رسالة ألمانيا

معرض دوكومينتا الفني في مدينة كـاسل

سلمى حربة

ربما تابع الفنان يورك اميندورف J?rg Immendorff(من مواليد 1945) الدورة الواحدة و الأربعين لمعرض كولونيا للفن من 18\4\2007 الى 22\5\2007 بقاعة المعارض في مدينة كولونيا التي تتمتع بمشهد ثقافي و فني متنوع، فقد قدم المعرض في دورته هذا العام نظرة على الأعمال الفنية الحديثة لفن ما بعد الحرب العالمية الثانية فضلا عن الاتجاهات المعاصرة في الفن. حيث قدم أكثر من 300 كاليري ألماني و عالمي و 600 فنان أوربي و أمريكي و آسيوي أعمالهم هناك ، فالمعرض يعد واحدا من أكبر المعارض الفنية في ألمانيا و نقطة استقطاب مهمة للفنانين من الشباب،بل هو تجسيد لطاقتهم في الرسم و النحت و مجالات الفن الأخرى، ففضلا عن اللوحات الكلاسيكية الحاضرة بقوة يحفل المعرض بالعديد من الاتجاهات الفنية الجديدة ممثلة بالمنحوتات الخشبية و البرونزية و النحاسية و البلاستيكية، الى التصوير الفوتوغرافي و المزج بين الصور و الرسم،كما أن توظيف ورق الحائط في التشكيل الفني له حضور مميز أيضا، فالرسومات و المجسمات التي عبر عنها من خلال توظيف الورق كانت مثيرة للإعجاب و الاهتمام، و لقد أحسن الشباب توظيفها نظرا لأسعارها المعقولة و لتوفرها الدائم.

توظيف ورق الحائظ

أقول ربما تابع يورك أميندورف هذا المعرض في كولونيا، على الأقل من خلال أجهزة الاعلام لصعوبة حضوره بسبب المرض الذي أقعده، ولكن للأسف لم يمهل الموت هذا الفنان الالماني و الأستاذ في أكاديمية الفنون بمدينة دوسلدورف الذي عرف بنهجه المجدد دائما في الرسم و الكرافيك و الذي من الصعب أن يدرس المرء الحركات الفنية المجددة في الفن الالماني دون أن يقف عند اسمه و بقوة وعلى رأس القائمة التي تضم عددا كبيرا من الفنانين ، على كل حال، رحل أميندورف من دون أن يحضر للمشاركة أو يتابع أخبار معرض دوكومينتا بمدينة كاسل في أجهزة الاعلام الذي ابتدأ فعالياته بعد وفاته باسبوعين، فقد توفي في مدينة دوسلدورف التي عاش حياته فيها في 28\5\2007 بعد معاناة طويلة مع المرض دامت أكثر من خمس سنوات .

سولو -زيت-1988

أميندورف

وربما أيضا يكون معرض دوكومينتا الذي يقام في مدينة كاسل في وسط ألمانيا من 16\6\2007 - 23\9\2007 واحدا من أهم المعارض الفنية الحديثة في ألمانيا و في العالم، يقام هذا المعرض مرة كل خمس سنوات، وتصل التوقعات ان يكون عدد زائريه في هذه الدورة الى رقم يفوق عدد زائريه في دورته السابقة عام 2002 ،وهو 650،000 زائر. كاسل مدينة عالمية

فجـأة تبدو كاسل التي يقـام فيها هذا المعرض مدينة عالمية رغم أنها طالما كانت موطنا للخيال و الاساطير، فهي غنية بطبيعتها الخلابة و بالقلاع الشهيرة التي أوحت للأخوين " كريم " بكتابة الكثير من قصصهم الخيالية الرائعة للأطفال، و التي ترجم الكثير منها الى مختلف لغات العالم و منها اللغة العربية و الكثير منا سمع أو قرأ أو حفظ (الاميرة النائمة و الاقزام السبعة و ذات الرداء الاحمر التي ترجمت الى العربية باسم " ليلى و الذئب "و آشين بودل التي ترجمت الى العربية باسم " سندريلا " وغيرها) كما أن بعض ما عرض في الدورات السابقة للمعرض ظل في مكانه هدية من الفنان الى المدينة، فعلى سبيل المثال عمل النحات " كليس أولدنبرج " الذي هو على ارتفاع 12 مترا و الذي أشترك به عام 1982 بقي هناك في وسط احدى الساحات. مثل هذه الاثار و الأعمال الفنية تظهر لك في كل مكان حيث تملأ اعمال الفن الحديث جوانب المدينة و تقف شامخة مع غيرها من القطع الفنية .

