هي مجموعة قصائد لشاعر مغربي مسكون بتفاصيله الصغيرة والكبيرة، حيث المرأة وطن، وكينونته ظلال يبحث عنها في اللغة، ورؤاه نصوص هاربة بتلمس ضوئها شيئا فشيئا، وإنسانيته قتلتها الحرب .. في النهاية، هي نصوص في مديح الغياب، لكنه الغياب المر والذي يرسم الفقدان وشعرية الانكسار..

أضع ظلي في مكان ما..{ديوان قصير}

خليل الوافي

امرأة الليل

ما الذي يأخذني إليك

يا امرأة الليل..

أعطش يراود تربة وطن؟

أسنون عجاف تبرأت مني؟

أم حروف متناثرة تآكلت في زوايا القصيدة؟

تجرحني الكلمات وأحلامي المراهقة

في مرآة وجهي

أمد يدي خلف السياج الشائك

تتسلل الخطى

في همس الكلام الملغوم

على حافة الأسئلة

تبحث عن إجابات من فم عجوز

تغازل وجه القمر.

ينصهر الحجر في علب ليلية

تحت إيقاع الرقص .

كان الملح يخرج من عطش الورق

المزركش بألوان الخريف

نظرت إلى سماء الصمت الأزلي

يأتي الصمت خجولا من عيون ماكرة...

 

يا امرأة الليل..

طوبى لمن أوغل السيف

في قلب العاصفة

أمد يدي

تتلمس خصوبة الماء

في تجاعيد الشجر الصامد

في مسالك الريح

ينزع الجرح آثار الأصفاد

يغتسل من حدود الوهم

فوق صخرة القرابين

إقتربْ أيها الليل الغريب

في يدي

لعلي أمسك نجمك العالي ...

فتبدو عصية تلك العروبة

البعيدة عن وطني.

 

يا امرأة الليل..

أهديك دمي

أمد يدي

لتحمي نفسك من ظلي

أين يدي يا امرأة الليل؟

أضاعت في قرع الباب

أتراها ضاعت في مسالك التيه

أتخونني يدي يا امرأة الليل

لا...

لا...

ها يدي تحمل نعشي

فأغادر رصيف العمر ..

لا تمد يدك نحوي

قد تسرقك

عروس البحر

والقصيدة المحروسة

وتنسى...

لاتمد يدك مثلي!

ثم تنسى...

وتمد يدك مثلي...

 

 

شيء من الحب في زمن الحرب

 عينان ذابلتان في الرماد

ووجه يختزل حرقة الشمس

ترقب المدى و تقرأ

طالع الحرب،

قالت:

         ـــ "هي الحرب

و الرِّكاب خاوية من صهيل الخيل

و أنت... يا صغيري

تلامس حجر الجدار

إقترب... إقترب

إقترب يا ضوئي في الاشتعال

لا أصدق الرؤيا

في ما أراه الآن

أوصيك يا بني بالصمت"...

أتذكر العبارة من فم جارتنا القديمة

و من شيخ صادفته ...

تغيب الصور عن الذاكرة

لم تسعفني تفاصيل الحكاية

حين لا أروي كل الأشياء

عن جرح الشجر

تراني أقلب أسرار الحجر

تخرج يدي من فرط التلويح

على حافة البحر

منارة تطل بضوئها الخجول

يرقد الحلم بعيدا

في سباته القديم

أصادف طير البجع

يسكن مناحي الجسد

يتلمس بريق النجوم

أحتمي بكل الأعشاب الجافة

من رطوبة الملح

يتناثر الخريف شاردا

تضجر السنابل من شمس الجليل

أختار بيتي و قبري الجديد

أداوم الاعتراف أمام موتي

أمام سيل الأسئلة التي تأتي

و أخرى تغرق في وادي الصمت

يخضر وجعي

أسمع وقع خطى خلخالها

يدغدغ حواسي المفقودة

في سجن كلماتي الموبوءة

ينتفض الصبح غاضبا

أمد يدي إليك

أراك شامخة

في هزيمة ملوك الطوائف

وخروج اللغة عارية من ضادها

أتسول حروف الهجاء

و أحميك من لسان تقاعس

عن مغازلة النساء

تأتين مكشوفة العراء

أتلمس أثار قدميك

وأنحني لأرى خصرك الجارف

يعتلي صوتي منصة الصمت

أنتظر خروج الوقت

من زنزانة تعاكس اختفاء الشمس

عن النفق البعيد...

