ننفتح من خلال هذه النصوص الشعرية القصيرة على جغرافية شعرية من النمسا، محملة بأبعاد إنسانية وهموم وجودية لشاعرة وقاصة جربت "الخياطة" على الثوب لتنتقل الى "خياطة" اللغة من خلال الصور والإحساس بالوطن، والقصائد المترجمة من ديوان صدر نهاية القرن الماضي يستعيد ولع الانتماء والشعور بالهوية.

قصائد للوطن

ليسيلوتي لاوريتش

ترجمة: بدل رفو

 

1ـ الوطن

كم أنا متشبثة بك

كم...

انا يا وطني،

مع غاباتك القاتمة،

    ومروجك المزهرة،

    وجبالك الهادئة،

    ووهادك الجميلة،

    وتنوع  ازياءك،

    وناسك الطيبين،

مع أغانيك المغناة بسخاء،

التي تسيل من روحي

وتترنم من حنجرتي.

 

2ـ أغنية أمي

حيث خرير السواقي ،

حيث يجري الماء بصفاء،

وقتها تخطر لي

أغنية أمي الحنونة بحبور.

مشيت والوادي بسرور

على طول طريق القلب

اتذكر  هذا اللحن

الذي غنته لي امي هناك.

السنون مضت...

وأمي لم تعد حية ترزق

ولكن!!

يخيل لي أحياناً

أني اسمع أغنيتها

من بعيد

من بعيد.

 

3ـ مزاج الريح

غريبة لعبة الريح

ولو أنه لا يعثر على هدف

ودائما على عجلة من أمره

يغيب لفترة قصيرة ويجيء ثانية

وقريبا منا،

يقلب الشعر بقوة كبيرة

يطفو عبر الجبال

             والغابات

             والمروج

ويخلف وراءه آثاره.

يتمدد للراحة ــ

ويقلع عن الهبوب

وينتهي كاملاً

هكذا يكون مزاج الريح.

 

 4 ـ كل إنسان

كل إنسان جدير بالحب

فحاول ألا تتركه بأي حال

وجاهد بكل شيء

أن تحبه.

 

5 ـ لا تسأل

لا تسأل من أين قدومه،

ومن هو،

لكن!!

إسأل عن مدينة

اسمها قلب الإنسان.

 

النمسا ـ غراتس

 

الشاعرة Lieselotte Lauritsch في سطور:

ــ مواليد 1940، منتجع روزن تال وهو من الاماكن الجميلة والسياحية في جنوب اقليم كارنينا النمساوي. تعلمت مهنة الخياطة قبل أن تعيش في المانيا وبعدها ترجع لتعيش ثانية في النمسا. وقد صدرت لها عدة كتب في مجالات الشعر والقصة. منذ 30 عاما تعيش مع عائلتها في بلدة (القديس يوحنا) في (روزين تال) واخترت هذه القصائد من ديوانها( روزن تال..وطني) والذي صدر عام 1998 عن دار نشر يوهانيس هاين في كلاكين فورت. ولقصائد الشاعرة وقع على نفسية القارئ لما تحمله من أبعاد انسانية وطبيعة جميلة وهموم إنسانية من خلال تجربتها.