الحديث جوانب المدينة و تقف شامخة مع غيرها من القطع الفنية .
بشكل دوري في كل مرة يتغير المسؤول عن المعرض، لذلك فان كل دورة من دوراته تتميز بطابع معين وفي كل مرة يسلط الضوء على رسامين و نحاتين و مصوري فيديو من أصحاب الاتجاهات الجديدة ،كذلك يسلط الضوء على عروض في الفن المعماري و النحت و التصوير الفوتوغرافي و أشرطة الفديو فضلا عن العروض المسرحية، ومن المنتظر أن يتم عرض 96 فيلما باعتبار ان هذا البرنامج السينمائي هو جزء من المعرض وسيتم عرضها على قاعة غلو ريا التي تم تأسيسها عندما تم افتتاح المعرض لأول مرة، فنانون من مختلف الجنسيات و الثقافات و البلدان " من البلاد العربية شاركت أحلام شبلي مصورة الفوتوغراف وهي من مواليد حيفا 1970 اشتركت في كثير من المعارض العالمية وصورها معروفة و اسمها مشهور"

فوتغراف: أحلام شبلي

فقسم كثير منهم من غير المشتركين في الدورات السابقة ، و عادة ما يؤدي عرض الأعمال الجديدة هنا الى شهرة أصحابها ورفع قيم أعمالهم الفنية لأن المعرض لم يختر أسماء شهيرة في سوق الفن و إنما يمكن القول بأنهم وجــوه الكثير منها ليس معروفا على صعيد واسع.

الدعوة الى النظر
وفي هذا الصدد يقول المسؤول و المشرف العام على اقامة المعرض لهذه الدورة و هوRoger Marten Bürgel : للمعرض أهداف و عرض القطع الفنية واحدة من أهدافه، قبل افتتاح المعرض لم تكن هناك لائحة لأسماء الفنانين المشاركين، و من جانبه فانه يعتقد ان التركيز على الأسماء و ترقب المفرقعات الجمالية يحجب نظرة الزائر عن الفن، و عليه يجب رؤية المعرض ككل و ليس الفنانين كأفراد، و أن يتجه تركيز الجمهور الى المعروضات الفنية بالأساس،و يضيف أيضا أن تركيز الجمهور يجب أن لا يكون الى أسماء الفنانين المشاركين التي هي شيء ثانوي في نظره.كما أنه ليس مطالبا بتقديم أفضل ما يوجد في سوق الفن، المعرض يعتبر مقياسا للعمل الفني عالميا، لكنه لا يقتصر على ذلك ، و أنه لا يريد في هذا المعرض عملا فنيا انبثق عن أولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم إنجاز عمل فني بين ليلة و ضحاها ثم يصفونه بأنه عمل فني.و يقول أيضا أنه لا يهدف الى عرض قطع فنية غريبة عن الجمهور ، فعرض الأشياء المعروفة بطريقة جديدة تكون أفضل من وجهة نظره وان يقدم ما لا يعرفه المشاهد بطريقة تقربه منه، الهدف هو الدعوة الى النظر، و التمعن في الفن مرة أخرى،فبعد فترة من التجول في المعرض لابد للأحاسيس الجياشة أن تجتاح المرء لكثرة ما شهده و للانطباعات التي كونها حول ذلك و لا بد للعقل بالبحث عن الخط الناظم بين ذلك الذي رآه كله.
طريقة العرض

