رحل عملاق الأدب الألماني جونتر جراس عن عالمنا يوم الإثنين 13 أبريل (نيسان) 2015 عن عمر يناهز السابعة والثمانين. و(الكلمة) إذ تحتفي به هنا فليس ذلك فحسب لقيمته الأدبية الكبرى التي كرستها جائزة نوبل عام 1999، ولكن أيضا لأنه كان بحق أحد أبرز حراس (الكلمة) في عالمنا المترع بالكذب والزيف وممالأة السلطات، وأبرز الذين دافعوا عن الضمير الإنساني في الثلث الأخير من القرن العشرين وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

جونتر جراس .. وجسارة الضمير الإنساني الحي (ملف العدد)

رحل عملاق الأدب الألماني جونتر جراس عن عالمنا يوم الإثنين 13 أبريل (نيسان) 2015 عن عمر يناهز السابعة والثمانين. و(الكلمة) إذ تحتفي به هنا فليس ذلك فحسب لقيمته الأدبية الكبرى التي كرستها جائزة نوبل عام 1999، ولكن أيضا لأنه كان بحق أحد أبرز حراس (الكلمة) في عالمنا المترع بالكذب والزيف وممالأة السلطات، وأبرز الذين دافعوا عن الضمير الإنساني في الثلث الأخير من القرن العشرين وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ليواصل بذلك مسيرة كتاب كبار من عينة جان بول سارتر وإدوار سعيد وبيير بورديو الذين حملوا بالفعل مسؤولية الكلمة، وأدركوا أن حرية الفكر لا تتحقق بالكتابة وحدها، وإنما بمواجهة الظلم وفضح زيف السياسة والساسة على السواء. وبالرغم من عبء التاريخ الألماني الذي يحمله على كاهله، ووصمة العداء للسامية التي حولتها الصهيونية المجرمة إلى سيف مسلط على كل من يعارض غطرستها أو سياساتها الوحشية. وقف جونتر جراس بشجاعة في وجه سطوتها التي لا يستطيع مجلس الأمن نفسه أن يواجهها، وقال «ما يجب أن يقال» في قصيدته التي أثارت موجات من السخط والغضب في دولة الاستيطان الصهيوني في فلسطين.