رسالة تونس

ثلاثون للفاضل الجزائري

كمال الرياحي

شريط سينمائي  جديد يرصد سير الأدباء والمفكرين التونسيين 

حضرت مجلة (الكلمة) فعاليات ندوة صحفية الاثنين 10 سبتمبر 2007 بفضاء مسرح الشركة التونسية للكهرباء و الغاز التي اعلن فيها عن اطلاق تصوير فيلم ثلاثون للمخرج التونسي الفاضل الجزيري. هذا الفيلم الذي سيتناول حقبة مهمة من تاريخ تونس (الثلاثينات من القرن العشرين).

وقد أعلن المخرج أنه سيتعرّض لمسيرة المصلح الطاهر الحدّاد في العشريّة الأخيرة من حياته حين خرج عن الحزب وانشغل بالحركة النّقابيّة رفقة صديقه محمّد علي الحامّي وعندما انهمك في تأليف كتاب "العمّال التونسيّون" بعد حلّ "جامعة عموم العملة التونسيين " ومحاكمة زعمائها ثمّ نفيهم. ويتواصل مسار الرّجل بنضاله الاجتماعي عند معالجته لأمراض المجتمع و إصداره لكتاب (امرأتنا في الشريعة والمجتمع) الذي لقي مناهضة كبيرة من طرف بعض عناصر الحزب وثلّة من أقطاب النظارة العلميّة لجامع الزّيتونة عرّضته لمهاجمات شرسة لردعه.

وتتقاطع مسيرة الحدّاد في هذا العمل مع مسارات شخصيّات أدبيّة وفكريّة طبعت بحضورها وإبداعاتها فترة الثلاثينات الصّاخبة بالأحداث اللاّفتة كالمؤتمر الإفخارستي ومناورات سلطة الحماية لإحباط كل عمل نقابيّ أو سياسي يطالب بالحقّ  في حياة كريمة. كما يركّز السّيناريو على أحداث أليمة أثــّرت في الحدّاد تأثيرا بالغا كموت صديقيه الحامي والشابي اللّذين منحهما من كيانه حيّزا هامّا. ويحرص السّيناريو أن يراوح ويمازح بين أطوار الحياة الخاصّة للشخصيّة وأطوار المجتمع في تلك الآونة نظرا لانصهار حياة الحدّاد في الخضمّ العام للبلاد. يرفع هذا السّيناريو ـ كما صرّح مخرجه و منتجه ـ إلى دائرة الضوء شخصيّات أدبيّة، فكريّة و سياسيّة طبعت بحضورها فترة الثلاثينات.

يقول الفاضل الجزيري معلّقا : لقد أردنا أن تكون نقطة الارتكاز في هذا السّيناريو مسيرة المصلح الطاهر الحدّاد في مواجهة للفكر السلفي و الاستعمار. وقد أحطناه بثـلـّة من أبرز أعلامنا الذين عايشوه من قريب أو من بعيد في علاقات صراع ووحدة قصد إثارة بعض أهمّ القضايا التي خاضت فيها النخبة المثـقــّـفة طلبا لإستقلال البلاد وازدهارها، مؤسّسة فكرا حداثيّا عاضد النّضال من أجل إنشاء الدّولة العصريّة.

فبقدر ما ركـّزنا على القضايا المطروحة وقتئذ أولينا اهتماما إلى الحياة اليوميّة حتّى نقرّب الشخصيّات من متلقـّي اليوم، فيشعر بعزّ الانتساب إلى هذه العلامات. إذ نحن نعتقد أنه لا يمكن مواكبة تيّار العولمة اليوم دون ثوابت أفرزتها مساراتنا فشكلت أرصدة ذاكرتنا وحدّدت هويّتنا.

وأكّد المخرج أنه اعتمد لإنجاز هذا السّيناريو طريقة انتقائيّة، التقط فيها اللّحظات النّابضة من مسارات الشخوص داخل أهمّ المواقع المعماريّة  للمدينة.وحوّل عن طريق التخيّل فضاءات  الصمت إلى مجالات عامرة. و واصل متحدّثا عن تقنيات الفيلم: أمّا الإيقاع العام فهو سريع، متلاحق يضارع سرعة تحوّلات الفترة وكثافة أحداثها دون أن نهمل التناقضات التي تخترق الشخصيّات في لحظات جدّها ولهوها، في أحايين عشقها و خيبات أملها. في تردّداتها البشريّة وطموحاتها العملاقة ... آملين أن يشعر المتفرّج بأنها كائنات تشاركه هواجسه ونوازعه وتعرف كيف ترتقي بها.

و يؤكّد المخرج أنه حرص على أن تكون الصورة عصريّة، تأليفيّة نقيّة معتمدة الأرشيف المصوّر لتلك الحقبة. وأن تكون اللّغة متعدّدة المنابع واللّهجات موقعة، سهلة في متناول الجميع ... فطموحنا هو إنجاز الفيلم باللّغتين العربية والفرنسية حتّى نتمكّن من تحسيس أكبر عدد ممكن من المتفرّجين. و قال انه استلهم موسيقى الفيلم من القوالب الموسيقيّة السائدة زمن أحداث السيناريو محافظا على روحها، متصرّفا فيها بتوزيع حديث يصبو إلى إفراز نوعيّة متعارفة في فنّ السّينما شرقا وغربا.

تجدر الاشارة إلى أن الفاضل الجزيري  عرف كمخرج مسرحي و لكنه خاض تجربة الاخراج السينمائي في فيلم شيشخان الذي قام بدور البطولة فيه الممثل المصري جميل راتب.

الفيلم الجديد  كتبت السيناريو الفيلم الجديد ثلاثون الروائية التونسية المعروفة عروسية النالوتي  صحبة المخرج وهو من نوع الدراما التاريخية ومدته 105 دقيقة و ناطق بالعربية و الفرنسية انطلق تصوير الفلم يوم الثلاثاء 18 سبتمبر 2007 و يتواصل إلى  يوم الاحد 25 نوفمبر 2007.  أكّد المخرج أنه سيحتاج الى 211 ممثلا وخمسمائة ممثل عرضي ـ كومبارس ـ  وصف الفيلم بأنه الاضخم تكلفة في تاريخ  السينما التونسية، و تتداول الأوساط الثقافية و الاعلامية  أنه سيعرض في مهرجان كان لسنة 2008.

الممثل مروان طرابلسي الذي سيلعب دور أبوالقاسم الشابي

رامي فنا الممثل الذي سيقوم بدور محمد على الحامي

الممثل وليد نهضي الذي سيقوم بدور الكاتب التونسي الشهير على الدوعاجي