وقد تم هذا العام اختيار اكثر من 400 عملا فنيا للمشاركة،و في هذه الأعمال الفنية لم يتم تجاوز الحدود الثقافية فقط بل الحدود الزمانية أيضا ، الأكيد أنه سيكون من الصعب جدا كما ذكرنا تحديد هذه القطع الفنية القديمة و تصنيفها أ قديمة هي فعلا أم حديثة مثل ذلك اللوح المطلي من أسرة كوينك الذي يعود الى القرن السادس عشر. في الوقت نفسه نشاهد أعمالا من القرن الماضي و التي تتحول بها هذه الأعمال من ناحية طريقة عرضها الى أعمال فنية معاصرة مليئة بالإثارة و القوة و الكثير من الخصائص الأخرى. لكن لماذا يعرض القديم الى جانب الحديث ؟ يقول المسؤول عن المعرض : بإمكاننا فهم الفن الحديث أيضا اذا عرف من أين أتى هذا الفن،عندها يمكن أخذ فكرة ما عن مسيرة هذا الفن، أنا أريد من ذلك أن أظهر منبع و مرجع أشكال محددة و بالتالي أريد أن أعطي لهذا المعرض عمقا جديدا، أريد أن أعطي المتفرج العادي فرصة تأطير الفن الحديث، لقد كان أول ما وعدت به هو أني سأحرص على أن يكون المعرض مفهوما للجميع دون الاستعانة بكاتالوك طويل يثقل كاهل الزائر الذي يود التعرف على ما هو معروض هنا، لقد بذلت جهدي لكي يكون المعرض قريب جدا من الجمهور، لكي يداعب مشاعرهم و يخاطبها. و السؤال المطروح هنا أيضا هو : ما الذي يحدث عندما تقتحم الأعمال الفنية عصرا آخر و دائرة ثقافية أخرى ؟ يجيب مدير المعرض :ما نشهده حاليا هو عالم يتشابه بصورة متزايدة على نحو ما و أرى أن هذا أمر سيئ فالقضية لا تكمن في تشجيع التشابه أكثر بل في فهم التاريخ الذاتي و في كيفية النظر الى الماضي لفهم الذات و الاتصال بالآخر لتحديد الاتجاه المشترك.

بدأت فعاليات هذا المعرض لأول مرة عام 1955 بمبادرة شخصية من الفنان أرنولد بوده Arnold Bode الذي توفي في أكتوبر 1973 عن ثلاث وسبعين سنة وهو رسام و مصمم و أستاذ فن، كان يقيم في مدينة كاسل آنذاك بمبادرة منه أراد بها ان يوصل الفن الحديث الى الجماهير بعد أن عاش الناس هنا سنوات من الحرب الطويلة و القهر النازي الذي طمس مثل هذه التوجهات عند الجمهور، ومنذ ذلك التاريخ لم يدر في بال أحد ولا أرنولد بوده نفسه أن يلقى هذا المعرض الذي اشتهر من بعد دورته الأولى ب " معرض المائة يوم " هذا الإقبال الجماهيري الواسع، بالطبع بدأ المعرض بمبادرة شخصية و بإمكانات مادية محدودة كما ذكرت ولكن تكلفة إقامته هذا العام بلغت 4 مليار يورو أسهمت فيها مؤسسات دولة وشركات سيارات من ألمانيا أوربا و أمريكا،و أصحاب رؤوس الأموال حسب ما ورد في الإحصاءات المنشورة،فمثلا تم بناء قاعات زجاجية عملاقة هذا العام مثل تلك التي تستخدم في الزراعة لتضم في أرجائها بعض الأعمال المشاركة وبشكل خاص التي تتسم بالكبر و الضخامة في الحجم و عددها أكثر من 140 عملا، وهذا البذخ أثار حوله الكثير من الانتقادات لأنه برأيهم تبذيرا لا ضرورة له، ومن بين هؤلاءالذين وجهوا الانتقادات الفنانان المعماريان الفرنسيان " آن لا كاتون " و " جان فيليب فاسال " فقد اعلنا استياءهما في خصوص المبنى الذي شيداه بقولهما أن مبنى بطول مائتي متر و عرض مائه هو نوع من التبذير لأنه سيتم بعد المائة يوم تفكيكه و بيعه، كما ان الغطاء المعدني المكون من شرائح الألمنيوم العاكسة التي تم وضعها في أعلى المبنى يخشيان ان تسبب انعكاساتها للضوء الضرر بالأعمال الفنية.

