تخط الشاعرة المصرية ملمحا للبداهة كما تراءت من خلال هذا النص الشعري القصير والذي يؤشر على ملمح بصري لافت، حيث لا أحد يستطيع الاقتراب من كنه الحياة ومن مفارقات اليومي وهي تلتئم في حادثة تعيدنا الى فلسفة الوجود وخباياه.

الحياة ليست جديرة بأحد

مـروة أبو ضـيـف

لستَ حزينًا ولا مكتئبًا،

لم تصبح درويشًا فتّته الوجد،

لكنكَ توقفت عن التخطيط والانتظار،

لا لشيء سوى أن الأشياء تحدث.

 

تنتشلكَ من أمام السيارة

وتضع السيدة البدينة تحت عجلاتها،

تُغرِق سرب الأسماك الملونة

لتخرجك من البحر

حيًّا بلا رئتين،

تُعمِّد الطفلةَ بالسرطان

لتسحبك من المشفى

معبئًا بالفورمالين والأشباح،

تقبّلك كل ليلة بين عينيك بقسوة.

كل موت وأنت حيّ.

 

تقصُّ الذاكرة لفسيفساء صغيرة،

صديقتك تحبّ "بون شاسع"

فيما تكتفي أنت "بشاسع" وتحملق في الفراغ،

تحصي أسماء الطيبين وتغلفها بأشرطة سوداء،

يعبرك الزحام دون التفات لطقطقة عظامك،

فيما تتنهد في ارتياح مرددًا

"هذه الحياة ليست جديرة بأحد"

 

كاتبة مصرية مقيمة بكندا