يصور القاص المصري بسرد سلس العالم الداخلي لمجنون مهووس بإشعال الحرائق والكيفية التي يرى بها العالم المحيط به والأشياء باحثا في سر تعلقه بالنار وتجلياتها في نفسه في نص مكثف وقصير ومشوق.

النافخ والمنفوخ

سـمير المنزلاوى

أمسك الشيطان بقطعة قماش مبللة ، ومسح من ذهنها أن بشائر الباذنجان ظهرت . وهكذا نسيت زوجة بسيونى ، أن تقيد يدي ورجلي زوجها إلى قوائم السرير!

من ثم  سيتسلل كالهر ، ليضرم اللهب في كل ما تصل إليه يداه !

قال الطبيب انه يكون  تحت تأثير آلاف الإبر التي تخزه داخل وخارج جسده .

أما العلاقة بين النار والباذنجان ، فتكمن في اسمه ذي الأصل الفارسي ( بيض الجان ) !

مر موسمان بلا حوادث . كانت تتجاهل بصرامة  صرخاته ليقوم إلى الحمام .  وتتحمل أنينه و رائحة  صنانه ، والصعود  بالفراش إلى السطح !

وجد نفسه  الليلة طليقا في ظروف عجيبة .

 الزوجة في سابع نومه !

الليل في عنفوانه ، والإبر تمزق جسده من الداخل والخارج .

كمتدرب على التعلق ، وجد نفسه على سطح جيرانه . أصوات مبهمة تهب عليه . تهتاج أعصابه .

 البيوت كتلة كبيرة من السخط , بقفزات  سريعة ابتعد .

لن يسترخى ويتمطى  وينام بعمق ، حتى ترتفع أعمدة الدخان بروائح الأشياء  والصرخات واللحم البشرى.

سيلعق لسان النار النوافذ وبئر السلم ، يعجبه الطعم ، فيلتهم أمتعة البيت ، وربما سكانه !

أراد أن يبدأ ، لكن يده تصلبت . نسى أنه اختار بيت جابر ، وتربع فوقه  . السحب الخفيفة تركض وتلتفت نحوه .

سيكون الأمر مكررا وباردا ، كتناول الطعام ، والذهاب إلى الحقل ، والنوم مع زوجته !

ثم تعود للقيد السميك كالدابة ، وتبول على الفراش ، وتنتظر اختفاء الباذنجان !

تجرى أمامه الأشياء الكثيرة التي أحرقها . لا تثير فيه أي  نشوة .

لم يعد يذكر لماذا اختار بيت جابر !

الليل كالحصان الجامح ، لن تعود الفرصة أبدا .

امتدت يده دون أن يمدها ، فأشعلت النار في ملابسه . 

استمتع بالدفء رغم حرارة الصيف ! نظر إلى البلدة وتشمم رائحة المحاصيل في الحقول ، و ابتسم .

 كشعلة متقدة ، ظل  يرقص على موجة عالية من اللذة،  حتى صرخ .