أنبش التربة

عَسَايَ أجد شيئاً من ذاكرتي

قبل الطلقة الأخيرة

تذكرت أستاذ الجغرافيا

و خريطة الوطن في الواجب المدرسي

أجمع فتات الكتب المحترقة

أعود لمقتبل العمر

ألعب في الزقاق الخلفي

كي ينتصر الحلم ثانية

كي ما تصبح شقائق النعمان

   فراشات بيتي...

 

 

أنسى ظلي في مكان ما٠٠٠

 أيّ شيء يشعرني برغبة التجلي
في دائرة الضوء الخجول
ألقي إشارة البوح
لا تفهمني الكلمات
قرب حرارة التصفيق
أحمل أوراقي المبللة
بدموع النكسة الدارفة
على حافة الطريق
بعيدا عن وطن السفر
أسافر من جديد
يغسل شجر المطر
إرهاصاتي الأولى
في المعنى المدهون بلحاف الجهل
أسأل عن بداية الطريق
عن وهمي المنطفئ
في عيون اليمامة
متجهما أمشي
فوق حروف عداباتي
تئن من هامش الفراغ
في لحظة إهمال طائشة
أكتب قصائدي
صرخة إفصاح غاضبة
عن دفاتر السماء
أكتب وجع أمة
أرسم وجه أمي
في حائط الغربة
تطوي السحب أوراق غيمتي
في سجن السؤال المباح
يتكون الرماد اللزج
أجوبة السهل الشديد
في انذلاع العاصفة
في برك الجليد
أفتح كتبي المتبقية دون كلل
تفاجئني الصور التسربة
من كتاب التسول
على قارعة الحريق
أخثم فصل الهداية
في قراءة التسبيح
من يسأل عني في ضجيج الشوارع
و صخب الحياة الرتيبة

 

 

لا يراني أملك وجهي في مرآة الزمن

أيّ شيء يذكرني بك
كلما رأيت وجهي في المرآة
عنيدة أنت حتى المشهد الأخير
من مسرحية طروادة
تنزعين عنك نهاية الفصل الأخير
تخرجين حافية القدمين
في الصيف البديل
تخرجين من حلمك الأزرق
تعبثين بوجهي النحيل
في همس الليل الثقيل
أراقب قمر وجهك الجميل
يطل من شرفة بيتي
يلوح وشاح ظل يشبهني
في تفاصيل الإعوجاج
هاربا من ريح الحجر
أراقب ظلي عن كثب
أمسح زجاج الذاكرة
تحت سقف المطر
من وباء النسيان
أصنع طلاء الجباه النائمة
في كل هذا الإرتجاج
أترك جسدي يستريح
بئر السكون الجاثم
فوق طائر جريح
تجرفني تربة الصدأ
وعاء بشرتي الأولى
في الثوب الخشن
أرتدي معطفي الغريب
في صحراء تعشق
بحرها المفقود في جب الحكاية
تخرس الأكوان من حولي
تعيدني إلى صمتي الأول
أحتفظ بألواح الكارثة
كلما أضاءت الشمس نفسها
خلف سواد يسبح
في ليل شاخت نجومه

 

 

