بلغة أقرب الى السخرية، يلتقط الشاعر اليمني صورة من وضعنا العربي الحالي وهي الصورة التي بدأت تتكرر في العديد من البلدان التي شهدت حراكا عربيا. وبقدر ما يحاول الشاعر استعارة مشهد الحرية الهارب والأشبه بالضوء بقدر ما يحاول استنهاض همم من "ناموا".

أمل أخير في الحرية

ونيس المنتصر

لن تعود
الفراشة
التي التقطها الطائر وذهبوا بعيداً

نتأملُ كيف سيكون الحال بدونها

نتدبَّرْ الأمر
ما إذا كان صعباً

كيف سنبحث عن سبيلٌ للنجاة؟
بغير الشيء الذي تعودنا وجوده

لو أمكننا إن نحلق بالسماء
للحقنا بهم

لو لم يعرف الإله سقوطنا الحتميّ
لصنع لنا أجنحة

والأخطر
إننا حين نسقط
تتهشم أمالنا

وذاكرتنا
إما إن يطويها النسيان
وإما إن تبللها الذكريات

الفراشة تعلم
إننا سنبقى على الأرض
ننتظر عودتها
لهذا طارت

إن نستبدل آمالنا المحطمة
بعكازات
فضلً من إن نبقى
حيث سقطنا

فرحنا يتقلصْ
والفراشة
يزداد السواد في رمشها

سيّما
وقد عادت
بعد أن خبأَ الطير
في جيبها
كل أماله

نحن جميع
الضحايا المتعَبون
ننام في شرفة الذكريات
ونستيقظ بدونها

بوسعنا ألان
أن نكفَّ عن السهر
حتى ينصهر الليل
في جفوننا

بوسعِنا الآن
نحن الذين لا نجيد التحليق
إن نستمع لفيروز
في الصباح
ونرقص بدون عكازات
ونغني بدون حناجر

مازلنا في الشرفات نائمين
بينما الفراشات تغرد مع الطيور
ويتبادلون القبل

لأن أملنا نام سنضل نائمون

وسيأتي الفاشيون
الذين يلتهمون الكلام من أفواهنا
ونصمت..

 

شاعر وكاتب من اليمن