يسبر القاص العراقي غور شخصيته القصصية في رحلة بالحافلة فنتعرف على أحلامه وشهواته وتاريخ الكبت الشديد الذي يقف خلف هذه الهواجس الحسية التي تهول العلاقة بالأنثى الغربية العفوية التصرف من ناحية، ومن أخرى نتعرف على مشاعر العداء غير المعقول لإنسان عابر لا يعرف عنه شيء وبنية الكراهية شديدة الصلة ببنية الكبت في نص سلس وممتع.

سفرة معدلة

صالح جيـكور

تَسَمّرتُ واقفاً أمام الحافلة البيضاء الفاخرة، قرب رصيف محطة القطار في مدينة مالمو، قدمي اليسرى تطأ دكة الباب بتثاقل مترددا بين الصعود واللا صعود وكأن يداً خفية تتشبث بقدمي، فتحول دون خطوي.

 مازال ذلك الإحساس القديم يراودني، أي اتجاه نحو البعيد يوقظ في روحي كآبة السفر، شعور مشوب بالخوف، والحزن الممتزج بحنين غامض، فوجهتنا الوحيدة آنذاك، كانت الى جبهات الموت ؟؟..

 ظننت أن السنين الطويلة، والمسافات البعيدة، ستكون كفيلة بمحو هذا الخوف من ذاكرتي والى الأبد!.

لكن الألم توغل عميقاً، وترسب في قاع الروح..

- اصعدْ يا سيد، أو دعْ الآخرين يمرون، من فضلك.

قالها مساعد السائق بلطف، بعد أن نفذ صبره، وأنا أقف أمام دكة الباب، معيقاً صعود المسافرين المحتشدين خلفي، حيث أمتدَّ الطابور طويلاً.

اتخذتُ مقعداً إلى جهة اليمين كعادتي، قرب النافذة، بعد أن تفحصته جيداً، هززته إلى الأمام، إلى الخلف، لأتأكد أن كل شيء على ما يرام. فتشت الأرضية. جذبت الستارة الصغيرة المسدلة على زجاج النافذة. لم أعثر على ما يثنيني عن رحلتي. كنتُ أبحث عن ذريعة في داخلي للعودة.

 نداء لا أعرف مصدره، وسواس يحملني إلى ترك السفر، رغم أني لا أؤمن بالقدر، ولا أتشاءم من قطٍ أسودٍ يصادفني في الطريق، ولا نعيق غراب على شجرة، أو رشقة ذروق تسقط على رأسي من طائر. لكني أؤمن، ومتيقن بأنني أنحس الناس في السفر.

كانت الحافلة متجهة من مدينة مالمو السويدية، وستمر بمدينة كوبنهاكن الدنماركية، ثم بهامبورغ الألمانية، ومدن أخرى، وبلدات صغيرة وكبيرة، حتى تصل إلى مدينة أمستردام في هولندا.

الشمس الخريفية الدافئة شارفت على المغيب، نسمات باردة دغدغت أجساد المسافرين المنشغلين بدس حقائبهم في خرانة الحافلة السفلي، والمغتبطين بثياب نهاية الصيف الزاهية بألوانها وأزهارها، مما حملهم على فتح حقائبهم من جديد، وارتداء ما يقيهم من لذعة تلك النسائم الباردة..

عيناي تتابعان الوافدين في الحافلة وهم يفتشون هنا وهناك عن مقعدٍ شاغر..

صرتُ أفرد ساقي ما أمكنني، لأغطي حيز المقعد المجاور لي، عندما يمر رجل، أو امرأة مُسنة، وأضمها عندما تمر امرأة جميلة تفتش عن مكان للجلوس. دعوت الحظ أن يصالحني ولو لمرة واحدة في عمري!.

- هل المكان شاغر؟!.

قالتها بالإنكليزية، بنبرة ناعمة رقيقة ...

- يس، يس..

