يكتب الشاعر والتشكيلي العراقي كما يرسم، يشكل صورا من مخياله الشعري أشكالا توزعها اللغة كلمات قد تبدو أشبه بغرفته السرية حيث يحكي جزءا من معانات ذات مثخنة بجراحاتها، ذات اختارت وحدتها بعيدا عن من اخترن أن يشددن الرحال الى أسرار شاعر يحكي لليل فقط أسراره.

صورة سماء مرة في الليل

حكيم نديم الداوودي

سماء ٌ مُرّة ٌ

 

1 - خارج الماء

اطلّ

علينا مركبٌ

وغامت خطاه

في الأثير

اطلّ الهجيرُ

يجرُّ ذوائبَه

فوق الرموش

وانت

      بلا خلٍّ

           تشدُّ الرحال

الى اين ؟

        فما بقيَ

في كفك من الحزن

لا يكفي

        فخذْ بيدي

ورمّمْ

       صدى مسلكي

وغط ِّ

        حوافي شغفي

            تتشظ ّ ما بين

السديم

      واليقظة

تُسربلُ وجهَك

ما بين السياق

            والسباق

                  والمطاردة ؟

فهمُ اهلوك

        لهم سكاكينهم المُخضّبة

بالنياشين

        وبالشناءة

خذ بيد الصبح

             يجُلْ بك

بين الأقاصي

        فلا يُشمُّ فيه

                 عبيرُ الشقاق

سوى ما

          تتبضعه

         انفاسُك المبهورة

بين الصراخ

         واللهاث

انا مثلك

       اعشقُ

               وحدتي 

ادبّ فوق ترب

               المدائن

اعقرُ

     غربتي والمتاه

تعالَ

     فلي اخدانٌ بُعثروا

                       كالريح

في الأفق المضاع

تعالَ

   ادسّ في جيبك

           زيفي

جارياً

     فوق المياه

        وفوق الهضاب

           سيأخذنا

صديقين

       لنا نجوانا والأمانُ

تعالَ

    نطوِ صفحة الحلم

نعشْ ديمومتنا

         نصحُ ونسبتْ

              بلا انتظار العاقبة

ت..ع...ا    لَ ...

 ........

      ..... تعالَ ...

 

 

2 - أفقٌ اخضر

في شعيرة الصحو

        صخبٌ

يمضي بمستهلكه

الى

....

        زيت زينته

يداوي

القلق

يجري

في

     دروب الحقب

حلقة ً فحلقة ً

تدورُ بماشيه

من ضيعة

الى ضياع

يخرّ

على فجر صحوته

يقظان

بلا عناوين

ولا وجع

 المملكة ُ

غصّة ٌ ورمشُ ألم

       فهذا الذي يقضّ

مسار خطوك

ثآليلُ حصى

وورم

      وغلٌّ تليدٌ

تصدّأ وسكت

فلا تبتئسْ

وغذ ّ خطاك

ففي الافق متسعٌ

لي ولك

ولكلّ المُجندين

لقمع القمع

ولا تخذلنّ قدميك

لك

 المدى برمته

      والأمل

 

 

3 - صورة

هدهد

  تتمشّى

     فوق هدبه

الحيرة ُ

سكن الوقتَ

أرخى رُمتَه

تلعنه الريحُ

والقشُّ

والأفضية

........

هدهدٌ

لا تراه العيونُ

بل

تراه

بين حين وحين

كان

من نسل

المسافة

والرمل

وحيداً

يُمجّدُ

مهارته

بلا زيف

ولا ظلّ

ولا صديق

لكنه

يملكُ هذي السماء

هو

من سبي سليمان

الذي سوّر

أعناق الهداهد بالغلّ.

 

 

4 - في الليل

كلُّ ملكات

الليل

يعشقنني

يلحسْنَ

لحاء حُزني

هنَ

لصقَ نافذتي

يجلسنَ

في انتظار أن أغمّسَ

شفرات عيني

في لهفتهن الملتهبة

أيّة زيارة ذي ؟

الشوقُ

شفرة ٌ تحزُّ يقيني

أنا

لستُ لاعبَ شطرنج

احرّك بيدقي

بلغة الشطط

......

كلهنَ تجمعن

عند سريري

يتبارين

   في التوغل

الى متون حلمي

لكنّي

مُسوّرٌ بوحدتي

عسيرٌ اختراقي

فحولي

اسيجة ُ زجاج

تحرسُ اغفاءتي

   ولديّ

سفنٌ جارية ٌ

في

   مسار الحلم

ولا يهتزُّ لها

دفءُ سريري

..........

كلّ

 ملكات الليل

اقمارٌ

تجثو

وراء النافذة

خارج

قشرة اليقظة

هن آيباتٌ

من صقع الوهم

يقتحمنَ

رائحة عرقي

يُبحرنَ فيها

كنتُ

اخدعُ نفسي

واخدعُهنَ

..................

أنا

محضُ

مشعبذ ٍنبيل

جئتُ

من زلال

المُخيلة

صنعني

كاتبٌ مجهولٌ

علمني الأكاذيب

ومضى وبقيتُ

.....

 امرأة ُ الديجور

بهيّة ٌ

قُدّتْ من نور

تمسحُ

    تجاعيدَ ليلي

                بالجلد

               لا بالسرور..

 

شاعر وتشكيلي عراقي