هيئة الشيخ الجليل

أيّ شيء يصدقني الرؤيا
في ما تحمله يداي
في كل هذا البهاء الطفولي
أتمسك بلغتي
كي نعبر نهر الفرات
و نشرب من دجلى الحبيبة
متاهة البحث عنك
ترغم الطير على الرحيل
أترك الديار و الغبار و الشجر
أترك القطار و المطار و الحجر
أمتطي إبل القافلة
طريق النجف
طريق شوك وعرة
أصعد من رمل كثبانه الوجلة
أقاوم عاصفة الصحراء
بعباءة جدي المتهلهلة
في الإنشطار المفاجئ
أقتصر طريق الفلوجة
تنقسم خرائط القبيلة
لهجة البراري البعيدة
يتساقط الحمض النووي
وليمة البطون الجائعة
تستضيف الكوفة عصرها
قصائد البياتي و السياب
تخرج الذئاب من عرين الأسد
تتأبط الركاب شر الفجيعة
في غابة الإحتراق
أصطاد هدهد الكلام
يكشف سره الخرافي
عن طمي المدينة
ترشدني إشارته الآثمة
عن كشف الساق
في رخامية الماء
أشتهي عطشي

أيّ شيء يورق البسمة في دمي
أطوف في كهف حلمي
أرى الحلاج يصافح جلجامش
في إقتناص الأرواح الطائرة
أضع لنفسي خيل المطر
أركض خلف الصحاري الظامئة
وحشة الماء في العين الدامعة
في زحف التصحر
أرمي عطشي واحة نجد
رطب التمار الناضجة
حسن الوجه الطالع
من ساقية الوادي
أشتهي عروبتي
عند غروب الشمس
أدفع عني حرها اللاسع
ساعة منتصف الظل
ينصهر جسدي سراب الملح الباقي
في عيون المطر الشتوي
أغسل ظلي
من شوائب الطحالب
التي تحجب ضوء المدينة
يتسلل الليل خارج لونه
أقرأ الوصايا العشر
أتهجى سفر النهاية
في أول البوح
في أول الجرح
في أول النوح
أرمق حزن عينيك

 

 

جبل التوبة

 أيّ شيء أصافحه دون ملل
و أضحك في وجه نفسي
ـ ماذا فعلت ؟
في التحول أتخلى عن جسدي
يلاقي مصير أحفادي
يشرب ملح البحر
و يعلن الحداد في مواسم الشتاء
ألتقي ظلي في خواء العمر
أين كنت ؟ و ماذا فعلت ؟ و متى تعود ؟
أرمي الحطب في موقد دفئي
كي تزهر الروح سماء وردة
تتفتح ليلة سقوط القمر
في أعالي الحجر
أحكي وشم الغربة
المفتوحة على جبهات القتال
أرى أسراب الطير
تعيد الهجرة إلى طريق الشمال
تستمر العواصف في الجنوب
أسافر رملا حارقا
في وهج النسيان
أحرس حدود معصمي من التيهان
يشتد لهيب الشمس اللاهثة
في صحراء تعاكس سراب التوهم
تخرج الكثبان من رحم العاصفة
تمتد حياة أخرى
في إقتفاء أثر القوافل المتعبة
من تغير في أوطانها
كائنا يعصف بالسحب
خارج مجال الرؤيا
كم تبدو السماء زرقاء
عند منتصف أيلول
يهبط الطير من أعالي الشجر
يربك طريق الغجر
تهاجر الفراشات غربة التحلل
إلى طاحونة الحجر
أقف على شط البحر وحيدا
أهمس إلى موجه غناء الحجل
يحدثني عن مرارة الإنتظار
عن فسحة الإحتكاك و الإشتعال
ينفخ شموعه قرب مد صخر
تهاوى في القاع
منارة تقاوم شغف الأفول
حين تفقد القوارب صيدها الليلي
في اندحار البوصلة
يقارب الدجى نهاية ليل بخيل
يسكت أصواته الهاربة
من الأيادي الجائرة

 

أيّ شيء يحيلني إلى منفى الوطن
أجمع كراساتي في أوج العاصفة
أبدأ مشوار التزهد و التصوف
في ملامسة وتر الناي المنفعل
أفتعل خصومة الأقارب
و أبعد عني شبح الهزيمة
في تكرار تاريخ الفشل
عجل موتي يا موت العجل
لم يبق مني
سوى حفنة دم
أتبرع بها إلى كل من يسأل
عن غياب ظلي
هل تعرف ظلي ؟
كلما اقتربت منك
كلما ابتعدت عنك
تراني أوشكت على العثور عليك
لا جدوى من مواكبة المسير
أخذت تجاه الريح
مفتاح بيتي
لم أعد أذكر أغراضي التافهة
فوق خشونة مكتبي
في ركن البيت
أضع أسرار قلبي جانبا
يظل البحر شاخصا
في غيابي الطويل عن صخرة المنارة
تستعد أقلامي إلى فرشاة
ترسم ألواني الباهثة
في أضواء الشوارع الصامتة
أمشي وحدي
لا ظل يراقب ظلي
في إنكماش الصور