 رددتها بفرح، وأومأت لها بيدي ورأسي..

- يس ..

التصقتُ بالشباك، وضممت ساقي بشدة موسعاً الفسحة جواري خشية أن تعدل عن رأيها وتجلس في مكانٍ آخر. دفعت حقيبتها فوق رأسي، في المكان المخصص للأمتعة الخفيفة، ثم طوت سترتها الصغيرة ودستها في ذات المكان. فاح عطر ممتزج بنكهة الشكولا والليمون. ألقتْ نظرةً سريعة على الفسحة التي أفردتها وعليّ. أزاحتْ بظاهر كفها خصلات شعرها الكستنائي الموشى بخصلات شقراء، ثم ألقت بجسدها الرشيق إلى جانبي.

أصبح للعطر طعم آخر الشكولا والليمون امتزجا بنكهة جسدها الخمري الذي لوحته شموس السواحل الرملية. هذا ما نمَّ عنه البياض تحت خيوط حمالة صدرها المزاحة قليلا.

انحسر طرف فستانها الأصفر المُوشى بزهرات بيضاء صغيرة مؤطرة بالأسود، فانكشف ساقها الخمري المكتنز، تناولت كتابا صغيرا من حقيبة يدها، واستلت تفاحة من كيس صغير، فتحت صفحة مُعَلّمة بقصاصة ورق مطوية على شكل سهم. انغمست في السطور، تقرأ وتقضم التفاحة. يتوقف القضم. تتبسم، ثم تعاود القضم والتبسم. أما أنا فرحت أرهف السمع إلى سيمفونية القضم، وسحر الابتسام.

انطلقتْ الحافلة بعد أن امتلأتْ المقاعد حتى أخرها، همهمات وضحكات تنطلق من هنا وهناك. سنعبر الجسر الجديد فوق البحر، إلى كوبنهاكن، قالها مساعد السائق بالميكرفون. خفتت الأصوات، ثم ساد َصمتٌ عميقٌ.

- بإمكانكم مشاهدة البحر من ارتفاع شاهق، جسر جميل، تعبر عليه القطارات، والشاحنات والسيارات، وتمر من تحته أكبر السفن والبواخر

قالها الدليل وأغلق المايك، فعادت الهمهمات والضحكات.

استوت واقفة تتطلع نحو البحر الذي تحتنا..

 آسفة، سأزعجك قليلا!. -

قالتها في أبتسامٍ، منحني رؤية عينيها العسليتين.

 - أود أن أرى البحر، وها نحن أصبحنا في منتصف الجسر، أي أعلى نقطة فيه!.

- لا.. أبداً، بأمكانكِ يا سيدتي الجلوس مكاني إلى النافذة، والاستمتاع بهذا المنظر الجميل.

- شكراً لك، إنها المرة الأولى التي أعبر بها على هذا الجسر، فقط أود أن أشاهد البحر من هنا، هي لحظات، ليست إلا..

وددتُ لو أن الجسر بلا نهاية، والبحر بلا ضفاف أو شطآن، لتظل هذه الفاتنة، تنشر عبير جسدها الرشيق المائل فوق وجهي وهي تتطلع إلى البحر، مسافة قصيرة، قصيرة، ويلامس وجهي نهديها المكتنزين، والمتدليين بفعل الانحناء، آه لو أن الطرف الآخر للجسر يمتد إلى نهاية الكون.

لم أر البحر ..

 ولم أر الجسر ..

 لكني رأيت السحر، وشممت العطر.

 عادت إلى جلستها الأولى، مستأنفة قراءة الكتاب الذي حاولتُ طويلاً أن أتعرف على عنوانه، لعله يكون مفتاح الحديث بيني وبينها، لكن دون جدوى. لم استطع فك طلسم تلك الكلمات لأنها ليست باللغة الإنكليزية.

