نواصل رحلة تقصي جغرافية شعرية مجهولة من الشعر العالمي المعاصر، وهذه المرة نقرأ قصائد لشاعر عمل وامتهن أعمالا كثيرة فقد درس الحضارة البيزنطينية والحضارة السلافية والهندو ـ أوروبية كما عمل كرسام ومؤلف موسيقي الى جانب رحلاته الاستكشافية في افريقيا وآسيا، هنا نقترب من أحد أعمدة ومؤسسي القصيدة الشعرية النمساوية.

قصائد من الشعر النمساوي

ماكسيميليان هيندلر

ت. بدل رفو

 

1 ـ القرآن

لا أجرٌ،

لا جزاءٌ،

سبباً لعبادة الرب.

لا قدرٌ

يأخذُ عنكم المسوؤلية

لخدمة الرب.

إخدموه من دون أملٍ

         من دون خوفٍ

فيكفيكم ويسمح لكم

عبادة الرب.

 

 

2ـ منذ أن أجبرتُ على هجرك

منذ أن أجبرتُ على هجرك

أتمايل عليلاً

وعبر الابواب المشرعة مترنحاً وأجوز

منذ أن أجبرتُ على هجرك

تشعين نوراً

من أعماق عذاب القلق.

منذ أن أجبرتُ على هجرك

جعلتينني عنيداً

بلظى الإدمان المهلك.

منذ أن أجبرتُ على هجرك

تحملني أجنحتك.

 

 

3 ـ ثلاثيات صوب الليل

في غسق عينيك

            نسيمٌ

جزءٌ من الطريق

من منتصف الليل

لغاية الصباح

ينفجر من قربنا

        بلا شهود.

حياتي كلها تنبض فيك،

محجوبة عن النهار،

الذي يحكي بكلمات جمة،

ذاهباً ومشغولاً في هموم مغرورة.

رؤية من دون كلام..

تضاء من لمعانك

وتحس بالأبدية في لحظة،

ولكن !

لم ترغب بعد

إلا الفوز بالأزلية.

إذا الازلية ـ بل ـ

هذا الجزء من الطريق

في نظرك

من منتصف الليل

لغاية الصباح

مهبّ في الريح

   في حظ قربنا

حين يحتضنني

  فجر عينيك.

 

الشاعر في سطور :

ـ الشاعر ماكسيميليان هيندلر  من مواليد 1939 ،

ــ اخترت هذه القصائد من ديوانه على الطريق  والصادر عن دار مطبعة فيسر.