بعد أن تعرف القارئ في عددين سابقين على إبداع هذا الكاتب السوداني في القصة، نقدم هنا قصيدة جديدة له تكشف عن تفرد قاموسه اللغوي وبنية قصيدته الإيقاعية التي تقيم جدلا خلاقا مع أمشاج من التاريخ.

ترانيم

جمال محمد إبراهيم

 

عِمْ سَلاماً يا حَبيْبَ الرّوْح ِ،

 مَتّعْ  ناظِرَيَ بحُسْنِ قلبكِ  وانْتبِهْ

كَيْفَ انتقاصُ العِشقِ يَحسَبهُ  فؤادانا كمَالاً وامْتلاءَا..

مَا تناجينا وَلاَ وترُ الكمَانِ اسْتقبلَ القوْسَ ابْتِدَاءَا

لاَ .. وَلا في عُتمةِ  الشوْقِ  أضَاءتْ  نجْمَةٌ

تحتارُ كيفَ  تمُدّ  أذرُعَهَا لقلبيْنَا  خِباءَا

يا ترَانيمَ السّمَاءِ . .

 تنزّلي في ساعةِ السَحَرِ النّديّةِ

واسْبقي شمْسَ  المدَاراتِ القصيّةِ

 كَيْ  تُباهيهَا  ضياءَا

مِنْ بعْضِ جُغرَافيّتي ،

منْ جُرحِ  أنهارِي وَمِنْ سُهدي

تسرّبَ ماؤُكِ السِحريّ في دَغلي فأطرَبَني حُداءَا

أما استدنيتُ قلبَكِ في اغترابيَ   فاستجاب َ مُغرّدَا

ودَنَا اشتياقُك ِ لي  وَقدْ لبّتْ جوانِحيَ النِداءَا ..؟

أوَمَا تناهَىَ خفْقُ قلبِكِ مِلءَ  أسْمَاعِي  

نشيداً مُترَفَ النغماتِ  مُمتلئاً غِناءَا ..؟

سرَىَ بَدَني إليكِ  فدثرينيِ

مِنْ حدائقِ مُقلتيك ِ وألبسينيِ

ثوبَ عافيةِ  المحبّةِ  واستبينيِ كيْفَ  تستجليِ  حِرَاءَا . .

 إنني فارقتُ صحْرائي وبردَ مواسمِي . .

 ودفنتُ ألويتي ،  وأقصيْتُ الشِتاءَا. .

تعالي رمّمِي بعضَ انكسَارَاتي ، أذيبي ثلجَ أيامِي

بدفئك ِ  زمّلينِي . .

أنت ِ من جَبل ٍ وفي نَهرٍ  أنا ..

هيّا اْقبلِي وتمَهَّلِي نَحْوي فَخِدرُكِ فِي سَفيْنِي

وانشدي الأشعارَ . .

ثُمّ تضوّعِي مِسْكاً ، فسِحرُكِ  مِن لُجينِي . .

بيروت - يوليو2007