 الفستان الأصفر بورداته البيضاء المؤطرة بالأسود ينحسرُ مرة أخرى من جهته اليمنى ليكشف الساق، وما فوق الركبة بقليل، يا إلهي .. أدركت لوهلة أنني في مأزق لذيذ، كنتُ أخشى التلفت المتكرر والنظر المباشر، الأمر الذي قد يعطي انطباعا سخيفاً عن تطفلي، لكن من سيتحمل هذا الأمر من؟ ومن يجلس جواره جنة جهنمية؟!

ليس مهماً أن أُحدثها الآن مادام العطر يسكرني، ومادامت الأكتاف تتلامس مع تماوج الحافلة التي دخلت مدينة كوبنهاكن، أجمل اللحظات تلك التي تعبر فيها الحافلة مطب اصطناعي، أو منعطف حاد، ينعم علي بالاهتزاز الرقيق الذي يلهب جسدي حينما يلامس كتفي زندها الدافئ..

هبط الليل على المروج والبيوت المتناثرة فوق التلال الصغيرة بعد أن خلفنا المدينة الكبيرة بأضوائها وصخب شوارعها، وناسها.

أصبحت النافذة مرآة جلية أتطلع من انعكاس زجاجها إلى هذه الفاتنة الصامتة التي لم تكلمني حرفاً واحداً. بعد عبورنا جسراً خلفناه وراءنا قبل ساعة. اتخذتُ زاوية تتيح لي رؤية ساقيها دون أن أثير انتباهها. مررت كفي على ساقها في وهم مرآتي. نزلت إلى الركبة، الساق، كف القدم الصغيرة. داعبت الأصابع المطلية الأظافر بالأحمر القاني. مددت يدي إلى حقيبتي الجلدية المحشورة بين قدمي. تحسست ُ زجاجة الويسكي الصغيرة. جرعة واحدة وأسألها من أي بلد هي. جرعتان وأحدثها عن الطريق والسفر والمدن البعيدة. ثلاث جرعات وأسألها عن اسمها ووضعها الاجتماعي، وحينما تفرغ الزجاجة. سأقرأ لها أبياتاً من شعر السياب وأقارن لها بين مرآب النهضة والعلاوي وساحة سعد وهذه المحطات الرمادية. وسأحدثها عن رعب نقاط التفتيش ورجال الانضباط العسكري في مداخل المدن ومخارجها، وربما سأشهق باكياً في غمرة سعادتي بمعرفتها.

 - لا.. ليس وقت للشرب الآن!.

 دفعت الزجاجة بيدي.

- إلى جانبك ما يُسكر مدينة كاملة!.

عدلت عن رأيي وعدت إلى مرآتي التي تطل على العالم بأسره.

صوبت نظري هذه المرة نحو شعرها الكستنائي الناعم، بقصَة (الكاريه) والخصلات الشقراء بلون العسل، لم ترفع عينيها عن هذا الكتاب اللعين. التفتُ لأرى أهدابها الطويلة التي تلامس زجاج نظارتها الجميلة بإطارها الأسود اللامع. انتبهتْ والتفتت إلي باسمة بعد أن أطبقت الكتاب للحظة، تبسمتُ لها ..

- يبدو أنه كتاب ممتع؟!.

سألتها بعد صراع بين جرأتي وخوفي ..

- إنها قصص نرويجية تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر ..

سألتها عن اسم المؤلف، قالت : أنها لمجموعة من الكُتاب، وبعضها مجهول مؤلفها، تداولتها الناس، أغلبها حكايات شعبية ..

- أنتِ من النرويج ؟

 نعم من ضواحي مدينة أوسلو، ومسافرة إلى مدينة هامبورك، المحطة القادمة ..-

كان وقع كلماتها الأخيرة، أشد علي من بيان طلب مواليدي إلى الخدمة العسكرية .. يا إلهي ستنزل بعد أقل من نصف ساعة!. اللعنة على الحظ، يبدو أن النحس لا يقوى على فراقي، وها هو يكشر لي ساخراً مني ومن أحلامي بليلة سفر هانئة قرب هذه الفاتنة .

