يكتب الشاعر المصري محمد الشحات تلك اللحظات القريبة من شجون اليومي، حيث لا يتكفل وهو يصيغ منها ما يشبه "الاعترافات" التي تنقل لنا بعضا من قلق الشاعر اليوم أمام ما يحدث أمامه دون أن يجد له توصيفا مناسبا، غير أنه يصيغ من خلال قصيدته تشكيلا مجازيا أقرب لمونولوج قصير.

اعترافات تستسلم لرائحة الحزن

محمد الشحات

الاستسلام لرائحة الحزن

كان يحاول أن يتخلص

من رائحة ظلت تنقر

بوابات الأنف

لتدخله

قاومها

والتحف بأشجار الليمون

وحاول

أن ينسج من رائحة الحزن

رداء يلبسه

مر على قافلة

جاءت من حيث تجئ الشمس

وحاول أن يتنفس

ما حاط بها من نسمات

كانت تحمل أنفاس العشاق

توضأ

فيما حاول أن يوقف

أصوات النسوة

كى لا تفسد خلوته

انكسرت رغبات العشق

فراح يلملم عنقود الحزن

اختلط برائحة الليمون

فظل يقاومه

تمهل ثم انقض عليه

وأسكنه في غرفته

حتى حين يجئ مساء

يطلقه من محبسه

ويسامره

كان يحاول أن يتخلص

 مما علق بأستار القلب

انفلتت

رائحة الحزن

ولفته

فاستسلم

 

 

اعترافات لابد منها

 (1)

كنت أجلس فى غرفتي

بينما كان صمتي

يحاول أن يتحرش

بي

ويخرج صوتي

 

(2)

كنت أبحث

عن سلة

لأخرج ما فاض من هدأتي

وأخفي ملامحها

ثم أجلس منتبها

لعل الهدوء يفاجئني

 

(3)

مر عام

على موت قلبي

ومازال ينبض

يسكن في صدره

هادئا

يترنح فى نبضه

ثم يسقط منتفضا

عندما هزه

بعض شوقي

 

(4)

كان يجلس عند ناصية الوقت

يحاول أن يتحسس

ما عاشه

يحن الى يومه فيحمله

ويجلس غير منتبه

بأن السنين التي عاشها

سوف تسقط من عمره

أو تمر

 

(5)

زارني وجه أمي

لم يزل مثلما كنت أعرفه

غير أن سحابا من الحزن

كان يمضى به

ثم يحمله

فيسقط

فى غفلة

فوق وجهي..