قاعات للعرض أثناء التشييد

الحوار بين الفن و الجمهور في قاعة العرض
لكن كما هو واضح أن هندسة المعرض هذه و كيفية اختيار وتنسيق القطع و الأعمال الفنية تقترب من الرسالة الأساسية التي تبنتها الدورة الثانية عشرة وهي دفع الحوار و التواصل بين الفن و الجمهور على اختلاف شرائحه و ثقافته و ميوله كما يهدف الى كسر الأفكار و الاعتقادات المسبقة و الى التمعن و التفكير و التفاعل مع هذا الفن،ان تصميم القاعات للعرض مهم جدا، اذ ان المشرف صرح أكثر من مرة أنه أمر يهدف من ورائه الى ان يصبح بالامكان ان تلعب قاعة العرض دور الوسيط الفعال بين القطعة الفنية و الجمهور، فالزائر للمعرض يدخل من خلال المشاهدة الى مجال تتواصل فيه القطع الفنية فيما بينها و من المفروض أن يشارك المشاهد في هذا الحوار و هذا النوع من التبادل و التواصل مرتبط بالطريقة و الكيفية التي تعرض فيها الأعمال الفنية ارتباطا شديدا.

ثلاث لوحات في قاعة ل" أرنست فلهيلم ناي

من بين الأعمال الفنية التي تكسر الرتابة و تخرج عن المألوف عمل الفنانة الكرواتية " سانيا ايفيكوفيتش " الذي يمثل حقلا مزروعا بالخشخاش زرع في ساحة فريدريش وسط مدينة كاسل، علما أن حقل الخشخاش ربما ترمز به الفنانة الى قبور الجنود الذين سقطوا في حروب يوغسلافيا السابقة.

وفي ساحة ملائمة وسط العشب يرتفع عاليا نصب الفنان الصيني ِAi weiwei وهو من مواد مختلفة أهمها الخشب في ركن آخر يعرض الفنان البرازيلي " ريكاردو باسباوم " عمله الذي يتمثل في شريط فيديو، الملفت للنظر أن طريقة عرضه غريبة و مثيرة للفضول وذات تأثير بصري تلعب فيه المؤثرات دورا فاعلا، إذ تم وضع عشرات من شاشات التلفزيون ليعطي مؤثراته البصرية.

الفنــان الصينــي أمام نصــبــه الذي انهار تماما بعد أسبوع من اقامة المعـرض يوم 21 \6\ 2007بسب الأمطار و السيول التي اجتاحت المنطقة. وقد طلبت منه إدارة المعرض بناءه من جديد لكنه فضل أن يبقى على حاله الجديد لأنه يبدو معبرا أكثر

النصب بعد انهياره

أما الفنانة البرازيليةIolo de Freitas فكانت نجمة من نجوم المعرض فقد جاءت مع فريق واسع الخبرة لينصب عملها الذي أخذ قاعة كاملة وهو بمجمله حركة مشدودة الى مواد قد تكون حركة المواد هذه تتحرك في أعماق البحر أو في أتون الريح.

أبعاد سياسية

أبعاد سياسية
لا يخلو المعرض من الأبعاد السياسية الناقدة و هو ما تبرزه العديد من الأعمال الفنية المشاركة، و ما مصطلح " الحياة المجردة " الذي هو أحد المحاور المهمة التي يركز عليها المعرض الا تأكيدا على ذلك، مع أنه يتناول موضوعات أخرى مثل الهجرة و البحث عن ملجأ فلقد صنع " روموواز آزومي " الفنان الأفريقي قارب لاجئين من علب البلاستيك مقتربا بذلك مباشرة من موضوع الهجرة، فإلى أي مدى ستكون نقاط التقاطع بين الفن و السياسة حاضرة في هذا المعرض ؟ يقول المشرف على المعرض :لا يكمن الجانب السياسي في عرض فيلم يحكي قصة أطفال أجبروا على حمل السلاح و على النهب و هم في نعومة أظفارهم وانما يكمن في مدى نجاحنا في شحذ انتباه زوار المعرض حول هذه القضية و تغيير مواقفهم، عندها يمكن القول أن للمعرض جانب سياسي كبير، غير أننا لا نستعمل مصطلح السياسة للتعبير عن ذلك، و إنما نستخدم التعليم و التثقيف.