الحافلة تتماوج من جديد في مدينة هامبورغ الألمانية، لم تعد لي الرغبة بلعبة لمس الأكتاف، ها هي دقائق وترحل. توقف الباص في محطة المدينة. كان المطر ينهمر والركاب المنتظرين يحملون مظلاتهم وحقائبهم فرحين بوصول الحافلة.

ارتدتْ جاكيتها القصير، ثم سحبت حقيبتها وودعتني بلطف متمنيةً لي رحلة سعيدة. ظلال ابتسامة ترتسم على وجهي الزاوي. نزلتْ بخفة مثل قطة جميلة. تابعتها لم تلتفت إلى الوراء إلى أن غابت في العتمة.

الركاب الجدد يصعدون بصخبٍ مسموع، يبدون أكثر من الذين نزلوا، أو هكذا هيأ لي؟!.!

عُدت إلى لعبة فرد الرجلين وضمهما، وأنا نصف مغمض، توقف قبالتي رجل ضخم الجثة يرتدي معطفاً كبيراً. يفتش بعينيه هنا وهناك عن مقعدٍ شاغر. حدق بي للحظة. فردتُ ساقي إلى أقصاها وأنا أتناوم، حتى شغلت فسحة المقعد الذي غادرته الحسناء وتركتني بحسرتي، ودون كلام ارتمى الرجل على المقعد، وكأنه كشف لعبتي، فأراد متعمداً هرس رجلي التي تعدت حدودها ..

نظرت إلى وجهه المنعكس على زجاج النافذة؛ وجه عريض أحمر بذقن كثيفة، خصلات شعره ألأشيب تدلت فوق معطفه الذي لم يخلعه رغم الدفء داخل الحافلة. كان يتنفس بعناء لاهثا، ويصدر صفيراً مقرفاً من أنفه، حاصرني كتفه والجانب الأيمن من مؤخرته. التصقتُ بالشباك لاعناً يومي الأغبر وحظي الأشد سواداً من هذه الليلة.

الطريق طويل، أمامي ليلة كاملة كيف سأقضيها إلى جانب الماموث هذا؟!. بدأتُ أشعر بالضيق والاختناق، كيف سأتخلص من هذه المصيبة، هل أنزل في هذه البراري الباردة، وأهيم على وجهي مثل المجنون؟. دفعته بكتفي، كنتُ كمن يدفع جداراً لا يتزحزح، التفتَ إلي محملقاً بعينيه الحمراوين، ثم أطلق ضحكة صاخبة.

- لستَ الوحيد الذي يعاني من مجاورتي في الحافلات، فأنا ضخم كما ترى، وهذه المقاعد السخيفة لم تصمم لأمثالي هههههه!.

عاد يقهقه، فاحت عفونة لا تطاق من فمه، يا إلهي أين المفر؟!.

ولكي يضفي على مصيبتي قتامة، أخرج سندويشة بيض مسلوق كبيرة وراح يلتهمها بشراهة، ابن الكلب يبدو أنه مجنون، بل هو مجنون أكيد، لا يمكن لعاقل أكل البيض في هذا المكان الضيق المحتشد بالركاب، الرائحة تنتشر في المكان كله، تخنقني، أشعر بالدوار. استويت واقفاً، تلفتً إلى الخلف إلى الأمام، إلى كل الجهات، لعلي أعثر على مقعدٍ شاغر ينقذني من هذه الكارثة، ولكن دون جدوى. الحافلة ممتلئة إلى أخرها، الركاب انسجموا وتعارفوا يضحكون ويتبادلون أرقام الهواتف والعناوين. حاولت تجاوزه بالخيال مستحضراً صوت تلك الحسناء الرقيقة، وعبير جسدها الخمري، لكن هيهات هذه الجثة القابعة جنبي أزاحت آخر نسمة عطر خلفتها تلك الحسناء على المقعد.

