تشرح الشاعرة سميرة عباس التميمي جزء من لواعجها الداخلية كي تتقاسمها مع القارئ في هذا النص الشعري عبر تركيزها على صوت الذات التي لا تمل من الكشف عن شجونها وهي ترتبط بحس وشجون فضاء موازي هي عوالم افتراضية تتباين خلالها أبعادها الخيالية مع الواقعي.

لواعجُ قلبٍ في منتصفِ الليل

سميرة عباس التميمي

في غفلةِ المسافرينَ عن أوراقي العاشقة
أستكينُ إلى أنفاسِ الليل
وأدع نجومَهُ تضيءُ أسطري
استهلُّ رسالتي بسلامٍ ، وباقة وردٍ عطرة
أتفردُ بلحظةِ الوجد
وأتيحُ لمسافاتِ الزمن بثَّ لواعج حبي لك
يحرِّرُني لقياك من ضجيجِ المدينة
أكسرُ سلاسلَ الانتظار
أصبحُ حمامةً زاجلة
تلهثُ أجنحتُها بالأشواق
وأبوحُ بجملِ معبرةٍ كبيرةِ الحلم 
على ورقةٍ بيضاء
تغدو مواعيدي شموساً
وقلمي ريشةَ فنان
أسمعُ نبضَ وريدي
وبارتباكاتِ قلبِ حمامة

أضغطُ على الـ « enter »

يالبهاءِ الليلٍ وبهائك
مذ عرفتُكَ أصبحَ للحروفِ ألوان
وللكلماتِ أوزان
لكنَّ الليلَ طويلُ الأناة
ونجومُهُ مرتقبة
وأنا بينَ لحظةِ الخيالِ والحقيقة
أتفتَّحُ جمرةَ نارٍ
من برعُمِ وردة
لقلبي دقاتٌ كطبولِ الاحتفال
اسمعُ موسيقى تدخلُ النافذة
تخرجُ من دفترٍ نوتاتِ جاري
يبعثُها الليلُ رسولاً إليَّ
وتدفعُني إليك
كمهرةٍ في الحقلِ تطير
أُسجِّلُ إعجابي بنُبلك
ذلك اليوم رميتُ بأوراق مهمة
وقع عليها حبُّنا
وتغاضيتُ عن لحظاتٍ أسعدَنا القدرُ بها
ذلك البرقُ الذي أرعدَ في نظراتِنا
والمساءاتُ العابرةُ عبر شفاهِنا
أتكئُ على رسائلي القديمة
لها نغمةُ صوتي وعبيرُ أنفاسي
فهل تقبلُ الاعتذارَ ياحبي !؟
ثلاثون يوماً أو يزيدُ،

 وأنا أحلمُ بغيثٍ يمطرُ على صحراءِ روحي
بأصابِعك وهي تمسحُ خدِّيَ بالبركة
لتهدأ أنوثتي المستيقظة
أنتظرُ إجاباتٍ على تساؤلاتٍ محرقة
هكذا كانت أشواقنا
نخفيها في ظروفٍ يلفُّها الحياء
فيا للهفةِ الانتظار!
ورومانسيةُ الرسالةِ مرايا المساءِ تشهد
ألا حبيباً في قلبي إلا أنت
ولادمعاً ذرفتُهُ

إلا وقد روى صدقَ كلماتي وقصائدي
تمرُّ الأيامُ وتُطوى ليالٍ
وبصبرِ زوجةِ بحارٍ في عصورِ السفنِ المرتبكة
والزوارق القلقة
أنتظر لُقياكَ في غفلةِ المسافرين
عن لواعجِ قلبي الحائرِ تحتدمُ الكلماتُ في رأسي
أشمُّ رائحةَ وردٍ من مكانٍ ما
أضغط على الـ((enter)) سطراً تلوَ سطر
ثانيةً  تتبعُ ثانية
ويقتربُ القطارُ من المحطة
يطلعُ الصبحُ من رَحِمِ الليل
كما اطلعُ أنا من ضياء ِوجهك
أملي ألا يكون الأمرُ حلماً
فأبقى والوسادة وحيدين
تقبلْ حُبِّيَ

واعتزازيَ .