لجدارية محمود درويش

لأن الإبداع يسطر بالتاريخ، ولأن الكلمة تظل محفورة في العلاقات الإنسانية، زار الشاعر المصري فاروق جويدة "جدارية  محمود درويش" التي شيدها مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، العام ٢٠١٢ ، في بيت بن مَطَر- ذاكرة المكان، أحدى البيوت التراثية التابعة  للمركز، وتأتي زيارة الشاعرة جويدة على هامش إلقاؤه نخبة من قصائده في بيت الشعر-بيت إبراهيم العريض تزامناً مع فعاليات ربيع الثقافة في نسخته العاشرة، وقد أبدى الشاعر جويدة إعجابه بالتكنيك المتقن لهذا العمل الفني الثقافي الذي يخلد ذكرى الشاعر محمود درويش، ويسكن كل أشياؤه وكلماته عبر جدار يفصلنا معه، كما أشاد بدور مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، لما يمثله من صرح وحضاري ومنارة تجمع العلم والمعرفة والتاريخ، مضيفاً المركز  يمتلك رؤية محكمة للنهوض بالمشهد الثقافي والأدبي ليس على المستوى المحلي فحسب بل على الوطن العربي برمته، إلى جانب ترسيم هوية الثقافة البحرينية وصون تراثها وربطها بالأصالة.

 وأعربت الشيخة مي عن امتنانها لهذه الزيارة ، وأكدت على أهمية حفظ تاريخ الشعراء والأدباء، وترسيخ قراءاتهم في اشتغالات مخلَّدة لكل الأزمنة، موضحة" الثقافة رمز لا تأتي إلا من نهل المثقفين".

  من المعروف أن جدارية محمود درويش تأتي بطول يزيد على أربعة أمتار وبارتفاع يفوق المترين، وهي مكسوة ببلاط رخامي حسّاس للضوء وفائق الأداء، وتهيئ الفسيفساء الأساس لطباعة الأبيات الأخيرة من المخطوطة الأصلية لقصيدة «الجدارية» لدرويش بتقنية فوتوغرافية خاصة، وبهندسة سمعية وبصرية حديثة، وبتنفيذ الفرنسيان، الفنانة والمصممة ماري فرانسواز روي، والفنان المسؤول عن الموسيقى والصوت، لوك مارتينيز، وبدعم ورعاية مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث