بعد موجات الغضب التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت احتجاجا على تحولها الى مركز للنفايات المتراكمة وهي المشكلة التي أفضت لسلسلة من الاحتجاجات، تحتضن العاصمة معرضا فنيا يعرف مشاركة فعلية للعديد من الدول، وتجتمع فيه أعمال فنية من الرسم والنحت والتصوير والتصميم والفن الرقمي، وهو ما يعيد لبيروت "جمالها" الذي افتقدته.

بيروت تتجمل بـ«آرت فير»

الأعمال المشاركة من 18 دولة في المعرض تشمل الرسم والنحت والتصوير والتصميم والفن الرقمي، والحدث يمد جسور التواصل بين الشرق والغرب.

تستمر فعاليات معرض "بيروت آرت فير" في العاصمة اللبنانية الى حدود 20 سبتمبر/ايلول، ويشهد مشاركة 18 دولة حول العالم. وتتنوع الأعمال المشاركة في المعرض بين الرسم والنحت والتصوير والتصميم والفن الرقمي. ورغم احتجاجات ومظاهرات على تردي الاوضاع في لبنان وانتشار القمامة، ازدانت مؤخرا شوارع بيروت بالأعمال الفنية تمهيدا لافتتاح المعرض الحدث.

وعند مدخل بيروت الشمالي، يتراءى للمارة مشهد يفوق الخيال: جبل نفايات يرتفع بضعة امتار ويختلط فيه الخبز العفن والأطعمة المهترئة والاكياس التي تنبعث منها روائح مثيرة للغثيان. جبل النفايات هذا او "جبل الكرنتينا" هو اكبر المكبات العشوائية التي اعتمدت كحل مؤقت لازمة نفايات مستمرة منذ شهرين في بيروت ومحافظة جبل لبنان، ما اشعل حركة احتجاجية لا سابق لها ضد الطبقة السياسية شارك فيها الاف اللبنانيين. ونتجت ازمة النفايات بشكل أساسي عن إقفال مطمر الناعمة جنوب بيروت في 17 تموز/يوليو في غياب حلول بديلة عنه. واعلنت الحكومة في العاشر من ايلول/سبتمبر خطة لحل الازمة، الا انها لاقت رفض سكان المناطق، التي من المفترض ان تعتمد فيها المطامر، وناشطي المجتمع المدني.

ويضم المعرض المقام في مركز بيروت الدولي للمعارض "بيال"، صالات العرض الدولية للفنّ الحديث والمعاصر والتصميم، وسيتم عرض نحو 1500 عمل فني لأكثر من 300 فنان من 18 دولة. وللمرة الأولى في بيروت وفي معرض "بيروت آرت فير"، وفق المنظمين، سيتم عرض مجموعة من الفيديوهات للفنانة العالمية "مارينا ابراموفيتش"، الرائدة في فن الأداء والفن المعاصر، إضافة لعرض الفنون الرقمية.

وافادت لور دوتفيل، مؤسِّسة ومديرة "بيروت آرت فير" أن المعرض "يهدف الى دعم الإبداعات اللبنانية الشابة في مجال التصميم"، مشددة على "مكانة التصميم كفنّ بحد ذاته". وأبرز الدول المشاركة من جنوب شرق آسيا إندونيسيا والفلبين وسنغافورة، والصين.

ولفتت دوتفيل أن المعرض هذا العام "سيستقبل طاولات مستديرة لمناقشة تنوع الهويات الثقافية في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب وجنوب شرق آسيا وجنوب شرقها". واعتبرت مؤسِّسة ومديرة "بيروت آرت فير" أن هذه اللقاءات "تعزز التواصل والتفكير بين الزائرين وشخصيات معروفة على الساحة الفنية العالمية". وأضافت دوتفيل أن الحدث يؤكد "موقع بيروت كعاصمة ثقافية وفكرية في العالم العربي وكصلة وصل بين الشرق والغرب". واشارت لور دوتفيل ان المعرض "يشكل واجهةً للإبداع المفتوح على الخارج، خاصة وأنه بات يُعد من أعرق المعارض الفنية في الشرق الأوسط". وستتناول الجلسات مواضيع مختلفة، مثل تطوير التصوير الفوتوغرافي الوثائقي في العالم العربي، والعمل الخيري الثقافي.

ويبرز معرض "بيروت آرت فير" على السّاحة الفنية الإقليمية والدولية، ويتيح اكتشاف فنّانين شكّل تراثهم وثورات بلادهم التاريخية مصدر الإلهام الرئيسي لهم. وأعلنت مؤسسة "طش فش" في بيان أنها تشارك للسنة الثانية في المعرض، "إيمانا منها بأهمية فن الكاريكاتور وإعادة إنعاشه وإبراز مكانته كفن سهل ممتنع في عالم الرسم". وتتطلع "طش فش" الى تحقيق أهدافها من خلال الكتب التي تنشرها، وعبر موقعها الإلكتروني وقاعدة بياناتها، جنبا الى جنب مع مبادرتها لمشروع مشترك مع الشركة الأردنية للرسوم المتحركة "خرابيش". كما تولي المؤسسة في جناحها هذه السنة مكانة خاصة لفنانين محترفين وذلك لدعم إبداعاتهم وأعمالهم الفنية من لوحات ورسومات كاريكاتورية تنعش الساحة الفنية والثقافية في لبنان والعالم العربي.