حالة التيه التي يقدمها الشاعر اليمني حميد الشامي أحد شعراء الحداثة اليوم في اليمن، ترسم صورة مكررة لحالات نعيشها اليوم وأمست صورة مأساوية لا مآل لها ولا ضوء في نهاية النفق، جزء من حالة التباس جديدة تمكن الشاعر من تلمس بعض أسرارها وفهم التماعاتها.

رأوا قُبوراً تُغلق نوافذهم

حميـد الشامي

قالوا سنعدل المرايا،

ولا يغضبون

فللأقزام نرجسيتهم..

سنشاركهم قهوتنا الريفية 

ونبكي

وليتمكن الظرفاء من صناعة قبورهم

بعيداً عن دمنا الملوث بدمنا

بكل الأشياء القتيلة،

لنا قطة شوارع أتلفت الحرب قدمها الصغيرة

ويتعفن الباقي من الوقت

..

استعاروا  ضحكة

لا يمكنها العودة إلى الوراء

بينما هي جرح يتضاعف..

بدلا عن هذا

يضعون المكسرات على قضبانهم الباردة

حين ترادف اللزوجة جسد الفقيرات وأفواههن الوثنية

لهم التقيؤ بعد الذوبان الوردي

ولهم بيوت دون أسرار

العاثرون لحظة الحظ ينسف جسده

على بحر لا يحتمل أكثر

أصدقائنا

من حكاية مالحة للخوف

الوجلين  ساعات لا تقاوم الماء

أو المواعيد

يكتفوا

بقُبلات صالحة للنشر..

لأن هياكل عظمية تتغوط  بكل الأزقة التي يسيرون

..

هم فواكه : وبنظرة حمقاء للخارج

فاتهم إن في إعطابهم تنام آلاف البهجات

لو..

أشركوها عائلاتهم الكبيرة

عائلاتهم العصية عن الركض والتأويل

حتى تتخلى كل البيوت عن غلق أبوابها

كيف

من دمهم حين قايضوا الغابة بللها الدائم

مقابل نوم كأناتها على تخومه المتخثر ..

دمهم

تقع عليه :

طيورا لا تعرف اليابسة فترقص بخفه أوراق خريفية

وحوش ذهبية على زجاج النوافذ

تتقافز بفواصل من ظلال أرجوحات فارغة

نملات في النظرة المثقوبة لسماء تعوي وتتداعى

دون رقص، تتدلى مشنقة من ضوء

فقط

هم : علموا الغصن، لأنها الحرب

إن يصدر انفجاراً مدوياً ساعة وقوعه

حملوا الممرات إلى الأسطح  وحملتهم الأسطح إلى القبور

سايروا التي نذرت جسدها حتى المعابد 

اشتروا عيون زجاجية لدود الله

حتى يروا ما يرون،

من موت الفصول والأقبية

ولهم أجسادهم الهجينة من المنافي،

غيوم تتدلى من النوافذ

لا صعود

أو بقاء

من بدائية  تصب رحيقها الغريزي

على أكتافهم المنتفضة، على أناملهم الرخوة

تذكروا وضحكوا :

أخبروه عن قتلة عبيطين حتى

حين يموتون يتركون عفنهم بداخلنا ويناموا

أما نحن

الضحكة التي ما استلذها أحد

..هم..

ندوم

ولا ندوم.

 

hamiedalsh@gmail.com

شاعر من اليمن