قصيدتا هذه الشاعرة الأردنية مختلفتان ولكنهما بشكل ما متحاورتان في تناولهما الخاص لزمن السقوط الفلسطيني الجديد.

قصيدتان

عائشة الخواجا الرازم

. الفأر
من زمان الحشرات
حينما كنا صغاراً
والطريق الحر نحو الدرس
مملوءاً بكل الأمنيات
والأعادي تنثر الأوراق في قلب المخيم
والأعاصير تغني فوق سطح البيت
تعلي الأغنيات
والندى يرفق بالخد
وشقراء البنات
*   *   *   *
أذكر الغرفة في الساح
وقفل الباب يصدأ !!
وأراجيحي على الرمل
تنادي جملة الطلاب
تهتز أمامي
بالهوا والريح
يعلوها الفراغ
الخوف ... !
لا نجرؤ لمس الخشب
الغافي عليها
لا نجرؤ نبدأ !!
*   *   *   *
أذكر الغرفة في الساح
وقفل الباب يصدأ !!
اسأل الآذن:
من في الغرفة الموصودة الباب
يقول :
تحتوي فأراً وبعض الحشرات
إن من يخطئ في الدرس
سيمسي
أو سيغدو اليوم محشوراً مع الفأر
الذي يعدو كوحش ينهش الأيدي التي
لم تحسن النسخ
أو الخط
ويغتال البنات !!
*   *   *   *
منذ ذاك اليوم أخفيت التماعي
بين جمع الصف
أحسنت اجتماعي
وسط جو الغرفة الصماء
(كانت تبتني للفأر بيتاً)
يحضر الخبز
مع الجبن
ويأتي يطعم البنت
التي ....
جمعت بالصفحة الأولى لدرس
الحزن كل البينات
تصبغ الكف بدم ازرق
اللون على أرض المخيم ..... !
ويزوغ اللون رعباً
فيسيح الأحمر القاني
على أرضية الصف
ولا يبكي على الجرح
سوى الفأر
وتلك الحشرات !! 

2.  ترانيم غيرمكسورة

إلى غزة هاشم

الله اكبر يا عرب
الله أكبر يا أهل الأحبة في الحصار
الله أكبر ما الذي أخنى على جبهاتنا
فارتجت الأرض الحبيسة في المدار؟؟
وناء تحت النزف أولنا
وآخرنا
وصار الليل ادهم
والنهار !!
وسلمت الدماء على الفيالق
وامتطى الأبطال قبعة الدمار !!!
الله أكبر في المدى المحروق
والنزر اليسير من الدموع
انهال من جفن النؤوم !!!
وهلت الحدقات تبكي من تخاذلنا
على بطن الغيوم !
قد غاب فينا الغيث
وارتج الحصار بنا يحوم !!
وشيدت جدران يوشع
والدنى ترنو إلى ضحك السدوم
على التخوم !!
*   *   *   *   *
وراح مجنون الرمال يخط من كعب القدم
جغرافيا...... جغرافيا
دق الخطوط من الدماء
من البكاء
من الدموع الحاميات
من النواح
ومن صرخات عطشى البحر
تغرقها الموانئ بالجفاف
ويذرف البط البريء
مع النوارس دمعة الإنقاذ للموتى
ويدعو مركب الأحزان في الدنيا
لتسرع بالجحافل دربها !!!
نحو السديم
كأن في لون الدخان
وبعض ألوان الرماد
شعاع درب النار أو ما خلف الأعداء
كوماً من تقاليع الحصار !!
*   *   *   *
هل تدركون اليوم ما هتك الحصار !!
هل تعرفون الليل
ما معنى التلوي
والتثني بين أكوام الدمار ؟؟
هل تنظرون اليوم كم لحق الظلام
صباح امة احمد
واشتد في وضح النهار ؟؟ 
*   *   *   *
الكون يصرخ في الضمير :
فيا عباد الله
كبرت السماء .... !
واهتز عرش الكون في غزة هاشم
وقد شجى للسجن
والقضبان نورسها :
يا أمة الإحسان
والإسلام
والعقل الحليم :
لا نفع للغضب السقيم
فناء وجه اليتم في أهل لنا
يحتاج وقفة أهل كون الحزم
في وجه اللئيم !
ذاك الذي اخذ الأراضي والسلام
وطير البغضاء في جنح الحمام !
!!! وعاهد الأمواج مائجة
وهائجة بمد البحر
راهن بالأكاذيب التي
روى بها سطر القسم !
كذب القسم !
ونحن في بطن الرضا
قد وقعت أقلامهم للسلم حرفا من عدم !!
فتفننت خجلى وجوه الشعب رافضة
وعضت كفها من حدة الأحزان في شفة الندم !
ها .... قد وضعنا النون والأقلام
تحت دمائنا
والكل يضحك من تفرقنا
ويضحك من تغاضينا
عن الأحباب
في السجن المغلق
والنوارس تذرف الأنهار
ترفدها بعين الله
داعية إلى أهل البلاد
وغزة المحبوسة المنذورة
الأحلام..... !
ترنو والشواطئ ترتوي عطشاً
وتنهل من بطولة نزفها
فوق الرمال !!
لا ... !
لن ترتضي الأمواج تسحق ما ارتسم !
فالبحر أوله قسم
والمد وسط القيظ آخره
على أجفان غزة يرتوي
من دمعها !!
يا وحدها ...
يا وحدها .... !
ليصبح والنوارس
أهل الصحوة الكبرى
يعلق لافتات الصبر
والكظم المبين
مع انطلاق الثورة الكبرى
تفجرها
النوارس في الحصار
كما الحمم !!  

22/10/2007م