من سينقذني من هذه الكارثة غيركن ؟؟ مددت يدي إلى زجاجة الويسكي. فتحت الغطاء وعببت نصف القنينة الصغيرة. دفعة واحدة، لم أستشعر حِدة طعمها، فرشفت جرعة ثانية بسرعة، سرى دفء لذيذ في جسدي وأنا أعب آخر قطرة من هذا الشراب الأشقر الساحر..

أعدت الزجاجة الفارغة إلى الحقيبة، وتلمست الثانية الأكبر حجماً من الأولى، أحسست بشيء من الارتياح، لأنها منقذي الوحيد، ستغسل أفكاري المظلمة، وتخفف من حدة الكآبة التي تجثم على صدري..

سرحت مع القمر الباهت، السائر بمحاذاة الحافلة، السماء رمادية السواد، شحيحة النجوم، أحب العتمة الحالكة في وطني، الليل هناك سواد حقيقي، ونجوم كثيرة، تلمع في الظلام الرحب كالمصابيح..

نظرت إلى الرجل من خلال زجاج النافذة. كان صامتاً يحدق في الفراغ، نظراته تخلو من أي تعبير. صفير أنفه يدق في رأسي مثل نقار الخشب. انتابني شعور بالخجل والإشفاق، كوني قرفتُ من رجل لا أعرفه ولا يعرفني، ربما يكون مريضاً، مسكينا، معتوهاً، أو ربما مجنون، لقد دفع أجرة المقعد مثلي ومثل أي راكب آخر، مثل تلك الحسناء التي لملمت العطر والسحر ومضت. من حقه أن يجلس في المكان الذي يريد، هكذا حدثتُ نفسي لعلي أستطيع مقاومة هذه الليلة التي بدت لا نهاية لها.

أخشى النوم، أخشى كوابيسي التي مازالت تلاحقني في قيلولتي، أو في أي إغفاءة مهما كانت قصيرة، لكني سأرغم نفسي هذه المرة على النوم. سارعت برشف جرعتين من زجاجة أخرى. كان كرش الرجل يرتفع وينخفض على إيقاع الشخير وصفير الأنف، مما دفعني إلى مضاعفة حجم الجرعات وسرعة عبها حتى سقطت في غفوة لا أعرف من أين حلّتْ هل من جرعات الكحول، أم من الغثيان الذي أصابني من رائحة ثيابه وأكياس الأكل الفارغة.

فرأيتني كأني دخلتُ مرحاضاً عاماً في الباب الشرقي، وعلى حين غرة أخنفت الناس، وأوصدت الأبواب وأنا دخل تلك المراحيض القذرة. صرخت بأعلى صوتي. رفستُ الأبواب والجدران، لا أحد يسمع ندائي، قدماي ثقيلتان. الرائحة تخنقني. تشبثت بقفل الباب الكبير، ورحت أهزه بما تبقى لدي من قوة. رفست الباب، فإذا بها تنفتح على أرض قاحلة في جبهة الحرب، كان الجنود يتراكضون مذعورين إلى كل الجهات، يصرخون، غاز الخردل، ارتدوا الأقنعة، ضربة كيميائية، رحت أركض معهم مذعوراً، وأصرخ. أرتطم رأسي بزجاج النافذة، خردل.. خردل، أفاق الركاب على صراخي، عبرت على فخذ الفيل، هرعت نحو السائق ومساعدة، ارتميت بين أقدامهم لاهثاً، صرخت

- أوقفوا الحافلة، افتحوا الباب، إنه يريد قتلي..

- من هو ؟؟

صاح السائق ومساعده .. أشرت نحو الرجل الذي هب من كرسيه غاضبا نحوي.

أفقت من الكابوس فوجدتني محشورا لصق زجاج النافذة غارقاً بعرقي والركاب يغفون على كراسيهم.