يعيدنا الشاعر العراقي صفاء سالم اسكندر الى قدر الشاعر اليوم، في عالم يمور بالويلات ومشاهد الدم والقتل اليومي، أن يكون صوت الشاعر قادرا على فتح كوة للأمل من ديدن هذا الوجع والانكسار والمشهد المأساوي، هي ذاكرة تتحرك اليوم وتحتاج لقيمة الحياة كي تستمر.

ذاكرة ينقصها ألف

صفاء سالم اسكندر

ينقصنا آلف لنكون واحد

توهج مثل مصباح

لترى ابتعادي عنك

تأملني جيداً

صوب نحوي مسدسك

وأطلق عليّ ما تشاء من الرصاص

- الكلمات –

دون أن تعد كم رصاصة ستدخل جسدي

وأيهما ستفلت

حتى تطلق حسرتك لأنها ضاعت

انتظر لحظة سقوطي النهائية

اقترب مني

ضع حذائك على رقبتي

وابصق على وجهي مثل ممثل بارع

.......

أعرف أني أحمل ذنبك

يوم وضعتك سائلا منويا

في غرفة فقيرة بنفس ملامحي الكريهة

وباسم لا يروقك من اختياري

 . . . .

 ولأني أحلم أن يبقى الشعر

ولا ينقرض

رجوت الله أن تلدك أمك شاعراً

مثل السياب أو ماياكوفسكي

.....

الآن

 فرغ مسدسك من الرصاص

اكتب قصيدة من الدماء التي حولك

على تراب الأرض

ليرى

الشيطان

قتلانا

ويترك

وسوسته..

 

ذاكرة من الأقدام

1.

الماء يشرب العطش ليدخل بيوت الفقراء

لا يذمه القدر

كما الجوع .

 

2.

الشارع

ذاكرة من الأقدام .

 

3.

ذاكرتي

تمتلئ بالموتى

لذا هي تصلح أن تكون ثلاجة لحفظ الموتى

 

4.

الغرفة

رئة أحلام طينية

تشهق أحلامنا لتزفر بها الى السماء .

 

5.

اشطب هواك من رئتي

كي لا أخطاك

وأنا

أتنفس مرة اخرى

 

6.

الوحدة

غار الأنبياء

 

7.

ذكرت أن التقيك

بلا أنا

كلما مرت عيوني على حبك .

 

8.

لو أن العصافير

حكمت العالم

لكانت بيوتنا عشا

ونحن نتعلم الطيران

 

9.

على مسرح الأرض

خرج الممثلون عن النص

فهجر أهل السماء

كراسي المشاهدة .

 

10.

تسأل الهواء

ماذا تنفست رئتاك؟

ولا تسأل أصابع الفقير ماذا أكل؟