يرسم القاص المغربي في سرد مكثف ملامح المدرسة والطفولة واللعب والأب والأم والمعلمة ولعبة الحياة عبر بنية نصية تستعير من اللوحة التشكيلية ملامحها ومن خزين ذاكرة الطفولة الخصبة أغراضها ودلالاتها الإيحائية المفتوحة .

واحد ... اثنان

عبدالرحيم مؤدن

للطفل معلمتان واحدة للصباح وأخرى للمساء.

ذهب الصباح وجاء المساء.

للطفل لعبتان .. عريس للأب وعروسه للام العريس بشارب اسود وكتفين عريضين وبدلة سوداء وحداء اسود، والعروسة بوجه وردي وفستان ابيض وبرقع ابيض وحداء ابيض.

قاد العروس عروسته برفق نحو شجرة لبلاب تدلى منها غصنان متعانقان.

الأب والأم غائبان، والعروسان حاضران، والمدعوون يتتابعون.

بوبي العضاض، مينوش ازرق العينين، الحصان الأدهم، والساعة ذات المغرفة الناطقة.

للساعة عقربان .عقرب يقفز مثل الأرنب، وعقرب يزحف مثل السلحفاة

قال الطفل...سأرسل القط في اثر الأرنب، وسامر النمر بامتطاء صهوة الحصان ... ثم اشتعلت على خديه غمازتان.

للباب مصراعان خشبيان. مصراع مغلق بعد ان خلا المكان، ومصراع مفتوح استندت إليه

المعلمة التي لها عينان ..عين على الطفل، وعين على الطريق.

للطفل محفظة بحزامين. حزام للكتف الأيمن، وحزام للكتف الأيسر. حزام اليمين معلم بشريط احمر للأب، وحزام اليسار معلم بشريط اخضر للأم.  رفع الطفل محفظته أمام عينيه، ونظر من خلال الحزامين إلى المعلمة التي لها، في هده اللحظة، وجهان، وجه تمسحه شمس شاحبة، ووجه يغطيه ظلام كثيف.

الأم تركب الحافلة، والحافلة سفينة والسفينة بمحرك.... تك، تك، تك..ك كك.

للمعلمة رجلان. واحدة للوقوف، والأخرى مطوية عند الركبتين. غيرت المعلمة وضع الرجلين، فأصبح للمعلمة حذاءان.

للطفل دمعتا ن.