من الأعمال التي تبز أعمالا سياسية هي تلك الأرجوحة التي تم نصبها حول تمثال القيصر فريدريش الثاني الذي يقع أمام إحدى قاعات المعرض، و هي تحمل مجسمات ورقية لمشاهد و شخصيات سياسية ألمانية و عالمية، و من بين هذه مشهد له دلالة سياسية قوية، إذ أنه يصور رجال شرطة يحتمون خلف دروعهم، وراء هذا المشهد المستفز يقف الرسام الالماني " أندرياس زيكمان " الذي أراد أن يلقي الضوء على سياسة الترحيل القسري التي تمارس في بعض بلدان أوربا مع المهاجرين غير الشرعيين.

من جانبها أرادت الفنانة الانجليزية " ماري كالي " إشعار الجمهور بويلات الحرب من خلال عملها الفني الذي يروي قصة طفل فقد هويته أثناء الحرب في يوغوسلافيا السابقة، كانت الصورة معلقة على جدار قاعة عرضت فيها الفنانة عملها المسمى " Love songs"

كما ان علينا التوقف للنظر بإمعان عند عمل أنيكو مانكلانو اوفال Inigo Manglano Ovalle ( المولود 1961 في مدريد، ويقيم حاليا في شيكاغو ) المسمى " شاحنة أسلحة الدمار " الذي احتل قاعة بأكملها فهي تكاد تكون بمجملها شاحنة حقيقية ربما بتقديره هو هكذا تكون شاحنة أسلحة الدمار الشامل التي قال عنها كولن باول قبل الحرب على العراق عام 2003،ان العراق يملكها وهي لا تستقر في مكان، إذن ما أمامنا هو شاحنة عجيبة وسط إضاءة رمادية قاتمة، وهي مفتوحة من الجانب لنرى فيها الكثير من الصناديق غير المفتوحة و قناني الغاز و أشياء أخرى، وفي معرض حديثه في جريدة المعرض قال الفنان عن عمله هذا " أنا لا أحاول أن أقول أن هذه الشاحنة هي محض ادعاء ولكن أريد أن يرى الآخرون كيف أن الكذبة الصغيرة تكبر لتؤول الأمور الى ما صارت اليه ".

شاحنة أسلحة الدمار - القوة و السياسة و الفن

كما ان علينا التوقف للنظر بإمعان عند عمل أنيكو مانكلانو اوفال Inigo Manglano Ovalle ( المولود 1961 في مدريد، ويقيم حاليا في شيكاغو ) المسمى " شاحنة أسلحة الدمار " الذي احتل قاعة بأكملها فهي تكاد تكون بمجملها شاحنة حقيقية ربما بتقديره هو هكذا تكون شاحنة أسلحة الدمار الشامل التي قال عنها كولن باول قبل الحرب على العراق عام 2003،ان العراق يملكها وهي لا تستقر في مكان، إذن ما أمامنا هو شاحنة عجيبة وسط إضاءة رمادية قاتمة، وهي مفتوحة من الجانب لنرى فيها الكثير من الصناديق غير المفتوحة و قناني الغاز و أشياء أخرى، وفي معرض حديثه في جريدة المعرض قال الفنان عن عمله هذا " أنا لا أحاول أن أقول أن هذه الشاحنة هي محض ادعاء ولكن أريد أن يرى الآخرون كيف أن الكذبة الصغيرة تكبر لتؤول الأمور الى ما صارت اليه ".

من الضفة الغربية إلى صالة عرض

كولـونيـا