هنا نص شعري أخر ولشاعر سوري تتقاطع رؤاه مع حالات الوجع اليومي والذي خلف الدمار وحالة الانتظار المميتة.. هنا حيث لا أمل ولا بصيص من الضوء في الأفق، فقط هذا الموت الجماعي المتواصل وشاعر ينتظر بمرارة .. الأمل.

ضبابُ الغدْ

غمكين مراد

على تخومِ حياةٍ عانس

كأسُ نبيذٍ

وقبلةُ عازبٍ من عنقودِ كرزٍ

              قبل أن يغدو نبيذاً

ألقى الدخانُ بقصيدته

على قطرات المطر

رقةُ الحريقِ في قلبهِ

مجونٌ لا مرئيٌّ في فراغٍ مثلهُ

بُعِثَ بهدوءِ الليل

          من تورية الضجر.

جالساً أُلملمُ من الانتظار

حِملهُ

فجأةً

يسحبني الفراش

أستلقي

وأحدِّقُ في عراء الجدران

ظلاً لعراء الروح

اخترقُها بنظرةٍ تائهة

ثم اختبئ

ينتشلني الذهول

جاحظُ العينين

أبقى لبُرهة

واسأل:

ما بالُ العمر نسيَّ مدّاه

ما لها السماءُ غادرتها الروح

يأخذني الملل

فأنعس

وأغني أغنية حلمٍ

بلغة الضباب

وأُلملم في الحلمِ

ما يحمله الانتظار

                  غداً.

 

شاعر من سوريا