 

 

عتبة المكان

هي؛

الرؤيا تغسل وجهها

من غبش السراب.

هل أتت أسراب الخيال؟

تحط فوق حلم،

لم ينضج بعد،

في تيه هذا السواد.

 

أرسم غيمة؛

آخر الغروب،

في وضح السماء،

أخالها تمطر هذا المساء،

تسقي جداول الصمت؛

دون أن يتفتح الورد،

في حدق النسيان.

أكتب كل الوقت،

رسالة هذا المكان.

 

أشم رائحة الجدار،

في صورة الشهيد...

في قراءة النشيد...

هناك صمت،

يدق باب غربتي.

لي كل المنافي...

وأنا الوطن الضائع في السؤال.

أسأل أرض الخراب

عن وجهتي.

عن وجه أمّي في البكاء.

متى رأيتك،

تلوحين للغياب؟

محنة العابرين إلى أبعد مكان.

 

يشع بريق نجم

في أعالي العتمة.

كان الصمت...

خائفا من ظلاله،

يرقب إطلالة الشجر المنسي

في حوافر الليل،

يكاد البرق،

يخفي طريق البصيرة؛

كلما أعلنت البداية

بشائر خريف،

يطل بأوراقه الذابلة.

مسالك ريح،

تفتقت خيط ليل مطير.

 

أمر على مدن

تشاكس بحرها،

وقت فجر قصير.

يمتد الموج شطآن،

على ملتقى جزيرة.

أتكلم لغة...

لا تشبه لغتي،

في الهجير الأخير.

تهيئني ظلال جرح،

وشم قبائل تدك قوافلها

رماد العشيرة.

 

تلك واحدة

من ليالي الهبوط.

ذاك الذي كنت

أراقبه عند السقوط؛

كوكبا...

ينجلي عن غمامة،

أفسدت زرقة المحيط.

ما بين ماء و يابسة،

أرتجل لحن غجرية،

تعزف رموشها،

سماء أغاني ريحانة،

منحت حبال صوتها للريح،

قربان لهجرة مفقودة

في الصدى.

 

ينبجس صبح...

قذفته رياح الغدر بعيدا،

عن تخوم الحلم.

كنت هنا...

بعد أقل من قرن.

كنت أتسكع...

في شوارع روما،

و أقبّل وجه الجهات،

المنسية في الذاكرة.

تنبت الحكاية

في فم العجوز،

تسخر من لون شعرها،

تمشط ما تبقى من الرواية.

تنسل خيوط شمس حارقة،

فوق تموج الرمل،

تتحرك عكس القافلة.

ماذا دهاك،أيتها العير

عن أثر الراحلة؟.

ينفجر الضوء

عن مرامي المدى.

كنت قريبا من هبات

تمهل الوقت...

حظ أمل.

أتأمل بريق إضاءتها،

في فراغ البياض،

المدجج بالموت.

خواء...

تملأه تنهدات بحر،

أثقلته شهقة غريق.

هل أدرك الموج هديره

قبل مد السعير؟.

 

 

عدت أمسح عنه

وجع الرماد.

ما كان يسأل عن لظى حرقتي؛

لولا إتساع الكف،

في سديم الأرض.

إخترت له إسما،

يليق بحارقه،

سوطا يؤثث تقاسيم جلاده.

أختبر...

كوة مهجع،

يطل على قضبانه الباردة.

من أعالي الغربة،

أنصب خيمتي،

تسقط المهالك؛

ورقا يلامس عشب دمي.

يتبلل ركن بيتي

بضوء مجهول،

ما فتئ يكشف عن عريه،

في إكتشاف الميل..

