدهسُ

شوك الكلام

وتلحسُ سيقان المعنى..

يا من تورّد وجهُه خجلا

من ريح سائبة

تُباشر اغتصاب الشهوة

أخبرني عن وضعك الصّحي هناك

أما زلت،كما كنت،

مفتونا بالوردة إياها

أخبرك يا شاعري

أنها،دون سابق إنذار،غادرتنا

بعد أن لملمت حُمرتها

في أكياس سرّية

أخبرك،أيضا،

أن سُرّة الكلام

أرّقها الحنين إليك

يا شاعري

كيف حال العبارة في سعة الرؤيا؟

وهل تحسّست طهارة اللّاانتماء ؟

آه، كم تسّاقط خطانا الثّملة

في أخاديد الرحيل

........

العُمرُ يُقاسُ بزلزال القصيدة

 

9 - حكاية محمد شكري

أيّها الوافدُ من ثُمالة الأقاصي

أكُنت تُدركُ

أنّ هذا الراوي اللّازوردي

حين يتوسّدُك ذات ليلة كاشفة

لا مردّ له

أكنت تدرك

أنّ المجيء على عُكّاز

معطّر بالحبر

قمة الحداد؟

هل كنت تدرك

أن هذا الطريق بلا بوصلة

وأنه لا يُوصل إلاّ لدار العزاء

وأن أول حكاية تصطادك

ستُكافأُ بالاغتراب؟

أحقا كنت تدرك أن الموت

مذاقُ الحكي..وأنك

موسيقى الخلود

يا سيدي...

كأيّ طفلين عابرين

لم تكن تُدرك

أنك والراوي،في أوج الحكي

ستُودعان بعضكما مثلما الغرباء

 

10 - تركة أحمد المجاطي

بالكاد

يصفُنُ المشهدُ

أصابعُ يد-بحياء-

تنقُر نافذة الفروسية

ودونما انقطاع

يرتعشُ البابُ أمام هيبة الرغبة

حارسُ البويطيقا العتيق

يتبرّم..

فيما القصيدة أخيرا

تخرج عارية إلاّ من عُريها

لينطلق العناقُ أبدا.. أبدا

......

العُريُ وشايةُ الرّغبة

 

11 - أغنية نزار

في مُنازلة غير مسبوقة

هزم الحبُ الموت

بالنّقط..

بينما دُفن الشاعرُ

في قافية المُراهنة

......

الحبُّ صعلكةُ العواطف

 

12 - مرتجلة فاس .. مزار الكغاط

أُسدل السّتارُ

واختفى الكاتبُ أبدا

أيُّها الصّريعُ فوق الخشبة

يا سيدي..

الأكثرُ تعاسة

ليس الجمهورُ

إنما قاعةُ العرض

.............

الممثّلُ يقولُ كلمته وينسحبُ.

 

ناقد وشاعر من المغرب