 

 عتبة البوح 

تركتك في الماء،

تمسحين عنك...

ندى هذا الصباح.

كان الحلم وشيكا،

من حلم ...

يخرج عن ألوان البهاء.

سعدت...

كلما نزعت عن ثوبك؛

دهشتي الأولى،

في اختيار البياض.

تقدم  بي الشوق دهرا؛

لا يسع مناطق الوجد،

صيد الغزلان.

يحتل عطرك المكان؛

غابات ...

أسمع صوتها،

يدق الخشب؛

طائر الناي أعلى الشجر.

حصار يطوق مساحة يدي،

في لهفة الإنتظار.

أسحب عطشي القديم،

أقداح الغلمان.

متى تذكرتك،

يا عروس الليل؛

وشما...

يتحرش بذاكرة امرأة

قابلة للإشتهاء.

تحت عنب الدالية.

تركتك مكشوفة للهواء

نسيم يداعب جسدك المشتعل،

في صمت هذا الليل.

كنت قريبا،

من وشاح يدرب عشاقه على البكاء.

أطلال زهوك،

تأخذني إلى ربوع قامتك الهيفاء.

مطر خفيف،

يرتب شهد المكان،

في ينابيع الهدير.

كنت ...هناك

تراقبين البحر،

في صمته الرجولي.

وتهمس للريح حكايات المطر.

أطل مندهشا،

في سكون ظلالك الوافرة،

على سهل البقاع.

صامتة؛

كعادتك في تقلب الموج،

واستدارة الماء،

في اكتمال العاصفة.

تذكرتك في خرصان،

و بلاد فارس،

وأمداح الطبول المائلة إلى الفرح.

أخرج معبأة تحت غيمة،

علقت زغاريد النسوة،

فوق أشجار التوت.

ينساب نهر ضفافك ؛

تجاويف  الصدى.

تطول قامتك السامقة،

نخل الواحات المنسية،

في تاريخ العطش.

متهدل ذاك الشعر،

الهارب من تخوم الجسد.

ينزل مكرها؛

عابثا بألوان الضياء،

تزينها رموش،

تفتحت عيون الأيل في مرعى الحطب.

يعلو صوت العندليب،

في رطب الفواكه الناضجة

على شفا بحر،

يستسلم لموجه.

تستبيح وجهها لمدن

تغرق في مداها الإسمنتي.

تعجز الشفاه سرد الرواية

عن كاتب أخذلته البداية.

في البدء

كان القلم،

يغازل الورق،

يغازل البياض في صمته،

في صراخ العذارى.

كنت قريبا منك،

من لهجة الحروف

الذابلة في عينيك.

في مهد اللغة،

أصف مراسم البكاء

على خط النار.

تركتك وحيدة،

تنتعلين وجعي.

أمشي خفيفا على مرمى الحجر.

أترك جسدي،

علامة منقوشة

على سطح الماء ،

وأنت على منحذر الإنهيار.

يتكرر فيك مشهد السقوط الواهن،

حجر الضفة الأخرى.

باغث...

باعث هذا الذي يتبرأ

من أطيافه،

نجوى الإنفلات ،

من ظل يعاكس خصرك الهائج

تحت تراب قدميك.

يلعلع في انغماس دافق،

يزهو قرب لهيب الدماء.

مزاج مخضرم الأطراف،

يشاكس رخامية السراب،

التي طوت فريسة البصيرة.

مدمر خطوك في صلصال

أبى أن يتكلم.

نشوة صبغت وجهها

حناء بدوية هامسة؛

لبلاهة ليل يطفئ أنواره

في العتمة.

قدر لي أن أمنحك

عتباتي الصلدة مدخل الكهف.

من هنا بدأت،

أقطف ثمار حروف

لم تنضج بعد.

يخرج صوتي مسافة الغربة

في تصلب الوجوه التي أعرفها.

أقتفي عرية البدائية الأولى

في سذاجة الفهم.

تسخر مني

مراسم بسمتك

في احتفالية الجسد...

 

شاعر من المغرب